
25/04/2002, 07:56 PM
|
زعيــم متواصــل | | تاريخ التسجيل: 18/04/2002 المكان: ارض الله الواسعه
مشاركات: 113
| |
خفايا ما بثته الجزيرة عن وصية أحد منفذي هجمات غزوة منهاتن! لقد شاهدت تلك المقاطع الجميلة والتي عرضتها قناة الجزيرة عن وصية أخينا أحمد الحزنوي الغامدي أحد منفذي هجمات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول المبارك، وبقدر ما أفرحتني تلك الوصية وتلك الهجمات في كونها من شخص باع نفسه وروحه لله فربح البيع بإذنه سبحانه ، بقدر ما أحزنتني أنها تسببت في فقدان الأمة لأمثال هؤولاء الجبال الذين يصعب تعويضهم من أمة شبابها كالغثاء الذي يخيفك منظره ويضحكك مخبره!! وهذه وقفات جالت بخواطري خلال عرض البرنامج ، أطرحها بين أيدي أخواني ليدلي كل بدلوه ، علنا نخرج بالفوائد والعبر من تلك الوصية ، والحكمة ضالة المؤمن أنّى وجدها فهو أحق بها :
أولاً ) عالمية رسالة الاسلام ، وأنها لن تؤتي أكلها إلا حين تكون هي الغاية والمظلة التي يستظل تحتها المسلمون ، وتموت تلك العصبيات التي نشرها المستعمر الصليبي بيننا ، فلو لم يجتمع شباب القاعدة تحت تلك المظلة الإسلامية فلا فرق بين السعودي والمصري والكويتي والقطري والإماراتي ..الخ ، لما كان لها ذلك الأثر الذي سمعه القاصي والداني ، ولعل لنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه أسوة حسنة ، حيث لم تجمعهم العروبه أو العصبية أو الفقر وإنما جمعهم الإسلام وألف بين قلوبهم فانضوى تحت رايته محمد العربي وسلمان الفارسي وصهيب الرومي وبلال الحبشي وإبن سلام اليهودي.
ثانياً ) آمن بالرسول صلى اله عليه وسلم أعرابي فلم أُعطي نصيبه من الغنائم في إحدى الغزوات ، رده ورماه بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم وقال ما هذا يا محمد؟ فقال صلوات الله وسلامه عليه : إنه نصيبك فقال : ما أتبعتك على هذا وإنما أتبعتك على أن أصاب بسهم ها هنا - وأشار إلى حلقه - فأموت وأدخل الجنة!! فقال صلى الله عليه وسلم ( إن تصدق الله يصدق ) وما هي إلا أيام وكانت غزوة وجيىء به محمولاً بين أيدي الصحابة ووضعوه بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم والسهم في الموضع الذي أشار إليه من حلقه !! فقال أهو هو فقالوا نعم فقال صلى الله عليه وسلم (( صدق الله فصدقه ... صدق الله فصدقه )) وأحسب أن تلك الفئة ممن صدقت الله فصدقها وحقق ما كانت تصبو إليه وتسعى لتحقيقه ، ووالله لو عرض علينا هذا الشريط قبل الحادي عشر من سبتمبر لضحكنا عليهم وقلنا وما عساكم أن تفعلوا وأنتم لا تستطيعوا أن تأمنوا على أنفسكم وأنتم في بلادكم وجهادكم ... ولكنها النفوس التي تاقت لما عنده سبحانه وأستحضرت عظمته فهانت عليها الدنيا بما فيها ، وما يدريكم أيها الأحباب لعله قد سبقت لهم السعادة في الدنيا والآخرة ، أما في الدنيا فقد أعجب بهم الكافر قبل المسلم حتى تغنى بهم وبأفعالهم الكفار ، فما ظنكم بالمسلمين !! وأحسب أن كل واحد منهم عندما شاهد اللحظات الأخيرة للغلام المؤمن الغامدي وهو يدعو ربه بأن يتقبله شهيداً إلا تحركت شفتاه دون وعي منه بالتأمين على دعائه !!!!
ثالثاً ) كسر تلك المفاهيم الصليبية التي طالما حاول المستعمر الصليبي وأذنابه نشرها بيننا ، حتى غدت من المسلمات التي لا يمكن المساس بها ، ويأتي على رأس تلك المفاهيم الخبيثة إفراغ جرحات المسلمين من إطارها الإسلامي إلى الإطار الإقليمي ، فمشكلة فلسطين تهم الفلسطينيين فهم المخولين بحلها وكشمير للكشميريين والشيشان للشيشانيين وهكذا دون أن يكون للإطار الإسلامي أي دور في ذلك وبالتالي لا علاقة للمسلم الهندي بما يشتكي منه المسلم الفلسطيني والمسلم المغربي بما يشتكي منه المسلم الفلبيني .. الخ ليأتي هؤولاء الفتية الذين أمنوا بربهم ويطلقونها مدوية ليسمع العالم أجمع بأنه لا فرق بين فلسطين وكشمير ولا بين الشيشان والفلبين فالكل يجمعهم دين واحد وإله واحد وكتاب واحد ونبي واحد وقبلة واحدة فلما التفرق والتشرذم وأنه قد حان لنا أن نرد الدين الذي طالما تجرعناه. كما أن الربط بين فلسطين ومجاهدي القاعدة في هذا الشريط السابق لهجمات سبتمبر يلجم تلك الأفواه الكاذبه التي أنكرت على إبن لادن إقحامه لفلسطين في شريطه الأول بعد الهجوم على أفغانستان وطالبان حيث عللت تلك الأفواه الخبيثة بأن الهدف من الإقحام محاولة إستعطاف جموع المسلمين تجاه القاعدة ليأتي هذا الشريط ويلجم تلك الأفواه بالحجارة ، والمضحك الطريف أن الخبيث المسؤول عن الإعلام الفلسطيني أطلق على حفيد القردة والخنازير شارون إبن لادن فلسطين !!!!!
رابعاً ) السيف أصدق أنباءً من الكتب ... أي والله إن الأفعال أبلغ من الأقوال ، وإن تحملت أمريكا هذه الضربة فما أظنها ستتحمل أخرى وثالثة ولعل المتابع لأخبار اليوم الخميس ، عندما أصطدمت طائرة سياحية ببرج في مدينة ميلانو بإيطاليا وكيف كانت الإستجابة السريعة في بورصة الأسهم الأمريكية والطريف في الأمر أنه عندما صرح أحد المسؤوليين الإيطاليين بأن الحادث كان عرضياً وليس مدبراً لم ترتفع تلك الأسهم بل بقيت علىإنخفاضها.
خامساً ) كلماتنا تظل عرائس من شموع ..حتى إذا ما متنا من أجلها دبت فيها الحياة... فالموت والحياة موت الروح وحياتها .. والأجساد عند موت الأرواح قبور لها قبل القبور ..وما فعله هذا الغلام المؤمن وأخوانه أشبه بفعل ذلك الرجل الذي كان يقنع أخاه بأن يعمل ولا ييأس بقوة الباطل وجبروته فما كان من أخيه إلا أن قال أرايت ذاك القطار السريع المقبل علينا قال نعم فقال أتراك تستطيع أن تقف أمامه؟ .. لا شك أنك لن تستطيع وأنت بهذا الضعف والهزال وهو بذاك القوة والسرعة والعظمة !! فهون عليك وأترك الباطل يسرح ويمرح حتى يهيىء الله له من يوقفه!! فنظر أخوه المخلص لذلك القطار البعيد وقد ملأ دخانه عباب السماء وهو متجه نحوه!!! وأحس من قرارة نفسه أن أخوه الضعيف يحتاج لصدمة عنيفة توقظه وتحسسه أنه قادر على تغيير الواقع لو ملك العزيمة ، فانطلق مسرعاً نحو القطار وهو يصرخ بأعلى صوته سأحمل روحي على راحتي وألقي بها في مهاوى الردى فإما حياة تسر الصديق وإما ممات يغيظ العدا... وما هي إلا لحظات حتى تطايير جسده الطاهر على جنبات الطريق.. وقد أرتج القطار من هول الصدمة لتخرج بعض عرباته ويتوقف عن المسير ..!!!! وهنا يستيقظ أخوه ليطلقها مدوية ..ليسمعها الأسود والأبيض .. الأخضر واليابس .. آمنا برب الغلام .. آمنا برب الغلام..!!
