الاثنين 15 ربيع الأول 1423هـ - 27 مايو 2002م تحديث 4:55 م بتوقيت مكة
مفكرة الإسلام: أبدى مسئولون أفغان وشيوخ قرية في صحاري جنوب غرب أفغانستان غضبهم الشديد يوم أمس الأحد على هجوم قامت به قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة والتي تطارد مؤيدي القاعدة أو طالبان.
وقال سكان قرية تيمور أن الجنود جاءوا في أربع مروحيات وانقضوا على بيوتهم بعد منتصف الليل بقليل يوم الجمعة، ثم قاموا بفتح فتحات بالمتفجرات في الحيطان العالية التي تحيط البيوت الأفغانية ، ثم ألقوا بالقنابل المخدرة داخلها، واعتقلوا بعد ذلك حوالي 50 رجلاً من أهل القرية.
وكانت القوات الأمريكية قد أعلنت أن الجيش الأمريكي أسر 50 شخصًا في موقع على بعد حوالي 48 ميلاً غرب قندهار، وهو تقريبًا موقع قرية تيمور. وقالت القوات الأمريكية: إن المعلومات اقترحت أن يكون هذا الموقع مكان لإيواء عناصر القاعدة وزعماء طالبان الكبار، وهو الأمر الذي نفاه سكان القرية بشدة.
ونقلت وكالة الأسوشيتد برس عن النقيب ستيفن أوكونور ـ ناطق عسكري أمريكي في قاعدة باجرام الجوية ـ قوله: أنه تم استجواب المحجوزين إلا أننا لا نعرف حتى الآن من الذين اعتقلناهم بالضبط، وهل هم من عناصر القاعدة أما لا ؟
ويقول القرويون في قرية تيمور: إن الرجال الذين تم اعتقالهم هم من عائلاتهم وأصدقائهم، وليسوا من طالبان أو القاعدة.
ويصف القرويون الخوف الذي حل بنسائهم عند وصول المروحيات، بل وصل الأمر بالقوات الأمريكية أنها ربطت بعض أيدي النساء، الأمر الذي أدى إلى سقوط بنت تبلغ من العمر 3 سنوات في بئر وغرقت أثناء محاولتها الاختفاء أثناء الهجوم الذي نفذ قبل الفجر.
ويقول أحد سكان القرية: قتل الرجال ليس مهم، إن المشكلة هي أنهم أهانوا نسائنا، لقد قاموا بمسكهن وربط أيديهن.
إلا أنه في مقر قيادة وزارة الدفاع الأمريكية المركزي لعمليات أفغانستان قال الناطق الرائد بروس إريكسون: بأنه لا يعرف تفاصيل الهجوم، إلا أنه – وكالعادة دائمًا - قال بأنه من الصعب تصديق تقارير ربط أيدي نساء القرية.
وقال إريكسون: نحن نبذل الجهود الجادّة لتقليل الإصابات بين المدنيين، ونحن نستهدف أهداف شرعية فقط التي يتم التأكد منها من خلال مصادرنا الاستخباراتية، كما أنه ليس من سياسة جيشنا ربط أيدي النساء.
في هذه الأثناء حاول شيوخ المنطقة إطلاق سراح الرجال الذين اعتقلتهم قوات الائتلاف.
ويقول رئيس المنطقة حاجي حبيب الله: أنه هو و150 شخصًا من القرى القريبة ذهبوا إلى قندهار وطلبوا إطلاق سراح المحجوزين، وناشدوا أحمد والي قرضاي، شقيق الزعيم الحكومي المؤقت حامد قرضاي.
ويقول حبيب الله: عندما يقتحم الأجانب إلى المنزل الأفغاني فإن هذا يعد إهانة في الثقافة والدين عند الأفغان، لذا فإن الأفغان سيقاومون، لماذا تعتقد أن الملايين يموتون في هذا المكان؟ لأن الأجانب جاءوا وحاولوا التدخل في عاداتنا وديننا وثقافتنا.
ورغم مرور ثلاثة أيام على الهجوم فإن إشارات الهجوم لا زالت ظاهرة في القرية.
ويقول لاجوارا بعمر 60 سنة: أنا لا أعرف إذا كان صهري حيّا أو ميّتا الآن، نحن لسنا طالبان، هم لم يجدوا حتى سكينًا في منزلي.
هذا وكان صهره عبد الغفور ـ 25سنة ـ وأخوه عبد الشكور ـ30سنة ـ من بين أولئك المعتقلين ، كما أن بنت عبد الشكور التي تبلغ من العمر 3 سنوات ماتت بعد سقوطها في البئر.
http://www.islammemo.com