المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > المنتديات العامة > منتدى الثقافة الإسلامية
   

منتدى الثقافة الإسلامية لتناول المواضيع والقضايا الإسلامية الهامة والجوانب الدينية

إضافة رد
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 24/11/2008, 10:58 AM
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 28/03/2008
مشاركات: 809
Lightbulb تفسير سورة الفتح (4)

[‏26‏]‏ ‏{‏إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا‏}‏

يقول تعالى‏:‏

‏{‏إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ‏}‏ حيث أنفوا من كتابة ‏{‏بسم الله الرحمن الرحيم‏}‏ وأنفوا من دخول رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ والمؤمنين إليهم في تلك السنة، لئلا يقول الناس‏:‏ [‏دخلوا مكة قاهرين لقريش‏] وهذه الأمور ونحوها من أمور الجاهلية، لم تزل في قلوبهم حتى أوجبت لهم ما أوجبت من كثير من المعاصي،


‏{‏فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ‏}
‏ فلم يحملهم الغضب على مقابلة المشركين بما قابلوهم به، بل صبروا لحكم الله، والتزموا الشروط التي فيها تعظيم حرمات الله ولو كانت ما كانت، ولم يبالوا بقول القائلين، ولا لوم اللائمين‏.‏


‏{‏وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى‏}
‏ وهي ‏{‏لا إله إلا الله‏}‏ وحقوقها، ألزمهم القيام بها، فالتزموها وقاموا بها،


‏{‏وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا‏}
‏ من غيرهم

‏{‏و‏}
‏ كانوا


‏{‏أهلها‏}‏
الذين استأهلوها لما يعلم الله عندهم وفي قلوبهم من الخير، ولهذا قال‏:‏ ‏{‏وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا‏}



‏[‏27ـ 28‏]‏ ‏{‏لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا‏}‏
يقول تعالى‏:‏

‏{‏لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ‏}‏
وذلك أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ رأى في المدينة رؤيا أخبر بها أصحابه، أنهم سيدخلون مكة ويطوفون بالبيت، فلما جرى يوم الحديبية ما جرى، ورجعوا من غير دخول لمكة، كثر في ذلك الكلام منهم، حتى إنهم قالوا ذلك لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏:‏ ألم تخبرنا أنا سنأتي البيت ونطوف به‏؟‏ فقال‏:‏ ‏"‏ أخبرتكم أنه العام‏؟‏‏"‏ قالوا‏:‏ لا، قال‏:‏ ‏"‏فإنكم ستأتونه وتطوفون به‏"‏ قال الله هنا‏:‏ ‏{‏لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ‏}‏ أي‏:‏ لا بد من وقوعها وصدقها، ولا يقدح في ذلك تأخر تأويلها،


‏{‏لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ‏}‏
أي‏:‏ في هذه الحال المقتضية لتعظيم هذا البيت الحرام، وأدائكم للنسك، وتكميله بالحلق والتقصير، وعدم الخوف،

‏{‏فَعَلِمَ‏}
‏ من المصلحة والمنافع ‏


{‏مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ‏}
‏ الدخول بتلك الصفة ‏{‏فَتْحًا قَرِيبًا‏}‏
ولما كانت هذه الواقعة مما تشوشت بها قلوب بعض المؤمنين، وخفيت عليهم حكمتها، فبين تعالى حكمتها ومنفعتها، وهكذا سائر أحكامه الشرعية، فإنها كلها، هدى ورحمة‏.‏
أخبر بحكم عام، فقال‏:‏

‏{‏هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى‏}
‏ الذي هو العلم النافع، الذي يهدي من الضلالة، ويبين طرق الخير والشر‏.‏


‏{‏وَدِينِ الْحَقِّ‏}‏
أي‏:‏ الدين الموصوف بالحق، وهو العدل والإحسان والرحمة‏.‏
وهو كل عمل صالح مزك للقلوب، مطهر للنفوس، مرب للأخلاق، معل للأقدار‏.‏


‏{‏لِيُظْهِرَهُ‏}
‏ بما بعثه الله به

‏{‏عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ‏}
‏ بالحجة والبرهان، ويكون داعيا لإخضاعهم بالسيف والسنان‏.‏


‏[‏29‏]‏ ‏{‏مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا‏}‏
يخبر تعالى عن رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأصحابه من المهاجرين والأنصار، أنهم بأكمل الصفات، وأجل الأحوال، وأنهم


‏{‏أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ‏}
‏ أي‏:‏ جادون ومجتهدون في عداوتهم، وساعون في ذلك بغاية جهدهم، فلم يروا منهم إلا الغلظة والشدة، فلذلك ذل أعداؤهم لهم، وانكسروا، وقهرهم المسلمون،


‏{‏رُحَمَاءُ بَيْنَهُم‏}
‏ أي‏:‏ متحابون متراحمون متعاطفون، كالجسد الواحد، يحب أحدهم لأخيه ما يحب لنفسه، هذه معاملتهم مع الخلق، وأما معاملتهم مع الخالق فإنك

‏{‏تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا‏}
‏ أي‏:‏ وصفهم كثرة الصلاة، التي أجل أركانها الركوع والسجود‏.‏


‏{‏يَبْتَغُونَ‏}
‏ بتلك العبادة ‏

{‏فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا‏}
‏ أي‏:‏ هذا مقصودهم بلوغ رضا ربهم، والوصول إلى ثوابه‏.‏


‏{‏سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ‏}‏
أي‏:‏ قد أثرت العبادة ـ من كثرتها وحسنها ـ في وجوههم، حتى استنارت، لما استنارت بالصلاة بواطنهم، استنارت ‏[‏بالجلال‏]‏ ظواهرهم‏.‏


‏{‏ذَلِكَ‏}
‏ المذكور


‏{‏مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ‏}
‏ أي‏:‏ هذا وصفهم الذي وصفهم الله به، مذكور بالتوراة هكذا‏.‏
وأما مثلهم في الإنجيل، فإنهم موصوفون بوصف آخر، وأنهم في كمالهم وتعاونهم

‏{‏كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ‏}‏
أي‏:‏ أخرج فراخه، فوازرته فراخه في الشباب والاستواء‏.‏


‏{‏فَاسْتَغْلَظَ‏}‏
ذلك الزرع أي‏:‏ قوي وغلظ


‏{‏فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ‏}
‏ جمع ساق،


‏{‏يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ‏}‏
من كماله واستوائه، وحسنه واعتداله، كذلك الصحابة رضي الله عنهم، هم كالزرع في نفعهم للخلق واحتياج الناس إليهم، فقوة إيمانهم وأعمالهم بمنزلة قوة عروق الزرع وسوقه، وكون الصغير والمتأخر إسلامه، قد لحق الكبير السابق ووازره وعاونه على ما هو عليه، من إقامة دين الله والدعوة إليه، كالزرع الذي أخرج شطأه، فآزره فاستغلظ، ولهذا قال‏:‏


‏{‏لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ‏
}‏ حين يرون اجتماعهم وشدتهم على دينهم، وحين يتصادمون هم وهم في معارك النزال، ومعامع القتال‏.‏


‏{‏وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا‏}
‏ فالصحابة رضي الله عنهم، الذين جمعوا بين الإيمان والعمل الصالح، قد جمع الله لهم بين المغفرة، التي من لوازمها وقاية شرور الدنيا والآخرة، والأجر العظيم في الدنيا والآخرة‏.‏


ولنسق قصة الحديبية بطولها، كما ساقها الإمام شمس الدين ابن القيم في ‏{‏الهدي النبوي‏}‏ فإن فيها إعانة على فهم هذه السورة، وتكلم على معانيها وأسرارها، قال ـ رحمه الله تعالى‏:‏ ـ



فصل في قصة الحديبية

قال نافع‏:‏ كانت سنة ست في ذي القعدة، وهذا هو الصحيح، وهو قول الزهري، وقتادة، وموسى بن عقبة، ومحمد بن إسحاق وغيرهم‏.‏
وقال هشام بن عروة، عن أبيه‏:‏ خرج رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى الحديبية في رمضان، وكانت في شوال، وهذا وهم، وإنما كانت غزاة الفتح في رمضان‏.‏ قال أبو الأسود عن عروة‏:‏ إنها كانت في ذي القعدة على الصواب‏.‏
وفي الصحيحين عن أنس، أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ اعتمر أربع عمر، كلهن في ذي القعدة، فذكر منهن عمرة الحديبية، وكان معه ألف وخمسمائة، هكذا في الصحيحين عن جابر، وعنه فيهما‏:‏ كانوا ألفا وأربعمائة، وفيهما، عن عبد الله بن أبي أوفى‏:‏ كنا ألفا وثلاثمائة، قال قتادة‏:‏ قلت لسعيد بن المسيب‏:‏ كم كان الجماعة الذين شهدوا بيعة الرضوان‏؟‏ قال‏:‏ خمس عشرة مائة، قال‏:‏ قلت‏:‏ فإن جابر بن عبد الله قال‏:‏ كانوا أربع عشرة مائة، قال‏:‏ يرحمه الله وهم، وهو حدثني أنهم كانوا خمس عشرة مائة، قلت‏:‏ وقد صح عن جابر القولان، وصح عنه أنهم نحروا عام الحديبية سبعين بدنة، البدنة عن سبعة، فقيل له‏:‏ كم كنتم‏؟‏ قال‏:‏ ألفا وأربعمائة، بخيلنا ورجلنا، يعني‏:‏ فارسهم وراجلهم‏.‏

والقلب إلى هذا أميل، وهو قول البراء بن عازب، ومعقل بن يسار، وسلمة بن الأكوع، في أصح الروايتين، وقول المسيب بن حزن، قال شعبة، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، عن أبيه‏:‏ كنا مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ تحت الشجرة ألفا وأربعمائة، وغلط غلطا بينا من قال‏:‏ كانوا سبعمائة، وعذره أنهم نحروا يومئذ سبعين بدنة، والبدنة قد جاء إجزاؤها عن سبعة أو عشرة، وهذا لا يدل على ما قاله هذا القائل، فإنه قد صرح بأن البدنة كانت في هذه الغزوة عن سبعة، فلو كانت السبعون عن جميعهم، لكانوا أربعمائة وتسعين رجلا، وقد قال بتمام الحديث بعينه، أنهم كانوا ألفا وأربعمائة‏.‏

تفسير السعدي (تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن)


لا اله الا الله
اضافة رد مع اقتباس
  #2  
قديم 24/11/2008, 04:35 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ m!ss هـلآليـه
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 17/04/2008
المكان: Riyadh
مشاركات: 7,539
جزآك آلله خيـــر ورده
.
.
اضافة رد مع اقتباس
  #3  
قديم 24/11/2008, 08:16 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ زعيم تشلساوي
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 21/04/2008
المكان: الدمـــــ07ـــــام
مشاركات: 2,566
جــــــــــزاااااااااااااكـ الله خيــــر ونفـــع بـــكـ ورده ورده ورده
اضافة رد مع اقتباس
   


إضافة رد


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML غير مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 05:41 PM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube