طرقَت باب غرفتي في ساعة متأخرة من الليل ..
لمتها على تأخيرها في النوم لأني أعلم أنها مرهقة جداً خصوصاً بعد تأثير المخدر الذي جرى في وريدها اليوم .
جاءت لتطلب مني قراءة ما انتهت من كتابته قبل لحظات ..
في الحقيقة أنا معتادة على مثل هذا منها ، إذ أنها و إلى الآن تؤمن إيماناً تاماً أني ما زلت الأخت الأكبر التي هي بحاجة لتوجيهاتي و ملاحظاتي و تعاملها معاملة الثوابت التي لا تقبل التغيير .
والحقيقة تقول أنني أنا من أتعلم منها و أن كتاباتها لا تحتاج تنقيحي بل الأكيد أني أشوهها بإضافاتي !
لن أطيل وسأترككم مع ما كتبت هي ..
رغم أنها لا تعلم أني سأقوم بنشرها هنا .. لذا اعتذر منها مسبقاً ولكني قادرة على السيطرة على الموقف بعد علمها
أحببت أن تشاركوني قراءة ما كتبت لأن الكلمات فعلاً أثرت في ، وحركت دمعاً بعكس الدمع الذي عاند سارا في موضوعها الأخير
عندما أخذت تحكي لي عما حدث معها .. كانت تنقل لي الأحداث كما هي !
ولكني عندما قرأت أحرفها .. أخذتني إلى محطات تفكيرها لأزورها و يزورها كل قارئ ..
عندما قرأت أحرفها .. اطمأنيت على طفلتنا المدللة !
اليوم أجري لي منظار للمعدة..
تأثير التخدير لا يزال سارياً فيَّ, ومع ذلك لازلت غير قادرة على النوم.. لعله أمر بسيط, لكنها تجربتي الأولى على ذلك السرير, و المرة الأولى التي أوصل فيها بتلك الأجهزة..
جهاز ضغط حول ساقي, جهاز لقياس نبضات القلب, أسلاك موصلة بسبابتي وأنبوبة أكسجين قد حشرت في أنفي(عندما وضعتها لي الممرضة سألتني إن كانتا الأنبوبتان تضايقانني فما كان مني إلا أن قلت: لقد وضعت شيئاً في أنفي.. ما ظنك؟ لم أقلها ساخرة منها, بل من ضعفي أنا و عيني تسمح لدمعة بالهروب رغم أنني لم أكن منزعجة كثيراً بل متحمسة للتجربةً, لعلها تلك العلاقة العجيبة بين العينين والأنف.. لاحظوا أنه كلما انزعج الأنف بكت العينان.. سبحان الله..)
لست ممن يبكون لوخز الإبرة, ولكني وخزت بها أربع مرات قبل أن يتمكنوا من تثبيتها في الوريد, في المرة الثالثة استسلمت الممرضة ونادت زميلتها, فعلى ما يبدو, عروقي أصغر من المطلوب.. أعتذر عن ذلك.
تأملت ما حولي من أجهزه.. جهاز نبضات القلب قتلني بخط مستقيم أكثر من مرة, لكنه لم يفيء يندم و يعود للتذبذب بصوت متقطع من جديد سامحاً لي بالعيش..
كم ظننت أني قوية, وأن صحتي على أفضل حال.
لم أتوقع يوماً أنني سأكون ممن يستلقون على ذلك السرير الأبيض, أنتظر مجيء طبيبي لينظر ما خطب جوفي.
رحماك يا ربي, كم نحن مغرورون.. مخدوعون بأنفسنا و أجسادنا التي ما أن يدخلها جسيم غريب حتى تتداعى و تهوي بنا إلى الأرض.
جاء الطبيب فانتزعت الممرضة أنبوبة الماء المعقم, أبدلته بالمخدر وأخذت تحقنني به تدريجياً.
شعور غريب انتشر في ذراعي.. ظل يسري في شراييني حتى وصل هدفه..
بدأت أحس بالدوار و جاهدت لأبقي عيني مفتوحتين.. لست عنيدة ولكنني أردت فعلاً أن أرى جوفي.. ذلك المكان الذي يعمل بلا كلل ولا ملل ليفيدني من غذائي..
صعب الأمر أكثر فأكثر..
قررت أن أغمض عيني للحظة.. وفعلت ذلك.. في اللحظة التي تلتها, وجدت نفسي أحدق بستارة صفراء, لم تكن موجودة قبلاً..
لا أذكر من الذي طلب مني المغادرة لأمنح السرير لمريضة أخرى, كل ما أذكره هو ارتدائي لعباءتي على عجل لأذهب لأمي التي تنتظرني في الخارج.
كنت لا أزال غير قادرة على التوازن بشكل كامل, لكنني أظل أفضل حالاً من تلك السيدة العجوز على كرسيها المتحرك, تتنهد بتعب و الممرضة تذهب بها من غرفة إلى غرفة, يجرى لها من الفحوصات ما يؤلمها و يتعب جسدها المنهك..
ظننت أنني سأكون على ما يرام, و لكن ما أن خطوت بضع خطوات حتى وجدت نفسي أتمسك بالجزء البارز من الجدار وكأنما الجاذبية الأرضية أرادت فجأة أن تزيد العيار ..
أجلستني أمي في أقرب مكتب وهرعت لتحضر لي ما آكله.. اختارت أن تأتيني عصير المانجو لما فيه من سكريات, لكنها حالما رأت امتعاضي من طعمه أسرعت لإحضار عصير البرتقال, ليس خيارها الأول, لكنه يفي بالغرض ما دمت أفضله..
هي لا تراه أمراً جللاً, لكنني وفي تلك اللحظة - رغم علمي المسبق واقراري التام بذلك - أدركت أكثر من أي وقت مضى ألا أحد سيحن علي أكثر منها, ولا أحد يهتم لأمري مثلها..
لن تحتقرني لضعفي, ولن ترى عيوبي أبداً..
ففي نظرها سأظل تلك الصغيرة المدللة, التي كانت تفضح كل مخططات اخوتها وهي تظن انها تحسن صنعاًَ..
نبقى بشراً, ونبقى ضعفاء, ويبقى العلم سلاحنا الأقوى..
لكننا و رغم ضعفنا متكبرون, ورغم علمنا جاهلون..
نجهل أننا وفي ظرف ثوان, قد نخسر كل شيء..
بكلمة قاسية, قد ندمر حياة إنسان آخر.. بكذبة, قد نقضي على غيرنا بالمعاناة.. بقرار متعنت, قد نسد طريقاً للخير..
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هلا وغلا والله باااختنا الغالية
والله يشفي اختك
وطهورا ان شاءالله
وماشاءالله تبااارك الله
مقاااال لا يحتااااااااج للتنقيح
بل انفسنااااااااا هي التي تحتااااااااااج للتنقيح
وفعلا ومهما بلغ الانسااااان من قوه في الصحة وكثره في الاموااااال الا بلحظه يحس انه ضعيف
والانسااااااان السعيد هو الي يتعض من نفسه
والام هي الصدر الحنووووون وهي من يتحمل تعبناااااا اذا تركناااا كل الاحبااااااب ومهما فعلنا وسوينا لها
لن نرد شيء ولو بسيط في حقهااااا عليناااااااا
الله يحفظ لكما امكماااااااا وكل عزيز وغااااااااااالي
وكلام اختك مؤثر
إقتباس
فلنتذكر أننا مهما بلغت قوتنا, الله أقوى..
مهما علونا, الله أعلى..
مهما علمنا, الله أعلم...
مهما كبرنا, فالله أكبر .
جزاكما الله احسن الجزاء
ومتعكما ومتع جميع المسلمين بالصحة والعافيه
لا أستغرب أبداً جـمال تلكـ المقاله حتى وقبل أن أقرأهـا .. كيف لا وهـي شقيقة أخــتنا المبدعه دومـا .. أسيرة الزعيم ..
قد تكون التجارب في هذه المدرسه (مدرسة الحياة) هي من تعلم الإنــسان مدى ضعفه وأن روحه في بضع دقائق ودون سـابقِ إنذار قد تعود إلى بارئِــها ..فتذهـب القوة ويذهب الجبروت فلا يبقى إلى العمل الصـالح اللذي يقابل به ربه سبحانه وتعالى ..
كنت في زيارة مؤخرا الى اسطنبول ( تركيا ) طبعا ليس من اجل المسلسلات التركية التي انعم الله علي حتى تاريخه بعدم مشاهدة اي حلقة منها .. ولكنها كانت زيارة وكان لا بد ان اقف باكيا امام صروح حضارتنا التي احتواها الجناح الاسلامي في " قصر توب كابي " .. هنالك وبينما نحن نجوب ارجاء المكان من جناح الى اخر ومن غرفة الى اطلالة وجدنا انفسنا عند عرش احد سلاطين الدولة العثمانية .. اخذ الدليل الذي يرافقنا يحدثنا عن العرش وكيف يحضر السلطان وكيف يغادر ومتى يلتقي وزراءه والناس ... الخ
امام العرش مباشرة كانت هنالك لوحة مكتوب فيها " رأس الحكمة مخافة الله " .. أخذ الدليل يقول لنا ان للسلطان " غضبة " واذا ما وجد السلطان نفسه يتبع هواه فأنه ينظر الى هذه اللوحة فتكون رادعا له من ان تدعه قدرته الى ظلم الآخرين ،،،
عندما قرأت العبارة اعلاه .. اتت تلك الزيارة امام ناظري .. والله قوي عزيز ،،،
أهلاً وسهلاً أسيرة , صباحكِ خير بإذنهِ تعالى . بدايةً الحمدلله على سلامة أختكِ الصغيرة , وطهوراً إن شاء الله , وتكفيراً لذنوبها . كلام جميل , اتسمَ بالأيمان بقدرة الله عزوجل , وبطبيعة الأنسان الذي مهما بلغَ من العلم , والقوة إلا أن ذلك لا يشفع له , يبقى إنساناً بسيط وضعيف .
إقتباس
رحماك يا ربي, كم نحن مغرورون.. مخدوعون بأنفسنا و أجسادنا التي ما أن يدخلها جسيم غريب حتى تتداعى و تهوي بنا إلى الأرض.
صدقت والله بـ هذه الأسطر , فالإنسان احياناً يغتر بنفسهِ ويخدع نفسه عندما يكون في أتم حال , وأخص أولئِك السفهاء الذين لا يقدروّا الله عز وجل والذي بمجرد أمر بسيط تتساقط أجسامهم أرضاً .
إقتباس
فلنتذكر أننا مهما بلغت قوتنا, الله أقوى.. مهما علونا, الله أعلى.. مهما علمنا, الله أعلم...
كلمات خرجت بقلبٍ طاهر , لا أراها الله مكروهاً .. وحفظها الباري من كل شر .
/ \
اسيرة المجلس
حمداً على سلامة أختكم الطيّبة , لا أراكم الله مكروهاً .