نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي

نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي (http://vb.alhilal.com/)
-   المواضيع المتميزة (http://vb.alhilal.com/f58/)
-   -   • قصّة : منَ الصعبِ أن أبتكرَ صيفاً (http://vb.alhilal.com/t711856.html)

ميّادة 03/02/2009 01:11 PM

• قصّة : منَ الصعبِ أن أبتكرَ صيفاً
 
*
يُربكني اشتعالُ الفصول .. هذهِ الدورة الطبيعية للطقس , كل الأشياء حولنا تُعيد تكرار حياتها
نهاية حياة البعض استئنافٌ لحياةِ آخرين
و ها أنا الآن أراقبُ اشتعالات العمر .. تعاقبُ فصوله بفعلٍ مجازيّ .. و ليتَ كُل حياةِ الآخرين تأتي في توقيتها المُناسب
بصيفها .. و شتائها .. و خريفُ أيامها الذاوية
من السهل أن نبتكر حياةً إضافية .. لكن في عزِّ الشتاء , من الصعبِ أن أبتكرَ صيفاً !




* العنوان للشاعر مُنذر مصري .

ميّادة 03/02/2009 01:19 PM

.

الفصل الأول





أضعُ حقيبتي بسرعة في المقعد الخلفيّ .. أرتّب حجابي جيّداً و أغلقُ الباب . عليّ أن أحضر مبكراً هذا الصباح و إلاّ سأتعرض لتحيّة من نوعٍ آخر
يتراءى لي وجهُ العم صالح من المرآة الأمامية بابتسامتهِ السمحة
- لا تنسين الأذكار بنتي

أشعر براحة غربية تعتري قلبي كلما سمعتُ " بنتي " من فم العم صالح .. أحب حرصه الشديد و نصائحه المتكررة تماماً كاسطوانة الأمهات المشروخة لأطفالهنّ الصغار كل صباح
العم صالح سائقنا منذ زمن , رفيقُ دروبي الطويلة .. و متاهاتي الصعبة . كل هذه الدروب الممتدّة تتشكل على هيئة حنينهِ المُلِحّ للأهلِ و الوطن .
أعرفها جيداً هذهِ اليد المُتعرجة التي أمضت عمراً تلف مقود السيّارة و هي تجوب طرقات المدينة , أحفظُ خطوطها و حتّى عروقها البارزة بفعل الزمن .
كيف لا و هي اليد التي كانت تقبض على يدي لتوصلني كل صباح إلى الروضة .. اليد التي كبرت يدي تحتها و هي تصحبني إلى مدرستي و جامعتي و الآن إلى مقر عملي

يخبرني أنني أشبه ابنته فاطمة كثيراً , و الحقيقة أنه غادرهم منذ زمنٍ بعيد .. منذ أن كانت فاطمة في مهدٍ تهزّهُ يمينُ أمها الصبور ,
و ها هو يصحب طيف فاطمة في غربته , يُغذّي ملامحها بملامحي .. حتى أصبحتُ في عينيهِ فاطمة وهوَ الذي لم يرَها بعد
أصبحتُ ابنتهُ التي كانَ يرقُب ضآلتها إلى أن أضحت فتيّة .. هذا الطريق الطويل الذي نقطعهُ كل نهار اختزلَ الكثيرَ من عاداتي .. و كانَ هو قوتُ العم صالح الذي يحصدُ منه تكوينَ تفاصيلي ليبثّ بها روحُ طيفِ فاطمة ..

هذا الطريق فكَّ خطوطَ طبائعي أمام العم صالح .. فأصبح يعرفُ أيّ الأغنيات أحب أن تشاركني طريقي نحو العمل
و أيّ محلات الآيس كريم نتوقّف أمامها ليمنحني لفحةَ بردٍ تحتَ سطوةِ الشمسِ الحارقة
-هيا بنتي .. انزلي و صلنا

يوقظني صوته الآتي من عمقِ الشرود فألقي عليه وداعاً سريعاً و أمضي باتجاهِ المبنى محاولةً اختصار تباعد الخطى لأحظى بقليل من الوقت قبل وصول مديرنا الجديد ,

لا أريد أن أترك انطباعاً سيئاً لديهِ عن احترامي للوقت الذي يُعدّ نصفَ مهام العمل
أذهب مسرعةً باتجاه المصاعد و أطلبها جميعاً و أبقى في انتظار أسرعها استجابة ..
من بعيد أرى زميلي يقطعُ ذات الممر بسرعة نحو المصاعد, يبدو أنه يشاركني ذات القلق
توقّف المصعد الأول , دخلت بسرعة و سبابتي تكبس على زر الطابقِ السادس . في تلك الأثناء تعترض قدم المهندس فهد باب المصعد
أرفع نظري متأففة من هذا الاقتحام الفج .
- روح مصعد ثاني لو سمحت أخوي
- شركة أبوك و أنا مدري ؟

" اللهم طولك يا روح .. مو ناقصته الحين هالغثيث و الله "
أهم بالخروج من المصعد فلم أعد أملك طاقة مزاجية كافية لاستيعاب تصرفات هذا الأرعن . لكن يبدو أن حياءه استيقظ مؤخراً فأزاح قدمه عن الباب ليترك لي مهمة تفريغ هذا الضجر الصباحيّ
- مرحبا أستاذة
-أهلين لينا صباح الخير .. وصل المدير الجديد ؟
- لا ما وصل .
- اووف .. الحمد لله

أدخل مكتبي لأنجز بعض التقارير المؤجلة و أعيد تهيئة نفسي لهذا النهار الشاق و الطويل


**

في تمامِ العاشرة تُبادرني لينا بنبرةِ تعاطف
- أستاذة المهندس فهد اتصل أكثر من مرة يقول في شغلة ضرورية بخصوص المشروع
- اوكي لينا لو اتصل حولي لي المكالمة
- إن شاء الله

أعود لأكمل أوراق العمل المطلوب تقديمها اليومين القادمة عن المشروع الاستثماريّ الذي تتبناه الشركة.
في تلك الأثناء تصل المكالمة :
- مرحبا وزيرتنا الواعدة .. صاحبة مشروع تخصيب اليورانيوم في جزر الواق واق
- أستاذ فهد ممكن تختصر الديباجة الطويلة لأن ماعندي وقت بالمرة
- ايه دارين بوقتك الثمين ما شاء الله , تبديده بدون فايدة هدر للموارد البشرية للدولة
- ياهالصبح المتنيل
- قلتي شي ؟
- أبد أستاذ .. آمرني
- ما يامر عليك ظالم , بغيت أسألك عن ملف المشروع اللي بنقدمه بعد يومين و اللي المفروض يكون على مكتبي قبل اسبوع و للحين ما خلصتيه
- إن شاء الله بيكون على مكتبك بعد ساعة .. شي ثاني أستاذ ؟
- ايه .. مرة ثانية كلمي سكرتيرة قسمكم تحولني مباشرة والله لو إني طالب كلينتون كان رد
- إن شاء الله


عدت لإتمام الناقص من التقارير المطلوبة و بعثت بها للتدقيق و أنا حتى الآن لم أتخلص من قلقي بشأن المدير الجديد و مدى مرونته في التعامل الإدراي مع الموظفين

ميّادة 03/02/2009 01:21 PM

.

الفصل الثاني



مضت أيام العمل الأولى على خيرِ ما يُرام . عقدَ مديرنا الجديد اجتماعاً للتعارف المبدئي على الطاقم الإداري و المهندسين و لتوضيح الخطوط العريضة
لسياستهِ في الإدارة الجديدة .
يبدو أنّه رجلُ وقت , لا يتنازل عن الثواني الهاربة من ساعاتِ العمل .. حدّثنا بلهجة واثقة عن أهمية التعاون لانتهازِ الفرص في كسبِ وقتٍ إضافيّ يضمنُ سيرَ خطط النجاحات كما هو مرسومٌ لها بالضبط
تُلفتني هذهِ الدقة المُتناهية في حديثه و إرشاداته التي كانت عمليّة أكثر مما يجب .
هذا يُعزز مخاوفنا كموظفين مُتساهلين نوعاً ما في الفترة الأخيرة من الإدارة المنصرمة . لكن على ما يبدو أننا سنتعرض لأيام عمل قاسية لكنها أكثر فاعليةً و نتاجاً
استلمَ المشروع المهندس فهد بمساعدة من طاقم إداري من قسمنا و الجميل في هذا أنني لستُ على قائمة من لهم تعاملاً مباشراً مع السيد المتعجرف فهد.

أصبحتُ أستغل ساعة عمل إضافية في مكتبي لأنجز بعض المهام التي أكلّف بها . فلن أكونَ فريسةً سهلة يلوكها لسانُ مديرنا السليط .
ثم أعودُ بعدها بأعباءٍ مُضاعفة إلى المنزل .. أو مقبرة الأحياء كما يحلو لأختي مُنى تسميته .
مُنذ أن تزوجت منى و أمي تغالبُ حنينها بوضع رُزنامة التقويم أعلى التلفاز في الصالة .. و تبدأ بتقليبِ أوراقهِ بولهٍ يوميّ لرؤيةِ وجهِ منى و أحفادها مساء الأربعاء .
فمنى الرفيق الروحيّ لأمي .. صديقة أحاديثها الطويلة عبرَ أسلاكِ الهاتف , قبل أن تتزوج أختى منى لم تكن أمي تفزّ ولعاً عندما يرنُّ جرس الهاتف
و لم تعتد أن تُغالبَ سنها في المشي سريعاً نحوَ باب المنزل الرئيسيّ عندما تسمعُ من بعيد صوتَ أبواق سيارة سائقهم .
أصبحت تعتني أكثر في الجزءِ الخلفيّ من حديقةِ المنزل .. و ألحّت بشده على أبي لأن يُحيلها إلى صالة ألعابٍ صغيرة و مفتوحة و إلى أرضٍ مُعشبة تستطيع أن تُقيمَ بها الحفلاتِ الموسميّة لأبناءِ منى الصغار .
منذُ أن رحلتَ منى افتقدَ بيتنا روحاً كانَ يتّكئ عليها .. و أصبحَ حضورها الأسبوعيّ يُحيلً بيتنا إلى كرنفالاتٍ و أعراس و شجاراتٍ مستمرّة مع طفليها

أبي شخصُ عمليّ .. و هادئٌ جداً .. و لا يكادُ يفارق مكتبته الضخمة إلا عندما تُكرر أمي اختلاسها النظرَ إليه من خلالِ البابِ الموارب .
فهيَ تقضي يومها فقط بإعدادِ قهوتهِ المُرّة و جريدتهِ في الصباح , و وضعها أمامهُ على منضدة صغيرة في زاوية المكتب . ثم تعدّ لهُ أخرى في ذاتِ الفنجانِ مساءً و تُفرغ منفضةَ سجائره
لا يُمارسُ والدي دوره الأبويّ إلا مساءَ الأربعاء ..وحدهم أبناءُ منى من يضخّون الفرحَ في روحِ والدي , و يمنحوننا فرصة أن نراهُ مُبتسماً و ضاحكاً كطفلٍ شقي .
وحدهم من يملكونَ كافة الصلاحيات للّعبِ و إحداث الشغب و الضجيج في مكتبِ والدي . و كلما هرعت منى لتوبيخهم أوقتها نظراتُ التأنيبِ في عينيّ والدي .
- خلّوا عيالي على راحتهم !

أستطيعُ بحسّ الأنثى أن أرصد شهقاتِ أمي الخفيّة كلما نطق والدي " عيالي " .. الحُرقة لأنها لم تُنجب لهُ ابناً ما زالت تعتصرُ قلبها .
أمي تحبُّ والدي كثيراً .. و دائماً أسترق السمع إليها و هي تحكي لمنى عن مغامراتهم الصامتة قبل الزواج . تُحبّهُ بعظمةِ حبِّ المرأة الشرقيّة .. بعظمةِ ولائها و تفانيها و خدمتها لزوجها
و أبي يُحبّها بصمتِ الشرقيّ المُتعالي على الكلام .. إنهُ لا يبوح فعلى قدرِ القراءة النهمة التي أفنى عمره في ملاحقة الكتب من أجلها إلا أنه لم يشعر بأن تلك القراءة قد
ابتلعت لسانه فلم يعد قادراً على البوحِ سوى للورق .. و عبرَ عمودهِ اليوميّ في الجريدة . و هذهِ إحدى الفضائل التي ورثتها عن أبي .

تقولُ أمي أنّ الله قد اختصرَ في وجهي ملامحه .. و في روحي طبائعه , لكنه لم يذكر لي مُطلقاً شيئاً كهذا
و حتى أنا لا أعلم هل هو يؤمن بهذا التكوين النفسيّ المُشترك بيننا أم أن شيئاً ما قد اعترى حياته و يخشى أن يمتدّ إليّ أيضاً .
فأبي ما زالَ لُغز حيرتي الأول .

منذ طفولتي و شخصيّته تستعصي على إدراكي , إلا أنّني لم أبكي يوماً لأنّه لم يصحبني إلى مدينةِ الألعاب أو لأختارَ هدية نجاحي بنفسي
فقد كانَ العم صالح يقومُ بدورهِ الأبويّ معي على أكملِ وجه !
الابتسامة التي افتقدتها في أبي أراها كلَّ يومٍ في عينيّ العم صالح .. لم أحزن يوماً عندما أركض لأستقبلَ أبي أثناءَ وصولهِ و أفتّش بالأكياسِ في يده فلا أجد سوى كتباً جديدة , فقد كان العم صالح يطرقُ بابَ بيتنا محمّلاً بأكياسِ الحلوى و الألعاب .
لم يدرك أبي حتّى الآن أنه رتقَ غيابهُ كأب بحضورِ العم صالح إلى بيتنا .

ميّادة 03/02/2009 01:23 PM


لا أعلم أينَ أريد أن أصل .. إلا أنني أعلم أن ثمّة أشياءٍ تنزُّ أصابعي .. تحثّني على الكتابة .
قد يكون هذا الاحتراق كافياً لاشعالِ جذوةِ المواصلة
لم أربط الخيال بالواقع .. هذا يُتعبني جداً .. لذلك كل الأحداث لا تخضع لبروتوكولات إقليم أو شخص معيّن :)


هل ما هنا يستحق الإكمال ؟

لميس الهلالية 03/02/2009 01:36 PM

إقتباس:

الرسالة الأصلية كتبت بواسطة ميّادة (مشاركة 10964266)



هل ما هنا يستحق الإكمال ؟

جداً..
كما أن هنا ما يستحق العودة

القاضي 03/02/2009 02:03 PM

تبارك الرحمن ، و أنا من المتابعين ولو في الصفوف الخلفية.

~SaKaB 03/02/2009 02:09 PM


ما شاء الله .. متابع :)


..........................

كان هنا 03/02/2009 02:11 PM

إقتباس:

لا أعلم أينَ أريد أن أصل ..
هذا سبب يعطي الاستمرار أحقية ..

متابع .

هلالي من ارض اليمن 03/02/2009 02:37 PM

ما شاء الله

يا ميادة اين اخفيت هذا القلم الجميل عنا الذي لا نلتمسه الا في حضور جميل بين هناك وهناك

قصة ممتعه صنعها خيال خصب او صاغتها يد تجيد الحديث عن نفسها

في كلا الحالتين ما يعنينا اننا سنبقى متابعين ،،،

دمت في خير ،،،

ريفيلينو 03/02/2009 03:04 PM

®©™سلااااااااااااااااااااااااام ™®©

إقتباس:

الرسالة الأصلية كتبت بواسطة ميّادة (مشاركة 10964247)

الفصل الثاني

و كلما هرعت منى لتوبيخهم أوقتها نظراتُ التأنيبِ في عينيّ والدي .

أوقتها = أوقفتها <=== خطأ مطبعي


إقتباس:

الرسالة الأصلية كتبت بواسطة ميّادة (مشاركة 10964247)
هل ما هنا يستحق الإكمال ؟

مؤكد اخت ميادة


®©™وسلااااااااااااااااااااااااام ™®©

وليد القحطاني 03/02/2009 03:11 PM

ذكرتينا بالغالي أبو ريمان
متابع لك ِ .

sowaid 03/02/2009 05:03 PM

قصه جميله اختى
واصلي التألق

لاعدمناكـ

f.s.sh 03/02/2009 05:17 PM

مشكوور اخوووي واجعله فى موازين حسناااتنك يالغالي

القيصر رهيب 03/02/2009 05:18 PM

مُــتــابــع .. ~ :)
...................

أوَار 03/02/2009 05:29 PM

.......

مٌتابعه و سأعودْ بفرح لكِ : )

طوق الحمام 04/02/2009 05:02 AM

هل ما هنا يستحق الإكمال ؟
نعـــم يستحق الاكمال وبا شده
اكملي ما ابدعتي مياده
انا هنا متابعــــــــــــــــــــــــه

المحبره 04/02/2009 08:35 AM

إقتباس:

هل ما هنا يستحق الإكمال ؟
بالتأكيد ..

أنا هنا .. أرتقب !

ميّادة 04/02/2009 09:52 AM

لميس .. هذهِ الـ " جداً " تكفيني و أكثر , شكراً لكِ
**
القاضي .. لكَ صدرُ المجلس أيها القدير .
**
سكب الهلال .. كان هنا
شكراً للمتابعة
**
هلالي من أرض اليمن .. من الأسماء التي تعنيني قراءتها كثيراً
مرحباً بكَ على الدوام
**
ريفيلينو
شكراً للتصحيح , سأتدارك بعض الأخطاء الصغيرة في القادم بكل تأكيد
يا هلا بك .
**
وليد القحطاني .. هلابك و تحيّة للغائب .
**
sowaid
f.s.sh
القيصر رهيب
القناصة الهلالية
محامية
المحبرة

شكراً للمتابعة .. لن أتأخر كثيراً .

عقد الياسمين 04/02/2009 10:32 AM

يا صباح الجمال ..





( من الصعب أن أبتكر صيفاً ) ..

بعدما قرأت أول فصلين أعتقدتُ أنها ستكون حافلة بالجمال هذه القصة..


معكِ ..:yes:

DHOOOM 04/02/2009 10:34 AM

ميـاده , اسم ارتبط بالإبداع

فميادة تطرب الآذان , وهنا ميـادة تصوغ الألـحـان بروعة وجمـال

بانتظارك

M!ss 7up 04/02/2009 11:31 AM

ميّاده
اقول لك الحقيقه :yes:

لم اكمل بعد قرائه ماكتبتي

ولكن اسجل اعجابي الشديد بقلمك
وسوف اكمل بقيه قصتك

بصراحه مبين انها مشوّقه باللحيل

ميّاده :smilie47:

واصلي يابطله
وسوف اواصل قرائتي ومتابعتي لقلمك

دمتي مبدعه :smilie47::rose:

Blue Sun 04/02/2009 04:23 PM

ما شاء الله

مــتــابــع ...

الهنوووف 04/02/2009 07:10 PM


..

متشوقة لـ يوم الاربعاء لكـ اقرأ ماكتب هنا
كنت متيقنه انه يستحق القراءهـ

المكان هاديء ورائع :rose:وماكتب يستحق الجلوس
تحملي شي من شقاوتي عطفا على طول مكوثي هنا :lo:
.

العم صالح :smilie47:
هالموظف يقهر :ap:والمصاعد مشاكلها عويصه

\
:smilie47:
/



ماشاء الله يـ مياده
s34s لك

الهنوووف

كانت

هنا

و.ستبقى :ga:..

كيفوه 04/02/2009 07:45 PM

رائعة يا ميّادة !!
بداية قوية جدا..!!

>>> متابعة :rose:

ميّادة 04/02/2009 09:51 PM

.


الفصل الثالث



<?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-comhttp://vb.alhilal.com/ /><o:p></o:p>...<B><FONT face=<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
مضت إجازةُ الأسبوع حافلة باللحظاتِ الصاخبة برفقةِ مُنى و أبنائها , لم تتنازل أمي عن مبيتهم عندنا في يوميّ العطلة . <o:p></o:p>
كنتُ أستمع لوقعِ خُطى أبي و هو ينزلُ السلّم متجهاً إلى المسجد بعدَ آذانِ الفجر , تاركاً وراءهُ خيطاً روحانياً من تسبيحاتِ السَحَر . تتبعهُ أمي بعدَ قليل لتفرشَ سجادتها في الصالةِ العلويّة .. كنتُ أشعر بالسكينة تتسللُ خفيةًَ من خلالِ بابِ غرفتي المُوارب .. ابتهالاتُ أميّ و أكفّها التي ما فتأت تبسطها باتّجاهِ السماء تُكسبني طمأنينة و خشوع .<o:p></o:p>
و ماهي إلا دقائقٌ معدودة و تعودُ أمي لتطرقَ بخفّة بابَ غرفتي و تتبعهُ بغرفةِ مُنى المُجاورة ثم تذهب لإعدادِ إفطارنا و سماحةُ الفجر تنبثقُ من ملامحِ وجهها الوقور .
<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
بدأت ساعاتُ العمل الأولى مزدحمةً بالمهام , شرعتُ نافذة المكتب و بدأت في جمعِ الأوراق المُدون عليها بيانات أحد المشاريع ..
رأيتُ من خلالِ الباب الزجاجيّ المهندس فهد في طريقهِ نحو الماكينة الآلية أقصى الممر ليحضر قهوته .. كنتُ أعرف أنه لابدّ أن يمر على مكتبنا للتحيّة الصباحية المُعتادة , <o:p></o:p>
تظاهرتُ بالتركيز الشديد في إدخال البيانات المدوّنة إلى الحاسب , رفعتُ نظري بلمحةٍ سريعة و رأيتهُ متكئ على حافةِ الباب بابتسامتهِ المُتهكّمة , عدتُ للانشغال بطباعةِ الأرقام <o:p></o:p>
- أحمد أحمد .. بالله تعال <o:p></o:p>
مااااشاء الله شوف الإدارة اللي ننحسد عليها , موظفات شغّيلات بجد <o:p></o:p>
وحدة لاصقة بالشاشة و الثانية ما تشوف راسها من كثر الملفات و بالأخير أنواااع الأخطاء بالتقارير<o:p></o:p>
بالله لو إنكم على سوالف الضحى الحين مو أصرف ؟<o:p></o:p>
كنت أغالب ضحكتي و أنا أرى المهندس أحمد الخجول يحاول اصطحابه معه<o:p></o:p>
- الله يعينهم عليك والله , امش بس<o:p></o:p>
- خير يا أخوان ؟؟!<o:p></o:p>
أدرنا رؤوسنا جميعاً بهلع نحوَ الصوت القادم من خلف المهندس أحمد .. لم يكن سوى مديرنا الجديد<o:p></o:p>
لم أستطع إخفاء شماتتي و أنا ألحظ الإحراج يزحف بشدة على ملامح المهندس فهد<o:p></o:p>
- لو سمحتوا هالتسيّب مرفوض بين المكاتب و الممرات , عندكم كافيه تحت بالبريك سولفوا براحتكم لكن بساعات العمل ممنوع<o:p></o:p>
يحاول المهندس أحمد إنهاء الحديث بصوته المضطرب <o:p></o:p>
- ابشر <o:p></o:p>
خرج المدير بانزعاجٍ واضح و لحقه المهندس أحمد , و ما إن اختفى من الممر حتى انفجرت حياة بضحكة مكتومة <o:p></o:p>
- ههههههههه بتحط نفسك بمواقف بااااااايخــة <o:p></o:p>
- هيّن يا حياة .. إن ما عذبتك بالتقارير ما أكون فهد

أكملنا اليوم بجدّية أكثر , لن يصعب على المهندس فهد أن يكسب ود المدير , فكل من في الشركة يحبّونه بقدرِ ما يعرّضهم لمواقف محرجة أمام زملائهم
<o:p></o:p>
في ظل الإدارة الجديدة بدت الشركة أكثر تنظيماً في نتاجها و خطط سيرها عمّا هي في السابق و الفضل في ذلك للإدارة الحاذقة وإلى كادر العمل . فقد كانَ المهندس فهد هو الأكثر كفاءةً في الإدارة الحالية . امتلاؤه بالشغب و الحياة كان مكملاً لنشاطهِ كعنصرٍ فاعل يعدُّ ورقة ربح للشركة .
<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
انقضى شهرٌ الآن , و وضعُ الشركة في ازدهار دائم , أصبحتُ أكثر إتقاناً و مرونة في التعامل مع طبيعة عملي , جدّية الإدارة كانت ذاتَ مردودٍ إيجابيّ بالنسبةِ لنا . <o:p></o:p>
أوشكَ المنهدس فهد على إنجاز المشروع المُكلّف به . المجسّمات العينية كانت مذهلة جداً , فهو بارعٌ في ترجمة الأفكار الصغيرة على الواقع إلى كتلٍ هندسيّة غاية في البراعة و الإتقان .
<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
حياة كانت ضمنَ الطاقم الإداري المهتم بالمشروع و على اتصالٍ مُباشر مع المهندس فهد<o:p></o:p>
أحدى الليالي هاتفتني بصوتها الخافت , أخبرتني أنها تُعاني نوبة حُمى و تحتاجني في إدخال بعض البيانات و إرسالها للمهندس فهد , وافقتُ على مضض أن أتواصل معهُ على بريد العمل الخاص به لأنّني لم أجد بُدّا من مساعدتها .<o:p></o:p>
أمضيتُ ساعات طويلة في إنجازها و بعثتها على البريد .. أخبرتهُ في نهاية الرسالة إن كان هنالك ثمّة ملاحظات بإمكانهِ أن يرسلها لأتممَ تعديلها في أسرع وقت
<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
خلال دقائق بسيطة وصلت إضافة على بريدي , لم أستغرب كثيراً هذا التصرّف من صاحب الإقتحامات الفجّة <o:p></o:p>
ألقيتُ عليهِ التحيّة و سألته بشكلٍ مُقتضب عن المواد التي بعثتها له .. أخبرني أن التنفيذ كانَ بالشكل المطلوب . لم أُطلْ في حديثي معه .. استأذنتهُ و سجّلت خروجي و الحيرة تنتابني من هدوئهِ المُفاجئ .<o:p></o:p>
تذكرتُ أن حياة قد أخبرتني منذُ مدّة أنهُ أصبحَ هادئاً على غيرِ العادة .. صامتاً و مُتفانياً أكثر في العمل .
<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
أتى يومُ الأربعاءِ الذي تنتظرهُ أمي كُل أسبوع .. حنينها كانَ يطوي لحظات الترقّبِ الباردة .<o:p></o:p>
لم أدرك صدقَ ما يُقال بأن " ما أعز من الولد إلا ولد الولد " إلا حينما أرى أمّي ليلةَ الأربعاءَ تستنفرُ كل طاقةِ من هم بسنّها بأن تعيدَ ترتيب غرفة مُنى بنفسها , و تملأ الثلاجةَ الصغيرة بعُلبِ المشروبات و ألواحِ الشوكولا لأبنائها ثم تقضي نهارها باستعجالهم في المجيء .
عادَ أبي بعدَ صلاةِ العشاء .. و ذهبتُ أنا لمساعدةِ أمي و منى في إعداد العشاء بحديقةِ المنزل <o:p></o:p>
كانَ الجو مُحرّضاً للبوحِ الداخليّ أكثر من التسامر برفقةِ آخرين <o:p></o:p>
جميلٌ أن تتواطأ الطبيعة مع أرواحنا بهذا التلاحم الفطريّ .. اتّساعُ الأفق كانَ كعكّازٍ يستثيرُ الحزنَ للإتّكاءِ عليه .<o:p></o:p>
جلستُ في ركنٍ بعيد أستمعُ لحديثهم حيناً .. و أسترقُ النظرَ إلى العم صالح الذي كانَ يجزُّ النعناعَ حيناً آخر .<o:p></o:p>
كانَ أبي مُستلقياً يرقُبُ السماءَ بعينٍ مُغمضة .. لكنّهُ بيصرها بعينِ قلبه .. أجزمُ أنّ طيفُ جدّتي يتراءى لهُ الآن . على قدرِ ولعها به إلا أنّها ترفضُ أن تُفارق قريتها للعيشِ معنا .
<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
سحبتُ حجابي و أخذتُ كوب شاي للعم صالح .. عندما شعرَ بمجيئي التفت إليّ بابتسامةٍ ثمّ عاد ليمارس شغفهُ في الاعتناءِ بكل الكائنات الصامتة في الحديقة .. العم صالح بذرة كُل ما هوَ ينبضُ بالطيبةِ في بيتنا .. هكذا هم صانعوّ العطاء .. لا يهتمّون بحياتهم بقدرِ اهتمامهم بتهيئةِ حياةِ الآخرين من حولهم .. و كأنّ السعادة الداخليّة لديهم تستمدُّ عنفوانها من سعادةِ الآخرين .. <o:p></o:p>
ينفضُ يدهُ عن التربةِ العالقة بين أصابعه و أناولهُ كوبَ الشاي و أمضى نحو المنزل .
<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
صعدتُ إلى غرفتي و شرعتُ النافذةَ في وجهِ الليل .. فرقٌ شاسع بينَ غرفتي و غرفة أختي مني <o:p></o:p>
كما هو الفرقُ السحيقُ بينَ طبائعنا .<o:p></o:p>
الفوضى الداخليّة التي تعتريني تتجسّد بشكلٍ ملحوظ في غرفتي .. تُحاولُ أمي كثيراً أن تحدَّ من فوضويتها إلا أنّني أستاءُ من أيّ اقتحامٍ لما يخصّني .<o:p></o:p>
تمتدُّ انفعالاتي الداخليّة على جدرانها .. و معالمها الصغيرة , كل ركنٍ بها قد اختزلَ شيئاً من أيامي , <o:p></o:p>
تلكَ المرآة وحدها من تملكُ الإجابات الكافية لإدانتي بالبكاءِ المشهود . حتّى الأريكة تقرأ جيّداً حركاتي و سكناتي و أيّ الكتب و الأفلام تستثيرُ ميولي .كم تبعثُ كل هذهِ التفاصيل رغبةَ البكاء ... أو الاحتواء <o:p></o:p>
لا يهم ! .. المُهم أنّني بحاجةٍ مُلحّة إليهما الآن .<o:p></o:p>
<o:p></o:p>

DHOOOM 04/02/2009 10:39 PM

أبو فيصل قالها : مذهـلــه

الســs ــراب 05/02/2009 12:43 AM

طآبت ليلتك ..
 
ميَآده

يحرجني ما يخطه يدك ..
لا آعرف كيف يكون الشكر وسيلة لشكرك ..

آقف آجلالاً وآحتراماً لحروفك الندية ..



.. قلمك عذب فلا تحرمينآ ..


لكِ :rose:

BLUE BIRD 10 05/02/2009 01:21 AM

مياده ..
في الحقيقهـ أتابع ما تكتبين هنا دائماً ..
يروق لي قلمك جداً جداً !!
سأتابع بصمت ..

أحلـى هلاليه 05/02/2009 02:03 AM

اسالك
هل التميز ياخذ منكٍ
متابعة لكي

ريفيلينو 05/02/2009 03:26 AM

®©™سلااااااااااااااااااااااااام ™©®

فصل ثالث جميل

سؤال خطر ببالي الآن

هل القصة جاهزة لديكِ الآن كاملة وتقومين بإدراج الفصول هنا على حلقات بفترات زمنية ؟

ام ان كل فصل تضيفينه هو نتاج وقته ؟



سأتابع بصمت - قدر المستطاع :)



®©™وسلااااااااااااااااااااااااام ™©®

~بنت الزعيم~ 05/02/2009 08:10 AM

صباح الجمال الغير عادي
 
.







قلمك يستحق أن نسترق من أوقاتنا لـ قراءة ما يكتبه :yes:
ميادة :smilie47:
أحبُ قلمك / فكرك كثيراً و متابعه لكِ دوماً :rose:

عقد الياسمين 05/02/2009 09:26 AM

يالله .. فصلٌ آخر ممتع كـ سابقيه ..

وما ذيلتِ به النص من المشاعر كان أشبه بخاطرة تلتفُ حول أحداثٍ صغيرة.. كم يروق لي هذا ,

هل تعرفين ... ضج في ذهني الكثير من الأسئلة حول المهندس فهد :yes:

اتساءل ما السر خلف هدوءه على غير العادة ؟!

الى أي حد يُمكن أن تصل العلاقة بين الأثنين ؟!



..

وننتظر مُرغمين :yes:

هلالي من ارض اليمن 05/02/2009 12:28 PM

اغبطك يا ميادة على هذا التميز في الصياغة الأدبية الجميلة وقدرتك على توظيف الشخصيات ووصفها والبحث عن تلك المشاعر الدفينه في ثناياهم .. ما شاء الله

أسمحيلي يا ميادة فقد فاجئتيني وارجو منك المعذرة :yes:

من جانب اخر احترمت تجسيدك للبيئة الإجتماعية بحقيقتها دون النظر اليها من علي او التطرف في التعامل معها ..

حديثك عن " عم صالح " .. جسد حقيقة بساطة التعامل غالبا في بيئتنا الاجتماعية بين رب العمل ومن يقومون بخدمته .. لم يكن حديثك يتناول مفردة " السائق " على سبيل المثال لأثبات حقيقة وجود هوة اجتماعية او باعتبارها شخصية هامشية ولكن اتى بسيطا وحقيقيا وجزء من محور القصة .. استطعت من خلال مفردة " عم " ان تختزلي كثير من المعان البيئة في مجتمعاتنا وليست تلك القادمة من البلاط الانجليزي كما يهوى البعض تجسيدها في واقعنا الاجتماعي :yes:

هنالك جانب آخر يستحق الاشادة .. قدرتك بتميز في تناول " الحجاب " .. لم يكن الحجاب جوهريا في القصة ولكنك تمكنت من الحديث عنه كواقع وجزء من حياتنا إي انه من بديهيات سلوكياتنا الشخصية .. وحقيقة يا ميادة بالرغم من قراءات متواضعه لا اتذكر ان هنالك من الاقلام العربيه من يتناول في سياق قصته الحجاب كواقع ثقافي او اجتماعي للبيئة العربيه اذا ما استثنينا الاستاذ : نجيب الكيلاني في رواياته ،،،


اعذريني اذا اطلت الحديث

هنالك من ينتقد هذا الاسلوب وربما لديه وجهة نظر حقيقية ان هذه المداخلات قد تشوه جمال الموضوع .. ولكني لا احب المرور دون ان اعلم هل تمكنت من القراءة جيدا ؟!!

شكرا لك


استطعت ان تفرضي علي المتابعه :yes:

الـمـشـاغـب 05/02/2009 04:18 PM

ما شاء الله عليك يا ميدو .. وطلعتي روائية ما شاء الله :rose:

أعجبني أسلوبك .. واستغربت ان هالابداع طالع منك :smilie47::d

بداية موفقة .. ما بعد قريت الفصل الثالث .. ان شاء الله بعد ما نفضى اقراه ..

