تقتضي أمانة الكلمة أن يكون كاتبها واضعاً مخافة الله بين ناظريه وهو يهم بالدخول في عالمها الجميل المتعب بدلاً من أن يجعل مصلحته الشخصية ووفق أسلوب استفزاز الآخرين النبراس الذي يسير عليه في دهاليز دنيوية بعضها منتن مقيت.
في الصيف الماضي "اعرف ما فعل البعض فيه وتعرفونه أنتم" أثبتوا أن مدرب فريق عاصمي متهم بقضايا تزوير ورشوة في بلده الأوروبي، حيث يقضي ربوع الصيف بعيداً عن (ملاهيب آب) وأنه في طريقه ليقضي ردحاً من زمانه خلف القضبان بل وحكموا عليه مبكراً وربطوا بين ما يكذبون لأجله وبين فريقه المحلي وأنه متصل منفصل بالصفات المقيتة التي حبس لأجلها وكان الرد عليهم أن كل ما لفقوه لم يحدث وحضر الرجل للرياض بعد أن أشرف على معسكرات فريقه الإعدادية وما زال يواصل الإشراف عليه حتى "إشعار آخر".
ومع ذلك واصلت رحى الكذب دورانها حتى في الشهر الفضيل وفي عشر العتق من النار حين شمروا عن سواعد المثالية المزيفة وتهجموا بشدة على عقد استثمار الهلال مع موبايلي ومفاوضاته الطويلة التي انتهت قبل أيام قلائل بنتائج مثمرة للكيان الأزرق أقل ما يقال عنها إنها أزالت الإجحاف الذي طاله في عقده الأول، حيث بات بمقدور الهلاليين أن يضعوا في خزينتهم ما يتجاوز السبعين مليوناً وهو مبلغ يعتبر قليلاً والمجال واسع للزيادة لو تفاعلت الجماهير الزرقاء مع فريقها بالطريقة المثلى كما تتفاعل جماهير الجار الأقل عدة وعتاداً ولكنها فاعلة في الاستثمار وقد تكون الوحيدة والرائدة في التفاعل الآني.
والعقد المعدل الجديد أعطى للهلال مكانته الحقيقة حيث الكثافة الجماهيرية والزعامة الحقيقية بالحصول على الذهب والمقدرة النموذجية في التطور مع الأحداث فهو السباق للقفزة المالية الحالية وهو مطورها والفائدة ستكون لبقية الأندية في عقودها القادمة ولو لم ينجح الهلال في ذلك فربما بقي الآخرون (مكانك سر).
ومع تلك الإيجابيات التي ستطال الأندية عاجلاً أم آجلاً بمشيئة الله واصل أولئك حملتهم الموجهة تضامناً مع الشركة التي نالوا منها الصيف الماضي في ذات التوقيت تقريباً (ألم أقل لكم إني أعرف ما فعلوا الصيف الماضي) والدفاع لم يكن حباً في عمرو ولكن كرهاً في زيد مع أن أنديتهم المفضلة قامت بنفس الدور في الغاء العقود والموثقة منها ولكنه التعصب المقيت حتى إن نادياً آخر مطالب بمئات الملايين من إدارته السابقة ووصلت المطالبات إلى أروقة المحاكم.
والفرق الوحيد بين قضية الهلال وقضاياهم أن الهلال تكون أموره واضحة وظاهرة في الهواء الطلق في حين قضاياهم في الخزانات تحت بند "سري للغاية". ومع أن صاحبكم مع استمرار الهلال في عقده السابق ولكنه لا يستطيع لوم صناع قراره في البحث عن عائدات أكبر تتماشى مع واقعه المعاش وفي المقابل لا يمكن أن أتهم الآخرين في ذممهم حين يسعون لنفس الهدف ويلغون العقود ما دام الالغاء تحت مظلة القانون وهو الأمر الذي يتعاملون معه بتوجيه متفق عليه مسبقاً وعلى فكرة "أبشع أنواع العبودية عبودية الفكر" والمعنى تناولوه أحبتي كما تشاءون.
وفي كل الأحوال تظل الأمانة مطوقة لعنق كل من تحملها سواء قام بواجبها أم لم يقم ولن يحاسب إلا بما عملت يداه.
وما من كاتب إلا سيفنى
ويبقي الدهر ما كتبت يداه
فلا تكتب بكفك غير شيء
يهمك في القيامة أن تراه
مقال من جريدة الرياض السعودية
الوضع العادي
