نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي

نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي (http://vb.alhilal.com/)
-   منتدى الثقافة الإسلامية (http://vb.alhilal.com/f55/)
-   -   تفسير سورة فصلت (7) (http://vb.alhilal.com/t701939.html)

سامي صعب يتكرر 21/01/2009 11:16 AM

تفسير سورة فصلت (7)
 
‏وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى‏}
‏ من بني آدم وغيرهم، من أنواع الحيوانات، إلا بعلمه

‏{‏وَلَا تَضَعُ‏}
‏ أنثى حملها

‏{‏إِلَّا بِعِلْمِهِ‏}
‏ فكيف سوَّى المشركون به تعالى، من لا علم عنده ولا سمع ولا بصر‏؟‏‏.‏


‏{‏وَيَوْمَ يُنَادِيهِم‏}‏
أي‏:‏ المشركين به يوم القيامة توبيخًا وإظهارًا لكذبهم، فيقول لهم‏:‏

‏{‏أَيْنَ شُرَكَائِيَ‏}‏
الذين زعمتم أنهم شركائي، فعبدتموهم، وجادلتم على ذلك، وعاديتم الرسل لأجلهم‏؟‏

‏{‏قَالُوا‏}
‏ مقرين ببطلان إلهيتهم، وشركتهم مع الله‏:‏

‏{‏آذَنَّاكَ مَا مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ‏}
‏ أي‏:‏ أعلمناك يا ربنا، واشهد علينا أنه ما منا أحد يشهد بصحة إلهيتهم وشركتهم، فكلنا الآن قد رجعنا إلى بطلان عبادتها، وتبرأنا منها، ولهذا قال‏:‏

‏{‏وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَدْعُونَ‏}
‏ من دون الله، أي‏:‏ ذهبت عقائدهم وأعمالهم، التي أفنوا فيها أعمارهم على عبادة غير الله، وظنوا أنها تفيدهم، وتدفع عنهم العذاب، وتشفع لهم عند الله، فخاب سعيهم، وانتقض ظنهم، ولم تغن عنهم شركاؤهم شيئًا

‏{‏وَظَنُّوا‏}‏
أي‏:‏ أيقنوا في تلك الحال

‏{‏مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ‏}‏
أي‏:‏ منقذ ينقذهم، ولا مغيث، ولا ملجأ، فهذه عاقبة من أشرك بالله غيره، بينها الله لعباده، ليحذروا الشرك به‏.‏

‏[‏49ـ 51‏]‏ ‏{‏لَا يَسْأَمُ الْإِنْسَانُ مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ * وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنَى فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِمَا عَمِلُوا وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ * وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ‏}‏
هذا إخبار عن طبيعة الإنسان، من حيث هو، وعدم صبره وجلده، لا على الخير ولا على الشر، إلا من نقله الله من هذه الحال إلى حال الكمال، فقال‏:‏

‏{‏لَا يَسْأَمُ الْإِنْسَانُ مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ‏}‏
أي‏:‏ لا يمل دائمًا، من دعاء الله، في الغنى والمال والولد، وغير ذلك من مطالب الدنيا، ولا يزال يعمل على ذلك، ولا يقتنع بقليل، ولا كثير منها، فلو حصل له من الدنيا، ما حصل، لم يزل طالبًا للزيادة‏.‏

‏{‏وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ‏}‏
أي‏:‏ المكروه، كالمرض، والفقر، وأنواع البلايا

‏{‏فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ‏}
‏ أي‏:‏ ييأس من رحمة الله تعالى، ويظن أن هذا البلاء هو القاضي عليه بالهلاك، ويتشوش من إتيان الأسباب، على غير ما يحب ويطلب‏.‏
إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات، فإنهم إذا أصابهم الخير والنعمة والمحاب، شكروا الله تعالى، وخافوا أن تكون نعم الله عليهم، استدراجًا وإمهالاً، وإن أصابتهم مصيبة، في أنفسهم وأموالهم، وأولادهم، صبروا، ورجوا فضل ربهم، فلم ييأسوا‏.‏
ثم قال تعالى‏:‏

‏{‏وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ‏}‏
أي‏:‏ الإنسان الذي يسأم من دعاء الخير، وإن مسه الشر فيئوس قنوط

‏{‏رَحْمَةً مِنَّا‏}‏
أي‏:‏ بعد ذلك الشر الذي أصابه، بأن عافاه الله من مرضه، أو أغناه من فقره، فإنه لا يشكر الله تعالى، بل يبغى، ويطغى، ويقول‏:‏

‏{‏هَذَا لِي‏}
‏ أي‏:‏ أتاني لأني له أهل، وأنا مستحق له

‏{‏وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً‏}‏
وهذا إنكار منه للبعث، وكفر للنعمة والرحمة، التي أذاقها الله له‏.

‏ ‏{‏وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنَى‏}
‏ أي‏:‏ على تقدير إتيان الساعة، وأني سأرجع إلى ربي، إن لي عنده، للحسنى، فكما حصلت لي النعمة في الدنيا، فإنها ستحصل ‏[‏لي‏]‏ في الآخرة وهذا من أعظم الجراءة والقول على الله بلا علم، فلهذا توعده بقوله‏:‏

‏{‏فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِمَا عَمِلُوا وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ‏}‏
أي‏:‏ شديد جدًا‏.‏

‏{‏وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ‏}:

‏بصحة، أو رزق، أو غيرهما

‏{‏أَعْرَضَ‏}
‏ عن ربه وعن شكره

‏{‏وَنَأَى‏}‏
ترفع

‏{‏بِجَانِبِهِ‏}
‏ عجبا وتكبرًا‏.‏

‏{‏وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ‏}
‏ أي‏:‏ المرض، أو الفقر، أو غيرهما

‏{‏فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ‏}
‏ أي‏:‏ كثير جدًا، لعدم صبره، فلا صبر في الضراء، ولا شكر في الرخاء، إلا من هداه الله ومنَّ عليه‏.‏

‏[‏52ـ 54‏]‏ ‏{‏قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ * سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَ لَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ * أَلَا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَاءِ رَبِّهِمْ أَلَا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ‏}‏

أي

‏{‏قُل‏}
‏ لهؤلاء المكذبين بالقرآن المسارعين إلى الكفران

‏{‏أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ‏}‏
هذا القرآن

‏{‏مِنْ عِنْدِ اللَّهِ‏}
‏ من غير شك ولا ارتياب،

‏{‏ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ‏}
‏ أي‏:‏ معاندة للّه ولرسوله، لأنه تبين لكم الحق والصواب، ثم عدلتم عنه، لا إلى حق، بل إلى باطل وجهل، فإذا تكونون أضل الناس وأظلمهم‏.‏
فإن قلتم، أو شككتم بصحته وحقيقته، فسيقيم اللّه لكم، ويريكم من آياته في الآفاق كالآيات التي في السماء وفي الأرض، وما يحدثه اللّه تعالى من الحوادث العظيمة، الدالة للمستبصر على الحق‏.‏

‏{‏وَفِي أَنْفُسِهِم‏}‏
مما اشتملت عليه أبدانهم، من بديع آيات اللّه وعجائب صنعته، وباهر قدرته، وفي حلول العقوبات والمثلات في المكذبين، ونصر المؤمنين‏.‏ ‏

{‏حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُم‏}‏
من تلك الآيات، بيانًا لا يقبل الشك ‏

{‏أَنَّهُ الْحَقُّ‏}
‏ وما اشتمل عليه حق‏.‏
وقد فعل تعالى، فإنه أرى عباده من الآيات، ما به تبين لهم أنه الحق، ولكن اللّه هو الموفق للإيمان من شاء، والخاذل لمن يشاء‏.‏

‏{‏أَوَ لَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ‏}
‏ أي‏:‏ أو لم يكفهم على أن القرآن حق، ومن جاء به صادق، بشهادة اللّه تعالى، فإنه قد شهد له بالتصديق، وهو أصدق الشاهدين، وأيده، ونصره نصرًا متضمنًا لشهادته القولية، عند من شك فيها‏.‏

‏{‏أَلَا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَاءِ رَبِّهِم‏}‏
أي‏:‏ في شك من البعث والقيامة، وليس عندهم دار سوى الدار الدنيا، فلذلك لم يعملوا للآخرة، ولم يلتفتوا لها‏.‏

‏{‏أَلَا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ‏}
‏ علما وقدرة وعزة‏.‏

تم تفسير سورة فصلت ـ بمنه تعالى ـ
تفسير السعدي (تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن)


لاحول ولا قوة الابالله العلي العظيم

سند الكاسر 21/01/2009 01:59 PM

جزاك الله خيراً وجعلها في موازين حسناتك,,,,,,

AS3D 21/01/2009 02:37 PM

جزال الله خير على التفسير المفيد..

al_fnan14 22/01/2009 03:01 PM

جزاك الله خير وجعلها في موازين حسناتك

(((9الهلال15))) 22/01/2009 03:02 PM

جــزاك الله خيرا على تفسيرك للسوره..

بنتظار المقطع القادم..

..:)

شمايل وتشجيع هايل 22/01/2009 05:02 PM

جزاك الله الفردوووس الأعلى

وجعل هذ1 العمل في ميزان حسناتكــ


الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 03:19 PM.

Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd