المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > المنتديات العامة > منتدى الثقافة الإسلامية
   

منتدى الثقافة الإسلامية لتناول المواضيع والقضايا الإسلامية الهامة والجوانب الدينية

إضافة رد
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 30/05/2002, 12:11 AM
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 11/01/2002
مشاركات: 792
تقرير إخباري عن الأزمة بين الهند وباكستان

بسم الله الرحمن الرحيم
قراءة موجزة في ملف الأزمة الهندية الباكستانية
( الحلقة الأولى )
مركز الدراسات والبحوث الإسلامية

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين :-
مما لا شك فيه أن باكستان لعبت دوراً رئيسياً فيما يسمى بالحرب ضد الإرهاب ( الإسلام ) ، وكانت ولا زالت حليفاً مخلصاً لأمريكا بعد انقلابها على مصالحها القومية وشعبها ودينها قبل كل شيء ، إلا أن هذا الانقلاب منها على نفسها لم يمر عليها مرور الكرام ، بل سبب لها أزمات أمنية وسياسية واقتصادية وعسكرية ، وقد يطول الحديث عن أسباب هذه الأزمات وآثارها عليها وعلى المنطقة ، إلا أننا في هذه الحلقات سنستعرض الخطوط الرئيسية في ملف التصعيد بين الجارتين الهند وباكستان ، ويأتي هذا الاستعراض بسبب أثر هذه الأحداث بشكل مباشر على مجريات الحرب مع العدو الصليبي فالأزمة برمتها سواء كانت مفتعلة أو حقيقية فإن الهدف الأول والأخير منها هو القضاء على الجهاد والمجاهدين ، ولا يهمنا الآن هل الأزمة عبارة عن مسرحية أو هي فصول حقيقية ، ولكن المهم أن الأزمة على جميع احتمالاتها هي تستهدف الجهاد والمجاهدين بالدرجة الأولى نسأل الله أن يشغل أعداء الدين في أنفسهم ويدمر الظالمين بالظالمين ويخرج المسلمين من بينهم سالمين .
بداية التوتر :
شكل الهجوم المسلح على البرلمان الهندي في السادس عشر من كانون الاول (ديسمبر) الماضي علامة فارقة في السياسة الهندية تجاه باكستنا وكشميرن وأرادت القيادة الهندية استغلال ما تسميه حليفتها الاستراتيجية (الولايات المتحدة الامريكية) الحرب الدولية على الإرهاب وممارسة أكبر قدر من الضغط على حكومة باكستان بزعامة الجنرال برويز مشرف الذي يعاني من قلة التأييد الشعبي لحكومته خاصة بعد موقفه الموالي لأمريكا في حربها ضد الشعب الأفغاني والمسماة بالحرب ضد الإرهاب .
وقد بدأت الهند بحشد أكبر قدر من قواتها المسلحة في كشمير وممارسة نوع من الحرب الإعلامية والنفسية ضد مشرف والتهديد بتوجيه ضربة قاسية لمعكسرات الجماعات الكشميرية التي تقول الهند إنها موجودة في القسم الذي تديره باكستان من كشمير المتنازع عليها دوليا . وقد كان للضغوط الامريكية على مشرف بضرورة تخفيف حدة التوتر بين الدولتين عبر اتخاذ خطوات لنزع فتيل الانفجار محاولة أمريكية لحرمان باكستان من ورقة قوية لصاللحها في الصراع على كشمير وهي ورقة العمل الجهادي في كشمير المحتلة، وقد استجاب الجنرال مشرف للضغوط الامريكية والغربية بشكل عام وأعلن في خطابه في الثاني عشر من كانون الثاني (يناير 2002 ) حظر عدد من لجماعات العاملة في كشمير متهما إياها بإساءة استخدام القضية الكشميرية وشن في خطابه آنف الذكر هجوما قاسيا على المدارس الدينية والجماعات الإسلامية في باكستان متهما إياها بأنها سبب التخلف وسبب العنف الطائفي وتشويه سمعة باكستان في الخارج وتوتير علاقاتها مع العديد من الدول وطالب في خطابه الجماعات الدينية والشعب الباكستاني بأن يترك أمر الشئون والسياسة الخارجية لباكستان تقرره الحكومة الرسمية وأنه لا حق لأحد من الشعب الباكستاني غير حكومته بأن يقيم علاقات خارجية محذرا الجماعات الدينية بأنه ليس من مهماتها الدعوة إلى الدين وممارسة الجهاد خارج باكستان كما أنه ليس من حقها جمع الأموال في باكستان للجهاد الكشميري أو غيره إلا بإذن وإشراف من حكومته .
وقد استجاب مشرف في خطابه للضغوط الأمريكية وكان مقررا وحسب مصادر باكستانية مطلعة أن يعلن مشرف في خطابه ذاك اعتراف حكومته بالكيان اليهودي في فلسطين المحتلة، لكنه تراجع بعد اتصالات أجرتها عدد من الدول الإسلامية به .
الهند بقيت تحشد قواتها وتزيد من وتيرة حربها النفسية والإعلامية ضد باكستان والجماعات الكشميرية إلى أن جاءت عمليات جديدة في كشمير وكان آخرها عملية خطف حافلة والانطلاق بها نحو معسكر للقوات الهندية بالقرب من مدينة جامو العاصمة الشتوية لإقليم كشمير ، حيث ازدادت نبرة الهند حدة وبدأت تتحدث عن تلقين باكستنا درسا يعيد إلى ذاكرتها درس عام 1971 حين فصلت القوات الهندية وعملاؤها من القوميين البنغال القسم الشرقي من باكستان وأسسوا دولة بنغلاديش، وقد تزامن الحادث الأاخير مع زيارة مساعدة وزير الخارجية الامريكية كريستينا روكا إلى دلهي والتي تحدثت يومها وهي في الهند عن ضرورة (( وقف الإرهاب عبر الحدود وعمليات تسلل المسلحين الكشميريين عبر خط الهدنة في كشمير)) وهي نفس العبارات والمطالب الهندية . وذكرت مصادر باكستانية أن المبعوثة الامريكية التي قيل إنها جاءت لتخفيف حدة التوتر بين الهند وباكستان والعمل على سحب قوات البلدين من المنطقة الحدودية أبلغت المسئولين الباكستانيين الذين التقتهم ومنهم الجنرال مشرف أن على باكستان أن تعمل لوقف الإرهاب في كشمير وأن تقبل بخط الهدنة الحالي كحدود دولية ( أي غنهاء قضية كشمير على وضعها الحالي ) وأن تعمل حكومة الجنرال مشرف على كسب ثقة الحكومة الهندية من خلال القيام بخطوات ضد الجماعات الكشميرية ومن وصفتهم بأنهم أنصار الإرهاب . وهو ما أثار خلافا حادا في القيادات العكسرية الباكستانية التي تعتبر مثل هذه الخطوة ليس نهاية لقضية كشمير وإنما نهاية لباكستان كدولة وشعب وجعلهما تحت رحمة الهيمنة الهندية إلى الأبد .
وقد عارضت قيادات عسكرية هامة في المؤسسة العسكرية الباكستانية أي خطوة يقوم بها الجنرال مشرف ضد الجماعات الكشميرية أو الانصياع للضغوط الهندية والأمريكية . ويذهب البعض إلى أن مطالبة قاضي حسين أحمد زعيم الجماعة للرئيس مشرف بالتنحي عن منصب قائد الجيش والبقاء في المنصب السياسي كرئيس للدولة أو حاكم تنفيذي هي من طلبات بعض قادة القوات المسلحة الذين يضغطون على الجنرال مشرف في هذا المجال ، كما أن رسالة قاضي حسن أحمد إلى الشيخ حمد بن ثامر حاكم قطر ورئيس الدورة الحالية للقمة الإسلامية يطالبه فيها بقمة طارئة لمناقشة التهديدات الهندية لباكستان تعتبر إحراجا من الجماعة الإسلامية للحكومة الباكستانية بدعم من الجيش كما قيل .
