الملكة الفرنسية الشهيرة " ماري انطوانيت " نظرت الى أحتياجات الآخرين من خلال " مطبخها " في قصر الأليزيه .. فطالما كان الخبز متوفر لديها فكيف لا يكون متوفر لدى الآخرين !! ولولا قليل من الآداب الملكية السامية لوجدنا الملكه من أعلى شرفتها تصرخ في وجوه الجموع قائلة : كفاكم كذبا ايها الكاذبين مع قليل من " البنجور " و " السوفاج " من اجل المحافظة على بعض " البرستيج "!!

من جانب آخر يبدو ان الملكة كانت تنظر الى المشكلة من حيث البدائل وليس من حيث الجوهر وتبعاتها لذلك كان من السهل عليها وهي تضع قدما على أخرى يحيط بها الخدم من كل مكان ان تقترح على هذه الجماهير الجائعه ان يأكلوا " الكعك " عوضا عن " الخبز " !! يبدو انها قد شاهدت في حياتها يوما ما أحدهم يستعيض عن عدم وجود الخبز باستخدام الكعك .. ولكن المشكلة التي تناستها الملكة الجميله ان مشاهداتها كانت دوما " ملكية " على طراز رفيع ولم تتح لنفسها فرصة ان تدنو مشاهداتها الى مستوى العامة لذلك لم تفقه حديثهم عندما كانوا يستغيثون على ابواب القصر ينشدون " الخبز " !!

كنت مع احدهم في زيارة بأحدى المدن التي اشتهرت بالسياحة .. وكنا نسير في أحد شوارع تلك المدينة التي تميزت بنظافتها وجمالية تصاميمها وشوارعها التي ازدانت بها الاشجار من كل جانب اضافة الى ابراجها الشاهقه ومجمعاتها التجارية المنتشرة في كل مكان .. كان شارعا سياحيا بمعنى الكلمة .. نظر صديقي وقد اعجب بالمكان وحدثني انه لا يتخيل ان هنالك ماهو أجمل من ذلك .. توقفت لبرهة راودتني خلالها فكرة ثم قلت له اتبعني .. دخلت أحد الأزقة المنظمة ثم التفت لأدخل زقاق آخر اقل تنظيما وهكذا من زقاق الى آخر حتى وجدت نفسي وصديقي في مكان يحمل معالم تختلف كليا عن المعالم التي كنا نشاهدها منذ دقائق معدودة .. قلت له : ما رأيك ؟ .. قال لي : هذا ابشع مكان تطأه قدمي في حياتي !!