نعم .. هذا هو الكائن الذي نقل ابائنا وأجدادنا من هنا من ديارنا وحتّى بلاد الشام وغيرها لطلب الرزق فيها ..!
كانوا يعيشون شهوراًاً وشهوراًاً من أجل ماذا .. من أجل السفر والترحال من بلاد إلى أخرى ..
كيف يعانون ..؟!! كيف يعيشون ..؟! كيف يتأقلمون مع عيشهم وبيئتهم ..؟!
لن أرجع بعيداًاً .. قال لي جدّي حفظه الله ورعاه وأدام في عمره نصاًاً بعدما أتيت من مشوارٍ ليس بالبعيد أبداًاً بالسيارة ..
قال لي : " إييه الله يخلف .. وين أبوي الله يغفر لنا ويّاو أكالحين .. يوم كان يروح من البيت ليما الطرفية على رجليه .. يروح ويحمّل كومة حطب وينكس به إلين البيت .. "
فعلاًاً .. الآن كيف ..؟!
تبي بيبسي .. الله يخلّي السيارة .. وسيدا لم البقالة ..
؟!
هل يخفى كيف كانوا يسيرون ويجلسون ثلاثة أشهر على الأقل متجهين إلى الشام ..
مع احتمالية رجوعهم من عدمها ..!!
لانتطرق في هذا الموضوع الآن ..
مثلاًاً ..
هذي هي بيوتهم ..
هذي هي ألعابهم .. ومعاناة أطفالهم ..
انظر إلى حالك الآن ..
انظر إلى حال أطفالنا ..
انظر على ماذا تركب وتسير ..!!
الآن بامكانك مخاطبة من تريد ومن تشاء من أبعد الأميال .. وأقربها ..!
هل لاحظت هذه الفروق ..
" اللهم لك الحمد على كل حال " ..
= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =
بعد كل هذه المقدمة ..
نأتي إلى ما أتينا من أجله ..
نعم .. الكل قد يستغرب عن المسجد وما علاقته بالموضوع كلّه ..؟!
أقصد فيه بالصلاة الآن ..
لست بشيخ أو علامة حتى أتكلم بهذا ..!!
في مرة من المرات بينما كنت خارجاًاً .. أذّنت المساجد للصلاة .. وكان وقتها آن ذاك صلاة
المغرب ..
طبعاًاً وقفت عند أحد المساجد .. بعد إقامة الصلاة ..
كبّر الإمام حفظه الله .. وكان ليس بسعودي .. مصري الجنسية ..
شيخاًاً كبيراًاً .. بدأ بالصلاة .. في الركعة الأولى قرأ آخر ثلاث آيات من سورة البقرة ..
أو بالأصح اثنتين ..
بعدها في الركعة الثانية .. أكملها بـ " لايكلف الله نفساً إلّا وسعها ... "
بعد انتهائنا من الصلاة .. قام أحد الأشخاص جزاه الله خيراًاً معارضاًاً للإمام ..
قائلاًاً : " الله يهديك ياشيخ .. طوّلت علينا .؟! " ..
؟؟؟؟؟!!!!!
سؤال .. أين أنت عن الرسول صلى الله عليه وسلّم .. عندما كان في الركعة الواحدة من قيام الليل يقرأ سورة البقرة كاملة .. فيلحقها بآل عمران ومن ثم النساء ..!!؟
كان صلّى الله عليه وسلّم .. لايسجد حتّى تتدمّا قدماه ..!!
............
نفس الحال معي .. كنت في الوضوء .. أقّام المسجد للصلاة .. مباشرة انتهيت .. ذهبت ارتديت ثيابي وألحقتها بالشماغ ..
ذهب للمسجد بخطوات مسرعة نوعاًاً ما .. ما إن وصلت للمسجد الذي يبعد تقريباًاً الـ 200 متر عن البيت ..
فإذا بالجماعة يخرجون من المسجد ..
هذا في صلاة العصر .. أما في الفجر .. من المفترض أن يطيل في القراءة .. لكن للأسف ..
إذا لم تكن جاهزاًاً مباشرة منذ الآذان .. فلا تفكر في الصلاة مع الجماعة ..
كيف هذا .. وكيف يحدث ..؟؟!!
أنا لا أبرء نفسي وغيري من التقصير .. لكن على الإمام أيضاًاً التقدير لحال المصلين ..
لا أن تكون الصلاة همٌ فقط يريد التخلص والفكاك والنجاة منه ..؟؟!!
ختاماًاً نشكركم على بقاءكم معنا وصبركم علينا ..
" اللهم أصلح قلوبنا وأحسن نياتنا واهدنا إلى صراطك المستقيم " ..
من لديه رأيٌ .. أو تعليق .. أو انتقاد ..
فلا يبخل علينا بطرحه وإبدائه ..
فـ م ـان الله ..
ورده