الاثنين 15 ربيع الأول 1423هـ - 27 مايو 2002م تحديث 1:30 م بتوقيت مكة
مفكرة الإسلام: مع جولة الرئيس بوش في أوروبا يمكن القول أن أوروبا في أحسن حال، فقد تم توحيد ألمانيا وانتهت الحرب الباردة. كما أن الاتحاد الأوروبي في طريقه لتوسع تاريخي نحو الشرق، ولكن العلاقات الأميركية الأوروبية بشكل عام في حالة نكد وخصام ليس بسبب القرارات أحادية الجانب التي يتسم بها الموقف الأميركي، في مجالات التجارة والاحتباس الحراري العالمي وغيرها من المواضيع السياسية الخارجية التي اتخذ بخصوصها الرئيس السابق بيل كلينتون قرارات أحادية الجانب، ولكن الضيق والنكد يأتي من الغزل الأميركي مع روسيا، وتقول صحيفة التايمز البريطانية في هذا السياق يقول أحد السفراء الأوروبيين: يشعر الأوروبيون باستبعادهم من الشراكة التي قامت بين الرئيس بوش والرئيس فلاديمير بوتين. فأوروبا لا تقيم علاقات مع بوتين باستثناء تلك العلاقات الثنائية بينه وبين كل من المستشار الألماني غيرهارد شرودر ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير وذلك لعدم وجود سياسة خارجية متكاملة.
ويقول دبولماسي أوروبي آخر: على الأوروبيين أن يشعروا بالغبطة للعلاقات الأميركية ـ الروسية ولكنها غامضة. ويشعرون بأنهم وقعوا كفطيرة بين الزعيمين الذين تربط بينهما كيمياء شخصية، ويبدو الأمر وكان العرض يتألف من ممثلين هما بوش وبوتين في حين ينتظر الأوروبيون دورًا. وسيتوج التقارب الروسي ــ الأميركي بعلاقة جديدة من خلال توقيع اتفاقية جديدة للسيطرة على التسلح والتي تعزز أمن أوروبا.
وتضيف التايمز: لكن الدبلوماسيين الأوروبيين يرون أن زيادة التقارب بين خصمي الحرب الباردة السابقين يمكن أن يستبعد الأوروبيين خلال مفاوضات السيطرة على الأسلحة مستقبلاً سواء النووية أو التقليدية، وأردف الدبلوماسي يقول: ستصبح أوروبا قوة اقتصادية عظمى وبرصيد لا ينضب من الأموال لإعادة بنيان البلدان التي دمرتها الحروب ولكنها عاجزة عن القيام بدور أمني. ويطالب الخبراء الأمنيون والدفاعيون بالتحرك فورًا من جانب أوروبا لتطوير استراتيجية نحو الروس نظرًا للتوجهات الغربية لسياسة بوتين. وفي هذا السياق يقول أحد المحللين الأمنيين الألمان: على الأوروبيين أن يظهروا لبوتين ضرورة إعادة النظر في علاقاته مع كل من أميركا وأوروبا، وأن بوتين يقبل وجود القوات الأميركية في آسيا الوسطى، ووقع على اتفاقية السيطرة على التسلح لأنه يرغب في إنعاش الاقتصاد الروسي ويجعله يقف على قدميه، ومادام بوتين يصر على تحقيق هذا الهدف الفوري فمن العجب لدى المحللين الأوروبيين والروس ألا يروا استراتيجية أوروبية مترابطة تجاه روسيا. كذلك يتعجبون عن جهل أوروبا لدورها العالمي.
وفي هذا السياق يقول سيرجي كورتنوف نائب رئيس رابطة السياسة الخارجية: «لا يوجد دور أمني عالمي تلعبه أوروبا نظرًا لافتقارها إلى الإمكانيات، وكذلك لا توجد لها استراتيجية نحو روسيا بالرغم من أنه على المدى البعيد على روسيا أن تعيد انضمامها إلى أوروبا وعلى أوروبا الاستعداد لذلك ». ولكن الأوروبيين بعيدون جدًا عن كونهم جاهزين للتعامل مع روسيا بالرغم من أن توسع الاتحاد الأوروبي شرقًا ونحو وسط أوروبا يتضمن مخاطرة باستفحال المخاوف الروسية من العزلة.
ويقول كريستوفر لانغتون المحلل الدفاعي في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن: «إن التوسع في الاتحاد الأوروبي جعل الأوروبيين يركزون أنظارهم نحو الداخل بدلاً من تطوير علاقة مع روسيا، وبالرغم من أن أوروبا تندب ضعف إمكانياتها العسكرية وقلة إنفاقها الأمني فإن بإمكانها إنعاش النقل الجوي الروسي بسهولة وهي المعدات الأساسية التي تحتاج إليها». وأضاف قائلاً: بإمكان أوروبا القيام بذلك ولكنها ترفض ذلك لدواع قومية وبيروقراطية. وعلى أوروبا أن تنتهز فرصة براغماتية بوتين قبل فوات الأوان».
http://www.islammemo.com