الموقف الحالي :
مع كل يوم يمر فإن الضغوط الهندية على باكستان تزداد ويزداد معها الضغط الدولي على حكومة الجنرال مشرف للقبول بالمطالب الهندية الامريكية وإنهاء قضية كشمير على ما هي عليه الآن . فرئيس الوزراء الهندي وقادة حكومته وقواته المسلحة لا يفترون عن توجيه الاتهام لباكستان يوميما ويطالبون شعبهم بالاتحاد خلف حكومته وقواته المسلحة لتحقيق النصر على باكستان والإرهاب المدعوم منها كما قالوا ، والمجتمع الدولي يزيد من ضغوطه على باكستان للقبول بالمطالب الهندية المتمثلة في تسليم عدد من المطلوبين للهند والذي يقال إنهم موجودون في باكستان ، وإغلاق معسكرات الجماعات الكشميرية في القسم الباكستاني من كشمير المتنازع عليها، وضبط الحدود الباكستانية لمنع تسلل هؤلاء المقاتلين على الهند . وهي اتهامات في مجملها تكفي لإعلان باكستان في نظر العالم دولة داعمة للإرهاب مع ما يقتضيه مثل هذا الاتهام في ظل الاوضاع الدولية من عواقب وخيمة قد تصل إلى تجريد باكستان من أسلحتها النووية والصاروخية وفرض رقابة عليها !!!
ولنستعرض بعض مواقف الاطراف الدولية المؤثرة في المنطقة حتى نفهم حقيقة الموقف الحالي والأزمة الحالية :
1- الرئيس الفرنسي جاك شيراك ((الذي قتل بعض خبرائه في باكستان في حادثة هجوم على الحافلة التي كانت تقلهم في كراتشي حيث كانوا يعملون على نقل تقنية الغواصات الفرنسية الحدية إلى باكستان واتهمت باكستان المخابرات الهندية بالوقوف خلف الحادث )) وفي اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الهندي آتال بيهاري فيجبائي يوم الأحد26/5/2002 قال يجب مضاعفة الجهود لتجفيف منابع الإرهاب والنظر في حل سلمي) وهو لم يحدد ماهية الإرهاب المقصود في كلامه لكنها مفهومة من سياق الكلام والاحداث أنه يقصد الجماعات الكشميرية ومنطوق كلامه يعني (( على العالم الضغط على باكستان لوقف كافة أشكال دعمها للجماعات الكشميرية وأن يتم وقف كافة عمليات الكشيمريين ووقف نشاطهم، ومن ثم يمكن الحديث عن حل سلمي ليس لقضية كشمير وإنما للتوتر على الحدود حاليا)) أي على باكستان نسيان كشمير والاعتراف واقعيا بما هو حاصل وأنه الحل النهائي لهذه القضية .
2- الرئيس الأمريكي بوش قال في خطاب له في زيارته إلى روسيا: يجب على مشرف أن يقوم بجهود أكبر لوقف عمليات التسلل عبر الخط الفاصل في كشمير من أجل تهدئة الاوضاع. أي أن باكستان هي الملامة في التوتر الحالي وهي المسئولة عنه من خلال عدم قيامها بحماية الخط الفاصل بين قواتها والقوات الهندية في كشمير.
3- الرئيس الأمريكي بوش أيضا : طالب الرئيس مشرف بالوفاء بوعده في قمع الجماعات الدينية المسلحة، مضيفا، (نحن قلقون من حالة التوتر الشديد ومن المهم جدا للرئيس مشرف أن يفعل ما قال إنه سيفعله ضد الإرهاب وهو وقف التسلل عبر الخط الفاصل في كشمير) . أي أن المشكلة في كشمير هي الجماعات المسلحة وليس عدم استجابة الهند لما وافقت عليه ابتداءا من تطبيق قرارات الأمم المتحدة حول هذه القضية، ولو أوقفت باكستان والجماعات الكشميرية العمل المسلح ضد القوات الهندية في كشمير فما هي الضمانة التي تقدمها واشنطن وغيرها لعقد محادثات سلمية لحل مسألة كشمير حلا عادلا ؟!
4- الحكومة الهندية تشكو من أن الولايات المتحدة وغيرها من الدول تتعامل مع مشرف بما يزيد من قوته وتمتدحه كحليف ضد القاعدة بينما إسلام أباد تؤيد ما تقول عنه الهند إرهابا في كشمير، وهذا الموقف الهندي تحريضي للدول الغربية بشكل عام ضد باكستان وضرورة وضعها على قائمة الدول الداعمة للإرهاب .
5- رئيس وزراء الهند يقول :صبر الهند شارف على النفاذ وعلى العالم الضغط على باكستان لوقف العمل المسلح . وهي محاولة ابتزاز هندية للعالم ولباكستان من خلال التلويح بالحرب في وقت لا تريد أمريكا والدول الغربية مثل هذه الحرب لعلمهم أنهم لا يمكنهم التحكم بها حتى النهاية ولا يمكنهم في الوضع الراهن التكهن بنتائج هذه الحرب .
6- نائب رئيس هيئة الأركان الأمريكي الجنرال جون م . كيان: قال في خطاب له في قواته في قاعدة قندهار الجوية في أفغانستان (( القاعدة تحاول أن توجد مكانا آمنا لها في باكستان، وواشنطن ستتعامل مع هذا الأمر في الوقت المناسب ... لقد حطمنا إرادتهم، وهم متفرقون في الجبال ويحاولون إيجاد ملاذ آمن لهم في باكستان، نحن لنا هدف واحد هنا وهو قتل هؤلاء الأشخاص ، وهذا ما سنقوم به وسنواصل القيام به حتى تنتهي هذه المسألة وفق شروطنا، سيكون عملا صعبا وهذه ظروف وبيئة صعبة وهؤلاء الأشخاص لن يستسلموا بسهولة.لقد قتلنا منهم المئات ) . وكلامه يعني أن الولايات المتحدة ستلاحق مقاتلي القاعدة في باكستان وأن باكستان إما أن تكون تعلم بوجودهم في أراضيها وهي لا تتعاون للقبض عليهم فهي دولة راعية للإرهاب ، أو لا تكون تعلم فهي دولة لا يمكن الوثوق بكلمتها ويجب فرض رقابة خارجية على حدودها وعلى أجهزتها الامنية .وكلامه يعني أن الولايات المتحدة تخطط لتلقين باكستان درسا على موقفها هذا .
7- كاتب أمريكي كبير وضف الوضع في أفغانستان بقوله ( الاستخبارات الباكستانية تخوض حرب استنزاف ضد القوات الأمريكية والدولية في أفغانستان من خلال القاعدة وطالبان وباكستان بمعلوماتها المضللة التي أعطتها للقوات الأمريكية تريد إغراقنا في الوحل الأفغاني كما قرق السوفيت من قبل، ويجب تلقين باكستان درسا على موقفها هذا .
8- الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان وفي اتصال هاتفي مع الجنرال مشرف طالبه بالوفاء عمليا بما ألقاه في خطابه في الثاني عشر من يناير الماضي حول قمع الجماعات الدينية ودعاه إلى محاولة كسب ثقة الهند من خلال تسليمها المطلوبين الذين تقول الهند إنهم يعيشون في باكستان ، وهو موقف عجيب من مسئول المنظمة الدولية، فكشمير محل نزاع مسجل في أروقة الامم المتحدة منذ عام 1947 وهو بدلا من الطلب من الدولتين سحب قواتهما وتحكيم المنطق يؤيد الهند في مواقفها ويتهم باكستان بشكل أو بآخر بدعم الإرهاب .

الوضع الداخلي في البلدين وتأثيراته على الأزمة :
الهند :
خسرت الحكومة الهندية عددا من الانتخابات المحلية في عدد من الولايات الهندية مما أثر على موقفها في البرلمان الفيدرالي، كما أن الحكومة الهندية وقواتها المسلحة وأجهزة أمنها متهمة بالوقوف خلف حوادث العنف وحرق منازل المسلمين في أحمد أباد وولاية كوجرات الهندية وليس بإمكان الحكومة الهندية أن تتهم في هذه الاحداث الاستخبارات الباكستانية بالوقوف خلف هذه الحوادث، لذا فإن الحكومة وخشية سقوطها او تأثير هذه الاحداث على سمعة الهند ترلايد تصدير الأزمة إلى الخارج، وليس هناك أفضل من باكستان من تصدر إليها الأزمة فهي العدو التقليدي ، كما ان باكستان في وضعها الحالي تعتبر ضعيفة من وجهة النظر الهندية ، والحكومة الهندية حاولت مع واشنطن منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر وصم المقاومة الكشميرية بالإرهاب، ووصم باكستان بالدولة الداعمة للإرهاب لكن لحاجة واشنطن إلى إسلام أباد في التحالف الدولي ضد القاعدة وطالبان ، فإن واشنطن رفضت هذه المطالب الهندية ، لكن الحكومة الهندية ولرغبتها الملحة في إنهاء قضية كشمير لصالحها ومستفيدة مما قامت به القوات الأمريكية في أفغانستان والقوات الإسرائيلية في فلسطين المحتلة تريد إنهاء قضية كشمير وبما يخدمها وإلى الابد، لذا فقد لجأت إلى التصعيد الحالي وبهذه الصورة مع باكستان .
باكستان :
الجنرال مشرف الرئيس الباكستاني يعتبر في هذه الاوقات في أصعب مواقفه الداخلية، فهو يعيش هاجس الاغتيال على يد الجماعات الدينية المؤيدة للقاعدة وطالبان، والامريكان يحاولون جعله أسير هذا الهاجس للضغط عليه أكبر قدر ممكن، فهم وعن طريق مواليهم في أجهزة الحكم في باكستان أقنعوا الجنرال مشرف بأن أفضل وسيلة له لتحقيق الأمن الشخصي لنفسه هي البقاء في السلطة أطول فترة ممكنة ولذا قام بالاستفتاء الذي شهد الكثيرون من أطراف الحكومة والمعارضة وجماعات حقوق الإنسان أنه كان استفتاءا مزورا بشكل كبير جدا، إضافة إلى ذلك فإن تحالفات الأحزاب السياسة والدينية في باكستنا أعلنت رفضها نتائج الاستفتاء وعزمها الدعوة إلى عصيان مدني ضد حكومة الجنرال مشرف، وطالبت بعدم تغيير قوانين الانتخابات التي يريد مشرف تغييرها لصالح المرشحين المؤيدين له. كما أن باكستان تعاني من عنف طائفي داخلي واقتصاد متدهور رغم كل الاموال التي ضخت في الخزينة الباكستانية جراء دخولها التحالف الدولي ضد القاعدة وطالبان .
الحكومة الباكستانية التي فوجئت بالعمليات الاخيرة في كشمير ضد الجيش الهندي وجدت نفسها مجبرة على إدانة هذه العمليات ووصفها بالإرهاب وهو نفس الموقف الذي وجدت السلطة الفلسطينية نفسها فيه في مواجهة العمليات الاستشهادية التي قام بها المجاهدون في فلسطين في الشهور الاخيرة، رغم أن السبب الأساس لهذه العمليات في كشمير وفلسطين هو وجود الاحتلال الأجنبي وهو السند الأساس لشرعية أي عمل مسلح في هذه المناطق .
الخلاف داخل المؤسسة العسكرية الباكستانية حول الموقف من التحالف الدولي ضد القاعدة وطالبان ربما يعتبر طرفا في الصراع الهندي الباكستاني والعمليات المسحلة في كشمير.
وربما وجدت الهند من الوضع الداخلي الباكستاني سندا لخططها في الضغط على حكومة الجنرال مشرف. فزادت من ضغطها وتعبئتها النفسية ضد باكستان والجماعات الكشميرية وهي تراهن على أن الولايات المتحدة لن تعارض عمليات محدودة لقواته ضد قواعد الجماعات الكشميرية، فقد صرح أكثر من مسئول حزبي وحكومي ومحلل باكستان أن الهند لا يمكن لها أن تقوم بهذا الحشد والتعبئة ضد باكستان دون أن تنال ضوءا أخضر من واشنطن التي تريد معاقبة باكستان لما تراه واشنطن من أن باكستان كدولة كانت ولا زالت أرضا خصبة للجماعات الدينية المناوئة لواشنطن .
خيارات الهند في الأزمة الحالية :
مواصلة الضغط النفسي والتلويح بالحرب ضد باكستان والضغط عليها من خلال الدول الغربية المؤيدة للهند خاصة واشنطن ولندن وموسكو .
زيادة المناوشات اليومية على طرفي الخط الفاصل في كشمير وإرهاق الخزينة الباكستانية من خلال إجبارها على إنفاق أكبر قدر ممكن من المال في هذا التوتر بحجة مواجهة الهند وبذلك يتم التأثير على الاقتصاد الباكستاني أكبر قدر ممكن .
القيام بعمليات إعارة عبر الخط الفاصل في كشمير دون محاولة السيطرة على بعض المناطق والاحتفاظ بها لما في ذلك من مخاطر على القوات الهندية أو مخاطر من توسعة نطاق الحرب بما لا يمكن التنبؤ بنتائجه .
شن غارات جوية بالمروحيات أو قاذفات مقاتلة على ما تعتبره الهند قواعد الجماعات الكشميرية في القسم الباكستاني من كشمير .وهذا الخيار يعتبر خطرا لأن باكستان لا يمكن لها السكوت عنه وربما يؤدي إلى مواجهة شاملة بين الدولتين .
خيارات باكستان :
مواصلة السياسة الحالية القائلة بتقديم دعم معنوي وسياسي للشعب الكشميري والسماح للجماعات الكشميرية بالعمل السياسي في القسم الباكستاني من كشمير ، وبذلك تعرض باكستان نفسها لمزيد من الضغط الغربي خاصة الأمريكي في ظل غياب أي تضامن إسلامي خارجي أو وحدة وطنية لمواجهة مثل هذه الضغوط .
الاستجابة للضغط الدولي ومنع الجماعات الكشميرية من الاحتفاظ بمركز لها في القسم الباكستاني من كشمير، ومحاولة منع المقاتلين الكشميريين من التسلل إلى القسم الذي تديره الهند من كشمير ، وهي بذلك تعترف أنها كانت وراء دعم المقاومة الكشميرية، وأنها كانت وراء تسلل المقاتلين في كشمير مع ما في ذلك من مخاطر في ظل الظروف الدولية الحالية .
محاولة التوفيق بين الرأيين الآخرين من خلال التجارب الصاروخية التي تقوم بها القوات المسلحة الباكستانية وهي تهدف إلى إيصال رسائل للداخل وأخرى للخارج، فالداخل يراد القول له إن حكومة الجنرال مشرف لم تسلم للمطالب الهندية وأنها مستعدة للموادهة مع الهند وأن باكستان تملك من القوة ما يكفي للدفاع عن نفسها وهذا يدعم موقف مشرف داخليا ويزيد من شعبيته ويرفع أسهمه . وأما الرسائل للخارج فهي إلى الهند بأن المؤسسة العسكرية الباكستانية لن تقبل بهجوم هندي كبير وهي مستعدة للرد عليه بقوة مما يشكل خطورة لجر المنطقة في حرب طاحنة. ورسالة للعالم الخارجي من أن باكستان بتجاربها الصاروخية تدعو العالم للتدخل من أجل إيجاد مخرج سلمي للأزمة الحالية ، وهذا ما يريده مشرف وهو بذلك يشكل مخرجا مقبولا له يمكن أن يسوقه كما سوق موقفه السابق بالانضمام إلى التحالف الدولي ضد طالبان والقاعدة بالقول المحافظة على باكستان أولا ، وهذا الموقف قد يقود مشرف إلى القول إن المحافظة على سلاح باكستان الاستراتيجي ووحدة أراضي باكستان في وجه المؤامرة الدولية، ويمكننا التضحية بالجماعات الكشميرية ومنعها من العمل من باكستنا مقابل وعد تقدمه واشنطن لنا بأن تعمل على إيجاد حل مناسب للقضية الكشميرية كما تحدث بوش في خطابه في سبتمبر الماضي بعد أحداث نيويورك وواشنطن من أنه كان ينوي المطالبة بدولة فلسطينية مستقلة!!!!!!!!! .
المناوشات تزداد يوميا في مناطق محددة من الخط الفاصل في كشمير، وباكستان كمؤسسة عسكرية ودولة توقن أن ليس من خيار أمامها إن أرادت البقاء والمحافظة على نفسها إلا الانتصار في حرب ضد الهند أو على الأقل إيقاع أكبر قدر من الخسائر في صفوف الهند، لذا فإن الاستعدادات العسكرية الباكستانية يمكن أن توصف بأنها محرجة لمشرف ومفيدة له في نفس الوقت ، فهي تمنعه من الرضوخ للمطالب الأمريكية، وهي في نفس الوقت تعطيه فرصة الادعاء انه وراء هذا الموقف القوي ووراء أي انتصار أو صمود أمام الضغوط الهندية والأجنبية .
والله تعالى أعلم

وإلى اللقاء في الحلقة الثانية
اضافة رد مع اقتباس
  #2  
قديم 30/05/2002, 01:47 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ الوليد
عضو إدارة الموقع الرسمي لنادي الهلال
تاريخ التسجيل: 13/08/2000
المكان: قلوب الأحبة فى شبكة الزعيم
مشاركات: 13,348
مشكور وجزاك الله كل خير إن شاء الله.
اضافة رد مع اقتباس
   


إضافة رد


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML غير مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 07:14 PM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube