
13/08/2008, 10:01 PM
|
زعيــم فعــال | | تاريخ التسجيل: 19/07/2007
مشاركات: 276
| |
القرية الاولمبية مدينة عالمية داخل بكين
لم يبالغ كولين موينيهان رئيس الاتحاد البريطاني للالعاب الاولمبية عندما قال إن أولمبياد بكين سيفرض تحديا كبيرا على لندن خلال استعداداتها لاستضافة أولمبياد 2012 بعد التنظيم الرائع للصينيين في الدورة الحالية (بكين 2008) .
وبعد مرور العديد من الايام على وصول البعثات المشاركة في الدورة الاولمبية ، قلما تجد أيا من أفراد هذه البعثات يشكو بصورة صارخة من الاقامة في بكين رغم المخاوف التي أحاطت بمسألة إقامة الدورة في العاصمة الصينية.
وأشار موينيهان إلى أن التنظيم الجيد عالي المستوى سيعطي أولمبياد بكين طابعا تاريخيا وسيجعل المهمة أكثر صعوبة على منظمي أولمبياد 2012 .
وأوضح في تصريحاته لوسائل الاعلام في بكين "سيكون تحديا رائعا للندن للتفوق على ما قدمته بكين إلى الحركة الاولمبية.. علينا أن نعمل بجدية بالغة مع عودتنا إلى لندن عقب الاولمبياد الحالي. لدينا أربع سنوات فقط".
ويعتقد موينيهان الذي أعجب بشدة بالتنظيم والمنشآت الرياضية الرائعة في اولمبياد بكين أن "بكين 2008" ستكون ناجحة خاصة وأنها تتميز بالحب والصداقة.
ويرى معظم المتابعين للدورة والمقيمين في بكين حاليا أن أحد أهم عوامل نجاح أولمبياد بكين هو القرية الاولمبية الرائعة التي أنشأتها العاصمة الصينية لاستضافة جميع الرياضيين الوافدين إليها من كافة أنحاء العالم.
وكانت القرى الاولمبية في مرات عديدة من أسباب نجاح وفشل الدورات الاولمبية ولعل أبرز مثال على ذلك هي الدورة الاولمبية التي أقيمت عام 1924 والتي حرص الفرنسي بيير دي كوبيرتان مؤسس الألعاب الاولمبية الحديثة ورئيس اللجنة الاولمبية الدولية آنذاك على منح حق تنظيمها إلى العاصمة الفرنسية باريس لتكون فرصة مثالية لها من أجل محو الصورة السيئة التي ارتسمت عنها منذ التنظيم السيئ لأولمبياد 1900 .
ولكن هدف دي كوبيرتان وباريس لم يتحقق فكانت القرية الاولمبية أشبه بمعسكرات اللاجئين ولم تكن مناسبة لإقامة الرياضيين.
وعلى النقيض تماما كانت القرية الاولمبية من الاسباب القوية في نجاح دورتي الالعاب اللتين أقيمتا في لوس أنجليس عام 1984 ، رغم مقاطعة الاتحاد السوفيتي ومعظم دول الكتلة الشرقية لها ، وفي برشلونة عام 1992 .
أما القرية الاولمبية في بكين فمن الصعب مضاهاتها ، بل إنها تعد الركن الاساسي في عناصر نجاح أولمبياد بكين لأنها نموذج حي على ما قدمه الصينيون للحركة الاولمبية من خلال أولمبياد بكين حيث وضعوا معايير جديدة لما يجب أن تكون عليه القرى الاولمبية في المستقبل.
ولا شك في أنها مدينة عالمية داخل العاصمة الصينية بكين فهي تضم بين أسوارها كل ما يمكن أن يحتاجه رواد المدن العالمية بل إنها تضم الان بين جنباتها أشهر وأبرز نجوم العالم من مختلف اللعبات ومن جميع أرجاء العالم.
