بسم الله الرحمن الرحيم
(الجزء الثاني )
إمتداداً لموضوعنا السابق حول تاريخ الخطط التدريبية نستكمل حديثنا في الجزء الثاني حول نفس الموضوع وأتمنى أن يعود الموضوع بالنفع والفائدة للجميع .
كانت الخطط في السابق بسيطة جداً، ولا تهتم بالأمور الدقيقة والتفصيلية، بل وإن بعض الفرق تلعب بلا تخطيط... وماقاله الأسطورة البرازيلية بيليه عن خطط برازيل 1970 يدل على بساطتها ...
ولكن كأي شيء آخر فلا بد من التطوير ، وهذا ما حصل في عالم الكرة، حيث تطورت الخطط كثيراً وتنوعت مدارسها الكروية، مابين المدرسة الألمانية والإيطالية والبرازيلية وغيرها.. ولكل مدرسة أسلوبها الخاص ونهجها المتفرد.. فهناك المدرسة الدفاعية البحتة التي تلعب بها الفرق الإيطالية والمسماة ( كاتاناتشيو ) وهناك المدرسة التي تعتمد اعتماداً كلياً على التمريرات القصيرة واللعب الجماعي وهي كما هو معروف مدرسة هولندية خالصة تسمى بـ ( الكرة الشاملة ) وهناك المدرسة الإنجليزية التي تعتمد على التمريرات الطولية والعرضية بعيدة المدى .. والمدرسة البرازيلية أو اللاتينية بشكل عام وهي المدرسة التي تعتمد على المهارات الفردية لكل لاعب وفتح اللعب والهجوم مع عدم إغفال الجانب الجماعي .. وطريقة لعب المنتخب البرتغالي هو مثال ( أوروبي ) على المدرسة اللاتينية.
وسوف نستعرض في هذه السلسلة أهم الخطط الموجودة حالياً في الملاعب .
وسنتحدث بشكل مفصل عن خطة 2-4-4التقليدية و2-4-4 الحديثة و 1-5-4 مع المرور كذلك بخطة اللعب الشهيرة 2-5-3 . ولكن قبل ذلك لا بد من وضع بعض الأساسيات التي يجب على لاعبي كرة القدم أن يكونوا ملمّين بها:
1- كيف تبعد الكرة من خط الدفاع.
2- كيف يعمل اللاعبون معاً لخلق المساحات الفارغة.
3- أين توجد المساحة وكيف تستغل.
4- ما المساحات التي سوف تهاجم من قبل الخصم.
5- أين تلعب الكرة في خط الهجوم.
6- ما هي طريقة الهجوم المستخدمة.
7- كيف يعمل اللاعبون معاً لاستغلال المساحات الفارغة.
8- ما هي المساحات المغطاة، والأخرى غير المغطاة.
9- ماذا يفعل المدافع إذا كانت الكرة قريبة منه.
10- ماذا يفعل المدافع إذا كانت الكرة بعيدة عنه.
11- كيف يعيد اللاعبون تنظيم خط الدفاع إذا تخطى المهاجم أحدهم.
مهم جداً التنظيم الأولي للفريق، بحيث ينتبه المدرب للخطة المناسبة لقدرات الفريق ، والتوظيف الأمثل للاعبين.. ولا بد من معرفة أن أي خطة سوف تستخدمها غالباً ما تطبق فيها أدوار متشابهة ولكن مع اختلاف صعوبة أو سهولة القيام بالوظائف المطلوبة حسب الخطة الموضوعة..
لذا فالمدرب الجيد ليس فقط من يضع الخطة الجيدة، بل من يختار الخطة الأفضل التي تظهر ميزات الفريق وتخفي عيوبه الموجودة.. ويجب أن يكون لديه الشجاعة لتجربة خطط مختلفة، أو حتى خلق خطة جديدة!.. ومهم جداً للمدرب أن يعرف الأمور التالية عن فريقه:
1- قدرات اللاعبين وقوتهم، فيعرف درجة مهارة اللاعبين وهل اللاعبين قادرين على امتلاك الكرة والتحكم بها، وهل هم قادرين على لعب 90 دقيقة.. هل خط الدفاع قوي لدرجة أن يلعب 3-4-3 ،
أو أن خط وسطه هو الأفضل فيلعب 3-5-2.
2- من هو الخصم؟ وكيف يلعب... ما هي نقاط الضعف والقوة لديه، ما هو الخط الأقوى لديه...
3- ما هي التشكيلة المناسبة للخطة الموضوعة؟ هل تملك لاعبين مهاريين.. أو مهاجمين خطيرين.. أو صانع لعب متميز.. هذه الأمور تساعد في وضع الخطة المناسبة مثل الاعتماد على التمريرات القصيرة أو التسديد أو الهجمات المرتدة، وغيرها.
وهذا ما ستناوله في الجزء الثالث وأثناء شرحنا المفصل لطرق وأساليب اللعب في الخطط المختلفة .
* شكر خاص لكل من قرأ الجزء الأول سواء أعجبه الموضوع أو لم يعجبه ؛ وأشكر شكر خاص كل من وضع رداً على موضوعي السابق .
* هناك سبب لتسميتي الموضوع ( أيها المشجع الهلالي ممكن أن تقرأ موضوعي ) سأكشف عنه في الجزء الأخير إن شاء الله.
ياهلال
حبي
لك دائم