روايتك ذكرتني بأبوريمان :no::smilie47::smilie47::smilie47:

المهم .. أنا مع المحبرة سأرتقب :bx:

إلى ذلك الحين .. سأودعك بكل حفاوة وتكريم ملوحاً بيدي الكريمة :smilie47::smilie47:

الهلالي دائماً 05/02/2009 06:35 PM

ميادة :rose:

لغة جميلة وحرف مميز :yes: وموضوع متوقع من قلمك السيال :rose:
متابع منذو مبطي :yes: وان تاخر الرد :cry:

شكرا لك :rose:

فجر الرياض 06/02/2009 02:59 AM


متابعه :rose:

ميادة ماننحرم :smilie47:

ميّادة 06/02/2009 11:24 AM

.

الفصل الرابع




مضت أيامٌ قليلة أُنجزَ بها المشروع على أكملِ وجه , أقام خلالها المدير حفلاً تكريمياً بهذهِ المُناسبة التي زادت منسوبَ أرباحِ الشركة
<FONT face="Simplified Arabic">تخللتها أحادبثٌ متقطعة مع المهندس فهد عبرَ الماسنجر .. من هنا بدت المسافة التي أرى من خلالها فهد الإنسان أكثرُ وضوحاً .<?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-comhttp://vb.alhilal.com/ /><o:p></o:p>...<B><FONT face=كنتُ ألحظ ارتباكَ حديثه عندما تُحكم الصدفة قبضتها علينا في لقاءٍ بإحدى الممرات .. لم تُحيل تلك الثواني البسيطة دونَ ضبطي للمعةٍ خفيّة في عينيه كلما تواجهنا .<o:p></o:p>
على قدرِ حرصي أن أُشيحَ انتباهي عن تلكَ التفاصيل الصغيرة إلا أنها تُلحُّ عليّ بسخاء .
<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
كنتُ أتجنّب دخولي المُتكرر للماسنجر تحسّباً لرؤيته ..<o:p></o:p>
الحياة العمليّة دائماً تبدو آلية بكلِ تداخلاتها .. تحولنا دونَ القراءة بشكلٍ جيّد لأفكارِ الآخرين و فهمِ تركيباتهم , ربّما لأنّه لا يليقُ بهذا المكان إلاّ أن نتداول أوقاته بشكلٍ آليّ .. فكل ما هوَ مطلوبٌ هنا أن تتحوّل لشخص مُنتج يرصدُ سيرتهُ العمليّة بلغةِ الإنجازات و حسب . فلا تأتي الأهميّة إلا على مقاسِ التحصيلِ بالضبط .
<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
الأيّام التي تمر كانتَ أشبهُ بفترةِ تكوينٍ خفيّ لحقيقةٍ غير مُتوقّعة بالنسبةِ لي على الأقل <o:p></o:p>
فقد امتدّ هذا القبولُ المُسالم لفهد إلى فرحةٍ خجولة تومضُ في عينيّ كلما لحظتُ تسجيلَ دخوله . <o:p></o:p>
لم ينطلي على حدسي الأُنثويّ افتعال فهد للحديثِ المُطوّل معي .. بقدرِ سُخفِ أحاديثنا الطويلة إلا أنّها كانت تدسُّ بينَ لحظاتها شوقاً خفياً يفرُّ من بينِ كلماته .<o:p></o:p>
بعدَ مدةٍ أصبحت أحاديثنا تقتطعُ وقتاً أكبر .. و أصبحت مهامُ عملنا مُشتركة .. نتقاسمُ الأفكار فيما بيننا .. يساعدني هو في إتمامِ أوراقِ العمل بينما أمدّهُ أنا بابتكاراتٍ فنّية لمشاريعهِ القادمة .
<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
أتوجّس كثيراً من قبولي المُفاجئ لفهد .. هذا الاهتمام المحدود بهِ يُثيرُ قلقي و أنا التي تُرعبها فكرة أن تكونَ الحياةَ قابلةً للقسمةِ على شخصين فلم أرها إلا رقماً صعباً يستحيلُ أن تُشاركني بهِ روحاً أخرى .
<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
لم تأتِ أحاديثنا على سياقها الطبيعيّ أبداً .. فدائماً ما كان يحاولُ أن يجسّ شعوري تجاهه إلا أنّني كنتُ مراوغة ذكيّة .. و حتّى الآن أنا لا أعلم إن كُنت أمارس المراوغة معه أم مع نفسي <o:p></o:p>
ما أؤمنُ بهِ أنّني أُحبُ الحديثَ معه و لا شيءَ أكثر من ذلك !
<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
سألني يوماً سؤالاً بدا و كأنّهُ مُحاولةُ تشخيصٍ مكشوفة <o:p></o:p>
- أ تعلمينَ كيفَ تتجمّدُ المفردات الصعبة في الحلق ؟ تماماً و كأنّها غصّة متكوّرة لا تقبلُ البلعَ أو اللفظ ؟<o:p></o:p>
لكنّني كنتُ أبادلهُ الانفعالات صمتاً .. فلم يكن أحدنا يجرؤ على الكلام .. و هل يبدو الكلام مشروعاً عندما يأتي في توقيتهِ الخطأ ؟! <o:p></o:p>
مثلَ كل الأشياء الجميلة .. مثلَ كل ما نُحب , تأتي مُتأخرةً بقدرِ عُمر .. و لا يُسعفها الوقت لتكتمل , فترحل بنقصها أو تموتَ أمامنا بعجز .


**
<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
- وصلني لهالعنوان <o:p></o:p>
تنفستُ بملءِ رئتيّ و أنا أضعُ أقدامَ العودةِ على أرضِ الوطن .. عشرُ سنواتٍ مرّت مُنذ رحيلي .. تخللتها زيارات قصيرة متقطعة .. في كلِّ مرةٍ أعود كانت بمثابةِ استراحةٍ قصيرة بينَ غربتين , أعودُ محمّلاً بحقائبِ الحنين و بعدَ أيامٍ قصيرة أرحل محمّلاً برائحةِ الوطن و كفيّ أمي <o:p></o:p>
أيُّ هزّةٍ ستعتري شعورها عندما ترى ابنها ماثلاً أمامها بكامل حنينه <o:p></o:p>
و أيُّ وطنٍ هذا الذي يُنافسُ حضنَ أم ؟
<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
أسندُ رأسي على نافذةِ السيّارة و أحاولُ أن أهدئ هذا الشوقُ الذي يرفرفُ في قلبي كجناجيّ عصفور<o:p></o:p>
أغمضُ عيني و تستفيقُ في خاطري ألفُ ذكرى .. و ألفُ ألفُ صورةٍ لوجهِ أمّي <o:p></o:p>
لا شيءَ يُضجرُ حنيني إلا عندما أذكر ابنةَ عمّي , الفتاة المُناضلة في سبيلِ انتظاري .. كم يبدو أمراً باعثاً للبكاءِ سخريةً أن تنذرَ فتاة سنينها بانتظارِ من لا تعرف .. و بدون سابقِ حبٍ أو حتى وعدٌ واهن بالعودةِ إليها .
<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
أفنيتُ عمري في دراساتٍ مُتفرّقة .. و عدتُ برأسٍ مُشبعٍ بثقافةٍ تُرضيني و لو بشكلٍ بسيط , و أنا الذي لا يهتمُ يوماً بأمرِ أنثى و لا تُشكّل في حياتهِ أكثر من أمٍ أو صديقة <o:p></o:p>
كيفَ سأرضى بانحدارٍ إلى هذا الحد , و كيفَ ستستجيبُ مشاعري لأنثى بهذا القدرِ من السذاجة .<o:p></o:p>
لم أكن أعرفً عنها أكثر مما ترويهِ لي أمّي أثناءَ اتصالاتها بي .. و كأنها تُحاولُ بفطرةِ الأم أن تُخرسَ شوقي المُستفيض تجاهَ ابنة العم .<o:p></o:p>
" كااملة و الكامل وجه الله .. الله يبلغني برجعتك و يفرحني فيكم ان شاء الله " أشعرُ حينها بحرارةِ دعائها الصادق تنتقلُ إليّ عبرَ أسلاكِ الهاتف , أمي تحبّها كثيراً ..و لم يكن أحداً يحترق شوقاً لمجيئي سوى أمٌ حنون .. و ابنةُ عمٍ ساذجة


**

<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
<o:p></o:p>أتت منى إلينا اليوم , تبدو الصالة كورشةِ مصنعٍ من الضجر الشديد الذي يحدثهُ أبناؤها و مشاجرتها الخفيفة مع أمّي كي تستحثّها لمرافقتها إلى حفلِ زواج إحدى صديقاتها <o:p></o:p>
و أبي يتابع بتركيز الشريط الإخباريّ لأحدى القنوات .. لم يبتر هذا الضجيج اللا مُنتهي إلا رنين هاتفِ أبي .. صمتنا جميعاً في انتظارِ أن يتمَّ مكالمته <o:p></o:p>
- صدق !! حمد لله على سلامته يا خوي<o:p></o:p>
- بكرة عزيمتكم عندنا إن شاء الله <o:p></o:p>
- شلون بس ! هذا الغالي
<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
<o:p></o:p>كان حديث والدي أشبه بصدمة خارقة لعقلي , أحاول أن أتفرّس ملامح أمي و منى أبحثُ عن شيء يكذّب ظنوني إلا أنّ الابتسامة الكبيرة على وجوههم تعزز ما كنتُ أخشاه<o:p></o:p>
حاولتُ أن أستند على الكرسي لأصعد لغرفتي قبل أن يتم أبي المكالمة .. و في طريقي كنت أسمع والدي بفرحةِ الأب يقول لمنى<o:p></o:p>
- كلمي فيصل بكرة يروح يجيب جدته <o:p></o:p>
ثم يخبر أمّي أن تعدّ كافة ما تحتاجه وليمة تليقُ بمقامِ الدكتور .<o:p></o:p>
<o:p></o:p>

ميّادة 06/02/2009 11:26 AM

..

لي عودة قريبة مع الردود , طابَ نهاركم :rose:

DHOOOM 06/02/2009 01:07 PM

أتمنى ألا يكون الدكتور هو القدر المحتوم ! !

بانتظار طلة الدكتور . . . .

ميّادة 06/02/2009 01:58 PM

سوليدرة
مثلُ هذا الحضور باعثٌ لبذلِ الأفضل , بالنسبة للتساؤلات أظن أن الفصلين القادمة تملك إجابات مُقنعة لحدٍ بعيد
**
DHOOOM
تسعدني و أكثر هذهِ المُتابعة المستمرة .. شكراً لحضوركَ الدائم
**
M!ss 7up
شكراً لطيبِ إطرائك .. تابعينا
**
fff
أهلاً بك .
**
الهنوف
مُمتنّة للوقت المُستقطع لقراءةِ القصّة .. اسحبي كرسي و تابعي , هلابك بأي وقت
**
كيفوه
دفعة معنويّة هائلة .. شكراً لكِ
**
الســs ــراب
أمرُّ على ثنائك بتواضع , شكراً لك .. أسعدتني
**
BLUE BIRD 10
أهلاً بك .. ممتنة لدوام المُتابعة
**
أحلا هلالية
بل أنا من أحاول أن أرتقي لسقفِ ذائقتكم . هلا بك
**
ريفيلينو
أهلاً بك , بالنسبة للفصول هي حاضرة بذهني فقط
و مجرد إكمال صياغة فصل أرفقهُ مباشرة .. سأحاول تقليصَ المدة بقدرِ ما تجود كتابتي
**
بنت الزعيم
و أنا أسعد لمرورٍ كريم كهذا .. ياسمينة تليقُ بروحك
**
هلالي من أرض اليمن
شكراً لحضورٍ ثريّ كهذا .. يهمّني بالتأكيد أن ألتمس قراءتكم للأفكار الصغيرة و الجانب السرديّ
بالنسبة لحديثك حول شخصية العم صالح بالضبط هذا ما أردتُ إيصاله .. ليسَ كل ما يُصوّر هو السائد
يوجد الكثير ممّن تجاوزوا مرحلة الطبقيّة إلى التعامل الودّي مع هذهِ الفئة بتجسيدها كفردٍ يقاسمهم حياة يوميّة معتادة
أما مسألة الحجاب , كانَ تجسيدهُ كثقافة دينية يتم التعامل بها وفق حكمتها
و كما ذكرت تذهب بعض الأعمال إلى تصوير الحجاب كآداة " جذب " حسب تأثيرها بالسياق , بينما وظفتها هنا بحقيقتها كآداةِ " ستر "
ممتنة لكل الحبورِ الذي يصاحبُ حضوركَ المميز دائماً
**
المشاغب
كبيرة شوي روائية
واستغربت ان هالابداع طالع منك
احباط ! :razz:

عموماً تسلم على التلويحة الكريمة و تابعنا ..
**
ماجد مقبل
تُثريني متابعة كهذه .. شكراً لحضورك
**
فجر الرياض
هلا بك .
**
DHOOOM
لا أملك إجابة الآن : )

al7oot-99 06/02/2009 02:03 PM

متابع
...........................

~SaKaB 06/02/2009 03:06 PM

متابع وبشغف عظيم ..

لفتت نظري هذه كثيراً :
و عبرَ عمودهِ اليوميّ في الجريدة . و هذهِ إحدى الفضائل التي ورثتها عن أبي ..

حقاً !! وأين ؟؟

موضوع ماتع
:) :)
:rose:

ميّادة 07/02/2009 01:47 AM

al7oot-99
أهلاً بك .
<FONT size=3><STRONG>**<?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-comhttp://vb.alhilal.com/ /><o:p></o:p>...ht><FONT face=<o:p></o:p>
سكب الهلال <o:p></o:p>
كل التفاصيل على لسانِ الشخصيّة و بعيدة عن إسقاطها على الواقع : )
ممتنّة للمُتابعة <o:p></o:p>

ميّادة 07/02/2009 01:52 AM

.

الفصل الخامس








صعدتُ إلى غرفتي محمّلة بالخيبة و كأن الساعات القليلة التي قضيتها مع أهلي قد تجاوزت مئات السنوات الضوئية .. خرجتُ من هنا و أنا أرقبُ أجنحةَ الحلم تتكوّن في قلبي الصغير .. و عدتُ و أنا أستندُ على حزني مثلَ كهلٍ قد انحنى ظهره من لكماتِ القدر
<FONT face="Simplified Arabic">هذا الخبر أثقلَ كاهلي .. لم يترك لي وميضَ أملٍ يجعلني أتماسك<?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-comhttp://vb.alhilal.com/ /><o:p></o:p>...<B><FONT face=لمَ عدتَ الآن ؟ لمَ تكتبُ مصيري بكل هذهِ الأنانية المُفرطة ؟ لم أكن مستعدةً أبداً لأي اقتحامٍ لحياتي الآن
<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
أمضيتُ سنيناً و أنا أحمل لابن العم امتناناً عظيماً لهذهِ الهدنة الطويلة التي منحني إياها سفره كي أعيشَ و أرتب حياتي كما أريد .. و أسدّ ثغرات قلبي و وحدتي في وجهِ كل من يتقدّم لخطبتي <o:p></o:p>
اتّخذت سفره ذريعةً أحقق من خلالها رغباتي , فأنا أنثى لا تستمدُّ قوتها من رجل <o:p></o:p>
السنين الطويلة التي غادرنا فيها كنتُ قد كوّنتُ في ذهني صورةً مغايرةً له .. كنتُ أظن كل هذا الاغتراب كفيلٌ بأن يؤمّن له بيتاً و زوجة .. و أبناءً صغار أيضاً <o:p></o:p>
ادّعيتُ تصالحي مع العاداتِ البالية بأن مصائرُ الفتيات مرهونةٌ أولاً بأبناءِ عمومتهن . و تظاهرتُ بولائي الشديد لابن عمّي الغائب .. لأمنح نفسي فرصة الاستقرار الذاتيّ و أن أختارَ حياتي بنفسي ثم أواجهُ بها أهلي .. أتى فهد و قلبَ كل موازين حياتي .. حضورهُ لم يكن إلا بشائرٌ تأتي بأنباءِ حبٍ ينمو بشكلهِ الطبيعيّ دونَ أن يظهر مشوّها بفعلِ عادةٍ بالية
<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
لمَ لم تنتظر أن يشتدُّ عود حلمي أولاً ثم تأتي .. لمَ تُجهضهُ بكل هذهِ السادية ؟<o:p></o:p>
بعدَ أن كنتُ في الأيامِ القليلة الماضية أرتب لحياتي جيّداً أصبحتُ أرتّب لموتي الآن <o:p></o:p>
لم يرحل جدّي قبل أن يختارَ موتي بالطريقة التي يحبها حتى قبل أن آتي إلى الدنيا .. " عيالكم لبعض " التي كانت تكررها أمي على لسانِ جدّي كانت كتميمة مُعلّقة على نحرِ التزاماتهم .. ماذا لو عاشَ جدّي زمناً قليلاً لحين زواج أبي .. هل كان سيرضى أن زوجة ابنه لم تنجب له حفيداً ؟ <o:p></o:p>
لو علمَ جدّي لشدّد وصيته لأبي قبل أن يمتدّ في تشكيلِ مصيرِ أحفاده .. و لأن حياتنا ليست ملكنا بالشكل المُطلق فإن الجزء الذي يمنحنا أحقيّة تشكيلها ليسَ كافياً بأن يحمينا من التدخّلات الشنيعة للآخرين<o:p></o:p>
لمَ نبدو أكثر التزاماً لوعودنا تجاه الأموات .. حتى لو كانت على حسابِ الأحياء , أ ليست تلكَ جريمة يُعاقب عليها أيُّ ضميرٍ حيّ ؟
<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
أمضيتُ ليلتي بحزنِ المغلوبينَ على أمرهم .. أتكوّر بصمتٍ على فجيعتي , كيفَ يقولُ ديكارت أنا أفكر إذن أنا موجود , تُرى كم استغرقَ في التفكير حتى تُعلن مقولته تلك عن وجودها و بشدّة ؟ ألم يعلم بأن لكلِ قاعدة شواذ , و لم أكن أنا سوى شذوذ بينَ الموجودات التي تشكل نفسها بالتفكير <o:p></o:p>
فها أنا أحرقُ ساعات ليلي تفكيراً , و ما إن تنطفئ واحدة حتّى أشعل في رمادها احتراقَ أخرى <o:p></o:p>
أفكّر حدّ التلاشي و لم يتكوّن وجودي الصغير <o:p></o:p>
سحقاً لتاريخي الذي يكتبهُ الأموات <o:p></o:p>
و سحقاً لكلِ الفلاسفةِ أشقياء الأرض , الذين يدّعونَ فهمَ الحياةِ أكثر و هم الذينَ لم يجرّبوها و لم يخوضوا في حزنها كما أغرقُ أنا الآن . <o:p></o:p>
<o:p></o:p>
مسحتُ الحزنَ عن قلبي بإيمانِ من لا حيلةَ له و سلّمتُ نفسي لموتٍ قصير .
<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
استيقظتُ ظهيرةَ اليومِ التالي على ضجيج الحركة المستمرة في البيت .. غسلتُ وجهيّ مراراً لأخفي تورّم عينيّ من البكاءِ الطويل في الليلةِ الماضية ثم خرجت لأعدّ قهوتي دونَ أن أتحدث إلى أحد وعدتُ للماسنجر لأرى إن كان فهد موجوداً أم لا .. <o:p></o:p>
تحدّثنا لساعاتٍ طويلة كنتُ أرسمُ لنهايةٍ بأقلِ الخيبات بينما كانَ هو يبني من قشّ حديثي عشاً آمناً و لا أعلم إن كان عشاً أم نعشاً <o:p></o:p>
لمسَ حزناً في حديثي و كنت أبررهُ بنومٍ غير مريح ليلةَ البارحة .. فيعود ليسدي عليّ نصائحاً تفضحُ قلقه عليّ و أقابلها أنا بابتسامةٍ تُخفي وراءها شجن
<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
أغلقتُ الماسنجر و توجّهتُ للنافذة .. أراقبُ البهجة العارمة في بيتنا .. جدّتي تفترشُ الأرض المُعشبة بجوار قهوتها , و أبناء منى يطاردون الأرانب الصغيرة التي يعتني بها العم صالح .. كل ما هوَ في الأسفل يضجّ بالفرح , بينما أنا وحدي أتسامى بحزني نحوَ الأعلى .<o:p></o:p>
أخرجتُ من خزانة ملابسي فستاناً أسود يليقُ بمأتمِ أحلامي الصغيرة , و وضعتُ القليلَ مما قد يخفي تورّم عينيّ ثم ذهبتُ لأساعد أمي و منى في إكمال الترتيبات

<o:p></o:p>
**
<o:p></o:p>
كنت أهم بإغلاق باب غرفتي ذاهباً إلى العزيمة التي يعدها عمّي بمناسبة عودتي , قابلني أبي في طريقهِ للذهاب أيضاً , تحدّث و هو ينزل السلم بلهجةٍ أبعد ما تكون عن التفاوض <o:p></o:p>
- هاليومين إن شاء الله بكلم عمك عن زواجكم , جهّز نفسك .. بيتك من زمان جاهز و فيصل و وزوجته ما قصروا <o:p></o:p>
كنت أعلم أن معارضة لهجة خطاب كهذهِ لن تنتهي بأقلِ من صدمة , فلم أجد سوى الصمت حيلةً في محاولة إدراك هذهِ الأحداث السريعة
<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
تمت العزيمة بكلِ احتفاء , كل الانطباعات كانت كما هي فرحة عرسٍ منتظر و ليسَ احتفاءُ عودة , كيفَ لا و هم يعيشونَ فرحة إتمام الوصايا المُعلّقة <o:p></o:p>
بعدَ أن غادر الجميع دعانا عمّي إلى جلسة مُعدّة في حديقةِ المنزل .. لم يكن هناك سوى جدّتي و أمي و منى زوجة فيصل و فتاة أخرى أظنّها الحظ المُرتقب .<o:p></o:p>
كانَ تسامراً مفعماً بالأجواء الحميمية التي افتقدتها منذ سنواتٍ طويلة .. كنت أحاول أن أسترق النظر إليها لكنها بدت هادئة جداً و أبعد ما تكون عن أحاديثنا و صخبِ ضحكاتنا <o:p></o:p>
شاهدتها وهي تذهب باتجاه العم صالح الذي يفرشُ فراشه تحت السدرة العتيقة .. تحدّثا قليلاً ثم عادت نحونا و أنا على أمل أن أرصد مؤشراً واحداً أعلق عليه أملاً بحياة مستقرة

<o:p></o:p>
**
<o:p></o:p>
في تلكَ الساعات القليلة استحالَ بيتنا إلى ثقبٍ صغير , بكلِ رحابتهِ لم يستطع أن يحتوي ضيقتي . حتّى هواء مدينتنا أصبحَ خانقاً و لا تكفي ذراته لإشباعٍ رئتي .. أصرت جدتي على الذهاب إلى قريتها الليلة , و لم تستطع محاولات أبي و عمّي إثنائها عن رغبتها في العودة أو المكوث حتى الصباح .. انتهزتُ فرصةَ ذهابها لأرافقها بعيداً عن الكآبة التي أثقلت كاهلَ صمتي .. أخبرتُ أمي و منى و صعدتُ إلى غرفتي لتجهيزٍ سريع للذهابِ معها .<o:p></o:p>
أخرجتُ حقيبة يدوية كبيرة وضعتُ بها ما يلزمني بالإضافة إلى كتاب يختصرُ عليّ وحشة الطريق .<o:p></o:p>
ذهبتُ نحوهم و أنا أرى فيصل يساعد جدتي في إيصالها إلى السيارة .. توجهتُ نحو سيارة فيصل و وضعت حقيبتي بجواري , من خلال النافذة لاحظت منى تركض باتجاه فيصل و تهمس في أذنه و يبتسم .. <o:p></o:p>
ما إن رجعت منى حتى توجه فيصل إلى والدي .. حدّثه قليلاً ثم توجّه بالحديث لأخيه<o:p></o:p>
- ودهم أنت .. ما عندك شي <o:p></o:p>
شهقت من الصدمة العنيفة التي سددتها منى باتجاهي , لا أعلم كيفَ أنقذ نفسي من ورطة كهذهِ اجتهدتُ بالهروب منها لأجدها تطاردني <o:p></o:p>
لحظتُ اضطرابه الشديد من حديث فيصل لكنه سلّم للأمر و أخذ المفتاح من يد أخيه بانزعاج واضح و أتى باتجاهِ السيارة<o:p></o:p>

هلاليه محترفه 07/02/2009 02:27 AM

قليل حضوري في القسم العام ..


أهنيك عزيزتي على قلمك الرائع واسلوبكـ .. في كتابة هذه القصه ..

في انتظار الفصل 6

الـمـشـاغـب 07/02/2009 02:38 AM

أهلين ميادة ..
آسف .. كنت أمزح طبعاً وما أقصد أني كنت مستغرب من إبداعك .. بالعكس
أسلوبك المميز واضح وما يحتاج شهادة من أحد .. يمكن اللي استغربته جد هو
بخلك المدري شسمه .. يعني ما تكتبين كثير وهيك شي يعني ..:razz::smilie47:

تعليقي على الفصول الخمسة ( واعذرينا على الفلسفة ) :to: ..

الفصل الأول :
بداية موفقة في سرد القصة وتهيئة أكثر من رائعة للشسمه << قسم اني ما أستهبل بس جد مالقيت كلمة مناسبة:to:
أعجبني فهد :D حسيت انه رهيب وتريقته حلوة s45s

الفصل الثاني :
وصف لحال الأسرة المكونة من الأب المثقف والأم ومنى المتزوجة بالإضافة إلى بطلة الرواية ..
كان ودي يكون فيه حوار في هذا الفصل .. لأن الحوار ممتع للقارئ ويغير جو .. لكن مع هذا حلو هالفصل وعطانا تصوّر عن الأسرة وعلاقة الأم مع بنتها منى ..!

الفصل الثالث :
أحلى فصل حتى الآن .. لأن فهد رجع s9ss45s
في هالفصل عرفنا عن فهد عدة تناقضات .. مشاكس ولكنه مجتهد .. يرفع الضغط ولكنه محبوب ..:smilie47:
وسالفته مع البريد والإضافة والهدوء الغريب ؟؟ وش السبب ؟؟ :confusedw:
بالنسبة للجزء الثاني تكملة للفصل الثاني عن الأسرة .. ولكن وش سبب حزن بطلة القصة
اللي للحين ما عرفنا اسمها؟؟:confusedw:

الفصل الرابع :
تطور عجيب في علاقة بطلة القصة اللي مالها اسم وبين المهندس فهد s45s
للحين ما حصلنا على الأجوبة .. وش اللي غيّر فهد؟ وش سبب هدوءه؟
ممكن مشاكساته مع اللي مالها اسم بسبب اعجابه بها .. لكن سر الهدوء والتغير في الطباع وشو؟:confusedw:
الفصل هذا كالعادة مشهدين .. مشهد العمل ومشهد البيت .. محد يطلع الكوفي شوب؟ والا حياة مول؟ اطلعوا شموا هواء الله يصلحكم :D

الفصل الخامس :
فصل محزن ..! :no:
للأسف هذا واقع مشاهد يحصل كثير .. الأجداد هم اللي يتحكمون في مصير أحفادهم ويصير شي إلزامي يجب تنفيذه ..!
أقل ما يقال عن تحديد مصير الغير بأنه " تخلّف " ..!:yes:


أعتذر على الإطالة .. ولكن استغليت فرصة توفر الوقت فقرأت باقي الفصول وعلقت عليها :smilie47:

برا الموضوع : الله يذكر أبوريمان بالخير والله أنه فقيدة :no::smilie47:
أرسلت له على جواله أعلمه بروايتك قلت يمكن يرجع له الحنين لكتابة الروايات .. لكنه رد علي بأنه اعتزل الكتابة :no:

موضوعك وربي كل ما دخلته تذكرت أبوريمان ورواياته .. مع أن أسلوبكم يختلف لكنكم تجبرون اللي ما يحب قراءة الروايات انه يحبها ويتابعكم :smilie47:

مَاهِينُورْ 07/02/2009 03:04 AM

.

هلآ وغلآ ميّادة
:ba1:..
قرأت الثلاث أجزاء الأولى رائعة جداً ما شاء الله تبارك الله s37s..
مُتابعة لكِ
:ba1:..
..
أتمنى قراءة الرابع والخامس ولكن ولكن حالتي الصحية لا تسمح http://www.vip700.com/sm/smiles/15/2...ffcd70b150.gif
كأن الخط صغير !! ولا بس عندي أنا http://www.vip700.com/sm/smiles/12/1...5e174ec895.gif
" الشوف شجر الله يرحم الحال "
http://www.vip700.com/sm/smiles/15/2...ffcd70b150.gif
~> إي طيب أرسلي الرد وبلاش تشكي http://www.vip700.com/sm/smiles/15/2...e4e56c6444.gif..

..
بارك الله فيكِ ميّادة
:ba1:..
..

abo_nasser 07/02/2009 06:38 AM

هلا وغلا مياده..:rose:

من حسن حظي انني قرأت جميع الفصول بوقت واحد مما ادى الى دخولي جوو مع القصه..:smilie47::d

قد يكون هناك ملاحظه صغيره وهي قلة الحوارات بالقصه كما ذكر الاخ سوسو..:smilie47::d

اختي مياده..:rose:
اسلوب رائع وجميل ..متابع لبقية الفصولs13s






سلااااااااااااااااااااااااام

المحبره 07/02/2009 08:56 AM


أهلاً ميَادة

سطور جميلة و ما بينها أجمل .. حينما أقرأ ؛ أبحث عن المخفي أكثر من المُظهر ..
شخصية البطلة أحببتها لأنها تعيش بعالم شخصي بعيد عن المشاركة العميقة ممن حولها .. رغم لطف تعاملها مع العم صالح و غيره من أسرتها !


إقتباس:

أتوجّس كثيراً من قبولي المُفاجئ لفهد .. هذا الاهتمام المحدود بهِ يُثيرُ قلقي و أنا التي تُرعبها فكرة أن تكونَ الحياةَ قابلةً للقسمةِ على شخصين فلم أرها إلا رقماً صعباً يستحيلُ أن تُشاركني بهِ روحاً أخرى .</B>

هذا اول اقتحام لروحها .. و تقاسمها مع رجلٍ !


أما الدكتور القادم .. ضحيةُ تقاليدٍ هو الآخر !
إقتباس:

و لم يكن أحداً يحترق شوقاً لمجيئي سوى أمٌ حنون .. و ابنةُ عمٍ ساذجة

و أرى من جملته هذه حيرة .. في تعامله و مصيره مع تلك الساذجة ( بنظره ) !


ميًادة ..
تساؤلات جميلة احتواها الفصل الخامس .. أجابتها في قادم الأحداث :)

واصلي .. أنا هنا انتظر << حلو كذا يـ المشاغب مافي أرتقب هالمرة :d ؟



:smilie47:

ميّادة 08/02/2009 09:30 AM

.

الفصل السادس




أيُّ محاولة للخروج من مأزقٍ كهذا ستكونُ باعثةً للسخرية .. سلّمتُ بالأمر و حاولتُ أن أبدو أكثر اتّزاناً و أنا أراه في طريقه نحو السيارة .. ألقى تحيّة بصوتٍ منخفض ثم أدارَ المحرك في طريقهِ لخارج المنزل
<?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-comhttp://vb.alhilal.com/ /><o:p></o:p>...<B><FONT face=كان الصمتُ سيّد الموقف , حتى جدتي التي تمضي كل أوقاتها تقتاتُ على ذكرى الماضي أو حوادثِ القرية كانت صامتة .. أظنّها قد اكتفت من الأحاديث الطويلة التي تبادلتها مع جاراتنا هذهِ الليلة .<o:p></o:p>
قطعنا مسافةً قصيرة ثم أوقف السيارة في محطة قريبة <o:p></o:p>
- بروح السوبرماركت تبون شي ؟<o:p></o:p>
- جدتي : سلامتك بس لا تطول<o:p></o:p>
خرج باتجاه المحل القريب <o:p></o:p>
- نسيت أقوله يجيب حليب معه , انزلي يا بنتي قولي له<o:p></o:p>
- مو مشكلة الحين إذا جاء قولي له يرجع<o:p></o:p>
كنت أحاول أن أتهرب من أي أمر يجبرني على الاحتكاكِ به , لكن جدتي عاودت الحديث بإصرار<o:p></o:p>
- تروحين ولا أروح أنا ؟<o:p></o:p>
لم أجد منفذاً آخر فذهبت بضجر تجاه المحل , رأيته يهم بالمحاسبة .. لم أكن أريد مخاطبته فذهبت لأحضر لي مجلة أتسلى بها في الطريق و أحضر لجدتي ما تريد .. في طريقي للعودة لاحظته يأتي نحوي بانزعاج ثم استوقفني بنبرة حادة<o:p></o:p>
- وش جايبك هنا ؟ مو سألتكم وش تبون ليه ما قلتي ؟<o:p></o:p>
لم أكترث لحديثه و توجهت نحو المحاسبة لكنه نزع الأغراض من يدي بشدة <o:p></o:p>
- بعد بتحاسبين ! ارجعي السيارة بسرعة<o:p></o:p>
كل هذهِ الحماقات تفوقُ قدرتي على تجاوزها , اتجهت نحو السيارة بغضب , و أغلقت الباب خلفي بشدة<o:p></o:p>
- وين اللي وصيتك ؟<o:p></o:p>
لكن كنت أبعد ما يكون عن القدرة على الكلام , أتى من الجهة الأخرى للمقعد الخلفيّ و وضع المشتريات بانزعاج ثم اتجه لمعاودة القيادة<o:p></o:p>
- الحين أنا كنت رايح ليه ما قلتي تبين شي ؟<o:p></o:p>
- ........<o:p></o:p>
- وش فيك على البنت ! أنا اللي نسيت أقولك و خليتها تروح <o:p></o:p>
صمت و أشاح بوجهه نحو الطريق و حاولت أنا بجهدٍ مستميت أن أستعيد شيئاً من توازني <o:p></o:p>
<o:p></o:p>

مضت ربع ساعة في الطريق و لا صوتَ سوى طنين الصمت المزعج .. جدتي تمتم بالأذكار بهدوء و أنا أراقبُ أعمدة الإنارة المزروعة بانتظام في الطريقِ الموحش ..<o:p></o:p>
بعدَ قليل خفف سرعتهُ قليلاً و هيّأ المقعدَ الأماميّ بطريقة تسمح لجدتي التي غالبها النعاس بالاسترخاء أخرجتُ هاتفي لأصرفَ انتباهي عن هذا الجو الخانق و سجلت دخولي للماسنجر<o:p></o:p>
قم للمهندسِ وفّه التبجيلا :<o:p></o:p>
هلا بالطويلة .. خلصت عزيمتكم ؟<o:p></o:p>
مسار خاطئ :<o:p></o:p>
ايه .. و الحين رايحه مع جدتي و بكرى أرجع <o:p></o:p>
<o:p></o:p>
صمتنا قليلاً ثم بادرني فهد بالحديث <o:p></o:p>
<o:p></o:p>
قم للمهندس وفّه التبجيلا :<o:p></o:p>
اسمعي يا بنت الناس <o:p></o:p>
قم للمهندس وفّه التبجيلا :<o:p></o:p>
أنا يئست إنك تلتفتين لي , و قلت يا رجال اصبر و خلك هادي و رزين يمكن على الله تحس<o:p></o:p>
قم للمهندس وفّه التبجيلا :<o:p></o:p>
لكن الظاهر عندك بطء استيعاب عاطفي <o:p></o:p>
قم للمهندس وفّه التبجيلا :<o:p></o:p>
المهم إني قريب بطق باب بيتكم و أقول لأبوك اسمع يا ناصر , أنا طالب يد بنتك المصون<o:p></o:p>
و يا ليت توافق برضاك ولا تراني بخطفها من مكتبها<o:p></o:p>
قم للمهندس وفّه التبجيلا :<o:p></o:p>
ولا وش رايك أخطبك من سواقكم اللي تحبينه ؟ عاد لو ما وافق والله لا اسفره :d<o:p></o:p>
قم للمهندس وفّه التبجيلا :<o:p></o:p>
تراني ما أشاورك ! .. ماعندنا بنات يقولون رايهم قبل أهاليهم <o:p></o:p>
بس قلت أعطيك خبر علشان ما تفاجئين<o:p></o:p>
قم للمهندس وفّه التبجيلا :<o:p></o:p>
آلووو <o:p></o:p>
.<o:p></o:p>
.<o:p></o:p>
" مساء خاطئ قام بتسجيل خروجه "<o:p></o:p>
أحترقُ اعتذاراً يا فهد .. أحترقُ اعتذاراً على هذا الرد الذي صفعتكَ به , مفاجآت القدر الصعبة أكبر من أن يستوعبها سقف إدراكي .. كنتُ أعبرُ حديثكَ باحتراسٍ شديد .. و عبرةٌ تخنقني أحاول أن أبتلعها لأمنعكَ من إتمامِ الحديث .. لكن كما اعتدتُ دائماً من أقدري السيئة .. تركلني بتتابعٍ دون أن تمنحني فرصة استعادة توازني
<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
كنتُ أقرأ كلام فهد و كأنّني أشاهدُ لمعةَ عينيه تلك .. لكن لم أشأ أبداً يكونَ ردي طاعناً فيطفئها. <o:p></o:p>
الصمت هنا يقوم بدورهِ الكريم معي لأول مرة .. <o:p></o:p>
لم أستطع أن أمنعَ خيطاً ساخناً من الدمع يُلهبُ وجهي .. حاولتُ أن أبتلعَ غصّتي كي لا أثيرَ انتباههم لي لكن نشوة الثقة و الفرح العارمة في حديثِ فهد تؤلمني حدّ البكاء .<o:p></o:p>
<o:p></o:p>

**

شعرتُ بتأنيبٍ شديد على معاملتي الجافة عندما أخبرتني جدتي أنها هي من بعثتها .. لم أكن أودُّ أبداً أن يكونَ أولُ احتكاكٍ لي بها بهذهِ الطريقة الفظّة .. رغمَ كل استفزازاتها اللامُبرّرة بتجاهل سلامي و حديثي عندما أسألها عن شي .. كنتُ أظنّ أنها سكوتها كانَ خجلاً و من فرطِ سعادتها بتمضيةِ وقتٍ طويل معي .. لكن كل تصرّفاتها لا تُشير لشيءٍ كهذا أبداً<o:p></o:p>
<o:p></o:p>

بدأت تساورني الشكوك بأن الرفض متبادلاً بيننا .. لكن هذا يحرّضني لاستكشافِ شعورها أكثر .<o:p></o:p>
ما إن استرخت جدتي حتّى سلمت نفسها لنومٍ عميق .. و لا يقطعُ الصمتَ شيئاً سوى صوتُ محركِ السيارة و صوتُ ضميري الذي ما فتئ يؤنّبني <o:p></o:p>
بعدها سمعتُ صوتَ شهقاتٍ خافتة .. لم أتمالك نفسي عندما ميّزتُ أنهُ بكاء .. خففتُ السرعة قليلاً <o:p></o:p>
و أدرتُ وجهي بنصفِ التفاتة <o:p></o:p>
- تبيكن !! ما عاش من يبكيك يا الغالية<o:p></o:p>
- والله آسف .. أنا بس عصبت يوم إنك ما رديتي و بعدها لحقتيني و السوبرماركت مليان<o:p></o:p>
- حقك على راسي يا بنت العم<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
لا إجابة كالمعتاد , لكن يكفي أنها توقفت عن البكاء .. تنهّدتُ بانزعاجٍ من تصرفي .. لا أحتمل أن أؤذي شعورَ أنثى بهذهِ الطريقة الجافة <o:p></o:p>
<o:p></o:p>
بعدَ قليل سمعتُ صوتَ تقليبِ صفحاتِ كتاب .. هذا يُريحني قليلاً طالما صرفها عن البكاء<o:p></o:p>
كانت تقرأ و هي تمسّد جبينَ جدتي القريب منها بحنان .. حنانها كان يفتك بما تبقى من تماسكِ ضميري تجاه سلوكي معها
<o:p></o:p>
فكرتُ بأي شكلٍ ستكونُ الحياة مع أنثى بهذا القدر من الحساسية ؟! و كيفَ الدربُ معها يبدو مُربكاً لرجلٍ مثلي لا يُحسنُ التعامل مع أنثى خاصة .. لم أكن أثق بقدرتي على تبنّي حياةَ امرأة .. و أنا الذي أمضى حياته في صداقةِ الموجودات , و في المكوثِ طويلاً على مقعدٍ خشبيّ في حديقةٍ عامة , أتصفّحُ كتاباً أو أقرأ وجوهَ المارّة و تناغمِ زوجين مُسنّين أو عبثِ أطفالٍ أشقياء <o:p></o:p>
ثم أمضي لأتسكع في أنحائها ملتقطاً ما يسقط من جيوبهم من ذكرى أو همسةٍ تُلقى خلسةً في أذنِ عاشق .<o:p></o:p>
لم أجرّب دورَ البطولةِ أبداً .. دائماً أختارُ لي دورَ المخرج الذي يقف في زاويةِ مسرحٍ عتيق , يعملُ بصمتهِ بينما أضواء الفلاشات تركّز على أبطالِ المسرح , ثم يجوبُ الطرقات و لا أحد يستوقفهُ لصورة تذكارية أو توقيعٍ هامشيّ<o:p></o:p>
فدائماً على الهامش من يستحق أن يعتلي أول السطرِ في سجلٍ وثائقيّ .<o:p></o:p>
و هاهيَ الأقدار تقذفُ بي إلى حياةٍ مُكتظّة بالمفاجآت الصعبة .
<o:p></o:p>
لاحظتُ سكونها التام .. نظرتُ إليها من المرآة الأمامية .. كانت تنظر للطريق الطويل بشرود <o:p></o:p>
<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
احترمتُ سكوتها الذي كان موشراً كافياً للاطمئنان بأنها قد تجاهلت الموقف .. تنهّدتُ بارتياح و أدرت مسجل السيارة ليخفف شيئاً من وطأةِ الصمت .. حاولتُ أن أختارَ أغنية بعناية كتعبيرٍ عن تكرار اعتذاري حتى لو كان بطريقة سخيفة .. على الأقل قد تستجيبُ لها طالما أنها لا تستجيب للحديث معي أبداً

<o:p></o:p>سولفي للناس عني .. قولي إني ما عرفت أختار من قلبي يحبه<o:p></o:p>
سولفي للناس إني .. ما قدرت أقرا وجوه الحاضرين من الأحبة<o:p></o:p>
أعترف لك إني فعلاً ما عرفتك<o:p></o:p>
ما قدرت أوصل مع قلبي لحل و ما فهمتك<o:p></o:p>
تجمعين الضد في كل الأمور<o:p></o:p>
غامضة مرة و مرة مثل نور<o:p></o:p>
تشبهين أيام أوقات الخريف<o:p></o:p>
و تمطرين أحيان إحساسك زهور<o:p></o:p>
صدقيني .. صرت من بعدك أخاف<o:p></o:p>
و أعترف إن الخلاف واسع طريقه<o:p></o:p>
و إننا ما نلتقي في أي شي .. فينا اختلاف<o:p></o:p>
للأسف هذي الحقيقة<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
تنهّدتُ بعمق و عاوتُ التركيز على الطريق بشكلٍ أكبر فلم يبقَ الكثير عن وصولنا<o:p></o:p>
<o:p></o:p>

بعدَ دقائق معدودة وصلنا للقرية النائمة بسلام .. لا يقطع سكونها المُهيب سوى أنوار السيارة و حفيف الأشجار و أصوات الحشراتِ الليلية <o:p></o:p>
أدخلت الأغراض إلى بيتِ جدتي الذي يشغل مساحة مُرتفعة قليلاً كرابية في طرفِ القرية .. و هممنا جميعاً بالدخول , ذهبت جدتي لتنام و لحقتها ابنة عمي إلى غرفةٍ مجاورة .. ثم أتت لتحضرَ لي فراشاً و غطاء .. و ضعتهما بجانبي وعادت إلى الغرفة .<o:p></o:p>
استلقيتُ أنا في محاولة بائسة لاستحضارِ النوم لكن كل المحاولاتِ ذهبت سُدى .. <o:p></o:p>
رأيتُ إنارة غرفتها مازالت مفتوحة .. ذهبت و طرقت الباب بخفة ثم أتى صوتها من بعيد<o:p></o:p>
- مين ؟<o:p></o:p>
- لو ممكن ابي اقرأ شوي بالكتاب اللي معك<o:p></o:p>
- لحظة طيب<o:p></o:p>
ناولتني الكتاب و ذهبتُ نحو فراشي و أنا أحمل أملاً و لو باكتشافٍ بسيط لنوعيةِ قراءتها و ميولها<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
<o:p></o:p>

ميّادة 08/02/2009 09:33 AM

لي عودة مع الردود .. صباحكم خير :rose:

DHOOOM 08/02/2009 10:20 AM

فهد + ميادة
الدكتور + ميادة
معادلتين من ثلاثة مجاهيل لكن للأسف يبدو أن ليس لها حل < < متأثر بالماث

بانتظار طريقة الحل , وإن كانت خبرتي في الماث تقول أنه لايمكن حل هذه المعادلة إلا في حال افتراض أحد المجاهيل يساوي الصفر

عايش العنزي 08/02/2009 10:44 AM

ميادة ..

ولا زال للجمال بقية .. !!

عاشق المستحيل 08/02/2009 02:16 PM

الحقيقه

اصابني الاحباط

لاني قرأت القصه من البدايه

وتوقفت الى هنا

مازلت انتظر البقيه

<متابع بصمت:yes:

طوق الحمام 08/02/2009 05:43 PM

:rose:لكي عزيزتي
اول مره في حياتي اتحمس لقراءة روية على النت لانني من مفضلين قراءة الروية وهي تلامس اصابع يدي
لكي تحيتي وتقديري على هذا الرقي في الكتابة

با التوفيق:rose:

فرنسي الشرقيه 08/02/2009 11:54 PM

ماشاء الله تبارك الله
روعه لدرجة الابداع


شكرآ

عاشق المستحيل 09/02/2009 10:34 AM

مازلت في انتظار الفصل القادم!!

ميّادة 09/02/2009 04:21 PM

.

الفصل السابع




حملتُ الكتابَ بيدي كمن يحمل في يدهِ حتفه .. كل آمالي مُعلّقةً على الورق , كل تطلّعاتي تدسُ نفسها بينَ الكلماتِ هنا .. يقولُ القدماء أنّ الكتابَ خيرُ جليس , و ها أنا أحاول أن أعرفها من وشاياتِ جُلسائها
<FONT face="Simplified Arabic"><FONT size=3>رميتُ الكتاب على فراشي و ذهبت لتحضير فنجان قهوة يرافقني في مُهمّتي الصعبة في التنقيب عن امرأة من خلالِ كتاب .<?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-comhttp://vb.alhilal.com/ /><o:p></o:p>...<B><FONT face=عدتُ و ألقيتُ معطفي على ظهري بطريقةٍ مُهملة , و صحبتُ كتابي و قهوتي و سجائري للخارج<o:p></o:p>
بقدرِ صمتِ هذا الكون حولي .. إلا أن داخلي مُكتظٌّ بقبائلٍ من فضولٍ غجريّ <o:p></o:p>
كنتُ و حدي و الكتاب .. و طيفها الذي يطلُّ من خلالِ كتاب .<o:p></o:p>
قلبتُ الكتابَ بيدي .. كانت رواية فوضى الحواس , ابتسمتُ لهذا الخيارِ الأنثويّ <o:p></o:p>
فالفتياتُ غالباً ما يبدؤونَ أعمارهنّ في القراءة من خلالِ رواياتِ عبير التي يتبادلنها خلسةً من تحتِ طاولاتِ الدراسة .. و ما إن يجتزنها حتى يقفنَ على أعتابِ هذهِ الثلاثيّة .. ربّما لأن أحلام مستغانمي تفهمهنّ جيداً <o:p></o:p>
و يدركن بدورهن أنّ هذا الفهم متبادلٌ بينِ الإناثِ الشرقيّات .. فلا أظنُّ أن ثمّة رجلٍ قادرٌ على فكِ طلاسمِ أنثى <o:p></o:p>
فمن ذاكَ الخارقُ الذي سيفهم قبيلة شرقيّة بأكملها !<o:p></o:p>
فتحتُ أوّل صفحة كانت بيضاء و فارغة إلاّ من توقيعها .. توقّع بالإنجليزيّة إذن ! و على طريقةِ الرسّامين العالميين .. بخطٍ مائل ينتهي بمعالمٍ خفية .. أُنثى توقّع بهذا الشكل لابُدَّ أنها تعتدُّ بنفسها كثيراً .<o:p></o:p>
يا لغرورِ الإناث !<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
بدأتُ أقرأ الرواية من أولها .. و أقرأ أكثر الهوامش المكتوبة في الفراغاتِ البيضاء , طقوسها في القراءةِ مُثيرة .. أؤمنُ بالاتصالِ الحيّ بينَ قارئٍ و كاتبٍ من خلالِ كتاب , لكن أن يكونَ هذا الاتصال مُمتدّاً لأحاديثٍ تخاطبية هذا يُعطيني دلالةُ لتكوينٍ عالميّ صغير تتفاعلُ معهُ بأقصى درجاتِ الأُلفة <o:p></o:p>
كتبت في هامشٍ علويّ " تلكَ اللغة المُتحدّثُ الرسميّ لدواخلنا نُجمّلها و تتجمّل هي بانتهاكِ حُرمةِ مشاعرنا "<o:p></o:p>
هل كانت تُخاطبها هنا ؟ هل كانت على طاولةٍ مُستديرة برفقةِ شبحِ كاتبة ؟ يُثيرني هذا التوحّد الذاتيّ بينها و بينَ كتاب .. ابتلعتُ دهشتي و أكملتُ القراءة .. <o:p></o:p>
تُخطّطُ بقلمِ الرصاصِ على جملٍ تستوقفها كشهقة .. يبدو الأمر واضحاً أنها عندما مرّت من هنا زفرت كُل ما تستثيرهُ بداخلها الكلمات<o:p></o:p>
" الحُزن لا يحتاج لمعطفٍ مُضاد للمطر ..إنهُ هطولنا السريّ الدائم "<o:p></o:p>
و في صفحةٍ أخرى قريبة " هوَ رجلٌ يشي به سكوتهُ المُفاجئ بينَ كلمتين , و لذا يصبحُ الصمتُ معهُ حالة لغوية و أحياناً حالة جوّية .. تتحكمُ فيها غيمة مُفاجئة للذكرى "<o:p></o:p>
عبرتُها خلسةً دونَ إيقاظِ الظنون .. أكملتُ القراءة و في كلِ مرة تُعزّز يقيني أنها تقرأ رجلٌ ما <o:p></o:p>
و تتبّع أثرهُ من خلالِ الكتاب . ابتلعُ الكلمات و أردفها بابتلاعِ ظنوني قسراً .. <o:p></o:p>
استوقفتني الورقة الصفراء الصغيرة المُلصقة أعلى صفحة .. يبدو أنها مُقتنياتٌ تهمُّ بشرائها <o:p></o:p>
أغلبها تهتمُّ بالأدبِ الروسيّ و الشعرِ المُترجم حتّى المغمور منهُ أيضاً .. من هنا تأكّدتُ أنها قارئة ناضجة . كُل تلكِ الروايات لا تشي بقارئٍ هاوٍ بقدرِ ما تُثبتُ احترافيّته القرائيّة <o:p></o:p>
أكملتُ القراءة و شبحُ رجلٍ غريبٍ يُطاردني من بين الكلمات <o:p></o:p>
إلى أن وصلتُ إلى الفاصلِ الورقيّ و عرفتُ أنّها قد توقّفت هنا أثناءَ قراءتها في الطريق <o:p></o:p>
تتبّعتُ الهامشَ بحذرِ علّ شيئاً ما يفضحُ شعورها الذي عبّرت عنهُ بالبكاء من توبيخي<o:p></o:p>
استوقفني اسم " فهد " الذي يتكرر بإلحاح في زوايا الورقة <o:p></o:p>
كانَ تكرار اسمه صفعاتٌ مُتتالية على خدِ ثقتي <o:p></o:p>
لم يتبادر لذهني أبداً أن ابنة عمي المرتبط مصيري بها منذُ صغري لم تكن تحسبُ الأيامَ لعودتي <o:p></o:p>
لم يتبادر لذهني أبداً أنّها مثلي تماماً , ترى هذا الارتباط مشروع إتمام لوصايا الموتى فقط !<o:p></o:p>
تجمّدت أطرافي من هذهِ الحقائق الملفوفة بسريّة تامة في الكتاب <o:p></o:p>
أخذتهُ و أنا أحلم بأملٍ ضئيل أن أجدني هنا بصحبتها و أعودُ و أنا مثقلٌ بتفاصيلِ رجلٍ آخر<o:p></o:p>
و حبٍ آخر كان يُكمل نموّه في غيابي <o:p></o:p>
شعرتُ بكفٍ تعتصرُ قلبي بشدّة .. لم أحبها يوماً .. لكنّني منذُ أن أبصرتُ الدنيا و أبصرتها <o:p></o:p>
و أنا مؤمنٌ بأنها لي أنا .. و ضمنَ أثمن ما سأمتلكهُ يوماً ما .. أيُّ جرأةٍ تلكَ التي تسمحُ لغريبٍ أن يجوبَ مدني بلا أدنى اكتراث .. أ لهذا الحدّ تركت مشارفَ قلبها مفتوحةً في غيابي ؟ كيفَ لرجلٍ سواي أن يقتحمَ حياتها , و يكتبها , و تكتبه , و يرافقها في رحلةٍ عبرَ كتاب !<o:p></o:p>
كم يبدو سقفَ السماءِ قريباً جداً حدّ أن يُطبق جسدي على الأرض .. كم تبدو كل تلك الرحابة و الهدوء و أنفاسُ الشجر خانقةً جداً .. و غير قادرة على إنعاشي <o:p></o:p>
و كم أتوقُ أنا لأصفع خدّيهما كما صفعا خدّ أيامي <o:p></o:p>
أخذتُ الكتاب و وضعتهُ في السيارة بينَ أوراقي المهمة .. كيفَ لا و هوَ دليلُ إدانتي بالسذاجةِ التي اتّهمتها بها<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
كنتُ أبعد ما يكون عن التعقّل هذهِ اللحظة .. أقسمُ بداخلي أنّني سأشنقُ أحلامهما بكلِ ساديتي <o:p></o:p>
فلن يُقامَ تاريخُ رجلٍ آخر على مدني .. أبداً .. أبداً <o:p></o:p>
<o:p></o:p>
ذهبتُ باتجاهِ غرفتها كالمذبوحِ من الألم .. طرقتُها مجدداً فعادَ لي صوتها الخمول , كيفَ تنامُ على ذكرى رجلٍ آخر بحضرتي !<o:p></o:p>
أغمضتُ عينيّ بشدّة محاولاً إذابة شيئاً من شراستي عندما يتعلّقُ الأمر بأشيائي الخاصّة <o:p></o:p>
- مين ؟<o:p></o:p>
- اطلعي شوي أبيك<o:p></o:p>
فتحت الباب و هي تعدّل باليد الأخرى حجابها <o:p></o:p>
- خير إن شاء الله خوفتني , صاير شي ؟<o:p></o:p>
- فهد<o:p></o:p>
بقدرِ اتّساعِ أحداقي شهدتُ اتّساعَ المفاجأة و الربكة في أصابعها<o:p></o:p>
- مين فهد ؟ ردي<o:p></o:p>
- أي فهد ؟<o:p></o:p>
- أنا اللي أسألك<o:p></o:p>
- و من أنت حتى تحقق معي ؟ <o:p></o:p>
كنتُ أفركُ أصابعي بشدّة في قبضتي تحسّباً لأيّ ردةِ فعلٍ قاسية لكنّ الثورةُ في نفسي من يطفئها !<o:p></o:p>
حاولتُ أن أتماسك بصعوبة و أنا أهمس لها بكل ثقةِ أهل الأرض<o:p></o:p>
- زين .. أول ما نرجع اعتبري نفسك صرتي زوجتي<o:p></o:p>
غادرتها و أنا أورّثُ كل شتائمي و لعناتي للمدعوّ فهد .. لن يطولَ تغافلكَ لي يا فهد<o:p></o:p>
أعدكَ بطعنةٍ في صميمِ حبك .. كما طعنتني في صميم كبريائي .<o:p></o:p>

ميّادة 09/02/2009 04:25 PM

أعتذر جداً على هذا الحضور الرثّ , حاولتُ ألاّ أرغمكم على الانتظار أكثر
سأعود بشيءٍ يشفع لتأخيري .. بفصل جديد و بالردود المؤجلة قريباً

أعتذر مجدداً

الســs ــراب 09/02/2009 05:40 PM

طآب مسآؤك ..
 
عجيب آمره ذلــك الدكتور !!
فمعرفته بما يدور في ذهن الساذجه -على حد قوله - فلمآذآ يكآبر ويتآمر !! لمآذآ لا يتفَهم موقفهآ ويتركها وشأنهآ !!

كل هذه الاسئلة .. آتمنى آن آرى جوابهآ في فصولك القآدمة ..

ننتظرك بكل شوق .. فلا تحرمينآ

لكِ:rose:


الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 05:05 PM.

Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd