مسيكين هالدغيثر ما تسوى عليه هالكلمتين اللي قالهم في القناة الرياضية
فواكه موسمية
طلال الحمود الحياة - 28/10/08//
حين تستمع إلى تصريحات بعض المسؤولين في الأندية السعودية لا يمكن إلا أن تضرب كفاً بكف على حال الرياضة التي أبتليت بهم دون سابق موعد، ففي كل تشكيل جديد لمجالس إدارات الأندية تظهر نخبة من المهرجين والاراجوزات والحمقى والجهلة الى الساحة الرياضية متنافسين على الركض وراء الصحف والقنوات الفضائية، ليهرفوا بما لا يعرفوا دون تفريق بين ما يقال وما لا يقال وبحثاً عن الإثارة والشهرة ونيل لقب «الفاكهة الموسمية للكرة السعودية»، حتى أصبح الوسط الرياضي يمتلئ بصناديق الفاكهة الفاسدة التي باتت تزحم المكان.
وبالأمس خرج علينا عضو إدارة نادي النصر عبدالعزيز الدغيثر بتصريحات ضد المسؤولين عن اتحاد كرة القدم أثارت الشارع الرياضي وكانت الشغل الشاغل للمنتديات ووسائل الإعلام خلال الأيام الماضية، على اعتبار أنها تحمل من عبارات الاتهام ما يستحق التوقف عنده، خصوصاً أن جرأة الرجل في الطرح وعباراته الحادة نحو المسؤولين توحي للوهلة الأولى أنه يمتلك أدلة منحته الشجاعة على اتهام مسؤولي اتحاد الكرة برهن ذممهم ومناصبهم لخدمة مصالح الشركة صاحبة حقوق البث التليفزيوني، بمعنى أنهم موظفون في تلك الشركة ويسخرون صلاحياتهم من أجل ضمان مكاسبها المالية دون النظر إلى مصلحة الكرة السعودية...
وحقيقة لا أعرف الدغيثر شخصياً، غير أن تصريحاته شئنا أم أبينا تحمل اتهاماً ظاهراً للمسؤولين في اتحاد الكرة من الكبير الى الصغير بالفساد وإساءة استخدام السلطة، وظننت أن الرجل سيدافع عما قاله بالأدلة والبراهين التي يمتلكها على اعتبار أن له من الأهلية ما يجعله مسؤولاً عما يدعي، ولكن وعلى غير المتوقع اكتشفنا جميعاً عقب ساعات أن الدغيثر كان يهذي بكلمات ليست كالكلمات، وأن الرجل مجرد أراجوز يؤدي «نمرة» في سيرك الحياة الكبير، ولم يكن غريباً أن يدرك صاحبنا متأخراً عاقبة الإفراط في الهذيان، ما جعله يركض وراء المحطات الفضائية يستجديها منحه فرصة للاعتذار والاعتراف أمام الناس بالجهل وعدم المسؤولية بطريقة توازي تهجمه على المسؤولين في مشهد لا يليق برجل يعتد بنفسه!
وعلى رغم أننا اختلفنا مع اتحاد كرة القدم طويلاً وانتقدنا قراراته وعمل لجانه، إلا أننا لم نبلغ يوماً مرحلة التهجم وتوجيه تهمة الفساد للعاملين فيه، لأننا ببساطة نمتلك من الادراك والعقل ما يجعلنا نميز بين الجمر والتمر وأن علينا إحراز الأدلة قبل إلقاء التهم جزافاً وقذف الناس بما ليس فيهم. فضلاً عن أننا ندرك الفرق بين النقد بسقفه العالي وبين القذف وتصفية الحسابات، فنحن في الوسط الرياضي ومهما انتقدنا بهدف الإصلاح إلا أننا نكن التقدير والاحترام للمسؤولين عن الكرة السعودية الذين قادوها إلى العالمية ومعانقة السحاب بالعمل الشاق والدؤوب، ومهما بلغ الخلاف بين منسوبي الوسط الرياضي ومسؤولي اتحاد الكرة، إلا أننا نرفض أسلوب القذف والطعن في الذمم، لأن ذلك ليس من شيمنا ولا أخلاقنا وهو دخيل على مجتمعنا الملتزم...
أتمنى أن نتقن يوماً لغة التحقيق والمحاسبة باستخدام الأنظمة وتفعيل القوانين لردع الدغيثر وأمثاله بإحالتهم إلى القضاء حتى يدرك الآخرون من «الفواكه الموسمية» أنهم مسؤولون ومحاسبون عن أقوالهم وأفعالهم، وأن هؤلاء المقذوفين بشر حريصون على سمعتهم في بيوتهم أمام أطفالهم وفي أعمالهم أمام الناس وأن في الأنظمة والقوانين ما يصون سمعتهم ويحفظ كرامتهم من عبث العابثين وجهل الجاهلين.