
29/08/2008, 08:30 PM
|
مشاكس اجتماعي بالمجلس العام | | تاريخ التسجيل: 30/10/2005 المكان: الكرة الأرضية
مشاركات: 1,846
| |

تأملات: ... أرنا الحق حقا ... السلاااام عليكم ورحمة الله ............
من التأملات اللي تجيني احيانا اني افكر كيف ان قريش يوم جاهم الرسول عليه الصلاة والسلام يدعوهم الى عبادة الله وترك الاوثان ...ويبين لهم انها جماد لا يضر ولا ينفع..يعنى حصى...مجرد حصى... كيف كان القرشيون يرفضون ويدافعون عن عبادتهم رغم ان هالشي بمنظورنا الحالي شي ساذج وسطحي..
يعني احيانها نقولها بنوع من التهزيء...كيف هالمشركين يعبدون حصى ما يضر ولا ينفع ..
بل ان اغلبنا يكاد يجزم كيف لو انه كان عايش في ذاك الزمن كان ما تردد لحظة وعرف الحق من الباطل...اجل انا اخرتها اعبد حصى؟؟!!!
بس لما افكر بالامر بتفكر وتدبر اكبر...اقول انه من السهل علينا مثل هالكلام لاننا نحكم على شيء من خارج محيطه...بما اننا الحمدلله تربينا ع الاسلام والتوحيد من السهل علينا انه نبعد نفسنا عن هالامر ونستنكره بكل وضوووح
لكن ع العكس من هذا..لما الواحد يكون في وسط المعمعة وفي قلب الحدث ولما يكون متعود على شيء يسويه هو ومجتمعه وأهله وابوه وامه...من الصعب ان ياخذ خطوة لخارج المحيط اللي هو عايش فيه وينظر للأمور من اعلى ويحكم عليها
لانه يبدو ان الانسان يميل للتقليد ومحاكاة المجتمع من حوله...
ولكي يحصل الانسان على هذه القدرة بانه يخطو خارج محيطه ويحكم عليه بنظرة مجردة ما يسيطر عليها تقليد واقتناع سابق..فهو يحتاج لهزة فكرية توقظ عقله من السبات الغائص فيه..ويزيل عن العيون غشاوتها..
فربما هذا ما حدث مع الصحابة رضوان الله عليهم عندما يستمعون للوحي ولهدي النبي عليه السلام تفيق عقولهم وتزول الغشاوة عن أعينهم وينفض الغبار عن قلوبهم نتيجة لهذه الهزة الايمانية...
هذه الافكار تقودني الى مجتمعنا ومحيطنا الحالي..وتجعلني اضع سؤال افتراضي..:
هل توجد على اعيننا غشاوة الآن؟؟
هل يوجد شيء في مجتمعنا حاليا... قد يأتي قوم بعدنا بسنين ويتكلمون عننا ويقولون سبحان الله شف كيف كانوا ذول عايشين..كيف كانوا نايمين..كيف كانوا يعملون هالشي اللي واضح انه ينافي العقل والمنطق؟؟!!
ومن هنا يأتي دعاء الداعي الذي نؤمن عليه دوما:
"اللهم أرنا الحق حقا...وارزقنا اتباعه...
وأرنا الباطل باطلا..وارزقنا اجتنابه....."
فتصوروا ان هناك في وقتنا الحالي باطلا لكننا نراه بأعيننا حقا..نمارسه ونحميه وندافع عنه..
او العكس...
أن هناك حقا نراه باطلا فنهاجمه ونحاربه ونتجنبه...
اذا ما الحل؟؟؟
كيف نعرف حقيقة الحق...وبطلان الباطل؟؟؟
اعتقد ان الاجابة تكمن في حديث المصطفى عليه الصلاة والسلام:
"تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبدا كتاب الله وسنة نبيه"
قد يقول قائل.. لا مشكلة..هذا كتاب الله وسنة نبيه ..نقرأها ونسمعها دوما...
وهنا نأتي لمحور مهم... علينا الا نقرأ لمجرد القراءة...علينا الفهم والاستيعاب..علينا توليد هزة العقل والقلب التي تزيل الغشاوة وتفتح العينين..
يقول تعالى..:
ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر
المطلوب التدبر والاستيعاب والفهم وربط ما تقرأ بحياتك اليومية ومجتمعك المعاصر..
لا ان تلتهم الكلمات التهاما وكأن الكلام موجه لمن سبقوك فقط ولا ينطبق عليك وعلى عصرك..
ان وجود جدار عقلي يفصل بين ما تقرأ وبين واقعك اليومي قد يجعلنا مثل القوم الذين شبههم الله بأنهم كالحمار يحمل أسفارا...
وبمعنى آخر...
قد نتعلق بالشكل والمظهر والطقوس والعادات
ويغيب عنا اللب والجوهر والأصل
وبالتالي ننحرف بشكل كبير عن الجوهر
لكننا نظن اننا على الطريق... لاننا مواظبون على أمورظاهرة ...الا اننا عزلناها عن جوهرها فصارت خاوية...
اعود الى سؤالي السابق...
هل هناك شيء نمارسه في حياتنا ونعتبره شي طبيعي...لكن لو علمه من بعدنا او حتى من قبلنا لقالوا ما بال هؤلاء - وهم يعنوننا- انهم قوم لا يعقلون؟؟!!!
ماهي رسالة نبينا محمد؟
ان نعبد الله مخلصين له الدين ولا نشرك معه أحدا
انها رسالة التوحيد...
ماذا عن القوم الذين قبلنا وأرسل الله لهم الرسل؟؟
هم ايضا جاءتهم رسالة التوحيد مع انبيائهم
لكن الذي جرى كما يقول الله تعالى أنهم اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله...
هل يعني انهم عبدوهم..سجدوا وركعوا لهم؟؟
ليس بالضرورة
انما ان هؤلاء أحلوا وحرموا بخلاف شرع الله فأطاعوهم أقوامهم...فصاروا لهم أربابا
رسالة الاسلام ليست مجرد تحطيم صنم وكسر وثن
انما هي رسالة لتحرير الانسان من اي عبودية لغير الله..وافراد الله بالعبادة..لا فضل لعربي على أعجمي الا بالتقوى..كلنا عباد الله اخوانا... أكرمنا عند الله أتقانا...رسالة حرية ومساواة ومؤاخاة وحصر الخضوع لله تعالى
في عصر قريش كانت القيود التي تكبلهم هي عبادة الاصنام... فكان تحطيم اصناهم هو تحريرهم وفك قيدهم
في نفس الوقت كان هناك اليهود والنصارى...هل قالوا نحن لا نعبد أصنام فهذه الرسالة لا تنطبق علينا؟؟؟
أبدا..هم ايضا كانوا مقيدين ومكبلين باتخاذهم احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله..
فيكون تحريرهم من نوع آخر..
وهكذا
نعود دوما للهدف في صورته المطلقة
تحرير المخلوق من عبوديته لمخلوق آخر..وخضوع الجميع لله وحده
لنأتي لعصرنا الحالي
هل نقول لا أصنام لدينا فنحن في المنطقة الآمنة؟؟؟ بمعنى آخر..هل نحن أحرار..حياتنا لا تنقاد الا بأمر خالقها؟؟
ام هل هناك ما يكبلها ويقودها ويسخرها من غير الله؟
لو نفكر قليلا لوجدنا ان هناك خضوعا وعبودية وقيودا تكبلنا وتجعل منا اسرى لامور دنيوية من دون الله...سواء كان ذلك مخلوق آخر او هوى نفس او شهوة أو مال ..الخ
وهذا موضوع طويل آخر عن حياتنا المعاصرة ... هل هي خضوع كامل لله وحده؟؟ ام هل فيها اربابا من دون الله؟؟؟
تأملات خطرت على بالي احببت اشارككم بها
ان اصبت من الله وان اخطأت فمن نفسي والشيطان...
اعتذارااات ع الاطااالة ....
فتكم بخييييييييييييييييييييييييير |