المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > المنتديات العامة > منتدى الثقافة الإسلامية
   

منتدى الثقافة الإسلامية لتناول المواضيع والقضايا الإسلامية الهامة والجوانب الدينية

إضافة رد
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 19/01/2009, 11:14 AM
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 28/03/2008
مشاركات: 809
Lightbulb تفسير سورة فصلت (5)

‏[‏34 - 35‏]‏ ‏{‏وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ‏}‏
يقول تعالى‏:‏

‏{‏وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ‏}‏
أي‏:‏ لا يستوي فعل الحسنات والطاعات لأجل رضا الله تعالى، ولا فعل السيئات والمعاصي التي تسخطه ولا ترضيه، ولا يستوي الإحسان إلى الخلق، ولا الإساءة إليهم، لا في ذاتها، ولا في وصفها، ولا في جزائها ‏{‏هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ‏}‏
ثم أمر بإحسان خاص، له موقع كبير، وهو الإحسان إلى من أساء إليك، فقال‏:‏

‏{‏ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ‏}‏
أي‏:‏ فإذا أساء إليك مسيء من الخلق، خصوصًا من له حق كبير عليك، كالأقارب، والأصحاب، ونحوهم، إساءة بالقول أو بالفعل، فقابله بالإحسان إليه، فإن قطعك فَصلْهُ، وإن ظلمك، فاعف عنه، وإن تكلم فيك، غائبًا أو حاضرًا، فلا تقابله، بل اعف عنه، وعامله بالقول اللين‏.‏ وإن هجرك، وترك خطابك، فَطيِّبْ له الكلام، وابذل له السلام، فإذا قابلت الإساءة بالإحسان، حصل فائدة عظيمة‏.‏


‏{‏فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ‏}
‏ أي‏:‏ كأنه قريب شفيق‏.‏

‏{‏وَمَا يُلَقَّاهَا‏}
‏ أي‏:‏ وما يوفق لهذه الخصلة الحميدة

‏{‏إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا‏}‏
نفوسهم على ما تكره، وأجبروها على ما يحبه الله، فإن النفوس مجبولة على مقابلة المسيء بإساءته وعدم العفو عنه، فكيف بالإحسان‏؟‏‏"‏‏.‏
فإذا صبر الإنسان نفسه، وامتثل أمر ربه، وعرف جزيل الثواب، وعلم أن مقابلته للمسيء بجنس عمله، لا يفيده شيئًا، ولا يزيد العداوة إلا شدة، وأن إحسانه إليه، ليس بواضع قدره، بل من تواضع للّه رفعه، هان عليه الأمر، وفعل ذلك، متلذذًا مستحليًا له‏.‏

‏{‏وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ‏}
‏ لكونها من خصال خواص الخلق، التي ينال بها العبد الرفعة في الدنيا والآخرة، التي هي من أكبر خصال مكارم الأخلاق‏.‏

‏[‏36 - 39‏]‏ ‏{‏وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ * فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ * وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ‏}‏
لما ذكر تعالى ما يقابل به العدو من الإنس، وهو مقابلة إساءته بالإحسان، ذكر ما يدفع به العدو الجني، وهو الاستعاذة بالله، والاحتماء من شره فقال‏:‏

‏{‏وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ‏}
‏ أي‏:‏ أي وقت من الأوقات، أحسست بشيء من نزغات الشيطان، أي‏:‏ من وساوسه وتزيينه للشر، وتكسيله عن الخير، وإصابة ببعض الذنوب، وإطاعة له ببعض ما يأمر به

‏{‏فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ‏}‏
أي‏:‏ اسأله، مفتقرًا إليه، أن يعيذك ويعصمك منه،

‏{‏إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ‏}‏
فإنه يسمع قولك وتضرعك، ويعلم حالك واضطرارك إلى عصمته وحمايته‏.‏
ثم ذكر تعالى أن

‏{‏مِنْ آيَاتِهِ‏}
‏ الدالة على كمال قدرته، ونفوذ مشيئته، وسعة سلطانه، ورحمته بعباده، وأنه الله وحده لا شريك له

‏{‏اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ‏}
‏ هذا بمنفعة ضيائه، وتصرف العباد فيه، وهذا بمنفعه ظلمه، وسكون الخلق فيه‏.‏

‏{‏وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ‏}
‏ اللذان لا تستقيم معايش العباد، ولا أبدانهم، ولا أبدان حيواناتهم، إلا بهما، وبهما من المصالح ما لا يحصى عدده‏.‏

‏{‏لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ‏}
‏ فإنهما مدبران مسخران مخلوقان‏.

