25/09/2008, 03:19 AM
|
زعيــم مميــز | | تاريخ التسجيل: 12/02/2008 المكان: R i y a D h
مشاركات: 4,166
| |
مصافحة - النائمون على أعتاب «الفضائيات» مصافحة - النائمون على أعتاب «الفضائيات» عائض الحربي الحياة - 24/09/08//
ابتلي الوسط الرياضي بفئة صدرت نفسها بصفتها حارسة للفضيلة ومدافعة عن حقوق الآخرين، وهم بحق يطبقون المثل العربي القديم "لهم في كل عرس قرص" فهم لا يتورعون عن تقديم أنفسهم على أنهم خبراء في كل مجال، فعندما يتم الحديث عن الكيمياء مثلاً فهم ينافسون العالم "النوبلي" أحمد زويل وعندما يتم التطرق لمجالات الفضاء فهم يضعون مناكبهم إلى جانب العالم فاروق الباز، وعندما يحين الوقت للحديث عن الحاسب الآلي فهم يسبقون بيل غيتس، ووفق هذا المنظور يمكن القياس على أزمة الرهن العقاري في أميركا وتدهور الأسواق العالمية وسباق التسلح، وليس بعيداً أن تجدهم يقدمون أنفسهم على أنهم نقاد لما يجري في استوديوهات وبلاتوهات هوليوود وحتى في علم الرجال وهو علم قديم اهتمت به الكتب القديمة تجدهم يفتون.
هم فئة نذروا أنفسهم للجلوس أمام الشاشات الصغيرة انتظاراً لأية مداخلة تلفزيونية، وهم لا يتورعون عن تصنيف الناس وفق أمزجتهم ورؤاهم ونظرة قاصرة لا تتعدى أرنبة أنوفهم. فالذي يتعارض مع توجهاتهم وموارد رزقهم يصفونه بالرأي المخالف، وذلك الذي يوافق نظرتهم لا يقبلون به على الإطلاق بحجة أنهم الخبراء ولا يسمحون أن يشاركهم أحد في النظرة.
وهم لا يسمحون بأن تمس أية قناة فضائية بأي انتقاد حتى لا يغلق الصنبور الذي يقتتاون منه... هم فئة من "المتمصلحين" هدفهم احتكار الأضواء لأنفسهم على رغم أن خلفياتهم لا تساعدهم على ذلك، فقراءة كتاب لنيتشه أو فولتير لا يؤهلهم لإطلاق الأحكام وتصنيف الآخر والحكم عليه لأنه ربما يكون حجر عثرة في قفل "الصنبور".
الجميل في هذه القضية أنهم باتوا مكشوفين للرأي العام الرياضي، وأن إدعاءهم المثاليات حيلة عفى عليها الزمن وشرب ولم تعد مقبولة عند المطلعين والعارفين لماضيهم الذي ينزف تعصباً وجهلاً.
هم اليوم نائمون ومرابطون على أعتاب كل القنوات الفضائية بانتظار اتصال هاتفي أو تذكرة سفر مع إقامة بالمجان للتنظير وفرض أراء لا تمت إلى الحقيقة بصلة... نعم سيأتي اليوم الذي يجدون فيه أنفسهم ليسوا عند العتبة لكنهم في الشارع فحبل الكذب قصير مهما طال الزمن أو قصر، وإدعاء الفضيلة لا يمكن أن ينطلي على السواد الأعظم من الناس. والقول باحتكار الحقيقة والمعرفة لا يمكن أن يتقبله الآخرون على الدوام. [email protected] |