ويبدأ تألق القرية بداية من نقطة الدخول حيث ينبهر رواد القرية بنظافة شوارعها التي صممت على الطراز الحديث وتشبه أجمل شوارع أوروبا أو الولايات المتحدة سواء من حيث التجهيز الرائع لها أو المساحات الخضراء التي تجذب النظر دائما.
ويمتد بريقها إلى داخل أماكن الاقامة التي شيدت على هيئة مبان ذات عدة طوابق خصصت للبعثات المشاركة سواء كان ذلك للرياضيين أو المسئولين الاداريين المرافقين لهذه البعثات.
وفي داخل كل طابق توجد مجموعة من الشقق التي قسمت لحجرات يقيم في كل منها اثنان من الرياضيين.
والى جانب روعة أماكن الاقامة يضم كل مبنى قاعة كبيرة للاجتماعات تضم أماكن للجلوس من أجل الاجتماع بين اللاعبين ومدربيهم كما تضم أجهزة كمبيوتر حديثة ليستخدمها الرياضيون من قاطني القرية كما يوجد بها مكان لجلسات التدليك وعيادة طبية مجهزة.
وبعيدا عن مباني الاقامة تتميز القرية الاولمبية بأنها تضم كل الخدمات الضرورية اللازمة للرياضيين والإداريين وغيرهم من الضيوف الذين يزورون القرية بدعوات من الفرق المشاركة.
وتأتي في مقدمة هذه الخدمات والمرافق بالتأكيد الملاعب المنتشرة في المدينة والتي تتيح للاعبين ممارسة تدريباتهم كيفما شاءوا دون الانتقال لملاعب أخرى بعيدة.
كما تضم القرية دورا للعبادة لمختلف الاديان السماوية سواء كانت الاسلامية أو المسيحية أو اليهودية إلى جانب الاديان الاخرى مثل البوذية وغيرها.
وتمثل دور العبادة نموذجا حيا آخر على الروح الطيبة بين جميع الفئات في هذه القرية فالزائر يستطيع أن يشاهد روح الاخوة بين الإمام الصيني للمسجد واسمه يانج جيا ويدعو نفسه "عباس" والكاهن القائم على خدمة المعبد البوذي فكلاهما يسعى لخدمة الاخر ومساعدة الزائرين.
وحرصت جميع البعثات العربية المشاركة في الدورة على أداء صلاة الجمعة الماضية في مسجد القرية بإمامة "عباس" حيث وصل عدد المصلين لأكثر من مئة فرد بينما يصل في الصلوات اليومية إلى نحو عشرة أفراد فقط حسبما أكد عباس.
وإلى جانب الملاعب ودور العبادة تضم القرية مطعما هائلا ليتناول فيه الرياضيون وجباتهم اليومين ويتسع لنحو خمسة آلاف فرد سويا ليكون جاهزا لاستيعاب أكبر عدد ممكن من الرياضيين المشاركين في وقت الغداء والعشاء.
ويقدم المطعم جميع الاطباق العالمية وكذلك أطباق شعوب البحر المتوسط والشعوب الاسيوية إلى جانب وجبات "حلال" للبعثات العربية والاسلامية بالاضافة إلى الوجبات السريعة الجاهزة وأنواع عديدة من الفواكه والحلويات.
وأكد عبد الكريم دبيان طبيب فريق الجودو بالبعثة الجزائرية أن مطعم القرية يوفر العديد من الوجبات لجميع الرياضيين العالميين بما في ذلك الوجبات الاسلامية حيث يجد كل رياضي الوجبات التي اعتاد تناولها في بلاده.
وأوضح أن الصعوبات التي واجهها اللاعبون المسلمون في البداية كانت بسبب التعرف فقط على الاطعمة الحلال لوجود مشاكل في تفهم اللغة ولكن بعد ذلك أصبح كل شيء على ما يرام.
ومن ثم أصبحت مهمة لندن وغيرها من المدن التي ستستضيف الدورات الاولمبية المقبلة في غاية الصعوبة حيث أصبح عليها توفير قرية أولمبية على نفس المستوى على الاقل. |