سادساً ) أمتلأت الساحات والمنتديات بالسؤال الكبير هل للقاعدة دور فيما حدث في منهاتن ؟؟ فريق نفى ورد جميع التصريحات المتكررة من الجهاديين ، بل إن بعضهم عندما سمع ورأى الإعتراف شبه الصريح من إبن لادن في شريط الوصية.. علل ذلك من أنها خدعة من إبن لادن ليرهب أمريكا ويوحي للناس أن لديه القدرة على ضرها!! أما الفريق الآخر فقد أنبرى مهاجماً القاعدة والمجاهدين ، ويتباكى على من قتل من المدنيين ، وصار كل إهتمامه تجريم القاعدة بما قامت به ووصفهم بأقذع الأوصاف وأنهم ما كان يجب عليهم أن يعملوا ما عملوا وكأن لديه القدرة على إعادة عقارب الساعة إلى الوراء !! والقليل القليل الذي تجاوز هذه المناقشات العقيمة ، ليركز كل تفكيره على كيفية الاستفادة مما حدث لنفع الأمة وإخراجها من تيهها ، وتبصير المسلمين وإيقاظهم من نومهم وغفلتهم ، ولعل أشبه شيء بما قام به أولئك الفتية ما قام به إبراهيم عليه السلام في تحطيمة للأصنام والتماثيل التي يعكف عليها قومه فيعبدونها ويقدمون لها القرابين كما تفعله معظم الحكومات والشعوب في وقتنا الحاضر لرأس الكفر أمريكا بأصنامها الإقتصادية والعسكرية والسياسية !! وكما هو معلوم فإبراهيم أراد أن يقيم الحجة على قومه ويوقظهم من غفلتهم وسباتهم ويكشف الغطاء لهم ليروا الحقيقة الناصعة أن هذه الأصنام والتماثيل ما هي إلا أوهام لا تستطيع الدفاع عن نفسها فضلاً عن غيرها !! فلما أحضروه على أعين الناس وناظرهم فأفحمهم وأقام عليهم الحجة رجعوا إلى أنفسهم وقالوا إنكم أنتم الظالمين !! وهؤلاءالفتية يريدون منا اليوم ما أراده إبراهيم عليه السلام من قومه بالأمس !! يريدون منا أن نرجع إلى أنفسنا لنعترف بأنها هي الظالمة لا أن نحاسبهم على أفعالهم وقد فارقت أرواحهم أجسادهم وما يدريكم أحبتي لعل الله سبحانه قال لهم عند دنو آجالهم يا موت كن برداً وسلاماً عليهم !! إنهم يريدون منا أن نستيقظ من رقدتنا وننهض من سبوتنا ولنعلم أن رأس الكفر اليوم كأصنام قوم إبراهيم بالأمس..وأنها لا تضر ولا تنفع .. وما تحتاجه العزيمة الصادقة من فتية آمنوا بربهم .. فزادهم الله هدى
سابعاً ) حقيقة التوكل على الله التي جسدها هؤلاء قولاً وفعلاً ، فهم لا يملكون من السلاح إلا القليل الذي لا يرهب عدواً ولا يدفع صائلاً ، ولكنها النفوس الكبيرة التي آمنت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولاً نبياً ، فهم لا ينظرون إلى الأمور كما ينظرها غيرهم وقد يبدو ذلك قاسياً، ولكنها الطريقة الوحيدة على الأغلب للانتقال من العمل ضمن إطار الممكن إلى السعي إلى تحقيق ما يظنه الناس مستحيلاً من مواجهة أمريكا عسكرياً وسلاحهم توكلهم الصحيح على ربهم بعدما أعدوا للأمر عدته قدر استطاعتهم ، وسمعوا الأمة وهي تصيح بقائدهم (.. إنا لمدركون ..) فرد عليهم (.. كلا إنا معي ربي سيهدين ) وهي حقيقة لابد أن نقف عندها !! فموسى عليه السلام عندما رأى هلع قومه بلحاق فرعون بهم والبحر أمامهم ، صاحوا به (.. إنا لمدركون ..) فرد عليهم رد المؤمن الواثق بربه المطمئن لنصره (.. كلا إنا معي ربي سيهدين ) وتخيلوا أحبتي لو أن واحد منا كان مستشاراً لموسى عليه السلام في تلك اللحظات الحرجة وأخبره موسى بأن الله معنا وسينصرنا !! فكأني بهذا المستشار سيقترح على موسى عليه السلام أن يطلب من ربه أسلحة نواجه بها فرعون وقومه !! وعندما أخبره موسى عليه السلام بأن الله أمره أن يضرب بعصاه البحر فكأني بهذا المستشار الضعيف سيهب مستنكراً أهذا وقت ضرب العصا ؟؟ وما عسى أن تنفع ضربات بالعصا على الماء في نصرتنا ، وتفريج كربتنا !! وعندما أنفلق البحر ، فكان كل فرق كالطود العظيم ، ونجى موسى بقومه ، ورأى فرعون يجري خلفه صار يضرب البحر بالعصا كي يلتئم ويهلك فرعون ، فخاطبه ربه ( وأترك البحر رهواً ) أي أتركه يا موسى ، فأنت لا ترى إلا مقدمة الجيش ، أما نحن فنرى مؤخرته !! وما هي إلا لحظات حتى صاح فرعون ( آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين * الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين ). فهذه حقيقة التوكل !! لذا ( .. فإن أكثر من يشاركون في تغيير دفة التاريخ، وإعادة صياغة واقع العالم هم ممن يتميزون بالاستعلاء عن الممكن، والتطلع إلى ما اجتمع الناس على صعوبته أو استحالته واقعاً وعاطفة. ومنذ أعوام أعلن أسامة عن تكوين جبهة لمحاربة اليهود والنصارى، واستهزأ المسلمون قبل أمريكا بهذه الجبهة، واعتقد الجميع أن الفكرة غير منطقية وغير معقولة، إضافة إلى التحفظ حول شرعية العمل ابتداء.
وحتى أمريكا لم تلق بالاً لهذه الجبهة، ولا لهذا الشاب الذي ترك خلفه فنون الممكن، لينطلق إلى الآفاق الأرحب من السعي لتنفيذ المستحيل. واليوم –بعد عدة أعوام- نجح التيار الجهادي أن يجر أمريكا والعالم إلى مشروع صدام عسكري لم يخطط له الغرب، ولم تستعد له الأمة، ولكن أسامة لم يهتم بخطط أمريكا، ولا أظن أنه قد اكترث أيضاً لتحليل رداءة واقع الأمة، وكذلك حال التيار الجهادي في فلسطين.
والمشكلة لدينا اليوم أننا لا نزال ننطلق من مسلماتنا نحن لنحكم على أفعال غيرنا على اعتبار أن تلك المسلمات هي بالضرورة مقبولة لدى الطرف الذي نحاكمه، أو نحاول أن نفعل ذلك. فنحن نظن أن أسامة والتيار الجهادي لابد أنه قد فكر في العواقب الوخيمة لضرب أمريكا في مواطن كرامتها، ولكنه لم يفعل، ولم يحتج إلى ذلك، والشواهد كثيرة. وبقينا نحن على احتقارنا لمن يفكر خارج إطار الممكن ..) جزء من مقال لباسم خفاجي.
ملاحظة : أحد المتحدثين في البرنامج قام بتصحيح الآية ، وما كان هناك حاجة لذلك لأن الغلام المؤمن قالها على سبيل الإخبار وليس على سبيل التلاوة !!
-------------------------------------------------------------------------------- |