25/08/2008, 02:34 AM
|
| زعيــم متألــق | | تاريخ التسجيل: 12/10/2003 المكان: في الارض
مشاركات: 1,246
| |
|
لماذا نخسر رمضان
بسم الله الرحمن الرحيم فهي أيضا عشرون سببا أخاطب فيها الرجل، وربما شاركته المرأة في بعضها أيضا وأول هذه الأسباب: أولا - عدم أداء الصلاة مع الجماعة والنوم عنها أو التأخر عنها والتساهل فيها وقضاء الفائت منها على عجل وهذا أمر مشاهد ملموس وربما شارك فيه كثير ممن انتسبوا للخير ومن كان للفرائض مضيعا أو متساهلا فهو لما سواها أضيع، وكيف يريد هذا الإنسان أن يفوز برمضان، وإنك لتعجب من أمر الصائم كيف أمسك عن الطعام والشراب وجاهد نفسه ولم يستطع أن يجاهد نفسه على الحرص على الفرائض والواجبات وصدق صلى الله عليه وسلم إذ قال : "" رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش "" ثانيا - من أسباب خسارة رمضان للرجال الرياضة نعم الرياضة سحرت الكبير والصغير، الصالح والطالح، غريب أن تنشط الدورات الرياضية الرباعيات والسداسيات خلال رمضان وكان الأولى بالأندية الرياضية أن ترسم البرامج لاستغلال طاقات الشباب وتوجيههم في رمضان، وأن تكون عونا لهم على طاعة الله عز وجل، وقل مثل ذلك في الاستراحات والأرصفة والطرقات، ونحن نقول إذا كان ولابد فساعة أو ساعتين أي للرياضة ثم تنظم مسابقات في تلاوة القرآن وحفظة وفهم معانية والاستفادة من الوقت في باقي الأوقات فإن رمضان شهر القرآن وليس شهر الرياضة، والمصيبة أن تستمر الرياضة وبرامجها حتى في العشر الأواخر من رمضان، فمتى يصلى التراويح، ومتى يصلى القيام، ومتى يقرأ القرآن ومتى ينام نعوذ بالله من الخسران ومن موت القلب وشدة الغفلة أخي ما بال قلبك ليس ينــقى كأنك لا تظن الموت حقــا أيا ابن اللذين فنـــوا وبـــادوا أما والله ما بادوا وتبقـــــى وما أحد بزادك منك أحصى وما أحد بزادك من أشقــى ومــــا للنفس عندك مستقـــر إذا ما استكملت أجلا ورزقا ثالثا - ومن الأسباب أيضا الاستراحات والجلسات والملاحق فبدل أن تستغل للاجتماع على استغلال رمضان والتعاون على البر والتقوى أصبحت وللأسف عند البعض من أسباب خسارة رمضان وضياع الزمان ، حتى الصالحين وللأسف حتى معلمي الخير نبحث عن الشباب ومشاركاتهم في أعمال البر والخير وفي أمور الدعوة والتوجيه فإذا بهم تجمعوا شللا وأحزابا في الاستراحات وإذا بالقيل والقال والغيبة والنميمة فضاعت ليالي رمضان وضاع رمضان ، أما أهل الغفلة والضياع فأصبحت الاستراحات بالنسبة لهم مواخير للفساد بأنواعه بدءا بالدش ونهاية بالرذيلة عافانا الله وإياكم إلا من رحم الله نسأل الله لنا ولهم الهداية والصلاح ( أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ ) (لأعراف:99) رابعا - ومن أسباب خسارة رمضان التسكع في الشوارع والأسواق وإيذاء الناس والجلوس على الأرصفة، غفل كثير من الناس عن أولادهم فتركوهم يسرحون ويمرحون في الشوارع ويسهرون للعب والسفه ولا أقول هنا سوى أين الآباء والأمهات، أين التوجيه، أين حمل الأمانة أي قلب لك أيها الأب وأي حنان الذي تدعينه أيتها الأم والأولاد في الشوارع وعلى الأرصفة بدون رقيب ولا حسيب ولا سؤال ولا جواب، والله ليأتين يوم يوقف الابن أباه ويحاسبه على تفريطه وتقصيره في تربيته. خامسا - السبب الخامس المعاكسات سواء في الأسواق أو عبر الهاتف ويعلم الله ما كنت لأضع هذا سببا من أسباب خسارة رمضان لولا أني سمعت من رجال الحسبة عجبا ومن التائبين أعجب العجب والله أن القلب ليحزن وأن العين لتدمع أن أصبح بعض شبابنا ذئابا بشرية لا يهمهم سوى شهواتهم بدون تفكير في مصير ضحيته وحالها وبدون مراقبة لله عز وجل ولا خوف منه، جريمة أن يصبح رمضان موسم للصوص الأعراض تخرج المرأة بحجة الذهاب إلى السوق أو بحجة صلاة التراويح ثم يكون ما يكون على غفلة من الأب المسكين والأم الحانية فأي موت للقلب هذا وأي عبودية للشهوة إن أهل الفضيلة ما حسبوا أن هذا يقع بل ولا دار والله في خلدهم، أما أهل الرذيلة فهم يتفننون ويخططون ويرسمون ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين، سبحان الله حتى في رمضان بل وفي العشر الأواخر منه وللأسف، وما كنت لأوجع قلوبكم بمثل هذا لولا الحقائق المرة المؤلمة فالحذر الحذر قبل وقوع الفأس بالرأس. سادسا - ومن الأسباب أيضا جلساء السوء وأصحاب الهمم الدنيئة وهم من أعظم أسباب خسارة رمضان وألخص لك الأمر بكلمة، قلي من تجالس أقل لك من أنت وهل ربحت أم خسرت، قال مالك ابن دينار: " إنك إن تنقل الأحجار مع الأبرار خير لك من أن تأكل الخبيص مع الفجار " والخبيص نوع من أنواع الحلوى يصنع من التمر مخلوطا بالسمن ، وقال موسى ابن عقبة : " إن كنت لألقى الأخ من أخواني فأكون بلقيه عاقلا أياما " أي متأثرا به ، فكم من إنسان صالح فيه خير كثير ضاع عليه رمضان بسبب جلسائه والواقع يشهد بذلك . سابعا - ومن الأسباب لخسارة رمضان للرجال الدخان والشيشة وهي من الأمور المحرمة التي اعتادها الناس واستمرأ وها، فقم بزيارة خاطفة للمقاهي في ليالي رمضان ففيها ضياع المال الذي سيسأل عنه وفيها ضياع للصحة التي سيسأل عنها وفوق ذلك إثم ووزر فهي مغضبة للرب ومنجسة للفم والصحة، والمضحك المبكي أن بعض المدخنين فور سماعة للآذان يفطر على سيجارة بدل التمرة نعوذ بالله من غضب الله ومن الخسران . ثامنا - ومن الأسباب أكل الحرام ومنه الربا والغش والسرقة وفيه حديث أبي هريرة وذكر في آخرة قول النبي صلى الله عليه وسلم "" ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب له "" كما في صحيح مسلم في كتاب الزكاة ، كيف يريد الربح في رمضان وهو إن تصدق لم تقبل وإن دعا رد دعاؤه ، والله ما قست القلوب ولا ضاعت البركة ولا فسد الأولاد إلا بسبب أكل الحرام ، انطمس النور لما ..... اللقمة الحلال . تاسعا - التزييف والخداع والنجش والحلف الكاذب من بعض التجار في رمضان ، فرمضان موسم تجاري كبير ولا بأس بهذا لكن بعض البائعين غفل عن أنه صائم أو ظن الصيام مجرد الإمساك عن الطعام والشراب فوقع في كثير من منكرات البيع والشراء وسوء المعاملة ، ومن ذلك ما نجده في الدعايات والإعلانات المبالغ فيها وربما المكذوب فيها الملبس فيها على كثير من المسلمين . عاشرا - ومن الأسباب أيضا الانسياق واللهثان وراء التجارة وطلب المال والإفراط في ذلك إلى حد التقصير في الواجبات ، فهو في السوق منذ الصباح إلى المساء وربما في ساعات طويلة من الليل أيضا أليس هذه خسارة لرمضان وربما صاحب هذا الجلوس إطلاق العنان للبصر ومحادثة النساء وربما الغيبة ، ففي العشر الأواخر أفضل الأيام ، الناس في صلاة وقيام وقراءة للقرآن ودعاء واستغفار وبكاء وخشوع صيام العارفين له حنيـــن إلى الرحمن رب العالمين تصوم قلوبهم في كل وقت وبالأسحار هم يستغفرون بينما البائع المسكين في السوق يعرض نفسه لكل فتنة ، فتنة المال ، وفتنة النساء ، وفتنة البصر ، فكان الله في عونه وغفر لنا وله . الحادي عشر - ومن الأسباب أيضا الإهمال في العمل الوظيفي والتأخر عنه والخروج قبل نهاية الدوام ، كيف يسوغ لمسلم صائم أن يستحل ساعة أو ساعتين من دوامه أو أن يترك عمله أو يهمل فيه وهو يعلم أن هذا خيانة للأمانة وأنه نقض للعهد بينك وبين المؤسسة التي تعمل فيها , ولهذا فإنك ترى في أمثال هؤلاء قلة البركة وقلة التوفيق وكثرة الديون ، هذا في الدنيا وما عند الله يعلمه الله ، ألا تخشى وقد قصرت في عملك وأهملت أن يرد عليك صيامك أو أن ينقص أجرك ، فالله الله بإتقان العمل وأداء الأمانة فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ، أيها الموظف اسمع لهذا الحديث ، جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : "" يا رسول الله ادع الله أن يجعلني مجاب الدعوة ، فقال له صلى الله عليه وسلم : أطب مطعمك تكن مجاب الدعوة "" إذا ربما خسرت رمضان أو إجابة الدعاء بسبب إهمالك أو تقصيرك في عملك ، فاتق الله ، وخف من الله واعلم أن الله يراك ومطلع عليك في كل حال . الثاني عشر - ومن الأسباب أيضا لخسارة رمضان التهاون ببعض الذنوب والتعود عليها من غير ندم ولا استغفار ولا تجديد توبة ، فالإسبال مثلا ، حلق اللحية ، سماع الغناء ، وغيرها هذه ذنوب مهما تكررت هذه ذنوب تتكرر مع البعض مرات ومرات حتى أصبح ذلك المسكين لا يعدها ذنبا وهي محسوبة عليه كلما عاد إليها فكان الأولى به تجديد التوبة وكثرة الاستغفار والندم وانه وقع فيها عن ضعف نفس وإيمان وليس عن تكبر وعصيان وهذه الذنوب كم تؤثر على رمضان وعلى الصيام وقد تكون سببا في خسارته لرمضان وهو لا يشعر ، لا تحتقروا هذه الذنوب وتتهاونوا فيها فإنها تجتمع على العبد حتى تهلكه والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : "" إياكم ومحقرات الذنوب "" . الثالث عشر - ومن الأسباب أيضا آفات اللسان كالسباب والشتام والغيبة وبذاءة اللسان والكذب ، فيا أيها الصائم حتى لا تخسر رمضان أمسك عليك لسانك ، اسمع لهذه الآية ( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد ٌ) (قّ:18) وفي الحديث "" المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده "" وفيه أيضا أي في الحديث "" وإن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزل بها إلى النار أبعد ما بين المشرق المغرب "" فاللسان إذا يوردك الجنة أو يقذف بك إلى النار فقد يخسر العمر كله وليس رمضان فحسب ، فلنحذر من آفات اللسان في كل وقت وخاصة في رمضان . الرابع عشر - ومن الأسباب التساهل وعدم الجدية ويتضح هذا في كثرة المزاح والضحك والتعليق وربما السخرية والاستهزاء . الخامس عشر - ومن الأسباب لخسارة رمضان الظلم ، مهما كان لك من أعمال صالحة ومهما حرصت في رمضان فما دمت ظالما أخذت منك هذه الأعمال الصالحة بقدر مظلمتك وإن لم يكن لك حسنات أخذ من سيئات صاحبك فحملت عليك كما في الحديث عند البخاري ، وانظر اليوم لظلم الناس بعضهم بعضا وظلم السيد لعامله وظلم المراة لخادمتها وظلم الأولاد وظلم الطلاب وظلم العمال ولا تحتقر مقدار هذا الظلم لصغره فعن أبي أمامه إياس ابن ثعلبه الحارثي رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "" من اقتطع حق امرئ مسلم بيمينه فقد أوجب الله له النار وحرم عليه الجنة ، قال رجل وإن كان شيئا يسيرا يا رسول الله ؟ فقال صلى الله عليه وسلم : وإن كان قضيبا من أراك "" أي وإن كان عودا من سواك كما في صحيح مسلم نعوذ بالله من الخسران ،فأين الناس من عود الأراك اليوم ظلم تقشعر له السماوات والأرض . السادس عشر - ومن أسباب الخسارة أيضا التفريط في النوافل عامة من صدقات وقراءة قرآن وعمرة في رمضان والسواك وركعتي الضحى وربما التراويح وقيام الليل وتفطير الصائمين بل والأعجب من ذلك إهمال السنن الرواتب حتى من بعض الصالحين ولا شك أن هذه الأعمال متممة للصوم وللفوز برمضان فإن لم توجد وبكثرة خشي على صاحبه خاصة مع كثرة تفريطه وتقصيره وغفلته . السابع عشر – ومن الأسباب الغفلة عن الغنيمة الباردة الذكر والدعاء والاستغفار فهذه الأمور كنز حرم منه الكثير من المسلمين مع يسره ولكن التوفيق بيد الله ، الدعاء ، استغلال أوقات الإجابة عند الغروب ، وفي السحر ، ويوم الجمعة ، وفي الصلاة ، وفي كل وقت من أوقات الإجابة ، في رمضان لماذا نحرم أنفسنا الخير والدعاء والإلحاح الشديد في الدعاء على الله عز وجل لعل الله عز وجل أن يرحمنا بضعفنا وأن ينصر المسلمين بتلك الدعوات ، وأنت في السيارة ، وأنت في الوظيفة وفي الشارع ، بل وأنت نائم تكسب الحسنات وتمحو السيئات بإكثارك من الذكر والاستغفار والدعاء . الثامن عشر - ومن الأسباب أيضا التقصير في حق الوالدين والزوجة والأولاد وإهمالهم وإهمال حوائجهم ، بل ربما تكليف السائق بكثير من واجباته البيتيه لانشغاله في السهر والجلسات مع الأصحاب والنوم الطويل والكسل في النهار فأضاع ذلك المسكين حق نفسه وحق أهله وأولاده وربما لم يفطر مع والديه في يوم من الأيام في رمضان ، بقي سببان وهما أهم الأسباب فلو عقلهم المسلم لاستدرك بقية الأسباب كلها فانتبه وانتبهي لهذين السببين : أولهما : الجهل أو التجاهل بفضائل رمضان وعظمته وما فيه من مزايا لو علمها العاقل ما فرط فيها بل ولتمنى لو أن الشهر يطول نعم من عرف فضائل رمضان وعظم مزاياه حرص عليه بل والله حرص على الدقائق فيه لا أقول على الساعات والأيام . والسبب الأخير : الغفلة عن الموت ونسيانه وأن الله امتن عليه بنعمة عظيمة وهي إدراك هذا الشهر فهو لا يضمن إدراك رمضان بل ربما لا يدرك آخر هذا الشهر بل ربما لا يدرك إدراك أو هل يبلغ هذا الشهر أم لا ولذلك قال صلى الله عليه وسلم : "أكثروا من ذكر هادم اللذات "" كما عند الترمذي وقال عنه حديث حسن ... إذا هذه أسباب خسارة رمضان أو بعض أسباب خسارة رمضان ولعل البعض يتساءل ما هو العلاج ، ولا أطيل في العلاج ولكني أقول انظر وانظري إلى كل سبب من الأسباب السابقة ولنحاول الابتعاد عنه هنا يكون العلاج وإذا أردنا رجالا ونساءا أن نرى عظيم خسارتنا لرمضان فلنجب على هذه الأسئلة السريعة بصراحة تامة ومحاسبة للنفس فإننا سنقف أمام علام الغيوب الذي يعلم حقيقة القلوب : هل تقرأ القرآن بكثرة ؟ وهل تختمه في رمضان بكثرة ؟ على الأقل ولو لمرة واحدة في رمضان .. هل تحرص على أداء الصلوات في وقتها بطمأنينة وخشوع ومع جماعة المسلمين ؟ هل تحافظ على السنن الرواتب القبلية والبعدية ؟ هل تستحضرين النية في إعداد الطعام والشراب للصائمين من أهلك وتحتسبين الأجر على الله عز وجل ؟ هل تصدقت وأطعمت الطعام ؟ وإذا كانت الإجابة بنعم فبكم وهل يساوي أو على الأقل يقارب ما يصرف على اللباس والزينة خاصة في شهر رمضان ؟ وأنت أيها الرجل كم أنفقت في سبيل الله وهل تحمل هم المسلمين وهم المساكين في كل مكان ؟ وهل تحرص على صلاة التراويح بآدابها ؟ وأنت أيتها الأخت هل تحرصين على صلوات التراويح مع المصلين في المساجد أو حتى لوحدك في البيت فإن خير صلاة المرأة في عقر دارها ... كم ساعة تنام ؟ وكم ساعة تنامين في اليوم ؟ في رمضان في موسم الخيرات والحسنات ؟ كم شريطا نافعا من قراءة قرآن أو محاضرة سمعتها من خلال رمضان ؟ كم ساعة تسهرين ؟ وكم ساعة تسهر ؟ وعلى أي شيء نسهر ؟ كم عدد تلك الدقائق التي نقضيها في التسبيح والتحميد والتكبير والتهليل والاستغفار ؟ هل وقفنا يوم من الأيام في ظلمة ليل أو في مكان خال رفعنا أكف الضراعة بالدعاء في وقت السحر أو في أي وقت من أوقات رمضان ؟ هل تستغلين الزيارات والجلسات بالمناصحة والتفقه والدعوة إلى الله عز وجل ؟ هل تجتهدين في طاعة زوجك ورعاية أولادك في خلال هذا الشهر ؟ هل طهرنا بيوتنا من المنكرات ؟ هل طهرنا أموالنا من الربا والحرام ؟ الأسئلة كثيرة ومن خلال الإجابة على هذه الأسئلة وغيرها سنعرف مدى الخسارة والربح الذي ينالنا في هذا الشهر، فاصدق مع نفسك ما دام في العمر فسحة وقبل أن تندم فلا ينفع الندم ... عليك بما يفيدك في المعــاد وما تنجو به يوم التنــــاد فما لك ليس ينفع فيك وعظ ولا زجر كأنك من جماد ستندم إن رحلت بغيــر زاد وتشقى إذ يناديك المنــــاد فلا تفرح بمـــال تقـتـنيــــه فإنك فيه معكوس المـراد وتب مما جنيت وأنت حي وكن متنبها من ذا الرقــاد يسرك أن تكون رفيق قوم لهم زاد وأنت بغيــــر زاد هذه أربعون سببا لخسارة رمضان يشترك فيها الرجال والنساء جمعتها تنبيها للغافل وإعانة للذاكر وتعليما للجاهل وهي عرضة للخطأ والنسيان والتقصير ولا شك أنها بحاجة للمزيد للترديد والتأكيد لينتفع بها القريب والبعيد والنبيه والبليد فكن لها شاهرا وناشرا وناصحا وذاكرا واحذر هذه الأسباب وتنبه لشرورها ولا تحرم نفسك الخير ومواسم الطاعة فكن من الفائزين برمضان فلو رأيتهم وقد هجروا لذيذ المنام وأداموا لربهم الصيام وصلوا بالليل والناس نيام ، يتسابقون كل يسأل حاجته ، واحد يسأل العفو عن زلته ، وآخر يسأل التوفيق لطاعته وثالث يستعيذ به من عقوبته ورابع يرجو منه جميل مثوبته وخامس يشكو إليه ما يجد من لوعته وسادس شغله ذكره عن مسألته فسبحان من وفقهم وغيرهم خاسر محروم فإذا أردت المزيد من وصفهم ومعرفة حالهم فاحرص على سماع الشق الآخر للموضوع وهو بعنوان " الفائزون برمضان " لتعلم أن الخير ما زال في هذه الأمة لتعلم حال الخير في الخلف كما أن الخير في حال السلف رضوان الله تعالى عليهم أجمعين . وإن كنا نسمع ونرى ونقرا حال الخاسرين الغافلين وما أكثرهم فإن هناك الصالحين الفائزين اللذين تكتحل العيون برؤيتهم وتطرب الآذان لأخبارهم وتنشرح النفوس لأحوالهم، ليسوا من السلف بل هم بقية من السلف من إخواننا وأخواتنا ممن يعيشون بيننا ، ولعلك اشتقت لسماع أخبارهم ومعرفة أحوالهم فارجع لذلك الدرس لتعلم الفرق الكبير بين الربح والخسارة جعلنا الله وإياك من الفائزين برمضان وجنبنا وإياك الخسران .... سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك .... اللهم صلى وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين ... اللهم يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام يا عارف بالحال والشأن.... اللهم ارحم ضعفنا وتب علينا توبة صادقة نصوحا.... اللهم بلغنا رمضان واجعلنا من أهل الصلاة والصيام والقيام .... اللهم وفقنا لاستغلال رمضان...... اللهم اجعلنا فيه من الفائزين ولا تجعلنا فيه من الخاسرين ... وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..... محاضرة للشيخ إبراهيم الدويش |
الوضع العادي
