
16/12/2008, 08:45 PM
|
زعيــم متألــق | | تاريخ التسجيل: 30/05/2007 المكان: المدينة المنورة
مشاركات: 1,080
| |
بوش .. و حذاء الصحفي .. و لكنكم قوم تستعجلون .. حوار .. بسـم الله الرحمـــن الرحيـــم
السلام عليكم ورحمـة الله وبركاتـه
خبّاب بن الأرت ، صحابيّ ، لم يكن أحداً أقوى جُرأه من جرُأته
، أعلن إسلامه بكل جرأه حتى ضربوه كفار قريش حتى سالت منه الدماء .
ذهل الناس من جرأة خباب إذ لم يكونوا قد سمعوا من قبل أن أحداً اتبع
محمداً ووقف بين الناس يعلن إسلامه بمثل هذه الصراحة والتحدي.
واهتز شيوخ قريش لأمر خباب.. فما كان يخطر على بالهم أن قيناً كقين أم
أنمار لا عشيرة له تحميه ولا عصبية عنده تمنعه وتؤويه، تصل به الجرأة
إلى أن يخرج على سلطانها، ويجهر بسب آلهتها ويسفه دين أبائها
وأجدادها أيقنت قريش ان هذا اليوم له ما بعده..
ولم تكن قريش على خطأ فيما توقعته، فلقد أغرت جرأة خباب كثيراً من
أصحابه بأن يعلنوا إسلامهم، فطفقوا يصدعون بكلمة الحق واحداً بعد
الآخر.
(( كان خبّاباً رضي الله عنه ،في وضع قريب من وضع الصحفي العراقي
الذي قذف بنعليه على .. الصليبي بوش .. ولكن مالفرق أو ما وجه
الشبه بين الأمرين ؟ ))
في صحيح البخاري عَنْ خَبَّابِ بْنِ الْأَرَتِّ قَالَ شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً لَهُ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ قُلْنَا لَهُ أَلَا تَسْتَنْصِرُ
لَنَا أَلَا تَدْعُو اللَّهَ لَنَا - من شدة ما يلاقي من الأذى ولا يجد ما يكف به ذلك-
فقَالَ الرسول صلى الله عليه وسلم : ((كَانَ الرَّجُلُ فِيمَنْ قَبْلَكُمْ يُحْفَرُ لَهُ
فِي الْأَرْضِ فَيُجْعَلُ فِيهِ فَيُجَاءُ بِالْمِنْشَارِ فَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ فَيُشَقُّ بِاثْنَتَيْنِ
وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ وَيُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ الْحَدِيدِ مَا دُونَ لَحْمِهِ مِنْ عَظْمٍ أَوْ
عَصَبٍ وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ)) وَاللَّهِ لَيُتِمَّنَّ هَذَا الْأَمْرَ- أي نصر الله
للمسلمين - حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ لَا يَخَافُ إِلَّا
اللَّهَ أَوْ الذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ)) رواه البخاري ومسلم .
فهذا الصحابي لما رأى من شدة التباين في موازين القوى بين معسكر
الإيمان الضعيف مادياً في ذلك الزمان ، وبين معسكر الكفر القوي مادياً ،
ورأى من خلال المقاييس والحسابات المادية والتصورات العقلية أنه ليس
بإمكان المسلمين النصر على العدو ، ورأى أن ذلك لا يمكن حدوثه إلا من
خلال عقوبة إلهية ؛ طلب من الرسول صلى الله عليه وسلم الدعاء
والاستنصار ، وكان موقف الرسول صلى الله عليه وسلم من هذا التصور
الذي قد يدفع بعض الناس إلى الإحباط وفقدان الأمل ؛ يتمثل في أمرين:
الأول : التبشير بالنصر والتمكين ؛ وبغلبة الحق وأهله ، واندحار الباطل
وجنده : « والله ليتمن هذا الأمر ».
الثاني: دعوته لهم بعدم الاستعجال، حيث ينبغي عليهم الصبر والتحمل
والعمل والجد والاجتهاد والجهاد : « ولكنكم تستعجلون ».
وهذا ما ينبغي علينا فعله اليوم إزاء تكبر الأعداء وطغيانهم ؛ أن نبشر
قومنا بأن النصر حليفهم وإن طال الزمان ، وأن على الباغي تدور الدوائر .
وسائل دفع غلبة الكافرين :
الحرص على الطاعة والبعد عن المعصية ، فإن هذا أولى ما تُوجه إليه
الهمم بعد الإيمان ؛ بحيث يكون الغالب على جماعة المسلمين الطاعة ،
وتكون المعصية منغمرة في جنب ذلك ليس لها ظهور ولا فشو ، فقد
قيل للرسول صلى الله عليه وسلم : « أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال :
نعم ! إذا كَثُر الخبث » (أخرجه البخاري )
ولذلك فإن من أهم ما يستحق العناية الأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر ، يقوم بذلك الأفراد والهيئات والدول ، فإن طاعة الله تعالى من
أهم ما يجلب للمؤمنين نصره ، وللكافرين الهزيمة والخذلان.
ترك الوهن والضعف والتخاذل الذي يقضي على كل همّة ، ويجلب الذل
والهزيمة في ميادين الجهاد ، وترك الحزن الذي يستحكم في النفوس
فيحيلها إلى نفوس هامدة قابعة ليس لها قدرة على المواجهة ، قال
تعالى بعد هزيمة المسلمين في أُحد مسلياً لهم ومحرضاً لهم على
الثبات: { وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُّؤْمِنِينَ } [آل عمران:139].
ومنها : اليقين بأن تسلط الكفار على المسلمين لن يدوم ، وإنما هذا ابتلاء
من الله ، وأن الأيام يداولها الله بين الناس، وأن على المسلمين أن
يأخذوا بأسباب التغيير التي تغير الأوضاع التي بها تمكن الكفار منهم، قال
الله تعالى: { إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ } [الرعد:11].
ومنها : اليقين بما وعد الله عباده المؤمنين ، ومن ثم العمل على تحقيق
الوعد ، قال الله تعالى: { وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ مِنْكُمْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ
لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ
دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً } [النور:55].
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إن الله زوى لي الأرض فرأيت
مشارقها ومغاربها ، وسيبلغ ملك أمتي ما زوى لي منها » (أخرجه
مسلم ، كتاب الفتن وأشراط الساعة ، حديث رقم 5144 ).
وقال : « ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ، ولا يترك الله بيت مدر ولا
وبر ، إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل ، عزاً يعز الله به
الإسلام ، وذلاً يذل الله به الكفر » (أخرجه أحمد ، مسند الشاميين ، حديث رقم 16344 ).
نسأل الله من فضله أن يجعل ذلك قريباً ، وأن يوفقنا للعمل بالأسباب
التي تجعل الدولة للمسلمين على الكافرين.
منقوووووووووول |