
17/08/2008, 08:55 PM
|
 | زعيــم مميــز | | تاريخ التسجيل: 04/06/2008 المكان: شبكة الزعيم
مشاركات: 9,761
| |
في بيتنا أفعى !! مدخل
هي ليست أفعى بلونها أو شكلها , بل أفعى بكلامها الذي يدخل الأذن كالسم , و لدغتها التي تجرح القلب من الداخل تبدأ القصة من موت الأم , فعندما تتركك أمك لا سمح الله , يتزوج الأب من الأم الثانية و تسمى بزوجة الأب , زوجة
الأب هي المحور الأساسي لموضوعي هذا اليوم , فهي تدخل عليك بوجه بشوش لا تفارقه البسمة , و مع مرور الأيام
ينقلب الوجه البشوش إلى وجه بشع , و الإبتسامة إلى غضب , فأنا في هذا الموضوع لا أعني كل زوجات الأب , لكن
أعني الاغلبية التي تدخل إلى حياة الأب بعد موت زوجته أو طلاقها , فهي لا يدور بذهنا إلى الغيرة من المرأة الأولى
إذا بدأ الزوج بالتفكير عنها , فهذا هو ما يجعل أكثر زوجات الأب شرسات . فعندما تمر الشهور تبدأ زوجة الأب بفعل أفعالها , فتبدأ بالإهمال و الضرب و الشتم و ما نحو ذلك , و يرى الطفل المسكين أن هذه هي تصرفات الأم , فيبدأ بكره شيء إسمه أم !! , هو لا يعلم أهي أمه أو إمرأة أخرى , و هو لا
يعلم أيضا من هي التي حملت من أجله و تعبت و شقت لأجله , لا يعلم ما معنى كلمة أم , نحن نعلم أن معنى كلمة
أم , الحنان و التربية و الضحكة و اللعب و كل هذا من الأشياء الجميلة , لكن في هذا الوقت عندما يرى تلك الأفعى ,
يعلم أن معنى كلمة أم هو , الضرب و الشتم و الحرمان و كل شي بغيض. لماذا بدل ما نربي و نعلم أبنائنا , أن تجعلهم عرضة لتلك الأفاعي , فالطلاق هو من أهم تلك الأشياء التي يجب علينا
أن نجتنبها , أنا لا أقول كل هذا الكلام بمعنى أني تزوجت , أنا لم أجرب الزواج لكن أعرف بعض المعاناة التي مر بها
الأصدقاء و الأقارب و مانحو ذلك , فأذكر لكم عندما كنت بالصف الرابع الإبتدائي , كان واحد من أصدقائي دائما حزين ولا
يلعب معنا بحكم أننا صغار , فسألته أنا و المعلم عن حزنه فبدأ يقص لنا معاناته عندما كان في الصف الثاني , و هو
عندما أباه طلق امه و تزوج من إمرأة ثانية , و هو لا يقلى الحنان من ذلك الوقت , حزنت لأجله حزنا شدبدا , لأنني أرى
في منزلي الآن شيئا آخر , و هو أن والدي لا يزالون مرتبطين معا ولهم عشرة تفوق الــ 20 عاما , و هو أمه و أباه , لم
يكملوا الــ 13 عاما إلا و هم متفرقون. فكل أب و أم يريدون أن يضعوا لأبنائهم مستقبلا زاهرا , فالإبن لا يتعلم منزوجة الأب إلا الحقد و الكراهية , و لكنه
يتعلم من الأم الحنان و الرحمة و الشفقة و كل هذا يدل على أن الأم أفضل بكثير من زوجة الأب , لا بالشكل أو المظهر
أو بالحنان , نعم هناك من يحن على أبناء المراة الأولى و يعتني بهم كأنهم أبناءه لأنها تشفق عليهم , لكن أنا أعني هل زوجة الأب لو فعلت المستحيل لإرضاء الأبناء تكون مثل الأم , حنان الأم في حياتنا لا يضاهي شيئا , فأنا من ناحيتي
أفضل شيئا في الحياة ان أرى أمي و أبي معا و نحن معهم , ذات مرة أسأل أمي و أنا كنت طفلا عن أفضل
شيئا تجده في حياتنا اليومية , فما كان جوابها إلا أنه تنتظر أبي يوميا و تجلس معه في المساء معنا في عائلة واحدة ,
لكن هناك من ليس لديهم آباء , ليس لديهم ماينتظونه في الليل كي يأتي , ليس لديهم عائلة كاملة و إنما مفرقة أنا أقول هذا الكلام و قلبي متقطع على الأبناء الذين يعيشون و هم بدون أم , سؤال لماذا أنت كأب أو أم تجلب هذا
الطفل البريء , و من ثم تحرمه من أغلى شيء لديه , كما أن الرسول صلى الله عليه و سلم و صى بالأم في حديث
و قال " عن أبي هريرة أن رجلاً قال: يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: { أمك } قال: ثم من؟ قال: { أمك } قال: ثم من؟ قال: { أمك }. قال: ثم من؟ قال: { أبوك }. "
وفي رواية قال: { أمك، ثم أمك، ثم أمك، ثم أبوك، ثم أدناك أدناك }.
و قال الله تعالى : وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً [الإسراء:24،23]. "
( فأرجو من هذا المنطلق أن كل أب غاضب على زوجته أن يصلح الخطأ بينهما , و أن كل زوجة غاضبة على زوجها أو
هو غاضب عليها أن تتدارك الوقت قبل أن يفوت الأوان لا من أجلكم بل لاجل هذا المخلوق المسكين )
أشكركم لقراءة موضوعي \ أخوكم إبراهيم  |