المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > المنتديات العامة > منتدى الثقافة الإسلامية
   

منتدى الثقافة الإسلامية لتناول المواضيع والقضايا الإسلامية الهامة والجوانب الدينية

إضافة رد
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 22/11/2008, 11:30 AM
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 28/03/2008
مشاركات: 809
Lightbulb تفسير سورة الفتح (2)

[‏10‏]‏ ‏{‏إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا‏}‏

هذه المبايعة التي أشار الله إليها هي ‏{‏بيعة الرضوان‏}‏ التي بايع الصحابة رضي الله عنهم فيها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ على أن لا يفروا عنه، فهي عقد خاص، من لوازمه أن لا يفروا، ولو لم يبق منهم إلا القليل، ولو كانوا في حال يجوز الفرار فيها، فأخبر تعالى‏:‏ أن الذين بايعوك حقيقة الأمر أنهم ‏{‏يُبَايِعُونَ اللَّهَ‏}‏ ويعقدون العقد معه، حتى إنه من شدة تأكده أنه قال‏:‏

‏{‏يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِم‏}‏
أي‏:‏ كأنهم بايعوا الله وصافحوه بتلك المبايعة، وكل هذا لزيادة التأكيد والتقوية، وحملهم على الوفاء بها، ولهذا قال‏:‏ ‏


{‏فَمَنْ نَكَثَ‏}
‏ فلم يف بما عاهد الله عليه ‏

{‏فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ‏}
‏ أي‏:‏ لأن وبال ذلك راجع إليه، وعقوبته واصلة له،

‏{‏وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ‏}‏
أي‏:‏ أتى به كاملا موفرا،


‏{‏فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا‏}
‏ لا يعلم عظمه وقدره إلا الذي آتاه إياه‏.‏

‏[‏11ـ 13‏]‏ ‏{‏سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعًا بَلْ كَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا * بَلْ ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ أَبَدًا وَزُيِّنَ ذَلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنْتُمْ قَوْمًا بُورًا * وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَعِيرًا‏}‏

يذم تعالى المتخلفين عن رسوله، في الجهاد في سبيله، من الأعراب الذين ضعف إيمانهم، وكان في قلوبهم مرض، وسوء ظن بالله تعالى، وأنهم سيعتذرون بأن أموالهم وأهليهم شغلتهم عن الخروج في الجهاد، وأنهم طلبوا من رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يستغفر لهم، قال الله تعالى‏:

‏ ‏{‏يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِم‏}
‏ فإن طلبهم الاستغفار من رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يدل على ندمهم وإقرارهم على أنفسهم بالذنب، وأنهم تخلفوا تخلفا يحتاج إلى توبة واستغفار، فلو كان هذا الذي في قلوبهم، لكان استغفار الرسول نافعا لهم، لأنهم قد تابوا وأنابوا، ولكن الذي في قلوبهم، أنهم إنما تخلفوا لأنهم ظنوا بالله ظن السوء‏.‏
فظنوا


‏{‏أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ أَبَدًا‏}
‏ أي‏:‏ إنهم سيقتلون ويستأصلون، ولم يزل هذا الظن يزين في قلوبهم، ويطمئنون إليه، حتى استحكم، وسبب ذلك أمران‏:‏
أحدها‏:‏ أنهم كانوا

‏{‏قَوْمًا بُورًا‏}
‏ أي‏:‏ هلكى، لا خير فيهم، فلو كان فيهم خير لم يكن هذا في قلوبهم‏.‏
الثاني‏:‏ ضعف إيمانهم ويقينهم بوعد الله، ونصر دينه، وإعلاء كلمته، ولهذا قال‏:‏ ‏{‏وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ‏}‏ أي‏:‏ فإنه كافر مستحق للعقاب، ‏{‏فَإِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَعِيرًا‏}‏


‏[‏14‏]‏ ‏{‏وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا‏}‏
أي‏:‏ هو تعالى المنفرد بملك السماوات والأرض، يتصرف فيهما بما يشاء من الأحكام القدرية، والأحكام الشرعية، والأحكام الجزائية، ولهذا ذكر حكم الجزاء المرتب على الأحكام الشرعية، فقال‏:‏ ‏


{‏يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ‏}‏
وهو من قام بما أمره الله به


‏{‏وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ‏}‏
ممن تهاون بأمر الله،

‏{‏وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا‏}
‏ أي‏:‏ وصفه اللازم الذي لا ينفك عنه المغفرة والرحمة، فلا يزال في جميع الأوقات يغفر للمذنبين، ويتجاوز عن الخطائين، ويتقبل توبة التائبين، وينزل خيره المدرار، آناء الليل والنهار‏.‏


‏[‏15‏]‏ ‏{‏سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انْطَلَقْتُمْ إِلَى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا بَلْ كَانُوا لَا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلًا‏}‏
لما ذكر تعالى المخلفين وذمهم، ذكر أن من عقوبتهم الدنيوية، أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأصحابه إذا انطلقوا إلى غنائم لا قتال فيها ليأخذوها، طلبوا منهم الصحبة والمشاركة، ويقولون‏:‏ ‏


{‏ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ‏}
‏ بذلك



‏{‏أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ‏}
‏ حيث حكم بعقوبتهم، واختصاص الصحابة المؤمنين بتلك الغنائم، شرعا وقدرا‏.‏


‏{‏قُل‏}
‏ لهم

‏{‏لَنْ تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ‏}‏
إنكم محرومون منها بما جنيتم على أنفسكم، وبما تركتم القتال أول مرة‏.‏


‏{‏فَسَيَقُولُونَ‏}
‏ مجيبين لهذا الكلام، الذي منعوا به عن الخروج‏:‏

‏{‏بَلْ تَحْسُدُونَنَا‏}
‏ على الغنائم، هذا منتهى علمهم في هذا الموضع، ولو فهموا رشدهم، لعلموا أن حرمانهم بسبب عصيانهم، وأن المعاصي لها عقوبات دنيوية ودينية، ولهذا قال‏:‏ ‏{‏بَلْ كَانُوا لَا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلًا‏}‏


‏[‏16ـ 17‏]‏ ‏{‏قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِنْ تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّهُ أَجْرًا حَسَنًا وَإِنْ تَتَوَلَّوْا كَمَا تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا * لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَنْ يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَابًا أَلِيمًا‏}‏
لما ذكر تعالى أن المخلفين من الأعراب يتخلفون عن الجهاد في سبيله، ويعتذرون بغير عذر، وأنهم يطلبون الخروج معهم إذا لم يكن شوكة ولا قتال، بل لمجرد الغنيمة، قال تعالى ممتحنا لهم‏:‏


‏{‏قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ‏}
‏ أي‏:‏ سيدعوكم الرسول ومن ناب منابه من الخلفاء الراشدين والأئمة، وهؤلاء القوم فارس والروم ومن نحا نحوهم وأشبههم‏.‏


‏{‏تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ‏}
‏ أي‏:‏ إما هذا وإما هذا، وهذا هو الأمر الواقع، فإنهم في حال قتالهم ومقاتلتهم لأولئك الأقوام، إذ كانت شدتهم وبأسهم معهم، فإنهم في تلك الحال لا يقبلون أن يبذلوا الجزية، بل إما أن يدخلوا في الإسلام، وإما أن يقاتلوا على ما هم عليه، فلما أثخنهم المسلمون، وضعفوا وذلوا، ذهب بأسهم، فصاروا إما أن يسلموا، وإما أن يبذلوا الجزية، ‏

{‏فَإِنْ تُطِيعُوا‏}‏
الداعي لكم إلى قتال هؤلاء


‏{‏يُؤْتِكُمُ اللَّهُ أَجْرًا حَسَنًا‏}‏
وهو الأجر الذي رتبه الله ورسوله على الجهاد في سبيل الله،


‏{‏وَإِنْ تَتَوَلَّوْا كَمَا تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ‏}‏
عن قتال من دعاكم الرسول إلى قتاله،


‏{‏يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا‏}‏
ودلت هذه الآية على فضيلة الخلفاء الراشدين، الداعين لجهاد أهل البأس من الناس، وأنه تجب طاعتهم في ذلك‏.‏
ثم ذكر الأعذار التي يعذر بها العبد عن الخروج إلى الجهاد، فقال‏:

‏ ‏{‏لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ‏}‏
أي‏:‏ في التخلف عن الجهاد لعذرهم المانع‏.‏



‏{‏وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ‏}

‏ في امتثال أمرهما، واجتناب نهيهما


‏{‏يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ‏}
‏ فيها ما تشتهيه الأنفس، وتلذ الأعين،

‏{‏وَمَنْ يَتَوَلَّ‏}
‏ عن طاعة الله ورسوله


‏{‏يُعَذِّبْهُ عَذَابًا أَلِيمًا‏}
‏ فالسعادة كلها في طاعة الله، والشقاوة في معصيته ومخالفته‏.‏

تفسير السعدي (تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن)


اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
اضافة رد مع اقتباس
  #2  
قديم 22/11/2008, 06:50 PM
موقوف
تاريخ التسجيل: 06/06/2008
المكان: الـشـرقـيه
مشاركات: 7,139
إقتباس
اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين

اللهم امين..

جـزاك الله الف خير..

على افادتك الدائمه..

اتمنى مواصلتك بها..

اضافة رد مع اقتباس
  #3  
قديم 25/11/2008, 05:44 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ زعيم تشلساوي
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 21/04/2008
المكان: الدمـــــ07ـــــام
مشاركات: 2,566
جـــــــــــــزاااااااااااكـ الله خيــــــــر ونفـــــع بـــــكـ ورده ورده ورده ورده
اضافة رد مع اقتباس
   


إضافة رد


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML غير مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 01:36 PM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube