هـــ الشماسيةـــلالي
عظم الله أجرك واسأل الله ان يجمعك به واهلك في جنة الفردوس وان لايحرمكم من لذة النظر الى وجهه الكريم ....
[COLOR="Gray]قضاء[/COLOR] وقدر
﴿مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ
إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا﴾ ، جفَّ القلمُ ، رُفعتِ
الصحفُ ، قضي
الأمرُ ، كتبت المقادير ، ﴿ قُل لَّن يُصِيبَنَا
إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا ﴾ ، ما أصابك لم يكنْ
لِيُخطئِك ، وما أخطأكَ لم يكنْ
لِيُصيِبك .
إن هذه العقيدة إذا
رسختْ في نفسك وقرَّت في ضميرِك صارتْ البليةُ
عطيةً ، والمِحْنةُ
مِنْحةً ، وكلُّ الوقائع جوائز
وأوسمةً ((ومن يُرِدِ اللهُ به خيراً
يُصِبْ منه)) فلا يصيبُك قلقٌ من مرضٍ أو موتِ
قريبٍ ، أو خسارةٍ
ماليةٍ ، أو احتراقِ بيتٍ ، فإنَّ
الباري قد قدَّر والقضاءُ قد
حلَّ ، والاختيارُ هكذا ، والخيرةُ
للهِ ، والأجرُ حصل ، والذنبُ
كُفِّر .هنيئاً لأهلِ المصائب صبرهم
ورضاهم عن الآخذِ ، المعطي ، القابضِ ، الباسط ، ﴿ لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ
يُسْأَلُونَ ﴾ .
ولن تهدأ أعصابُك وتسكن
بلابلُ نفسِك ، وتذْهب وساوسُ صدْرِك حتى
تؤمن بالقضاءِ والقدرِ ،
جفَّ القلمُ بما أنت لاقٍ فلا تذهبْ نفسُك حسراتٍ ، لا تظنُّ أنه كان بوسعِك إيقافُ الجدار أن
ينهار ، وحبْسُ الماءِ أنْ
ينْسكِبُ ، ومَنْعُ الريحِ أن
تهبُّ ، وحفظُ الزجاج أن
ينكسر ، هذا ليس بصحيحٍ على رغمي
ورغمك ، وسوف يقعُ المقدورُ ،
وينْفُذُ القضاءُ ، ويحِلُّ
المكتوبُ ﴿ فَمَن شَاء
فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ ﴾ .
استسلمْ
للقدر قبْل أن تطوّق بجيش السُّخْط
والتذمُّر والعويل ، اعترفْ بالقضاءِ قبْل أن يدهمك سيْلُ
النَّدمِ ، إذاً فليهدأ بالُك إذا فعلت الأسباب ، وبذلت الحِيل ، ثم وقع ما كنت
تحذرُ ، فهذا هو الذي كان
ينبغي أن يقع ،
ولا تقُلْ ((لو أني فعلت كذا لكان كذا وكذا ، ولكن قُلْ : قدَّر
اللهُ وما شاء فعلْ)) .