
07/09/2008, 12:15 AM
|
كاتب مفكر بالمجلس العام | | تاريخ التسجيل: 22/11/2005 المكان: في زمنٍ حياديّ
مشاركات: 1,847
| |
للبَيْتِ ربٌّ يحْمِيهْ .. للبَيْتِ ربٌّ يحْمِيهْ قلتُ لهُ: كأنّ ما سَرَدْتَ يوسفيِّةً في هذَا العقْدِ، أرجو فعلاً أنْ ترَى نفسَ البُرهانِ حيثُما حللتَ..
...
بَعْدَ أمْتعِ الحيْثيَّاتِ قالَ لِي فِي أثْقلِها: اشتدّ الوطيسُ، وأنَا لا أعرفُ عن الخيرِ والموتِ إلا كثْرةَ التدَابِيرِ، أمَا أنا فقدْ تهالَكْتٌ على الموْتِ، في ظلِّ قيْلولةِ الظلِّ في ضرامٍ فاتِن، وانْطفاءِ القمَرِ في صدْري؛ لمْ يَعُد يُشغلُ تفكيري إلا الظفَرُ بـ كوكاكولا، حتى سمعتُ الساعةَ الثالِثة..
... تكْ تكْ تكْ
أربَعونَ دقيقةً تمضِي كأربَعينَ حوْلاً عنْدَما أفكّرُ بالشّفقِ، وكَسنَاءِ مقبَضِ بابٍ عنْدمَا أفكّرُ بالتفْكيرِ !
... - العقْدُ الثّالثُ قاربَ الرّابعَ وأكثرُ ما أشغلَتنِي براعِمٌ ..
- قلتَ كانَا اثنيْن ..
- بدْرٌ وَ خالِدٌ ..
- (أشعلتَ أغنيَةِ العِيسِ ! سلامٌ عليْكْ !)
... يقفُ على يُمنى، تجُرّهُ إلى النّافِذة وتطْرَحُ عليهِ تساؤلاتٍ عِدّة، تؤرّقُ تفّاحَه: ( هلْ أستطيعُ تسمِيرَ أقدامِي [ أمِ الدرْبُ يسيرْ ] ؟ هلْ أستطيعُ قمْعها منْ أنْ تتقمّصَني ؟ كيْفَ أرفُضُ الدّخولَ ؟ أيْنَ السّبيلُ إلى سبِيلي ؟ كيْفَ لِي أنْ أحيَا دونَ أنْ أمُوتَ ؟ أريدُ أنْ أحيَا دونَ أنْ أمُوت ! ) أمّا اليُسرَى فتجُرُّهِ إلى تخْديرِ المرْهفِ وإبْطاءِ العقارِبِ، شاءَ أمْ أبَى ..
... - ما الذِي يبْعثُ فيكَ هَذا التّفكِير؟
- خوفٌ منَ القادِمِ .. منَ المجْهولِ .. من ساعِةِ تحْصيلٍ .. صورَةُ امرَأةٍ تنْتظِرُ خرُوجِي إلى العمَلِ إلى المسْجدِ إلى زيَارةٍ إلى الموْت ! صورُ ابنَينِ أتقنَا الكوكَ بدونِ كولا .. بفضْلِ رعَايةٍ أبويّةٍ محْترقةٍ، وأحْلامٍ أموميّةٍ تحْصيليّة !
- وهلْ أفقْتَ من هذَا الخوْف؟
- أفيقُ بيْنَ اللحْظةِ واللحْظةِ منَ الخوْفِ، فيهِ، هلْ سمعتَ عنْ أرقٍ في حيَاةِ الإفَاقَة؟
- كمْ كانتِ السّاعَة؟
... تكْ تكْ تكْ
موْضوعةً في يسْرايَ، أحدّقُ إلَى تهديدِهَا: ( الطيُورُ طارَتْ بأرزَاقِها .. إلّاكَ ) ، وتبقّتْ ثلاثونَ دقِيقةً؛ موعدٌ اختَارَ سَاعاتِ الغسَق، بلْ بعدَ ثلاثينَ دقيقةً موْعدٌ جلَلٌ: ماذَا أقُولُ له؟ هلْ أتلوّنُ معهُ كالحربَاء؟ [ تكْ تكْ تكْ ] السيّفُ التفكيرُ لا الوقتْ !
... - ألا يمُوتُ الخوْفُ برّهَةً؟
- القصَاصُ ! القصَاص !
- وهلْ تؤمِنُ برَدّاتِ الفعْلِ؟
-بلْ أؤمنُ أنَّ للقَدَرِ كفًّا عادِلةً، تصْفعُ منْ يَصْفَع ..
- وأنتَ تصْفعُ منْ؟
- أبًا يشْتاقُ لابْنيْهِ البَعيديْنِ ( بدر و خالد ) ..
- ألمْ تقُلْ إنّها معلّقة؟
...
عميقًا عميقًا
يواصِلُ فعْلُ المضارعِ
أشغالهُ اليديّةَ،
فيمَا وراءَ الهدَفْ .. محمُود درْويش
...
قالتْ إنّها أحبّتْني حدّ الهيومِ، أمّا أنَا فلرُبّما كانتْ عندِي نزْوةً فِي ردَاءِ تنسّك، ردَاء ِالمعتَصمِ أوْ سوبَرمان، المنقِذِ منْ مساميرِ صلْبانِ زوجٍ سَهَى سنتينِ أوْ مجْتمعٍ تجَاهلَ آدميّتها، أردْتُ أنْ أنقذَها من أنيَابِهمْ (إلى مخَالبِي) ! أنْ أجعلَ لهَا نجَاةً منْ قتلِهم لتموتَ في قبْضتِي !
...
- لمْ أفْهمْ عنْ أيِّ المعاركِ تتَحدّث؟
- المعارِكُ تقودُ إلى أخرَى، ففي صدْرِي تتعَاركُ السنَابِلُ والمقْصلاتُ، فإذا انتَصرتِ السّنابِلُ قضيْتُ عمْري أقاتِلُ نفْسِي الخبيثَةَ بحْثًا عنْ مئةِ حبّةِ فِي كلِّ حِنْطَة، وأمّا إذَا سطعُ نجْمُ المقصَلاتِ، أصبحتُ و [ كأنّني كيشوتُ فِي الأصيلْ .. يرْكضُ خلفَ ظلّهِ الطوِيلْ .. ويطعنُ السّنابِلَ الكسِيرهْ .. يظنُّها الأعداءَ ] فأصنع لي عرشًا منْ حياةِ بدْرٍ و خالدَ !
... تكْ تكْ تكْ
لمْ يتبقَّ إلا ثلثُ ساعةٍ، والأسابِيعُ قبْلَها حثّتْ في سعْيِها، ولمْ أفكّر! مَا المُلهِمُ اليَومَ ؟! (ليْتَ أنّي لمْ أفِقْ !!) كمْ أحبَبتُ ذهبَ التابُو، وكمْ أحبَبتُ أنْ أقَيّدَ بالعوْسجِ، واليوْمَ بدرٌ وخالدٌ عوْسجِي، اليوْمَ أفاقَ ظلّي منْ غيْبُوبته، والمنَادِي بدأَ عدّهُ ليعْلنَ موْعدي الأوّلَ، كيْفَ أبْني على ضمِيرِي جِدارًا لا يسْتطِيعونَ لهُ نقْبًا ؟
... - يحْتاجُ أحَدُنا حظًّا حتّى يجِدَ ما وجدْتَ ..
- بلْ يحتاجُ مثَابَرةً في إرْضاءِ الشهَواتِ، أنْ يمْضيَ المرْءُ ساعَاتٍ وأيّامًا وأشْهُرَ في سَبيلِ الإيقَاعِ بضحِيّةٍ، كسْرِ قارُورةٍ ! أنْ يرْتدِي ردَاءَ التصوّفِ من أجْلِ أنْ تحلَّ الضحيّةُ جسَدِ ضحيّة، هِيَ رغبةٌ جامِحةٌ تذلّلُ كلَّ العقبَاتِ، إلّا عقَبةٍ واحِدة !
...
(( وَآخَرُونَ اعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ))
سورة التوبة
... تكْ تكْ تكْ
هذَا صوْتُ الظلِّ، الأبيَضْ، صوْتُ اقتِرابِ اللحْظةِ الأصْعبِ، وأنَا أختَارُ أن أفْعلَ ما يُمْليه: نارٌ أهْونُ منْ نَار !
... حيّ على الفَلاح
اللهُ أكْبرُ .. اللهُ أكْبرُ
لا إلهَ إلا الله
اللهُمّ ربَّ هذهِ الدَّعْوةِ التّامَّة ...
...
أذْهلنِي هذَا الرّجُلُ، فسَألتٌهُ معيدًا إغلاقَ النهايَةِ المغْلقة: - كبَحْتَها؟
- اجلْ ..
- عُوّضتَ حلالاً : ) |