ما أن يطلق الحكم صافرة نهاية مباراة تعلن نتيجتها عن ميلاد إنجاز جديد لنادي الهلال.. حتى تقفز إلى ذهني صورة واضع اللبنات الأولى للبطولات الزرقاء.. الشيخ "عبدالرحمن بن سعيد" مؤسس هذا النادي العظيم ورائد الحركة الرياضية التأسيسة في المنطقة الوسطى ومؤخر تاريخها "كساه الله ثوب الصحة وأمد في عمره".. إذ تعود الذكريات بنا إلى هلال البداية.. هلال الظهيرة عام 1381هـ بنجومه الأبطال وقائدهم الفذ (مبارك عبدالكريم) يوم حطموا اسطورة "وحدة الذهب ما يغلبها غلاب" في عز مجدها ليعيد رجال الهلال الأبطال رسم خريطة المنافسة الكروية ويحدثوا نقلة جديدة في تاريخ بطولات المملكة فكانت تلك البطولة - كأس جلالة الملك - بداية الزعامة الزرقاء ونقطة انطلاقة الهلال نحو سماء المجد وعالم الإبداع فأضحى اليوم "معجزة الكرة السعودية" وزعيم الأندية الآسيوية.
لم تستعصِ عليه الألقاب المحلية والخليجية ولا العربية والقارية.. واستحث الذهب في كل مكان وعقد لواء البطولات المحلية والخارجية في ميادين الأبطال.. وساحات المجد والتاريخ فحطم بإنجازاته الأرقام القياسية وأذهب عقول خصومه بـ (41) بطولة محلية وخارجية، (25%) منها تحققت في غضون المواسم الثلاثة الأخيرة لفارس نجد "الحقيقي" الذي أهداها أول بطولة ذهبية على مستوى المملكة قبل 42عاماً وقدم لها ثاني وثالث بطولة (كأسي الملك + ولي العهد معاً) في ظرف (14) يوماً فقط من فك "الاتحاد والوحدة" عملاقي الكرة السعودية آنذاك.. ليتوج الهلال كأول ناد يجمع اللقبين على مستوى المملكة في موسم واحد عام 1384هـ .
ويرجع الفضل في هذا النجاح بعد الله إلى مؤسسه الداهية (عبدالرحمن بن سعيد) الذي كان يرأسه في ذلك الوقت.
وأتذكر بهذه المناسبة حديثاً أدلى به هذا الرجل العملاق لبرنامج "كل الرياضة" أبان إقامته الأخيرة بالمستشفى قال فيه: "بعد تأسيسينا لنادي الشباب - 1367هـ - ثم تأسيس نادي الهلال - 1377هـ - كنا نتمنى ان نكون في مستوى أندية الغربية ولم تكن لدينا طموحات ان نتخطى ذلك إلى خارج المملكة.. والحمد لله في غضون سنوات قليلة وبعد فوز الهلال ببطولة المملكة الأولى (كأس جلالة الملك) عام 1381هـ بدأ الشعور يتنامى في نفوسنا والأمل يكبر في ان نتجاوز أندية المملكة وان نصل إلى المحافل الخليجية والعربية.. أما الساحة الآسيوية فكنت من الخائفين إلاّ نصل إليها وإذا وصلنا فسوف نخفق والحمد لله ان خاب ظني في هذا المجال".
انتهى كلام شيخ الرياضيين وحكيم الهلاليين.. واليوم ها هو سجل الشرف الأزرق يزدان بـ (6) ألقاب آسيوية و(7) بطولات عربية وخليجية فضلاً عن (28) بطولة محلية.. فماذا ترك (الزعيم) للآخرين غير البكاء على اللبن المسكوب؟!
لكن الذي نتوقعه - بعد توفيق الله - ان الهلاليين بنواياهم الطيبة وأخلاقياتهم العالية سيحتفلون بعد ثلاثة مواسم ببطولتهم الخمسين!!

ان شاء الله

على راي المصريين (من بقك لباب السما)

صدقت ياابو فيصل الهلال انجاز و اعجاز

كلام في محله