المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > المنتديات العامة > منتدى الثقافة الإسلامية
   

منتدى الثقافة الإسلامية لتناول المواضيع والقضايا الإسلامية الهامة والجوانب الدينية

إضافة رد
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 11/01/2009, 01:29 PM
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 28/03/2008
مشاركات: 809
Lightbulb تفسير سورة الشورى (8)

‏[‏44ـ 46‏]‏ ‏{‏وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ وَلِيٍّ مِنْ بَعْدِهِ وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ * وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ وَقَالَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذَابٍ مُقِيمٍ * وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ أَوْلِيَاءَ يَنْصُرُونَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ سَبِيلٍ‏}‏

يخبر تعالى أنه المنفرد بالهداية والإضلال، وأنه

‏{‏مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ‏}
‏ بسبب ظلمه

‏{‏فَمَا لَهُ مِنْ وَلِيٍّ مِنْ بَعْدِهِ‏}‏
يتولى أمره ويهديه‏.‏

‏{‏وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ‏}‏
مرأى ومنظرا فظيعا، صعبا شنيعا، يظهرون الندم العظيم، والحزن على ما سلف منهم، و

‏{‏يَقُولُونَ هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ‏}‏
أي‏:‏ هل لنا طريق أو حيلة إلى رجوعنا إلى الدنيا، لنعمل غير الذي كنا نعمل، وهذا طلب للأمر المحال الذي لا يمكن‏.‏

‏{‏وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا‏}‏
أي‏:‏ على النار

‏{‏خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ‏}‏
أي‏:‏ ترى أجسامهم خاشعة للذل الذي في قلوبهم،

‏{‏يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ‏}
‏ أي‏:‏ ينظرون إلى النار مسارقة وشزرا، من هيبتها وخوفها‏.‏

‏{‏وَقَالَ الَّذِينَ آمَنُوا‏}
‏ حيث ظهرت عواقب الخلق، وتبين أهل الصدق من غيرهم‏:

‏ ‏{‏إِنَّ الْخَاسِرِينَ‏}
‏ على الحقيقة

‏{‏الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ‏}
‏ حيث فوتوا أنفسهم جزيل الثواب، وحصلوا على أليم العقاب وفرق بينهم وبين أهليهم، فلم يجتمعوا بهم، آخر ما عليهم‏.‏ ‏

{‏أَلَا إِنَّ الظَّالِمِينَ‏}‏
أنفسهم بالكفر والمعاصي ‏

{‏فِي عَذَابٍ مُقِيمٍ‏}‏
أي‏:‏ في سوائه ووسطه، منغمرين لا يخرجون منه أبدا، ولا يفتر عنهم وهم فيه مبلسون‏.‏


‏{‏وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ أَوْلِيَاءَ يَنْصُرُونَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ‏}
‏ كما كانوا في الدنيا يمنون بذلك أنفسهم، ففي القيامة يتبين لهم ولغيرهم أن أسبابهم التي أملوها تقطعت، وأنه حين جاءهم عذاب الله لم يدفع عنهم‏.‏

‏{‏وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ سَبِيلٍ‏}
‏ تحصل به هدايته، فهؤلاء ضلوا حين زعموا في شركائهم النفع ودفع الضر، فتبين حينئذ ضلالهم‏.‏

‏[‏47ـ 48‏]‏ ‏{‏اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ مَا لَكُمْ مِنْ مَلْجَإٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَكِيرٍ * فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ وَإِنَّا إِذَا أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الْإِنْسَانَ كَفُورٌ‏}‏
يأمر تعالى عباده بالاستجابة له، بامتثال ما أمر به، واجتناب ما نهى عنه، وبالمبادرة بذلك وعدم التسويف، مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْم القيامة الذي إذا جاء لا يمكن رده واستدراك الفائت، وليس للعبد في ذلك اليوم ملجأ يلجأ إليه، فيفوت ربه، ويهرب منه‏.‏
بل قد أحاطت الملائكة بالخليقة من خلفهم، ونودوا ‏{‏يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ‏}‏ وليس للعبد في ذلك اليوم نكير لما اقترفه وأجرمه، بل لو أنكر لشهدت عليه جوارحه‏.‏
وهذه الآية ونحوها، فيها ذم الأمل، والأمر بانتهاز الفرصة في كل عمل يعرض للعبد، فإن للتأخير آفات‏.‏


‏{‏فَإِنْ أَعْرَضُوا‏}‏
عما جئتهم به بعد البيان التام

‏{‏فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا‏}
‏ تحفظ أعمالهم وتسأل عنها،

‏{‏إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ‏}
‏ فإذا أديت ما عليك، فقد وجب أجرك على اللّه، سواء استجابوا أم أعرضوا، وحسابهم على اللّه الذي يحفظ عليهم صغير أعمالهم وكبيرها، وظاهرها وباطنها‏.‏
ثم ذكر تعالى حالة الإنسان، وأنه إذا أذاقه الله رحمة، من صحة بدن، ورزق رغد، وجاه ونحوه

‏{‏فَرِحَ بِهَا‏}‏
أي‏:‏ فرح فرحا مقصورا عليها، لا يتعداها، ويلزم من ذلك طمأنينته بها، وإعراضه عن المنعم‏.‏


‏{‏وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ‏}
‏ أي‏:‏ مرض أو فقر، أو نحوهما

‏{‏بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الْإِنْسَانَ كَفُورٌ‏}‏
أي‏:‏ طبيعته كفران النعمة السابقة، والتسخط لما أصابه من السيئة‏.‏

‏[‏49ـ 50‏]‏ ‏{‏لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ‏}‏
هذه الآية فيها الإخبار عن سعة ملكه تعالى، ونفوذ تصرفه في الملك في الخلق لما يشاء، والتدبير لجميع الأمور، حتى إن تدبيره تعالى، من عمومه، أنه يتناول المخلوقة عن الأسباب التي يباشرها العباد، فإن النكاح من الأسباب لولادة الأولاد، فاللّه تعالى هو الذي يعطيهم من الأولاد ما يشاء‏.‏
فمن الخلق من يهب له إناثا، ومنهم من يهب له ذكورا، ومنهم من يزوجه، أي‏:‏ يجمع له ذكورا وإناثا، ومنهم من يجعله عقيما لا يولد له‏.‏

‏{‏إِنَّهُ عَلِيمٌ‏}‏
بكل شيء ‏

{‏قَدِيرٌ‏}
‏ على كل شيء، فيتصرف بعلمه وإتقانه الأشياء، وبقدرته في مخلوقاته‏.‏

‏[‏51ـ 53‏]‏ ‏{‏وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ * وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ‏}‏
لما قال المكذبون لرسل الله، الكافرون بالله‏:‏ ‏{‏لَوْلَا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ‏}‏ من كبرهم وتجبرهم، رد الله عليهم بهذه الآية الكريمة، وأن تكليمه تعالى لا يكون إلا لخواص خلقه، للأنبياء والمرسلين، وصفوته من العالمين، وأنه يكون على أحد هذه الأوجه‏.‏
إما أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ وَحْيًا بأن يلقي الوحي في قلب الرسول، من غير إرسال ملك، ولا مخاطبة منه شفاها‏.‏

‏{‏أَو‏}‏
يكلمه منه شفاها، لكن

‏{‏مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ‏}‏
كما حصل لموسى بن عمران، كليم الرحمن‏.‏

‏{‏أَو‏}
‏ يكلمه الله بواسطة الرسول الملكي، فـ

‏{‏يُرْسِلَ رَسُولًا‏}‏
كجبريل أو غيره من الملائكة‏.‏


‏{‏فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ‏}‏
أي‏:‏ بإذن ربه، لا بمجرد هواه،

‏{‏إِنَّهُ‏}
‏ تعالى علي الذات، علي الأوصاف، عظيمها، علي الأفعال، قد قهر كل شيء، ودانت له المخلوقات‏.‏ حكيم في وضعه كل شيء في موضعه، من المخلوقات والشرائع‏.‏

‏{‏وَكَذَلِكَ‏}
‏ حين أوحينا إلى الرسل قبلك

‏{‏أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا‏}
‏ وهو هذا القرآن الكريم، سماه روحا، لأن الروح يحيا به الجسد، والقرآن تحيا به القلوب والأرواح، وتحيا به مصالح الدنيا والدين، لما فيه من الخير الكثير والعلم الغزير‏.‏
وهو محض منة الله على رسوله وعباده المؤمنين، من غير سبب منهم، ولهذا قال‏:‏ ‏

{‏مَا كُنْتَ تَدْرِي‏}‏
أي‏:‏ قبل نزوله عليك

‏{‏مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ‏}‏
أي‏:‏ ليس عندك علم بأخبار الكتب السابقة، ولا إيمان وعمل بالشرائع الإلهية، بل كنت أميا لا تخط ولا تقرأ، فجاءك هذا الكتاب الذي

‏{‏جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا‏}‏
يستضيئون به في ظلمات الكفر والبدع، والأهواء المردية، ويعرفون به الحقائق، ويهتدون به إلى الصراط المستقيم‏.‏

‏{‏وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ‏}‏
أي‏:‏ تبينه لهم وتوضحه، وتنيره وترغبهم فيه، وتنهاهم عن ضده، وترهبهم منه، ثم فسر الصراط المستقيم فقال‏:‏

‏{‏صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ‏}‏
أي‏:‏ الصراط الذي نصبه الله لعباده، وأخبرهم أنه موصل إليه وإلى دار كرامته،

‏{‏أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ‏}‏
أي‏:‏ ترجع جميع أمور الخير والشر، فيجازي كُلًّا بحسب عمله، إن خيرا فخير، وإن شرا فشر‏.‏

تم تفسير سورة الشورى، والحمد للّه أولا وآخرا، وظاهرا وباطنا، على تيسيره وتسهيله‏.‏


تفسير السعدي (تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن)


سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر
اضافة رد مع اقتباس
  #2  
قديم 11/01/2009, 02:50 PM
موقوف
تاريخ التسجيل: 06/06/2008
المكان: الـشـرقـيه
مشاركات: 7,139
جزاك الله خيرا ياسامي صعب يتكرر على تفسيرك للسوره..

..
اضافة رد مع اقتباس
   


إضافة رد


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML غير مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 11:17 AM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube