كتاب يسب الإسلام و المسلمين يوزع 800 ألف نسخة هكذا تعبر الكاتبة الإيطالية و الصحفي
الخميس 18 ربيع الأول 1423هـ - 30 مايو 2002م تحديث 11:45 م بتوقيت مكة
مفكرة الإسلام : " أنتم لا تفهمون أن هؤلاء الأسامات بن لادن يعتبرون أن من حقهم قتلكم وقتل اطفالكم ، لأنكم تشربون النبيذ والبيرة ، ولا تطلقون اللحى ، أو لا تلبسون التشادور ، ولأنكم تذهبون إلى السينما والمسرح وتحبون الموسيقى وترقصون في علب الليل ، فما معنى أن نحترم الذين لا يحترموننا ؟ وما الفائدة من احترام ثقافتهم ، أو ما تسمى الثقافةَ ، ما داموا يحتقرون ثقافتنا ؟ " ... هكذا تعبر الكاتبة الإيطالية و الصحفية المشهورة أوريانا فالاتشي عن ثقافة عامة باتت تنتشر في الغرب بقوة ، و هي ألفت هذا الكتاب بعد توقف لها دام عشرة سنوات ، بعد إصابتها بمرض السرطان ، و جاء كتابها لعيدها إلى الأضواء ، و لكن على حساب المسلمين ، الذين ينفث الكتاب سما و كراهية في مواجهتهم ، وكانت فالاتشي قد اشتهرت في العالم في العقود الماضية كونها أول مراسلة حربية ، قامت بتغطية العديد منالحروب في فيتنام و إفريقيا و مناطق كثيرة ، و أجرت مقابلات عديدة مع عدد من الزعماءو السياسيين البارزين ..
و رغم أن دورا كثيرة للنشر في فرنسا أبت أن تتبناه ، إلا أن دار بلون وجدت فيه بغيتها ، و ووزعت منه بالفعل 800 ألف نسخة ، وينتظر أن يصل الرقم إلى مليون حسبما ذكرت صحيفة السفير اللبنانية ..
أما محتويات الكتاب - أو سمياته - ، فتقول الكاتبة : " نسبة الأمية في الدول الاسلامية تتراوح ما بين 60 و80 بالمئة ، ما يجعل الأخبار تصلها إما من خلال رسوم الكاريكاتور او عبر اكاذيب الملالي ، فمن افغانستان الى السودان ، ومن اندونيسيا الى باكستان ، ومن ماليزيا الى ايران ، ومن مصر الى العراق ، ومن الجزائر الى السنغال ، ومن سوريا الى كينيا ، ومن ليبيا الى التشاد ومن لبنان الى المغرب ، ومن فلسطين الى اليمن ومن السعودية الى الصومال ، يكبر الحقد على الغرب أمام العين المجردة ، ان المتطرفين والاصوليين هم بالملايين ، واسامة بن لادن هو بالنسبة لهم اسطورة تماما كما كان الخميني " ، و على ذلك فهي تستنهض همم الغرب و تدعوهم للإفاقة ، و كأنهم كانوا مرتمين في أحضان المسلمين ، أو يعانون من ضعف في مقابلهم ، فتقول : " انهضوا ايها الشجعان ، استيقظوا من شللكم الذي أصابكم جراء الخوف من التجذيف بعكس التيار ، إنكم لا تفهمون ولا تريدون أن تفهموا ، إننا أمام حملة صليبية عكسية ، إنكم عميان فلا تفهمون أو لا تريدون أن تفهموا إنها حرب دينية " ..
ثم تبدأ الكاتبة في التغابي و التعالي على من علّم أجدادها ، فتتساءل : من الذين صنعوا الحضارة والعلم والطب والهندسة والهاتف والراديو والتلفزيون والقطار والسيارة والطائرة ، والذين وصلوا الى القمر والمريخ ، ثم تقول ساخرة من المسلمين و إسلامهم : " أمّا خلف الثقافة الاخرى ، ثقافة الملتحين أو أصحاب العمامات ، فماذا نجد ؟ فلنفتش ونبحث ، إني لا أجد إلا محمدا – صلى الله عليه و سلم - وقرآنه ، وابن رشد وتعليقاته على سقراط ، وعمر الخيّام " ..
و يصل التلبك الفكري ذروته مع الكاتبة ، فتقول : " منذ 11 سبتمبر ، يمتدح اختصاصيو الاسلام محمدا – صلى الله عليه و سلم - ويقولون لي ان القرآن يدعو الى السلام والحب والعدالة ، لا بل إن جورج بوش نفسه ، المسكين بوش ، كرر الكلمات الثلاث ليربح اصوات 24 مليون اميركي – الرقم مبالغ فيه - من أصول عربية ومسلمة ، ولكن أسألكم باسم المنطق ، اذا كان القرآن عادلا ومحبا ومسالما ، فبماذا نفسر مبدأ العين بالعين والسن بالسن ، او مبدأ تعدُّد الزوجات ، حيث ان المرأة ليست افضل من الجمل ، ولا تستطيع الذهاب الى المدارس او التمتع بالشمس " ، ثم تضيف في خلاصة سُمية : " إن كل العرب والمسلمين هم في افضل احوالهم إذاً متطرفون ، وفي أسوئها مجموعة كبيرة من امثال اسامة بن لادن ، فيجب اعلان الحرب عليهم ، وعدم الانجرار الى التمييز بين واحدهم والآخر ، كلهم متطرفون وقتَلة ومتخلفون واميون ..إلخ " ..
و كانت الكاتبة الإيطالية تقيم منذ عشر سنوات في نيويورك و شاهدت بعينيها ما حدث من انهيار البرجين ، فدفعها ذلك إلى إخراج ما تكتمه من حقد على المسلمين ..
و يبقى هنا توجيه هام ، و هو أن هذه الكاتبة ليست هملا ، أو نكرة ، بل هي صحفية عالمية معروفة ، وصفها كيسنجر ذات يوم بأنها أذكى و أجرأ صحفية في العالم ، و هي تدعو الغرب في وضوح إلى اعتبار هذه المعركة ليس مجرد صراع حضارات ، بل هي حرب دينية كذلك ، ثم تعبر عن مكنون في صدور الملايين من الغربيين ، فتسب وتشتم المسلمين بأقذع الألفاظ ، و يتهافت مئات الألوف على شراء بزاقها ، ثم بعد ذلك كله ، نجد هنا بين اظهرنا من يتحدث عن السلام و المسامحة ، و من يدعو إلى ترك الدعاء على اليهود و النصارى لأن فيهم أهل خير و صلاح ، فهؤلاء أولى بنداء النهضة و الإفاقة الذي وجهته الكاتبة الحقود ..
http://www.islammemo.com