‏ ‏{‏وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الذي خلقهن‏}‏
أي‏:‏ اعبدوه وحده، لأنه الخالق العظيم، ودعوا عبادة ما سواه، من المخلوقات، وإن كبر، جرمه وكثرت مصالحه، فإن ذلك ليس منه، وإنما هو من خالقه، تبارك وتعالى‏.‏

‏{‏إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ‏}‏
فخصوه بالعبادة وإخلاص الدين له‏.‏

‏{‏فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا‏}
‏ عن عبادة الله تعالى، ولم ينقادوا لها، فإنهم لن يضروا الله شيئًا، والله غني عنهم، وله عباد مكرمون، لا يعصون الله ما أمرهم، ويفعلون ما يؤمرون، ولهذا قال‏:

‏{‏فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ‏}
‏ يعني‏:‏ الملائكة المقربين

‏{‏يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ‏}
‏ أي‏:‏ لا يملون من عبادته، لقوتهم، وشدة الداعي القوي منهم إلى ذلك‏.‏

‏{‏وَمِنْ آيَاتِهِ‏}‏
الدالة على كمال قدرته، وانفراده بالملك والتدبير والوحدانية،

‏{‏أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً‏}‏
أي‏:‏ لا نبات فيها

‏{‏فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ‏}‏
أي‏:‏ المطر

‏{‏اهْتَزَّت‏}‏
أي‏:‏ تحركت بالنبات

‏{‏وَرَبَت‏}
‏ ثم‏:‏ أنبتت من كل زوج بهيج، فيحيي به العباد والبلاد‏.‏

‏{‏إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا‏}
‏ بعد موتها وهمودها،

‏{‏لَمُحْيِي الْمَوْتَى‏}
‏ من قبورهم إلى يوم بعثهم، ونشورهم ‏

{‏إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ‏}‏
فكما لم تعجز قدرته عن إحياء الأرض بعد موتها، لا تعجز عن إحياء الموتى‏.‏


‏[‏40ـ 42‏]‏ ‏{‏إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ‏}‏
الإلحاد في آيات الله‏:‏ الميل بها عن الصواب، بأي وجه كان‏:‏ إما بإنكارها وجحودها، وتكذيب من جاء بها، وإما بتحريفها وتصريفها عن معناها الحقيقي، وإثبات معان لها، ما أرادها الله منها‏.‏
فتوعَّد تعالى من ألحد فيها بأنه لا يخفى عليه، بل هو مطلع على ظاهره وباطنه، وسيجازيه على إلحاده بما كان يعمل، ولهذا قال‏:‏

‏{‏أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ‏}
‏ مثل الملحد بآيات الله

‏{‏خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ‏}
‏ من عذاب الله مستحقًا لثوابه‏؟‏ من المعلوم أن هذا خير‏.‏
لما تبين الحق من الباطل، والطريق المنجي من عذابه من الطريق المهلك قال‏:‏

‏{‏اعْمَلُوا مَا شِئْتُم‏}
‏ إن شئتم، فاسلكوا طريق الرشد الموصلة إلى رضا ربكم وجنته، وإن شئتم، فاسلكوا طريق الغيِّ المسخطة لربكم، الموصلة إلى دار الشقاء‏.‏

‏{‏إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ‏}‏
يجازيكم بحسب أحوالكم وأعمالكم، كقوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُر‏}‏


تفسير السعدي (تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن)

سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته
اضافة رد مع اقتباس
  #2  
قديم 19/01/2009, 03:57 PM
موقوف
تاريخ التسجيل: 06/06/2008
المكان: الـشـرقـيه
مشاركات: 7,139
جــزاك الله خيرا على تفسيرك للسوره ..

بنتظار تفسيراتك القادمه..
اضافة رد مع اقتباس
  #3  
قديم 19/01/2009, 09:49 PM
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 01/07/2008
المكان: هنـــــــــــــــــــا
مشاركات: 524
يعطيك الف عافيه

والله يعطيك الف عافيه
اضافة رد مع اقتباس
   


إضافة رد


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML غير مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 11:24 PM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube