لأنه مهنة المتاعب فقد أصبحت المتاعب في نظر الكثيرين من هواة التسلق هي الطريق الأسهل والأسرع للوصول للشهرة وتسليط الأضواء على حساب شرف المهنة ومصداقيتها وشروطها الأساسية .
فما تمر به الساحة الرياضية والإعلامية على وجه الخصوص من حالات التشنج والاحتقان والتعصب الأعمى بين الجماهير الرياضية هو نتيجة ماتعج به الساحة الإعلامية من فوضى مهنية من أشخاص دخلاء على الإعلام يدعون العلم وينسبون إلى أنفسهم الفهم والإلمام بالجانب الإعلامي وأحيان تجدهم في مركز المسئول الإعلامي ، وحقيقة الإعلام منهم براء ولاينتسبون إلى حقل الإعلام بمفهومه العلمي الصحيح .
فالإعلام هو مفهوم علمي وعلم إداري يدرس في الجامعات وله مناهجه وأساتذته وله ميثاق يعتمد ويقوم عليه مثله مثل باقي العلوم الإنسانية والإدارية الأخرى .
لكن الكثيرين من هواة التسلق قللوا من أهمية العلم في مجال الإعلام مدعين بأنه لايحتاج للتعليم فأي شخص كان بإمكانه أن يصبح إعلاميا وفق مايشاء !!!
ومن يسمع هذا الحديث يظن أن الجامعات تمنح الشهادات لمتخصصي الإعلام وكأنها دورة تدريبية وليس علماً يدرس في الفصول والقاعات على يد أساتذة الإعلام !!
يقول الدكتور/ أحمد العيسى أستاذ الإعلام بجامعة الملك عبدالعزيز أن مايحدث في الحقل الإعلامي من ممارسات خاطئة لايمثل الإعلام الحقيقي لأن العمل الإعلامي يجب أن يسند لمتخصصين في الشأن الإعلامي وليس لكل من هب ودب ، وإلا لما فتحت الجامعات أقسام الإعلام في كلياتها ووضعت له منهجاً علمياً .
وللأسف الشديد إن الكثير من القطاعات الإعلامية لايوجد بها النسبة الكاملة من خريجي الإعلام فهي تعتمد على أناس يحققون لها مصالحها الذاتية بدون النظر إلى معرفتهم بحقيقة هذا العلم .
لقد أصبح الشارع الرياضي يعج بفوضى الإعلاميين والكتاب ممن لايحمل مؤهلاً في الإعلام ولعل المراكز الإعلامية في الأندية خير شاهد على هذه الفوضى المهنية فالعديد من الدراسات أثبتت أن مانسبته 80 % من العاملين في المراكز الإعلامية في الأندية أو العلاقات العامة في القطاعات الأخرى لايحملون مؤهلات جامعية في الإعلام والأغلبية من حملة الدبلوم والثانوية والبعض منهم جاء بالتركيات والوساطات الإدارية .ونسبة كبيرة منهم لديه أكثر من وظيفة !!.
وإذا كانت هذه المؤشرات فلاغرابة أن نرى التعصب الرياضي وصحف الأندية وغير ذلك من تشويه وقلب الحقائق وعدم المصداقية في النقل والعنصرية وأمور أخرى يندى له الجبين !!
فماذا ننتظر من أناس لايفقهون من الإعلام سوى اسمه فقط !!!
إن الحقيقة المرة أن الكثير من الشباب من حملة المؤهلات الجامعية وفي تخصص الإعلام يعانون على رصيف البطالة لعدم وجود الواسطة ولسيطرة نسبة كبيرة ممن لاينتمي إلى الإعلام على الوظائف الإعلامية والعلاقات العامة في المراكز الإعلامية ، فضلأ عن أساليب التطفيش والمماطلات والمحاباة في الاختيار حتى وصل الحال إلى العنصرية في بعض الأحيان فمن لانعرفه لانوظفه حتى وان كان يحمل مؤهلات عليا ، فالإعلام الرياضي لايعرف خفاياه سوى من عاش التجربة وتذوق مرارة الظلم والفوضى والاستهتار بهذه المهنة الشريفة .