نهــاية هذا العام الدراسي وأفول شمســة ســاقطة في مغيب بحــر التاريــخ ، إشارة الى قرب سفرها ، وتنبيهٌ الى دنــو (( الهم )) مني ، وقرب (( الارق )) من مرقدي ووسادتي ، كل ذلك لايهمني فنتيجة تحصيلها العملي أنستني حــرارة ولهيب شمس الرياض ، وجعلتني أغرف من ما بذاكرتي لها من ضحــكات وبسمــات ، ومن قصــائد وعبارات ، وحتــى طيش الفتــاة في بداية العشرينات ، لايمرني يومٌ الا وأسكب في عيني مشاهد لها ، ولا تمرني لحظة الا واشخذ الاصوات داخل إذني لأتذكرالعذب من حديثها ،،

حينما تسامرني بحديثها انسحر ، وحين تغدقني بفيض من حنانها انكسر ، فأغار منها فأتولى دفة الحديث لكني لست بمثلها ، أستعجب من حالي ، وأوبخ لساني ، وأعتب على قلة خيالي ، كيف لا اجاريها وهي دونــي في العمر ؟! كيف لا استطيع ان انسج بشهد حديثها وأنا القارئ المتمعن في أدبيات العشق ؟! إذاً ليس لمكتسبات الحياة أمرٌ في زيادة عشقي لها ، ولا لتنسيق الحديث وتنظيمه وترتيبه أساسٌ في خطف قلبها ، فهـــي تعلم انني طفل أصبح بيدها حينما تبدأ بعزف حديثها ، وتعرف ايضاً أن عبدالعزيز ينساب ماءاً لبعض من (( كلماتها )) ، ويصبح حملاً وضيعاً إذا تلقفتــه يداها .

بدأت معها في السادس من شهر شوال ، كنت كصاحب لا يريد للكلمات ان تمون ، وكنت كصديقة لا تريد ان تتزوج صديقتها قبلها ، كل ذلك خوفاً من أن أوضح حبي وادماني لها ، وهيامي على صوتها وأخبار بيتها ، وعن مأكولها ومشروبها في ليلها ونهارها ، وأختم يومي بتجاذب الحديث وتقريرٍ عن يومي ويومها ، فلا يقطع سمرتنا الا أذان المولى عز وجل معلناً دخول وقت الفجــر ، فتنتهي مسيرتنا في ليلتنا ، لأضع رأسي على وسادتي وانا ادعو ربي بأن يديم نعمتهــا علي .

أبدأ يومي بصوتها لينشرح خاطري ، وأفطر على العذب من كلامها ليحلو حديثي ، لينتصف يومي الممل وسط جامعتي برسالة من جوالٍ تسلفته من صديقاتها تنشط خيالي ، لأسرح بجمالها ، واتحسر على صعوبة امتلاك هذه التقنية وسط بيتها ، لتقنعني بأنها ستفعل المستحيل من أجل الحصول على جسر يوصلني بأخبارها ، وقبل كل شيئ صوتها وأنوثة كلامها .

فيزداد يوماً بعد يوم شدة رغبتي على ان اطرق باب وصلها ، لأشبع هذا (( الحب )) الذي أعتصرني مرات عديده لكنه لم يطبق علي بمثل ما اطبق علي معها ، فعلمت حينها انني سأغادر أوطاني وذاتي وكياني لأحط رحالي في مملكة (( حواء المراهقة )) ،لتبدأ رحلة الحفــاظ على فتــاة طائشة ومراهقة ولعوبة من أجل أن أصون (( حبي )) معها .
كانت تبادلني الغزل بأجمل من مايلفظ مني ، وكانت تحرجني بألفاظ تعجز حروف الهجاء ان تتشكل في اجمل من قولها ، أصبحت ارتاد منتديات العشر والقصائد ، وصرت ارخي سمعـــي لأبــو نـــورة حينمـــا يقول :

لاهي نار ولاهي ما
ولاهي غيمة ولاسما
ان حكت .. غنت سنابل من رضا
والسكوت .. إن صار نيران الغضا
يارضاها ..وقف وناظر شوي
شف غلاها .. كيف سوى بشخص حي
وكيف حي ولا لقاها.... وان لقاها .. ما بقى في يدينه.....شي غير انه يحتريها

درست شخصيتها ، وقوتها ، وضعفها ، وشدتها ، ولينها ، وابتسامتها ، وغضبها ، وعلمت ما يكدر خاطرها ، وبخصت ما يشرح صدرها ، وفهمت كيف استطيع ان ابرز نواجدها ، لأهيم
بسحر ابتسامتها ، واضيع في روعة ما وهبها الخالق وسط شفتيها ،،،
أصبحت تقطع الثواني بتواجدها معي ، واصبح اليوم يزداد روعة بعد روعة ، مللت ساعتي بدونها ، وسئمت من التفكير دون حضورها ، عشقت الليل لطغيان الانوثة في صوتها ،
فتتفجر هموم اليوم بأكمله على صخرة عطفها وحنانها ، لتقبل رجولتي وتعلن انك انثاي بكل دهور الزمان وأزمنته ، لأغمض عينينك محبوبتي وأردد :

نامت عيونك
وصحى الليل مظنونك أغاني
قصّت جناح الثواني غيبتك
وصارت الساعة أماني
وآآآآآآآآآآآآآه ..... آآآآآآآآآآآآآآآه
أنا حروفي في غيابك
لا هي حكي ولا هي قصيد
أكتب الظلمة وأعيد
وإنت يالفجر البعيد .. نامت عيونك

قارئي العزيز اكتب لك وانا اتخيلها امامي ، قارئي العزيز اعلم ان همي لا يفارقني الا ان كتبت عنها ، واعلم كذلك ان الغمة في قلبي لاتزاح الا بدراسة تقاسيم وجهها في صورٍ تركتها لدي ، وإن ازدادت النار في صدري طلبت صوتها حتى وان كنت أنا المخطي ، أريد ان اكتب كل مابي ، وأود أن أفصل عشقى في هذه السطور افصالاً تزال بهِ غمتي ، ويفهم به قارئي ، أنني عاشــق من زمــن خرافــي ، يغار من هاتف خليوي ، تلتقي فيه أذن محبــوبي بشكل دوري ، ليهنأ هذا الاختراع بقرب من رأس معشــوقي ، وان إدلهمت علينا فصول أخرى ، أدنى شفتيه من هذا الجهاز ليطبع قبلة يقشعر لها بدنـــي ، اسمح لي أيضاً قارئي العزيز بأن أهدي لها بضع كلمات لأني اعرف انها تقرأني الان ، لعل الحال من بعد الآن يتغير الا افضل مما كان ،،

لو وفيتـ وجيت يومً زرتني
لو صدقتـ أفنيت روحي في هواك
لوسمحتـ بشوفتك وامهلتني
ارتوي واروي معي وردة اشفاك
لو نظرت بعين قلبك شفتني
ما معي مخلوق يستاهل غلاك ،،

سأفتــح الستار وسأقلب فصول حياتي مع هذه المخلوق الجبار ، فصول كما اسلفت بدأت من شهر شوال حيث تغير يوم العيد بيني وبينها الا السادس من نفس الشهر لأني ان ( صدقنا ) فهو يوم سعادة بيني وبينها ويوم يجمع ذكرى نظرة اردتني قتيلاً وسط حشد الجموع ، وسفكت دماء الحياء بوجهي ، لأٌقدم على عمل لم أعهد مني فيما مضى ، لكني في وقتها اجبرت على أضرب بكل شيئ سبق عرض الحائط وأطلب ودها فالعين ارسلت سهاماً لم اقدر ان اتقي قوتها ، فهلكت في سحر عينيها ،،

انخطف قلبي وانا في وسط الزحام
شدني نور وقلبي له وصل
عينها اليمنى تبادلني السلام
وعينها اليسرى ابادرها الغزل
والرموش اللي رمتني بالسهام
هي سهام الحب وقلبي ما احتمل
نظرة اعجاب ويتليها الغرام
صابني حبه وصابه بالمثل
جيت ابي اتكلم واثر ان الكلام
حرج المحشوم ويزيده خجل
آه من حب وهو صعب المرام
منتية العاشق وله محد وصل
وشفت هالدنيا عقب نور الظلام
إختفى واحترت وفكرت بمهل
هل هو علم والا حلم بالمنام
إمتلك قلبي ومن شوفي رحل

لم يصدق قولي بأن تكون فتاتي حلم ٌ أو منــام ، فصدقت رؤيتي فهي واقع اعيشه بكل ما فيني ، وملاكٌ أفضى همومي له ، وصديق اتجاذب البسمات معه ، وفتاة أغدق لها الغزل وفي نفس اللحظة أشعر بالتقصير ، عشتها
كما اريد ، واريد ان اعيشها أكثر مما اريد ، فإني إن اردت شيئاً فعلت كل مايراد لأحظى بما اريد ، معشــوقتي تعلمين فلفستي وتعلمين كيف للحروف ان تخنع بحضرتك اذا اردت ان امدحك ، واذا اردت أن اعطيك بعضاً من حقك ، قدمتي لي الكثير ، ووقفت بوجه اقرب الناس لديك ثقة بمن يكتب الان ، واستصغرت نفسك يوماً من الايام لأنك فعلت ذلك الشي الصغير ، تمر الايام مروراً سريعاً فهي بكت لطيشي يوم عيد الاضحى لطيش في استخدامي للسكين ، وبعدها بأيام أبكــي فرحاً لتخرجها من تحصيلها الثانوي ، لنفرح جميعاً بامتلاكها جوالاً خاصاً بها في يوم من ايام شهر رجب ، لتعود الابتسامة من جديد وأطرق السعادة بقربها من كل باب فلا يقفل باب بوجهي لأن السعادة اضحت بجيبي ، وأمتلكت مفاتيحها بإذن من محبوبي ، لأهمس بإذنها يومياً عن تفاصيل عشقي ، وثورة حبي ، وعمّــا يسعدني ويحزنني ، ليعلم الحزن أن هناك طريقاً لحياتي معها ، لأنصدم بروتين في جامعتنا عسير لم يقبلها طالبة في سنة تخرجها لأخفف عنها ولأطب طب على نفسيتها ، ولأتعذر بضرورة ان يرتاح الشخص بعد أعباء الدراسة فصلاً أو سنة بأكملها ، لتقتنع بكلامي كما عودتني ، وتصغي إلى حديثي كما عهدت منها ، ما اروعها وما احلاها وما اعذبها ، ما اجملها وما امتعها وما ازهاها .

اوعدني عني ما تغيب ،،
تبقى هنا جنبي قريب ،،
محتاج انا مثلك حبيب ،،
يفهم عيوني وضحكتي ،،
فيك انت حلمي من زمان ،،
و انت الهنا و انت الحنان ،،
تلقى معاك روحي الأمان ،،
يا اجمل بشر في دنيتي ،،

تواعدنا على ان نبقى للزمن عنواناً ، وتواعدنا أن نكون مضرب مثل يقتدى به ، وتعاهدنا على كل شيئ واسألوا الليالي فهي ستجيب بأفضل مني ، فلقد كانت أنيسي وجليسي ، لقد تجاوزت بعشقي لها قيساً ، ولقد فعلت المستحيل من اجلها لأحضى بأحضانها ، ولأتوسد محبتها وحنانها ، اعلمي يا كل انثى تقرئين اسطري ، واعلمى يا كل حواء وصلت لكلماتي ، بأن معشوقتي ليست مثلكن ، ولن تمتلكن ما امتلكته ، ولن تستطيعن أن تنافسنها في طغيــان الانوثه فلقد كانت مدرسة تخرج كثير من مفردات الانوثه الصاخبة ، ولقد كانت مثلاً في اعتزاز الانثى بجنسها ، وقدوة لكل عاشقة في زمــان كانت فيه هي وحدها (( حواءاً مراهقة )).؟!؟
سارت الايام كما يبغي لها تسير ، وتسارعت خفقات قلبي يوماً بعد يوم ، خوفــاً من فراق لا اقواه ، ولا استطيع ان اعيش فصوله ، وخوفــاً من وداع يقضي على باكورة عشقــي ، أحب ان اشاركها ما يدور بخاطري
فإن فتحت موضوع الفراق ، وصورة لها شناعة لياليه ، واسوداد نهاره ، كان الصمت حلاً لها ،
فهي لا تقوى ان تفكر فيه ، فما بالكم ان تعيشــه ؟!!

لحظه وداعك ياهي صعبه بالحيل صعبه
وانا الى ابي قربك وابي قلبك وابيك بدنيتي تبقي معي
نسيت اني اعشقك ولا تنسي اني بفقدك
لحظه وداعك ياهي صعبه بالحيل صعبه
من لي غيرك ياعمري لو بعدت ورحت عني
لو تحس بس الى فيني بلحظه ما تتخلى عني
نسيت اني اعشقك ولا تنسي اني بفقدك
لحظه وداعك ياهي صعبه بالحيل صعبه

واليوم انا عندي خبر وعلم اكيد ،،


حبيبتي في قلبها حب جديد
آآآآآآآه
على حبي الي كان
يازمن مابه امان
وآآآآآآآآه
ومنين ابتدي ؟!
ياجرحي الندي ..
حسبي على الايام والحظ الردي ،،

سأتحسب على الأيام ، وسأتحسب على الحظ الردي ، فإني لا اقوى ان اتحسب عليــك ، ولا اقوى ان أقلب فصــول خيانتك الشنيــعه لأنك ستضلين كم انتي على عرش قلبي ، تسكنين الفؤاد وإن رحلتي ، اطلت الحديث عن أجمل ايامي وفصلت الكلام عنهــا لأنني اريدها ان تبرز واريدها ان تظهر ، لكني لا اريد ان افصل (( خيـــاناتك )) فهي لي انا وأنـــا المطعـــون بها ، ولا اريد ان اسرد ما اقترفه الطيش في دماءك ، وما فعلته المراهقة بتصرفاتك ، ليس لشي بل لأنني لا اريد ان يشك قارئي بأني كلامي وثنائي ومدحي واعتــزازي لك في بداية هذه ( القصــة )غير مستحــق ولا اريد ان يحصل تناقض وتضارب في كلامــي في صدر هذه الفاجعــة وذيلها .

ختـــاماً ،،،

أنا مكتــوم ،،
وللعبرة أحبس بشكل دؤوم ،،
لا احس براحة ولا ارتاح بنوم ،،
غابتي الحزن والهمــوم ،،
فأريد من يساعدني على اتخاذ قرار مهــم فأنا لم اعد اقدر على اتخاذ شيئ يخصني ويخصها فساعدني قآرئي قارئتي وكـــن ( رحـــوم ).؟!

أم أطــوي صفحتــها لأٌقول :

تشـــرفت جداً برأيك وطرحك ،، وأستأنست بحديثك فلقد أثلج صدري وعزز الموقف لدي ،،،