
20/09/2008, 04:22 PM
|
 | كاتب مثقف بالمجلس العام | | تاريخ التسجيل: 18/04/2007 المكان: مازلت على ذلك الجرف.
مشاركات: 7,822
| |
مأســـــاة مدخن .............!!!! السلام عليكم ورحمه الله وبركاته صباح الخير / مساء الخير ولد الفتى في بيت صغير لصغر عائلته المكونة من خمسة أفراد ، فوالده رجلُ إبتلي منذ 20 سنة حينها بالتدخين ، فلصغر المنزل لم يكن بإستطاعه هذه العائلة الإجتماع والجلوس إلا في غرفة واحدة وأصبحت رائحة الدخان المنبعثة من سجائر والد الفتى بأجواء المنزل مألوفةً لديه ولإخوته ، وربما يستغرب حينها بأن تكون رائحة المنزل عطرة في بعض الأوقات لعدم تواجد والده. فقد إعتاد هذا الفتى الصغير أن يشم رائحة السجائر في أكثر الأماكن التي يتواجد فيها إما في منزله أو منزل أعمامه وأخواله ، أو حتى برؤيتها في أيدي بعض المعلمين في مدرسته عند وصوله إليها صباحاً لوقوفهم خارج أسوارها وهم ينفثون ما إستنشقوه محاولةً منهم لبدء يوم جديد بأعصابٍ هادئه. كان هذا الفتى الصغير ينظر إلى والده نظره القدوة ، فهو رجلُ شديد ، لا يسكت عن حقه ولا عن حق أبنائه ولو تطلب منه الموت في سبيل ذلك.. كان هذا الفتى الصغير كغيره ممن تربى في بيئة مسلمةٍ محافظة فيأمرانه والداه بما أمر به الله وينهيانه عما نهى عنه سبحانه وتعالى ، ويعاقبانه إن بدر منه ما يسوء ، ولم يتطرق أحد منهما إلى مضار التدخين ولم يسمع أحداً من معلميه يتحدث عنما سيؤول إليه حال كل مدخن ، فلم يرى سوى صورة معلقة على جدار مدرسته تحمل بوسطها ثعباناً إلتف على سجارة!!. كبر هذا الفتى الصغير ووصل إلى سن المراهقة ، ومازالت الصورة تتكرر يوماً بعد يوم والمدخنون على ماهم عليه ولم يكن الإختلاف سوى بتغير وجوه المعلمين لإنتقاله من مرحلة دراسية إلى مرحلة أخرى ، وتغير أفكار الفتى الصغير في أخطر مراحل عمره. أخذ المراهق يفكر وتكثر التساؤلات لديه في عقله الباطن ( فعلب الدخان تباع علانيةً بالأسواق والوالد والأعمام والأخوال والأساتذه مدخنون ، لما لم ينهى عنه أحد إن كان خطراً ومحرماً على الإنسان!! )؟ وحتى لو كان التدخين خطراً على الإنسان كما يسمع ، فليس من المعقول أن يترك الآباء أبنائهم بدون تنبيه ، ولم سكت المعلمين عن إيصال ما كلفوا به إن كان خطراً على طلابهم؟ كل هذه التساؤلات كانت كفيلة بأن ينتهي الأمر بهذا المراهق أن يفكر بتجربة مامر عليه من صور سابقة تكررت على مدى 14 سنة. فما كان منه إلا أن جمع مالديه من مال وإشترى علبة سجائر ورعاد مسرعاً إلى منزله الصغير ، وصعد إلى أعلى المنزل وبعد أن أقفل الأبواب عليه ، وقف أمام المرآه وأشعل سجارته الأولى ، ونظر إلى نفسه والدخان يخرج من فمه وأنفه ويتصاعد ، فأحس بأنه قد كبر أخيراً كما كان يتمنى . إستمر المراهق على هذه الحال لمده سنتان ، فما أن يعود إلى المنزل بعد يوم دراسي حتى يصعد إلى أعلى المنزل لإستنشاق ما تأخر عنه لمده تقارب 15 ساعة ، وعندما ينزل ينظف فمه بكل ما أؤتي حتى تزول رائحة الدخان من فمه ويبتعد قدر المستطاع عن والدته حتى لا تشم رائحته ، ونسي من شدة خوفه أن رائحة الدخان تفوح في المنزل من قبلِ أن يدخل إليه! فلكي يُرضي هذا المراهق غروره أخبر زملائه وأبناء أعمامه وأخواله عن حاله وأنه إستطاع أن يدخل إلى عالم الكبار ، فما كان منهم إلا الإنسياق خلفه علهم يلحقون ما فاتهم ويشاهدون ما كان غائباً عنهم خلال السنوات السابقة !! فمع كثرة المدخنين صغار السن كُشف الأمر وإنتشر الخبر ، ووصل الأمر إلى أم المراهق فحزنت أيما حزن على إبنها وما كان من الأب المدخن إلا أن نظر إلى إبنه المراهق نظره تغني عن ألف كلمة فلا يستطيع أن يتحدث وينهى عن أمر هو مستمر فيه منذ 34 سنة ، فأكتفى بالسكوت والكلام عن طريق إطلاق نظرات الغضب. إكتفى الجميع بالإنصياع عما نهوا عنه إلا هذا المراهق فما زال مصراً على إكمال ما بدأه ، فسن المراهقة لديه وتفكيره الخطر تجعله يصر على تنفيذ أيه فكرة والوقوف بوجه كل من يعارض حتى ولو كان هذا المراهق مخطأ في أفكارهً ، فالمهم هو التنفيذ ، فهو يرى بأن تفكيره صحيح وأن الجميع على خطأ شأنه شأن كل مراهقٍ في عمره. تغير حال هذا المراهق فبعد أن كان يختبئ في أعلى منزله ليشعل سجائره ، أصبح يجاهر بها في وضح النهار وأمام الماره من كبار السن في الطرقات ، فحسب تفكيره حينها أنه قد كبر ، وكان يشاهد من جميع الماره نظره لم يستطع قرائتها ( فلا هي غضب ولا هي إستنكاراً لما يروه ) !!! ، نظره غريبة عجز عن فهمها. مرت السنين وكبر هذا المراهق وأصبح رجلا ، وما زالت والدته تدعوا ربها بأن يهدي إبنها بأن يترك التدخين ، فكلما رأته نصحته عله يتركه ولم تيأس ، إلا أن الأمر قد تغير ، فقد تمكن الدخان من الرجل وأصبح يدخنُ بشراهة حتى وصل به لحد الإدمان. فكعادة الرجال يخرج صاحب القصة إلى أصحابه وغالبيتهم من المدخنين ، فيأتي الحديث عن التدخين يسمع منهم قصص بداياتهم مع علب السجائر وكيف وصل بهم الأمر إلى هذا الحد ، قصص ربما تكون مختلفة لكن الشكوى والتساؤلات والتمنيات واحدة ، فجميعهم يتمنون تركه ويتساؤلون عن كيفية تركه ، ويشتكون مما أصابهم بسببه!!. وما صعب عليه الأمر عندما زاد أحد أقربائه ذلك الرجل السبعيني الذي أتلف التدخين رئتاه بعد أكثر من خمسين سنةً من التدخين فأصبح لا يفارق مكانه وملثماً بجهاز الأكسجين. نظر الرجل إليه وأحس بأنه يشاهد واقع مستقبله إن هو إستمر على ما هو عليه إن كتب الله له الحياة. أحس الرجل بخطورة الأمر بعد 15 سنة ، فقرر تدارك الأمر والعودة من جديد بصحة جيدة ، فبعد أن سمع عن ( الجمعية الخيرية لمكافحة التدخين ) قرر هو وصديق له أن يتجهوا إليها وفور سماعهم عنها.. ذهب إلى الجمعية وهو مرتبك ، لا يعلم ماذا سيحصل ، فبعد تسجيله وقياس نبضات قلبه أدخل إلى غرفة العلاج وهي عباره عن كرسي وجهاز به أسلاك كهربائيه توضع بجانب الأذن تصدر ذبذبات تصل إلى المخ لمدة نصف ساعة يومياً على مدى ستة أيام ، أي 6 جلسات. مرت 24 ساعة وحان موعد الجلسة الثانية ومازال الرجل مصمماً على ترك التدخين وبعد 48 ساعة بدأ الخمول يدب في جسده ، لحاجة جسمه لمادة النيكوتين ، فلم تنقطع هذه المادة السامة عن جسمه منذ 15 عام. لم يخبر الرجل والدته المسكينة عن علاجه ، خوفاً من رجوعه للتدخين فتكون صدمة لها بعد تفاؤل. فمع زيادة الخمول زاد معدل نوم الرجل بأكثر من المعتاد ، وأحست والدته بأن شيئاً أصابه ، وسألت ما به ؟ فلم يجبها وضل مخفياً أمره. وبعد 72 ساعة زاد التعب فأحس أخوه الصغير بشئ ما ، وأصر على نقله إلى المشفى ، فرفض الرجل وأخبر أخاه بأنه قد ترك التدخين ، وهذه عوارضه وأقسم عليه بأن لا يخبر والدته. إنتشر الخبر بالمنزل بسرعة ، فلشدة فرح الأخ الصغير لم ينتظر ونسي ما وعد به أخوه المدخن وذهب إلى أمه يبشرها بتركه للتدخين. مرت خمسة أيام على هذه الحال ولم يستطع الرجل أن يصبر على ما أصابه وعاد إلى ما كان عليه سابقاً ، بل ربما زاد عليه. ما كان يحز في نفس هذا الرجل المدخن أنه عرف رائحة المدخنين حينما ترك التدخين ، فأخذ يسأل نفسه ( أهذه رائحة ملابسي )؟ فمع كل صباح يقوم هذا الرجل فيغتسل ويتطيب بأطياب بأغلى الأثمان ليذهب إلى عمله ، فما إن يصل تكون سجارة واحدة قد أذهبت كل ما وضعه من رائحة عطرة!!. ذلك المراهق الذي كان يجاهر ويفاخر أمام المارة بالطرقات بسجارته ، أصبح رجلاً يستحي أن يدخن عند من هو أصغر منه بالعمر!! و ما زال هذا الرجل المدخن يسأل نفسه عندما يرزقه الله سبحانه بأبناء : هل سيتكرر المشهد السابق بحياة أحد أبنائه ؟ وكيف سمحت الدول بإدخال هذا السم ؟ أبسبب المال وأخذ ضرائب عالية على شركات التدخين !!! فما تأخذه هذه الدول من أموال الضرائب ، تصرف أضعافه على علاج المدخنين!!! خارج النص توقفت عن الكتابة لأني أحسست بالإطالة هي مجرد فكرة وأتمنى أنها وصلت للجميع ( فعلى جميع الآباء تحذير أطفالهم وهم في سن صغيرة من خطر السجائر ، وعدم إغفال وزارة التربية والتعليم عن ذلك وإدراج مواضيع تحذر من هذا الخطر ) وأعتذر من جديد فالموضوع كتب على عجالة
اخر تعديل كان بواسطة » Hictar في يوم » 20/09/2008 عند الساعة » 08:15 PM |