رد على افكار وادلة ابو السمح
لماذا يغسلون الميت
الحمدلله الذي بنعمه تتم الصالحات الحمدلله الذي هدانا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله ، الحمدلله الذي بعث محمدا نبيا ورسولا ومرشدا و معلما وناصحا للبشرية ، اقول لابي السمح تقول لامعنى للالتزام بغسل الميت في هذا العصر الذي تزدحم فيه البيوت وتضيق ويجد اهل الميت مشقة في ايجاد مكان للغسل وهكذا اخذنا في الاعتبار الناحية الصحية ومظاهر انتشار الامراض والاوبئة الى آخر ماقلت وزبدته لاحاجة لتغسيل الميت.
اقول انا لست فقيها ولاعالما ولكن مجتهدا ولكن ماذا تكون انت ؟ اليوم تقول لاحاجة لتغسيل الميت وامس تقول ضعوا مقام ابراهيم في قبر تحته ينام فيه وقت الحج ويسدل عليه البلاط كأن لم يكن وبعد الحج ينتصب في مكانه ليراه اهل مكة اما الحجاج فعادوا دون ان يروه وربما قلت يوضع داخل الكعبة او في سطحها ليتشمس وبعد الحج يقف في مكانه.
الحقيقة الاحظ في كتاباتك عدم التروي وعدم التفكير العميق فيما تكتب قبل ان تكتب وكأني اراك علمانيا في آرائك والذي اراه ان تراقب الله سبحانه وتعالى فيما تكتب للعامة والخاصة في الصحف والا تتدخل فيما لايعنيك فالاجتهاد في الامور الدينية او الفقهية ليس مطلوب منك بل من علماء الدين والفقه الذين منحهم الله هذه الصفة .
عود على بدء اليك الرد على ماقلت لماذا يغسلونه الجواب هو :
أدلة وجوب تغسيل الميت
1- حديث ام عطية رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليهم وسلم حين توفيت ابنته قال اغسلنها ثلاثا او خمسا
اخرجه البخاري 3/106 ومسلم (939)
2- حديث ابن عباس رضي الله عنهما ان رجلا وقصته ناقته فقال صلى الله عليه وسلم (اغسلوه بماء وسدر)
اخرجه البخاري 3/108 ومسلم (1206)
3ـ تواتر من عهد النبوة الى زماننا ان المسلمين يغسلون موتاهم.
4ـ ان الملائكة غسلت آدم وقالت فكذاكم افعلوا
اخرجه الحاكم 1/344 ، والبيهقي 3/404 ، والدارقطني 2/71 ، وابن ابي شيبة 3/243 وعبدالرزاق (400) وابن سعد 1/31
5 ـ حكى كثير من العلماء بالاجماع على ذلك ، ولعلهم قصدوا اجماع العصور المتقدمة قبل وجود الخلاف ، والاجماع دليل شرعي يجب العمل به ، قال النووي في المجموع 5/108 (غسل الميت وتكفينه والصلاة عليه ودفنه فروض كفاية بلا خلاف) ولعلهم لم يعتبروا الخلاف لضعفه.
وحكى الاجماع الكاساني الحنفي في بدائع الصنائع 1/299
ولكن حكى الخلاف عن بعض المالكية حيث قالوا بأنه سنة
انظر بداية المجتهد 2/266
واستدلوا بانه ليس في ايجاب تغسيل الميت دليل ، وانما فيه ان النبي صلى الله عليه وسلم فعله والفعل يدل على الاستحباب دون الوجوب.
وأجيب بأن الامر بتغسيل الميت ثابت كما سبق والامر يفيد الوجوب.
ـ هذه مسألة اجتهادية فلا يتكلم في الموازنة بين الادلة الا أهل الاجتهاد ، واما غيرهم فالواجب عليه سؤال العلماء لقوله تعالى (فأسألوا اهل الذكر ان كنتم لاتعلمون).
ـ ان النبي صلى الله عليه وسلم مع طهارته حيا وميتا دعا الى تغسيله وغسله الصحابة فغيره من باب اولى.
ـ تغسيل الميت حق لله تعالى وليس للميت فلو اوصى بعدم تغسيله لم يلتفت الى وصيته.
ـ استدلال الكاتب بأقوال بعض الفقهاء لايصح لانه لاعبرة لقول احد مع النصوص الشرعية.
ـ اقتصر الكاتب على رأي طائفة قليلة ولم ينقل أي نص ممن يرى رأي الجمهور وهذا ليس من الامانة العلمية فكثير من المالكية بل اكثرهم يضعون هذا القول ومن اشتهر ممن شدد النكير عليه ابن العربي المالكي.
ـ هذه المسألة فقهية فلا بد من الرجوع فيها الى اهل الفتوى.
ـ ان الكاتب يرى ان تغسيل الميت مكروه او محرم بدلالة تعليله وهذا مالم يقل به احد.
ـ ان العلل التي ذكرها الكاتب لعدم التغسيل موجودة من عهد النبوة ومع ذلك لم يدع احد الى ترك تغسيل الموتى.
ـ في قوله : ما معنى غسل جسد سيهال عليه التراب رد على النبي صلى الله عليه وسلم في امره بتغسيل الموتى.
ـ ان الشارع الحكيم مطلع على ماسيحدث وعلى مايحتوي الميت ومع ذلك لو كان في تغسيله مضرة لنهانا الشارع عن ذلك.
ـ افتات الكاتب على الاطباء وقوّلهم مالم يقولوه فاين المستند لما ذكره الاطباء.
ـ ان من يرى عدم وجوب تغسيل الميت يرى استحبابه وان تغسيل الميت يحصل به المسلم على اجر عظيم.
ـ ما هي منزلة الكاتب الفقهية حتى يرد على لجنة الفتوى في مسألة فقهية.
ـ ان المتبع هو النص الشرعي ، والحكمة تجعلنا نزداد في معرفة نعمة الله علينا بهذا الشرع المطهر ، ومتى كان النظر في الحكمة مؤديا الى تعطيل الحكم الشرعي لم يلتفت اليها ولذلك قال الفقهاء : لايصح التعليل بوصف يعود على اصله بالالغاء .
ـ المطالبة بعدم الرجوع لاهل الاختصاص في الفتوى فيه اساءة ظن بهم وفيه تخطئة للدولة التي وضعت الثقة فيهم.
وفي الختام لم نسمع احدا اشتكى من عدم وجود مكان لغسل الميت بل هناك اماكن كثيرة جوار بعض المساجد والجوامع لغسل الاموات وتكفينهم مجانا والحمدلله ، واعلم حتى انت لو أوصيت بعدم غسلك بعد موتك فوصيتك مردودة ولن تنفذ لمخالفتها لشريعة الله وياليتك تتبع خطوات والدك رحمه الله لكان افضل لك من افكارك الغير صائبة والحمد لله رب العالمين.
صالح التويجري
22/3/1423هـ

منقول