المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > المنتديات العامة > منتدى الثقافة الإسلامية
   

منتدى الثقافة الإسلامية لتناول المواضيع والقضايا الإسلامية الهامة والجوانب الدينية

إضافة رد
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 01/11/2008, 12:28 PM
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 28/03/2008
مشاركات: 809
Lightbulb تفسير سورة الطور (1)

تفسير سورة الطور

مكية
‏[‏1ـ 16‏]‏ ‏بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

‏{وَالطُّورِ * وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ * فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ * وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ * وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ * وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ * إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ * مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ * يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا * وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْرًا * فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ * الَّذِينَ هُمْ فِي خَوْضٍ يَلْعَبُونَ * يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا * هَذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ * أَفَسِحْرٌ هَذَا أَمْ أَنْتُمْ لَا تُبْصِرُونَ * اصْلَوْهَا فَاصْبِرُوا أَوْ لَا تَصْبِرُوا سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ‏}‏
يقسم تعالى بهذه الأمور العظيمة، المشتملة على الحكم الجليلة، على البعث والجزاء للمتقين والمكذبين، فأقسم بالطور الذي هو الجبل الذي كلم الله عليه نبيه موسى بن عمران عليه الصلاة والسلام، وأوحى إليه ما أوحى من الأحكام، وفي ذلك من المنة عليه وعلى أمته، ما هو من آيات الله العظيمة،
ونعمه التي لا يقدر العباد لها على عد ولا ثمن‏.‏


‏{‏وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ‏}
‏ يحتمل أن المراد به اللوح المحفوظ، الذي كتب الله به كل شيء، ويحتمل أن المراد به القرآن الكريم، الذي هو أفضل كتاب أنزله الله محتويا على نبأ الأولين والآخرين، وعلوم السابقين واللاحقين‏.‏
وقوله‏:‏

‏{‏فِي رَقٍّ‏}
‏ أي‏:‏ ورق

‏{‏مَنْشُورٍ‏}
‏ أي‏:‏ مكتوب مسطر، ظاهر غير خفي، لا تخفى حاله على كل عاقل بصير‏.‏


‏{‏وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ‏}
‏ وهو البيت الذي فوق السماء السابعة، المعمور مدى الأوقات بالملائكة الكرام، الذي يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ‏[‏يتعبدون فيه لربهم ثم‏]‏ ، لا يعودون إليه إلى يوم القيامة وقيل‏:‏ إن البيت المعمور هو بيت الله الحرام، والمعمور بالطائفين والمصلين والذاكرين كل وقت، وبالوفود إليه بالحج والعمرة‏.‏
كما أقسم الله به في قوله‏:‏ ‏{‏وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ‏}‏ وحقيق ببيت أفضل بيوت الأرض، الذي قصده بالحج والعمرة، أحد أركان الإسلام، ومبانيه العظام، التي لا يتم إلا بها، وهو الذي بناه إبراهيم وإسماعيل، وجعله الله مثابة للناس وأمنا، أن يقسم الله به، ويبين من عظمته ما هو اللائق به وبحرمته‏.‏


‏{‏وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ‏}‏
أي‏:‏ السماء، التي جعلها الله سقفا للمخلوقات، وبناء للأرض، تستمد منها أنوارها، ويقتدى بعلاماتها ومنارها، وينزل الله منها المطر والرحمة وأنواع الرزق‏.‏


‏{‏وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ‏}‏
أي‏:‏ المملوء ماء، قد سجره الله، ومنعه من أن يفيض على وجه الأرض، مع أن مقتضى الطبيعة، أن يغمر وجه الأرض، ولكن حكمته اقتضت أن يمنعه عن الجريان والفيضان، ليعيش من على وجه الأرض، من أنواع الحيوان وقيل‏:‏ إن المراد بالمسجور، الموقد الذي يوقد ‏[‏نارا‏]‏ يوم القيامة، فيصير نارا تلظى، ممتلئا على عظمته وسعته من أصناف العذاب‏.‏
هذه الأشياء التي أقسم الله بها، مما يدل على أنها من آيات الله وأدلة توحيده، وبراهين قدرته، وبعثه الأموات، ولهذا قال‏:‏


‏{‏إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ‏}
‏ أي‏:‏ لا بد أن يقع، ولا يخلف الله وعده وقيله‏.‏


‏{‏مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ‏}‏
يدفعه، ولا مانع يمنعه، لأن قدرة الله تعالى لا يغالبها
مغالب، ولا يفوتها هارب، ثم ذكر وصف ذلك اليوم، الذي يقع فيه العذاب، فقال‏:‏


‏{‏يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا‏}
‏ أي‏:‏ تدور السماء وتضطرب، وتدوم حركتها بانزعاج وعدم سكون،


‏{‏وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْرًا‏}‏
أي‏:‏ تزول عن أماكنها، وتسير كسير السحاب، وتتلون كالعهن المنفوش، وتبث بعد ذلك ‏[‏حتى تصير‏]‏ مثل الهباء، وذلك كله لعظم هول يوم القيامة، وفظاعة ما فيه من الأمور المزعجة، والزلازل المقلقة، التي أزعجت هذه الأجرام العظيمة، فكيف بالآدمي الضعيف‏!‏‏؟‏


‏{‏فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ‏}‏
والويل‏:‏ كلمة جامعة لكل عقوبة وحزن وعذاب وخوف‏.‏
ثم ذكر وصف المكذبين الذين استحقوا به الويل، فقال‏:


‏ ‏{‏الَّذِينَ هُمْ فِي خَوْضٍ يَلْعَبُونَ‏}‏
أي‏:‏ خوض في الباطل ولعب به‏.‏ فعلومهم وبحوثهم بالعلوم الضارة المتضمنة للتكذيب بالحق، والتصديق بالباطل، وأعمالهم أعمال أهل الجهل والسفه واللعب، بخلاف ما عليه أهل التصديق والإيمان من العلوم النافعة، والأعمال الصالحة‏.‏


‏{‏يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا‏}‏
أي‏:‏ يوم يدفعون إليها دفعا، ويساقون إليها سوقا عنيفا، ويجرون على وجوههم، ويقال لهم توبيخا ولوما‏:‏

‏{‏هَذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ‏}
‏ فاليوم ذوقوا عذاب الخلد الذي لا يبلغ قدره، ولا يوصف أمره‏.‏


‏{‏أَفَسِحْرٌ هَذَا أَمْ أَنْتُمْ لَا تُبْصِرُونَ‏}
‏ يحتمل أن الإشارة إلى النار والعذاب، كما يدل عليه سياق الآية أي‏:‏ لما رأوا النار والعذاب قيل لهم من باب التقريع‏:‏ ‏[‏أهذا سحر لا حقيقة له، فقد رأيتموه، أم أنتم في الدنيا لا تبصرون‏] أي‏:‏ لا بصيرة لكم ولا علم عندكم، بل كنتم جاهلين بهذا الأمر، لم تقم عليكم الحجة‏؟‏ والجواب انتفاء الأمرين‏:‏
أما كونه سحرا، فقد ظهر لهم أنه أحق الحق، وأصدق الصدق، المخالف للسحر من جميع الوجوه، وأما كونهم لا يبصرون، فإن الأمر بخلاف ذلك، بل حجة الله قد قامت عليهم، ودعتهم الرسل إلى الإيمان بذلك، وأقامت من الأدلة والبراهين على ذلك، ما يجعله من أعظم الأمور المبرهنة الواضحة الجلية‏.‏
ويحتمل أن الإشارة ‏[‏بقوله‏:‏ ‏{‏أَفَسِحْرٌ هَذَا أَمْ أَنْتُمْ لَا تُبْصِرُونَ‏}‏ إلى ما جاء به الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ من الحق المبين، والصراط المستقيم أي‏:‏ هذا الذي جاء به محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ سحر أم عدم بصيرة بكم، حتى اشتبه عليكم الأمر، وحقيقة الأمر أنه أوضح من كل شيء وأحق الحق، وأن حجة الله قامت عليهم

‏{‏اصْلَوْهَا‏}
‏ أي‏:‏ ادخلوا النار على وجه تحيط بكم، وتستوعب جميع أبدانكم وتطلع على أفئدتكم‏.‏


‏{‏فَاصْبِرُوا أَوْ لَا تَصْبِرُوا سَوَاءٌ عَلَيْكُم‏}‏
أي‏:‏ لا يفيدكم الصبر على النار شيئا، ولا يتأسى بعضكم ببعض، ولا يخفف عنكم العذاب، وليست من الأمور التي إذا صبر العبد عليها هانت مشقتها وزالت شدتها‏.‏
وإنما فعل بهم ذلك، بسبب أعمالهم الخبيثة وكسبهم، ‏[‏ولهذا قال‏]‏ ‏{‏إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ‏}‏

‏[‏17ـ 20‏]‏
‏{‏إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ * فَاكِهِينَ بِمَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ * كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ * مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ‏}‏
لما ذكر تعالى عقوبة المكذبين، ذكر نعيم المتقين، ليجمع بين الترغيب والترهيب، فتكون القلوب بين الخوف والرجاء، فقال‏:‏


‏{‏إِنَّ الْمُتَّقِينَ‏}
‏ لربهم، الذين اتقوا سخطه وعذابه، بفعل أسبابه من امتثال الأوامر واجتناب النواهي‏.‏


‏{‏فِي جَنَّاتِ‏}‏
أي‏:‏ بساتين، قد اكتست رياضها من الأشجار الملتفة، والأنهار المتدفقة، والقصور المحدقة، والمنازل المزخرفة،


‏{‏وَنَعِيمٍ‏}
‏ ‏[‏وهذا‏]‏ شامل لنعيم القلب والروح والبدن،


‏{‏فَاكِهِينَ بِمَا آتَاهُمْ رَبُّهُم‏}‏
أي‏:‏ معجبين به، متمتعين على وجه الفرح والسرور بما أعطاهم الله من النعيم الذي لا يمكن وصفه، ولا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين، ووقاهم عذاب الجحيم، فرزقهم المحبوب، ونجاهم من المرهوب، لما فعلوا ما أحبه الله، وجانبوا ما يسخطه ويأباه‏

.‏
‏{‏كُلُوا وَاشْرَبُوا‏}
‏ أي‏:‏ مما تشتهيه أنفسكم، من ‏[‏أصناف‏]‏ المآكل والمشارب اللذيذة،

‏{‏هَنِيئًا‏}‏
أي‏:‏ متهنئين بتلك المآكل والمشارب على وجه الفرح والسرور والبهجة والحبور‏.‏

‏{‏بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ‏}‏
أي‏:‏ نلتم ما نلتم بسبب أعمالكم الحسنة، وأقوالكم المستحسنة‏.‏


‏{‏مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ‏}‏
الاتكاء‏:‏ هو الجلوس على وجه التمكن والراحة والاستقرار، والسرر‏:‏ هي الأرائك المزينة بأنواع الزينة من اللباس الفاخر والفرش الزاهية‏.‏
ووصف الله السرر بأنها مصفوفة، ليدل ذلك على كثرتها، وحسن تنظيمها، واجتماع أهلها وسرورهم، بحسن معاشرتهم، ولطف كلام بعضهم لبعض فلما اجتمع لهم من نعيم القلب والروح والبدن ما لا يخطر بالبال، ولا يدور في الخيال، من المآكل والمشارب ‏[‏اللذيذة‏]‏، والمجالس الحسنة الأنيقة، لم يبق إلا التمتع بالنساء اللاتي لا يتم سرور بدونهن فذكر الله أن لهم من الأزواج أكمل النساء أوصافا وخلقا وأخلاقا، ولهذا قال‏:‏

‏{‏وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ‏}
‏ وهن النساء اللواتي قد جمعن من جمال الصورة الظاهرة وبهاءها، ومن الأخلاق الفاضلة، ما يوجب أن يحيرن بحسنهن الناظرين، ويسلبن عقول العالمين، وتكاد الأفئدة أن تطيش شوقا إليهن، ورغبة في وصالهن، والعين‏:‏ حسان الأعين مليحاتها، التي صفا بياضها وسوادها‏.‏


تفسير السعدي (تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن)


اللهم اغفر لي وتب علي انك انت التواب الرحيم
اضافة رد مع اقتباس
  #2  
قديم 01/11/2008, 02:09 PM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 25/10/2007
المكان: !! السعودية .. !!
مشاركات: 4,500
الله يجزااك خير على تفسير السورة .
اضافة رد مع اقتباس
  #3  
قديم 01/11/2008, 03:37 PM
موقوف
تاريخ التسجيل: 06/06/2008
المكان: الـشـرقـيه
مشاركات: 7,139
جزاك الله خيرا على تفسيرك للسوره..

بنتظار القادم منك..

اضافة رد مع اقتباس
  #4  
قديم 01/11/2008, 06:10 PM
عضو تحرير مجلة الزعيم
تاريخ التسجيل: 31/01/2008
المكان: الرياض
مشاركات: 4,503
.


بارك الله فيك

أرقّ التحايّا ورده

.
اضافة رد مع اقتباس
   


إضافة رد


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML غير مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 08:24 AM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube