المعتقل القسامي القائد / سعيد بدارنه اول فلسطيني ينفذ فكرة الحزام الناسف
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اول فلسطيني يحكم عليه بالاعدام
خاص - قسام
"أعترف لكم أننا لا نعرف الكثير عنهم ، وأعترف أننا نمر بحرب ، حرب حقيقية ، لكننا
لا نستطيع إدارة كفة هذه الحرب وفقا لما ورد في الكتب العسكرية ، إذ لا توجد خطوط
فاصلة ولا ساحة قتال ولا أهداف معادية بالإمكان مهاجمتها واحتلالها" .
بهذه الجملة علق أحد جنرالات الاحتلال ( شلومو غازيت ) واصفا حال حربهم مع حماس
ورجال كتائب الشهيد عز الدين القسام ، هذه الحرب التي كتب فيها المقاتل القسامي
بالحديد والنار التاريخ الجديد لفلسطين ، وحقق بعملياته العسكرية والاستشهادية
الجريئة أضخم الإنجازات العسكرية ( كما ونوعا ) قياسا بالعقود الماضية والتجارب
السابقة ، و سعيد بدارنه هو أحد هؤلاء الرجال الكبار والقساميين العظام الذين وضعوا
طرفا جديدا للمعادلة ، جاعلين من الاستشهاد سلاح المرحلة وعملية يتم بموجبها
الاقتصاص من المحتل على قاعدة ( إن أردت أن تقتلني فسوف أحفر فبرا لأدفنك معي ) .
طفوله جهادية ؟؟
المعتقل سعيد محمد يوسف بدارنه ابن قرية يعبد القسام ولد فيها بتاريخ 5101972م
لعائلة فلسطينية متدينة ، تربى فيها على حب الوطن والتضحية في سبيله ، وتشرب على
يدها منذ نعومة صباه نور الإسلام العظيم ، عاش سعيد طفولته بين أحضان أحراش يعبد
ينشق عطر القسام وعبق الشهادة التي حلم بها دوما فكان بحق خير خلف لخير سلف ، بدأ
مشوار سعيد الجهادى مبكرا جدا مقارنة مع أقرانه ففي سن الرابعة عشرة عمل سعيد في
صفوف الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في يعبد وكان أحد كوادرهم الطلابية في
مدرسة عز الدين القسام الثانوية في يعبد .
من المؤسسين الاوائل ؟؟
وبقي سعيد يعمل في صفوف الجبهة حتى انطلاق انتفاضة 1987م حيث حدث انقلاب فكري لدي
سعيد جعل من الإسلام فكرته الجديدة التي أحس في أحضانها بالعزة والفخر ، وهكذا بدأ
سعيد في فهم الإسلام عقيدة ومنهجا وطريقة للحياة حتى انطلاق ركب الحق والقوة
والحرية ركب حركة المقاومة الإسلامية – حماس – في قطاع غزة والضفة الغربية حيث كان
سعيد من المؤسسين الأوائل لحماس في بلدته يعبد القسام ، فقام على تجميع الشباب
المسلم وتكوين مجموعات السواعد الرامية لضرب أهداف العدو الصهيوني ، اعتقل سعيد من
قبل قوات الاحتلال الصهيوني للمرة الأولى في عام 1990م مع سبعة من رفاقه أثناء
تواجدهم في مسجد يعبد الكبير حيث مكث في التحقيق لمدة ستة أيام ثم افرج عنه ، وبعد
ذلك بأشهر اعتقل للمرة الثانية وافرج عنه بعد خمسة أيام لعدم توفر الأدلة ضده ،
بعد خروج سعيد من السجن تعرض للإصابة في قدمه في إحدى المواجهات التي دارت بين شباب
الانتفاضة وقوات الاحتلال الصهيوني في يعبد حيث أصبح بعد هذه الحادثة مطلوبا
للمخابرات الإسرائيلية بسبب نشاطاته وقيادته للجان المقاومة الشعبية في قرية يعبد .
العمل العسكري؟؟
انتقل سعيد من المقاومة الشعبية التي تعتمد على المواجهات وضرب الحجارة والزجاجات
الحارقة لأسلوب المقاومة العسكرية والذي حاول من خلاله سعيد الاستفادة القصوى من
الإمكانيات المحلية المتاحة ، فقام بتصنيع ما أمكن تصنيعه وبابتكار ما تفتقت عنه
خبرته في مواجهة العدو ، وأثمر هذا التفاعل سلسلة من الكمائن ضد الدوريات العسكرية
الإسرائيلية والتي اعتمدت في الأساس على العبوات الناسفة الصغيرة حيث وضعت هذه
العبوات على طرق المستوطنات والمعسكرات الصهيونية .
مع الاستشهاديين ؟؟
وفي سنة 1994م وقعت مجزرة الحرم الإبراهيمي في الخليل والتي قام خلالها مستوطن حقير
بإطلاق النار فوق رؤوس المصلين المسلمين وقت صلاة الفجر ولحظة حضور النية لفريضة
الصيام مما أدي لاستشهاد أكثر من ثلاثين فلسطيني ، وبعد هذه المجزرة الرهيبة وضعت
غرفة عمليات كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة – حماس - خطة للرد
على هذه الجريمة البشعة ، وتوعدت العدو الصهيوني بالرد بالوقت المناسب وبشكل لم
يعرفه الصهاينة بعد ، كانت هذه المجزرة بمثابة ضوء أخضر لسعيد ورفاقه لتطبيق
أفكارهم في مجال تطوير وسائل جهادية جديدة لم تستخدم بعد ضد الصهاينة ، وقد قامت
فكرة سعيد على إرسال استشهادي يحمل في يده حقيبة وعلى وسطه حزام يحتويان على كمية
كبيرة من مادة TNT الشديدة الانفجار حيث يقوم الأستشهادي بتفجير نفسه في أحد
المحطات المركزية أو أحد التجمعات السكانية وذلك للرد على العدو بنفس الأسلوب ونفس
الشكل الذي فعلوه مع أبرياء يؤدون صلاة الفجر بسلام .وكانت هذه اول مرة في تاريخ
النضال الفلسطيني يتم خلالها استخدام عملية استشهادية بحزام ناسف ، اذ يسجل لسعيد
هذا السبق ، وبعد شهر تقريبا من المجزرة جاء الرد ال!
أول من قبل كتائب العز القسامية على يد المجاهد الكبير ( رائد زكارنه ) والذي قام
بتفجير سيارة مفخخه كان يقودها في محطة الباصات في مدينة العفولة الواقعة في أراضي
1948م مما أوقع عدد كبير من القتلى الصهاينة ، فرح سعيد بهذه العملية النوعية
الجريئة وكان هذا دافعا قويا له لكي ينفذ مشروعه الاستشهادي فوقع اختيار سعيد على
المجاهد عمار عمارنة أحد رفاقه ليكون بطل الرد الثاني على مجزرة الحرم الإبراهيمي
، وفعلا فقد تقرر أن تكون العملية الجديدة بعد أسبوع من تاريخ عملية الرد الأول
لرائد زكارنه ، وبعد أسبوع وعندما حانت لحظة الصفر لبدء الهجوم الجديد تقرر أن تكون
العملية الجديدة في مدينة الخضيرة وفي قلب العمق الصهيوني ، حيث جهز سعيد عمار
الحقيبة التي سيحملها في يده وربط على وسطه الحزام المتفجر وانطلق الشهيد البطل
عمار عمارنه في يوم 1441994م لمكان الهدف وهو محطة الباصات المركزية في الخضيرة ،
وفي ساعات الظهر والازدحام قام الشهيد عمار بتفجير كل من الحقيبة والحزام الناسف
بفي داخل أحد الباصات مما أدي لقتل ستة من الصهاينة وجرح 35أخرين واستشهاد البطل
عمار عمارنه ،
بعد هذه العملية البطولية والتي هزت العمق الصهيوني قام المجاهد سعيد بدارنه
بكتابة بيان عسكري تتحمل فيه كتائب الشهيد عز الدين القسام المسؤولية عن العملية
وتتوعد الصهاينة بالمزيد ، كما وتهدي كتائب القسام هذه العملية لروح شهداء الحرم
الإبراهيمي الشريف ، كما وقام سعيد بإجراء اتصال هاتفي مع إذاعة صوت العدو متحملا
فيه المسؤولية عن العملية .
لقد كان سعيد أول من طبق فكرة العملية المزدوجة ( حقيبة وحزام ) في العمل
الاستشهادي ، بل وكان حزام عمار عمارنه هو أول حزام يقوم سعيد بتصنيعه بهدف وضعه
على الجسم ، قامت قوات الاحتلال بعد العملية بمداهمة منزل المجاهد سعيد بدارنه
وتدمير محتوياته كما وقاموا باعتقال شقيقه الوحيد ( وليد ) وذلك للضغط على سعيد
لتسليم نفسه ، وفي يوم 1741994م وبعد أربعة أيام من عملية الخضيرة اعتقل سعيد في
مركز مدينة جنين العسكري حيث تم اقتياده لعملية التحقيق .
ظلمة السجن والسجل المشرف ؟؟
بقي سعيد في سجن جنين مدة 25يوما ثم تم نقله لمركز تحقيق الجلمه حيث مكث هناك
51يوما ذاق فيها سعيد كل صنوف العذاب المختلفة من شبح وتقليع الأظافر وعملية ضرب
وهز لمنطقة الرأس باستمرار وبمعدل هزه كل دقيقتين مما كان يؤدي لفقدان الوعي ، وبعد
ذلك التحقيق بدأت جلسات المحاكمة لسعيد ، وقد وصلت هذه الجلسات لأكثر من 47جلسة ،
بعدها عينت جلسة الحكم النهائي والتي أجريت في محكمة جنين العسكرية وجاء ضمن لائحة
الاتهام ضد سعيد التهم التالية :
- الانتماء لتنظيم كتائب الشهيد عز الدين القسام
- قيادة نشاطات وفعاليات ضد قوات الاحتلال الصهيوني في نطاق حركة حماس
- تشكيل مجموعات عسكرية وخلايا للقيام بعمليات ضد الجيش
- الوقوف خلف تخطيط وتنفيذ وزرع 28 عبوة ناسفة على طرق قوات الجيش والمستوطنين
- القيام بعملية تفجير باص عسكري مر من طريق شارع المستوطنات قرب يعبد مما أدى لجرح
3 جنود صهاينة
- العقل المدبر و المشرف المباشر على عملية الخضيرة التي قام بها المجاهد عمار
عمارنه .
الحكم الاول في تاريخ دولة الاحتلال؟؟
وفي نهاية الجلسة نطق القاضي العسكري أول حكم يتم القضاء به في تاريخ الكيان
الصهيوني وهو ( الإعدام ) للمجاهد سعيد بدارنه ، لقد ذهل جميع من بالقاعة من حضور
وحتى جنود الاحتلال المتواجدين في المكان اندهشوا من الحكم ، شخص واحد لم يتعجب ولم
يدهش وهو سعيد، حيث وقف وهو مبتسم وقال بكل ثقة وفخر ( أنتم اليهود ليس أمامكم
عندنا سوى ثلاثة خيارات أما أن ترحلوا عن أرضنا ، وإما أن تبقوا و تسلموا وتبقوا
عندنا ، وإما أن تقتلوا في فلسطين ) بعد هذا الحكم عقد الوزير المجرم ( رحبئام
زئيفي ) مؤتمر صحفي طالب فيه الحكومة بتطبيق حكم الإعدام فورا على سعيد .
بعد شهرين من الجلسة النهائية عقدت جلسة أخرى في رام الله جرى فيهااستبدال حكم
الإعدام بالسجن ( مدى الحياة ) و 15 عام أخرى وذلك لعدم توفر قانون إعدام في دولة
العدو ، في فترة ما قبل الحكم بقي سعيد في العزل لمدة سبع شهور في سجن شطه العسكري
وجنيد في نابلس ثم لمدة ستة شهور أخرى في سجن عسقلان ، تنقل المجاهد سعيد بعد الحكم
النهائي بين سجون ( جنين ، جنيد ، شطه ، عسقلان ، تلموند ، هدارين ) .
وفي السجن لم يتوقف سعيد عن نشاطه وحيويته التي رفقته خارج السجن ، حيث قام بقتل
أحد العملاء ( الجواسيس ) الذين تم كشفهم خنقا ، وعندما حضر الجنود للغرفة سأل
الضابط المعتقلين من قام بقتل العميل فأجابه سعيد قائلا ( أنا قمت بقتل كلبكم هذا
) بعد هذا الحادث قامت إدارة السجن بمنع الزيارة عن سعيد لمدة 9 شهور ، كما وأعيدت
محاكمته وفرض عليه 18 عام أخرى زيادة على محكوميته ، وفي سجن عسقلان أعيد سعيد
بدارنه للتحقيق مرتين وذلك بتهمة إرسال أشخاص للتدريب العسكري وجلب أموال من
الخارج وخاصة من السودان وإيران .
سعيد هادئ وخجول؟؟
تقول والدة المجاهد المعتقل سعيد ( سعيد شاب هادئ وخجول ولكنه بنفس الوقت رجل
روحاني وقيادي من الطراز الأول ، وهو لا يهدأ أبدا في خارج السجن فعل ما فعل وفي
داخل السجن يقوم بقتل العملاء ومقارعة جنود وضباط السجن ) أما عن وضع سعيد الآن
تقول والدته ( سعيد الآن في سجن هدارين في نفس القسم الموجود فيه المجاهد القسامي
عبد الناصر عيسى ومحمود أبو سرية والمجاهد زاهر جبارين ، كما وقام سعيد في السجن
بحفظ القرآن الكريم كاملا وبالمشاركة في كثير من الدورات الثقافية والعلمية
والروحية ، لم يؤثر السجن في نفسية سعيد أبدا ، بل على العكس يتمتع بمعنويات
مرتفعة وهو حتى الآن يعيش وكله أمل بالتحرر من السجن والعودة لساحة الجهاد ضد
اليهود الملاعين مرة أخرى )
المجاهد سعيد بدارنه نموذج فريد لرجل المصحف والبندقية والذي أبى إلا أن يكون
الأول في كل شئ ، في جهاده وفي أفكاره حتى في حكم المحكمة ضده كان أول من حكم عليه
بالإعدام في تاريخ كيان العدو ، سعيد بدارنه قسامي بطل سار على درب جده القسام
وقائده الأول الرسول الأعظم محمد بن عبد الله ، لك منا يا سعيد كل التحية والفخار ،
ولك يا أيها الأسد الرابض خلف القضبان أصدق الدعاء من قلوب مؤمنة ( فك الله أسرك ،
وأرجعك إلى أهلك غانما وسالما بعون الله )
-------------------------
WWW.QASSAM.ORG
-- كتائب الشهيد عز الدين القسام --http://www.qassam.org