آوى إلى فراشه مبكرا ، و وقف على سريره المبعثر ، حاول ما استطاع ترتيب وسائده و لحافه ..

ابتعد عن سريره باتجاه جهاز التكييف ، رفع يده لتشغيله ، و هو يحمد الله على هذه النعمة ، فالمكان تضيق النفس من حرارته ..

خطوات و إذا هو مستلقٍ على فراشه ، و قام بضبط منبه الساعة على أذان الفجر ...

أطفأ الإضاءة الجانبية ، و أسلم عينيه لنوم عنيد يأبى استلام عينيه ...

أصر على وضع رأسه المثقل بالهموم على وسادته ، و أمسى يطارد النومَ و لا يجده له أثر ..

فجأة وجد نفسه أمام مسؤول التظيف في تلك الشركة الكبيرة جدا ، فهي بالنسبة له حلم حياته الوظيفية ، و منتهى آماله العملية ..

يقوم المسؤول بتوجيه السؤال له قائلا : " كيف هي لغتك الإنجليزية ؟ "

نظر هو في نفسه و لا يدري ما يقول ، فلم يكن له حظ أو نصيب من الدراسة بتلك اللغة ، و لا يستطيع تعلمها في موطنها ، ولكن لابد من جواب مقنع ، ففكر في جواب ينجيه من سوء تقديرهم له و يبعده عن مهاوي الكذب ..

فقال " لست أدري كيف هي لغتي . و لم أجرب نفسي ، و لكن أفهم الكثير مما يقال ، وليس المهم أن أعلم تلك اللغة ، و لكن المهم أن لدي القدرة على تعلمها "

قام مسؤول التوظيف بمط شفتيه مبديا عدم تقبله لهذا الرد العائم .



فجأة وجد نفسه في مرقده و هو يتصبب عرقا ، بالرغم من برودة الجو و ظلام المكان سوى من إضاءة خفيفة يسببها مفاتيح جهاز التكييف ...

انقلب على جهته الأخرى لعل الاستلقاء على هذه الجهة يستدعي غائب النوم ، ثم أغمض عينيه ...

مرت لحظات من خفوت النشاط العقلي لديه و بدأ استسلامه للنوم ، و فجأة فتح عينيه و أضاء المصباح بجانبه ، ونهض من سريره متجها لخارج الغرفة .

حاول التذكر و هو في غرفة الجلوس اتصال مسؤول التوظيف و طلباته من الأوراق الرسمية لتقديمها عند المقابلة ، وقام بتجميع تلك الأوراق و ترتيبها و وضعها في مكان بارز خشية نسيانها ..

و بعد إن اطمئن من تكامل الأوراق ، عاد إلى غرفته ، و انطرح على فراشه ، و هو مصرٌ على النوم هذه المرة ..


بدأ يقرأ ما يحفظه من القرآن في جو هادئ و بارد يدعو إلى النوم ، و استمر في القراءة لعل النوم يطرق أجفانه ، و لكن النوم هذه الليلة عنيد و يأبى الحضور لاستلام عينيه ..

توقف عن القراءة قليلا ، فإذا بالمسؤول عن التوظيف يسأله " ماذا تعرف عن شركتنا ؟"

فبادره قائلا " أعرف أنها من أكبر الشركات في بلدي ، و هي تعتبر طموح كل موظف " ثم اتجه إلى نفسه يقول لها ( و هل يضرهم توظيفي إذا كنت لا أتقن اللغة ، و هل اللغة إلا قليلا من الممارسة )

انتبه لصوت التكييف يتغير ليزيد من برودته ....

إقتباس ((التمكلة في الرد القادم - إن شاء الله - )))

يعني هل نرد ولا ننتظر التكملة؟

عموما

ما راح اتكلم عن جمال الوصف وحسن التعبير ...والخ ... اللهم صل ع النبي

لكن احب اروح مبااااشرة للخلاصة

شكله انه هدف سيادتك من القصة واحد (أو) اكثر مما يلي:

1- انتقاد اعتبار الانقليش شرط اساسي للتوظيف
2- انتقاد اعتبار الانقليش شرط للتوظيف خير شر
3- انتقاد بحث الشركات عن الموظف الجاهز بدل البحث عن الخامات وبعدين تدريبها


ياليت تحدد موقفك مع دول عدم الانحياز .

وتختار العناصر اللي توصف روح مقالك بشكل أقرب عشان نحاول نناقشها اكثر في رد قااااادم


الى ذلك الحين
تقبلوا تحيات محدثكم ابو راس
وفي الاعداد والاخراج ابو راس

وحتى انا مظطر اقول:

((التمكلة في الرد القادم - إن شاء الله - )))

لا تكــاد تخــلو ليلة من الليالي من دون أســير للأرق .. وبتفاوت الأســـباب ..

بانتظار اكتمال سهرة الأرق ..

سأرجئ الرد إلى أن تكمل ما بدأت ..
و لكن ما نزفته هنا يجبرني على قول شكراً و إن لم تكمل ..

عدت عندما تأملت جمال الصفحة الأولى للمنتدى و أحد سطورها الجميلة عنوان موضوعك !
فقلت لنفسي ! هل هي سهرة في كف الأرق أم على كف الأرق ؟!

الأكيد أن كلاهما يحترق بنار كف الأرق !!

رائــع أخي العراب ماكتبت ومانثرت هنا..
أهنئك على جمال التصويــر وبراعة التعبير ..وسلاسة
حديــثك ..وإبـــداعك بصفه عامه ..
سعيدين بتواجدك..
إلى حين عودتك ..
تقبل تحياتي ..

رورو;)

إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة أبو راس يعني هل نرد ولا ننتظر التكملة؟ عموما ما راح اتكلم عن جمال الوصف وحسن التعبير ...والخ ... اللهم صل ع النبي لكن احب اروح مبااااشرة للخلاصة شكله انه هدف سيادتك من القصة واحد (أو) اكثر مما يلي: 1- انتقاد اعتبار الانقليش شرط اساسي للتوظيف 2- انتقاد اعتبار الانقليش شرط للتوظيف خير شر 3- انتقاد بحث الشركات عن الموظف الجاهز بدل البحث عن الخامات وبعدين تدريبها ياليت تحدد موقفك مع دول عدم الانحياز . وتختار العناصر اللي توصف روح مقالك بشكل أقرب عشان نحاول نناقشها اكثر في رد قااااادم الى ذلك الحين تقبلوا تحيات محدثكم ابو راس وفي الاعداد والاخراج ابو راس وحتى انا مظطر اقول: ((التمكلة في الرد القادم - إن شاء الله - )))

أخي الرائع أبو راس..

ربما القصة تحمل عدة قضايا من ضمنها مشكلة اللغة و وضعها كعائق عند التوظيف ، و كذلك تعلق الشخص بأمل وحيد ، و هو لا يدري أين يكون رزقه ..

و لاشك أن الخلل يكمن عند مسؤولي التوظيف لبحثهم عن المهارات المكتسبة و ربما - و أقول ربما - لا يعيرون قدرة المرء و سرعته على اكتساب المهارات اهتماما ...

دعنا ننتظر ما تؤول إليه الأمور ، و كلي تقدير لمداخلتك الصريحة ...

إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة فرصه ضايعه حياك الله يالعراب منتظرين بشوق .... ياشين لاصار وراك شي وطار النوم عنك وقعدت تهوجس فيه

الله يحيك أخي الفاضل فرصة ضائعة

و أنا كذلك انتظر بشوق تكملة القصة ، و سترى ماذا يفعل الأرق بصاحبه ..

إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة سندريلا الهلال لا تكــاد تخــلو ليلة من الليالي من دون أســير للأرق .. وبتفاوت الأســـباب .. بانتظار اكتمال سهرة الأرق ..

الكاتبة الأنيقة سندريلا الهلال

الأرق قاطع طريق النوم ، و التكملة تحمل في طياتها الكثير ...

حياك الله متابعة لهذا النص المتواضع ...

إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة سهل لا اخفيك ايها العزيز بأني تركت البارحه كل ما خطه قلمك وقفزت للفراش بعد ان ركلت ريموت التكييف كما يفعل ياسر بجوال الزعيم بإنتظار التمكله

المشرف الرائع سهل

تشريفك للموضوع فخر للنص و مصدر اعتزاز لكاتبه ...

إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة abu_riman سأرجئ الرد إلى أن تكمل ما بدأت .. و لكن ما نزفته هنا يجبرني على قول شكراً و إن لم تكمل .. عدت عندما تأملت جمال الصفحة الأولى للمنتدى و أحد سطورها الجميلة عنوان موضوعك ! فقلت لنفسي ! هل هي سهرة في كف الأرق أم على كف الأرق ؟! الأكيد أن كلاهما يحترق بنار كف الأرق !!

الأديب الأريب صاحب الحرف الناطق أبو ريمان

لاشك أن جمال الموضوع في رد أديب في مثل قامتك أيها المهيب ..

أما اختلاف اللفظتين فتعود لمجاز التعبير فالأرق قد أحاط بالسهر من كل جانب فألزمني بـ (في) ...

متابعتك لنصي يجعل تواضعي مغرورا ...

إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة رعبوبة الزعيم رائــع أخي العراب ماكتبت ومانثرت هنا.. أهنئك على جمال التصويــر وبراعة التعبير ..وسلاسة حديــثك ..وإبـــداعك بصفه عامه .. سعيدين بتواجدك.. إلى حين عودتك .. تقبل تحياتي .. رورو;)

أختي الفاضلة رعبوبة الزعيم

أرجو أن يكون وصفك للنص في محله ، وياليته كان في نصف وصفك له ....

و أنا السعيد حقا بوجودك ...

مرحبا بك متابعة للقصة ..

إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة الماسه الزرقاء وصف جميل ورائع اخي العراب ,, ,, بداية مشوقة جداً ,, فنحن بشوق لمعرفة ماذا سيحصل لمن لازمه الأرق ,, وكيف ستكون الإنجليزية عائق له في توظيفه ؟! أو ربما هو مجرد حلم وستقبل الشركة بتوظيفه رغم أنني اشك في ذلك إن لم يكن يتقنها جيداً ,, لا تتعجب من تساؤلاتي فإنني اعشقها ,, خصوصاً عندما يتعلق الأمر بقصةٍ ما أو رواية , حتى اعيش في تفاصيلها واستمتع بها . متحمسون لبقية القصة ,, فأسرع علينا بها وشكراً لمن دعاك إلى مجلسنا العام ,, فقد كسبنا قلماً رائعاً في مجلسنا الحبيب .

إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة الكــلاسيكي أهــلاً وسهــلاً بكـ اخي العـــراب .. قصه حتى وان كانت لم تكتمل الا انها من عنوانها تدل على حساسة الموضوع .. بالاضافه لروعة الاسلوب والانتقاء الجميل لمفردات القصه .. وسيكون تعليقي على مضمون الموضوع بعد التكمله .. اخي العراب .. موضوعك دليل على قدوم قلم راقي رائع نيّــر .. تقبل ارق التحايا .. دمت لنا بخير .. بانتظار البقيه ..

أخي الحبيب الكلاسيكي

أخشى على قلمي الغرور من هذه المجاملة الرقيقة ، فلا يُغمد القلم أبدا ..
و لكن سأستر القلم عن هذه المجاملة ، إحباطا لغرور الدواة ..

شرفٌ وجودك هنا لصاحب الموضوع ..

إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة ღ سيموღ " العراب " ,, أسلوبكـ يشد القـارئ على الأستمتاع بـحروفكـ .. وتلمسها بروح الثقـافة.. حتى لو كان بعمق الأرقـ .. وماأدراكـ مالأرق ..!! أريد أن أرد على ماذكـرته .. لكن لحين يستكمل الجزء الثاني ..!! دمـتـ بخير ياأخـا العـرب ,, سليمااانـ

يا أخي سليمان

متابعتك للنص و نقدك له وسام فخر بالكاد أستحقه ، وكلي أمل لرؤية نقدك للموضوع ..

إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة ماجد مقبل العراب ... بداية .. أهلا بك أخي الكريم وتحية لك من القلب الى القلب .. حقيقة سعدت بتواجدك وحضورك بيننا في هذا المجلس جعله الله عامراً بالخير والمفيد .. اما من ناحية الموضوع .. فأهنئك على اسلوبك المميز وخيالك الرائع الذي توقعته من معرفك خاصة بعدما قرأت كلمات استاذنا القاضي عنه .. شكراً لك اخي الكريم هذه القصة الجميلة المعبر .. ودمت بخير وعافية ,,,

أخي ماجد مقبل

أيها الحبيب ، سلمك الله من كل سوء ، و تحيتك اخترقت شغاف القلب و استقرت في سويدائه ،

أسلوبي يحتاج إلى ترميم و تكسير و تعديل ، و لا يكون ذلك إلا بنقد الأدباء الحقيقيين لهذا النص المتواضع ..

و كلام العاقل ارم نصفه كما يقال ، أما كلام القاضي فارم ربعه فقط ، وربعه اعتبره مجاملة ، و ربعه تشجيع على الاستمرار ، فيبقى الربع ، و الربع كثير علي ...


أعتذر كثيرا عن التأخر في الموضوع بسبب الظروف الخارجة عن تغطية الإرادة البشرية ...

اتجه ببصره نحو جهاز التكييف ، و رأى نوارا صغير لمفتاح تشغيله ، رأى معه بصيص أمل لما سيكون غدا .

اتجه ببصره نحو الأعلى إلى سقف الغرفة ، و لكن قلبه يكاد يطير إلى السماء ملتجأ إلى ربه متضرعا إليه يسأله التوفيق .

يقول في نفسه " يا رب هل من كريم يماثل كرمك ، هل من رحيم وسعت رحمته الخلائق كرحمتك ، يا من تفرد بالكرم كله ، و جعل لغيره شيء من كرم ، أنا عبدك الضعيف ، انقطعت حيلتي بالناس و تصرمت حبال الصلة بهم ، ويبقى حبلك المتين ، أنا عبدك المذنب الفقير ، اللهم لا تلجأني إلى فقير مثلي و آوني إلى ركن شديد .... "

و استمر يدعو في تضرع ، و ختم دعائه بالرضى بقضاء الله و قدره ..

بدأت أجفانه تثقل شيئا ما ، و بدأت خيالاته تطوف في أركان رأسه المثقل بالتفكير ، فمرة يرى والده الكبير في السن ، و هو يدعو له بالتوفيق ، و مرة يرى والدته الحبيبة التي لا تدخر جهدا في مد يد العون له و مساعدته فيما يعرض له ..

"آه يا والدي ، لولا البطالة لكانت النفس أكثر راحة ، و كان الصدر أرحب سعة " و أصبح يكلم خيال والده ثم أكمل " لقد صرفتني البطالة عنك أيها الشيخ الجليل ، و لا يعرف هم البطالة إلا من عاشها و ذاق مر طعمها ، يا والدي أعلم منك أملك فيّ ، و رجائك مني ، و لكني أراني مخيبًا ظنونك ، و مفسدا عليك آمالك ، و محولا رجائك إلى يأس و سراب "

تخيل والده كثيرا و هو يحادث الرجال عن عمل لابنه فمنهم من يعده خيرا لم يراه إلى اليوم ، و منهم من يعتذر بأسلوب رقيق لا يسمن من جوع ، و منهم من يتبرأ من المساعدة و يدعي عجزه و هو قادر عليها ، و لكن بأي حق أطالبهم بمساعدتي ...

تذكر تلك المرة التي أتى فيها والده .

الوالد " يا بني أين أوراقك ؟ "

الابن " لمَ يا أبت ؟!!"

الوالد " ألا تعرف أبا صالح ، لقد عرض علي أن يقدم أوراقك للشركة التي يعمل بها "

الابن " و لكن يا أبت أبا صالح موظف لا يستطيع حيلة "

الوالد " يا بني ، لا تعرف ربما يكتب الله لك العمل على يديه "

الابن " حسنا يا والدي ، سأعطيك الأوراق "

بعدها أعطى والده الأوراق لأبي صالح فغاب فترة ، ثم عاد إليه والدي بالسؤال عنها ، فأكد أبو صالح على تقديم أوراق الابن لمسؤوليه ، و لكن تحتاج إلى وقت لن يطول ، و لم تمر أيام حتى اتصل هو بوالده و دار بينهم كلام بعد سلام ..

أبو صالح " قل لابنك أن يذهب لموظف في قسم التوظيف يقال له إبراهيم "

الوالد " و ماذا يقول له ؟"

أبو صالح " ليخبره أنه قَدِم من قِبَلي ، و هم سوف يتولون الباقي "

الوالد " أحسن الله إليك أبا صالح "

و فورا اتصل الوالد بابنه ، و أعطاه المعلومات على أن يقابل الموظف إبراهيم غدا ..

و من الغد ذهب إلى الشركة و سأل عن الموظف إبراهيم فدُل عليه ، و تمت مقابلة الابن بعد أسئلة وجهها إبراهيم للابن " منذر " انتهت المقابلة على وعد بالاتصال .

و أيام قلائل حتى جاءه اتصال من الموظف لمقابلة مدير إدارة أحد الأقسام .

و أثناء المقابلة تبين للمدير أن منذر ليست لديه الكفاءات اللازمة لملء الشاغر ، و بالمقابل فإن وظيفة أخرى لدى المدير يرى أن من الظلم لمنذر أن يضعها فيها ..

و بذلك انتهت محاولة أبي صالح عند هذا القدر ، و هو يبرم الوعود للوالد بعمل اللازم لتوظيف منذر ، و لكن منذر أغلق هذا الباب في نفسه ، و علم أنه لا نصيب له هناك ...


أما أمه فطالما كانت تدعو له ، يشعر بانشراح الصدر لمّا يدعو له والداه ، كان يحب برهما ، و لكنه مثل الشباب لا يخلو من خطأ ....

فمرة قامت بالاتصال على قريبها بشأن ابنها ، فوعدها خيرا ، و أيام حتى أرسله إلى شركة يعمل بها صاحبه مديرا لها ، كان هذا المدير من أرض الكنانة ، استبشر منذر به خيرا ، و لكن خاب أمله بعد عدة جلسات مع ذلك الوغد ، فوجد منذر أن ذلك المدير كثير التهرب كثير الأعذار ، مخلفا الوعد ، و لم يغضب منه منذر لأنه لم يوظفه و لكن الغضب يعود إلى سوء طوية ذلك المدير ، فهو لا يريد أن يخسر العلاقة بينه و بين ذلك القريب بأسلوب وقح للغاية ، و لكن الحياة تجارب تصقل الخبرة بالناس ...

خيط الأفكار بترها صوت الحق عاليا ، أذن العم أبو عبد الله لصلاة الفجر بصوت جميل لا تكلف فيه ، جاء صوته رحمة لعينين سهرت بفعل فاعل ، كان الأرق فيها قاسيا لا يرحم ، لا يرعى حرمة الظلام .

استنهض نفسه من الفراش بدأ يتجول في الغرفة الباردة و مع ذلك كان يشعر بدفء الأمل و حرارة الشوق إلى قتل اليأس و لا بأس أن يُثنِّي بالبطالة معه ...

تحرك سريعا نحو مكان الوضوء فتوضأ . و اتجه للباب خارجا بعد تدثره باللباس .

خطواته للمسجد في جنح الظلام يتذكر منها البشارة للمشائين في الظلم بالنور التام يوم القيامة ، حتى وصل إلى المسجد ، و دخله بانشراح تام ، و خلع الدنيا و لكن بعد جهد جهيد ، وصلى ما كتب له ..

بدأ التعب بعد الصلاة ينتشر في مفاصل جسمه ، و كأن دمائه في عروقه جفت ، و كأن اللحم انكمش على عظامه ، أحس بالوهن لا من السهر ، ولكن من قسوة الأرق ..

انتهت الصلاة ، و خرج من المسجد ميمما وجه شطر البيت ، لا يرى إلا فراشه ، بعد أن تركه الأرق ضحية مضرجة بالتعب و الهم..

وضع رأسه حال قدوم المنزل على وسادته ، فبدأ النوم يرخي سدوله على جسمه و يضمه إليه ، و هو يخشى فوات موعد المقابلة في 8:30 هذا اليوم ، ولكن لابد من النوم ، و سوف يقضي الله أمرا كان مفعولا ..

إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة العـــــراب و كلام العاقل ارم نصفه كما يقال ، أما كلام القاضي فارم ربعه فقط ، وربعه اعتبره مجاملة ، و ربعه تشجيع على الاستمرار ، فيبقى الربع ، و الربع كثير علي ...

صادق الود أبا فهد ،

بل لم أقل عنك إلا حقاً و لا تعرف المجاملة إلى قلمي طريقاً و أعرف جيداً أنك لا تحبذها أبداً .

تعليقك - الذي اقتبستُ جزءاً منه - على الأخ الحبيب ماجد طمأنني أنك لازلت ذلك "العراب" الذي عرفته و لولا أنه لا أحد يعلم بما تمر به - بعد الله - إلا كاتب هذه الأسطر لشددتُ عليك العتب لِمَ لم تخرج كل مالديك هنا.



أخوك.