كان من المفترض أن يرى هذا الموضوع النور قبل يومين .. في اليوم الأول تعطّل الإنترنت فجأه ودون سابق إنذار ولم يعد الإ في وقت متأخر جداً
وفي اليوم الثاني قمت بكتابه الموضوع مباشرةً في المنتدى .. لكني سهيت ونسيت وبقيت أكتب واكتب .. ثم أذهب أشرب الشـأي وأكمل الكتابه .. ثم أذهب للعب البلايستيشن وأعود لأكتب ثم / أتحمّل تبعات إهمالي هذا بصفعه قوية مفادها :: عفواً .. إنتهت صلاحية الصفحه!
وربما هي أول مره تلك التي اقوم بها في الكتابه مباشرة في المنتدى .. فقد تعوّدت ان اكتب على برنامج الوورد .. ثم النسخ بعد ذلك للمنتدى مباشرة لكن هذه المره لا أعلم لماذا تهوّرت وكتبت دون إحتياط.
عموماً اضطريت للكتابه مرة أخرى وكثير من الأفكار – ضاعت وكثير من الأحرف تاهت واعذورنا على الإختصار قدر المستطاع.
للرياض في قلبي مساحه حب ليس لها نهايةً جغرافيه ، ولا يحدّها في كافة الإتجاهات الأربع .. لا دولـة غبيـّـه ولا حتى محيطات بحريّـه .. هي كدولة – نازيّـة اقتحمت أسواري الشخصيه .. فرحي وأحزاني ، بل إنتشرت وتبعثـرت في كامل كياني.
أما لماذا هذا العشق وكيف ولأجل من .؟ فلا أعرف حقيقه.
ربما لأن التنقّل المستمر الذي بات سمةً دائمه – لي ولعائلتي بالطبع ، من حيث أني لم اعتـد الإستقرار في مكان واحد دوراً في ذلك .. فتحكم الظروف الجائره يوماً في إنتقالي من الشرق إلى الغرب .. ومن الغرب إلى الشمال في أوقات زمنيه بسيطه ولأسباب عديده ، وكنت أنتهز وقت الإجازات وبعضاً من أيام الصيفيات في الذهاب للعاصمه الرياض وأجد كل الوجوهـ التي اضعتها شمالاً وغرباً وشرقاً في قلـب العاصمـه الرياض.! فأصبحت معشوقتي تاج الخليج كما تغنّى بها فنان العرب ذات يوم – مكان التجمّع لكل أصدقاء وأحباب الطفوله .. ذلك الزمن الجميل والبريء ، يكفي إستنشاقك لرائحه الأيام العتيقه المليئه بعطر الورد والعود الكمبودي .. بمجرد رؤيتك لأحد اصدقاء المرحله الإبتدائيه بعد سنوات من الضياع والغربه .
وعلى عكس – المسافرين او المهاجرين اللذين تتكدّس بهم المطارات والطرق السريعه هذه الايام هرباً من لهيب أجواء العاصمه .. فإني أستعد للإستقرار النهائي فيها بعد مشيئه الله.
بتكلم قبل كل هذا عن نقطه لها علاقه – مباشرة مع الرياض.
عندي شغف كبير بالنظريات العلميه والقواعد الغريبه وعالم الأحياء .. ولي عدد لابأس به من القراءات في الظواهر والتقلبات البيئيه في عالمنا وكرتنا الأرضية ، ويمكن القول بأني مطلّع لا بأس به بهذه الجوانب.
لكني لم اقرأ واسمع نظرية أكثر غرابه من تلك التي أطلقها صديقي الصدوق قبل أيام .. وهي القائله والمشدّده على إمكانيه وصول / النمل .. إلى السيارة ..!
أي نمل .؟ وأي سيارة .؟ وماعلاقه ذلك كله بالرياض ؟ .. صبركم علي.
نعم النمل أحبائي تلك الحشره البسيطه الحجم العظيمه الأفعال .. التي بإمكانها عمل أي شيء كان ولا استغرب ذلك سوى إمكانيه صعودها للسياره.
كنت راكباً مع صديقي العبيط والذكي في وقت واحد – بسيارته الجديده ، اخذتنا السوالف والكلام بعد المباركه في أمور شتّى .. عرجنا بعد ذلك لدى أحد المحلات لشراء جالكسي وعصير سن توب .. يالبساطة الحياة!
قبل أن أنتهي من تناول الجالكسي .. قال لي صاحبي بلهجه ودية وجاده جداً :
إنتبه يطيح منك شيء ..
ليــه من زين سيارتك عـاد خايف عليها ..
قال لاوالله بس ماني ناقص نمل.!
ضحكت كما لم أضحك من قبل .. فلم اقرأ أخباراً جديده تفيد بأن النمل صنع اخيراً سلماً كهربائياً للصعود للأماكن الشاهقه والمرتفعه.
لكن طريقه هذا العبيط في إيصال المعلومه لي .. جعلتني في حيرة وتشكيك ، هل فعلاً يستطيع النمل – الذي لا يُستغرب منه شيء .. على الوصول للسيارة.؟
ثم إن الانسان وصل للقمر وهو يبعد آلاف الكيلو مترات .. فليس غريباً على ( النمل ) الوصول للسياره التي لا تبعد أكثر من نصف متر.!
تركت الأسئله – تحوس هائمه على وجهها في دماغي دون إجابه حتى الساعه ، وأخشى من سؤال أحد ما او حتى خبير عن هذه النظريه .. ويضحك في المقابل علي ، فلست على استعداد لوضع نفسي في موقف محرج .. حتى وإن كنت أهم المتابعين والمعجبين بعالم الأحياء والنظريات الغريبه
هذه النظريه بالأعلى هي تمهيد وربما تأثر مباشر بنظريتي اللاحقه .. التي استقيتها من تجربه صديقي ، فهو ليس بأفضل مني في طرح القضايا والنظريات الغريبه وقررت طرحها هاهنا بينكم علّها ستسجل يوماً ما بإسمي وأكون عالم بيئه من الطراز الأول /
هل الرمال تتبخّر لتشكّل موجه هائله من الأتربه تملأ السماء .؟ مثلما تتبخّر أجزاء من مياه البحار والمحيطات لتشكل بعد مشيئه الله موجه سحب وغيوم تملأ الأجواء مطراً .؟ هكذا كنت أحس دوماً حالة وصولي للرياض .. التي عرف عن طقسها بالذات التقلّب مابين حر وغبار .. او غبار وحر في أفضل الأحوال.!
فتلك النظريه وإن صحّت خصوصاً وأن موقع العاصمه يقع وسط سلسله من المناطق الصحراويه الجافه .. هي أكثر – مايؤرق مضجعي ، كيف لا يكون ذلك ؟ وأنا – القادم من مدينه مشهوره جداً بأجوائها الباردة .. والحالمة ، والتي ليس بينها وبين الغبار أدنى صلة بل ولا تعرفه.
مارح أطوّل أكثر /
لكني بتكلم عن نقطه ثانيه على السريع .. وهي الزحمه المروريه القاتله ، ففي العاصمه زحمه في كل شارع وفي كل اشاره وفي كل تقاطع ، الإشاره تفتح وتقفل في بعض الاحيان سبع مرات ولا تكاد تتجاوزها او تُبارح مكانك .. وفي كل زياراتي المتكرّره للرياض – أجدني مضطراً للمكوث في الشقه او منزل أحد الأقارب ، ومن النادر أن اذهب لمنتصف المدينه او لأطرافها في أوقات الذروه الا لحاجه مُلحّه كل ذلك بسبب الزحمه والسرعه وأصبح من الطبيعي – إصابتي " بدوار السيارات " كما هو " دوار البحر تماماً.
على طاري السرعه - فالسيارات اليوم – الله يكفينا شرها .. صارت قنابل موقوته ، في كل لحظه تنذر بالإنفجار .. كل يوم نسمع عن وفاه قريب او صديق او شاب في مقتبل العمر والسبب ماذا ..؟ مجرد سيارة ، باتت هي من يتحكّم بنا نحن أصحاب نعمه العقول والتفكير بدلاً من العكس.
خل نتفق على قضية قبل أكمل عن الزحمه بالذات:
كم عدد سكّان الرياض .؟ خمسه مليون .. سته ؟ خلونا نبالغ ونقول ثمانيه مليون ( مثلاً ) .. لــيش نعاني من الزحمه والاختناقات المروريه في وقت لا تعاني منه " مدن " أكبر وأكثر منا سكاناً .. مثل طوكيو اليابانيه ، ولوس أنجلوس الامريكيه وغيرها.؟
المشكله الأكبر تقع على المرور – الذي أنشغل وأصبح أكبر همه نظام جديد كل سنه مثل ماشفنا النظام الجديد الي صدر قبل اسبوع تقريباً.
اتوقع – ويمكن توافقوني الرأي .. فيه اشياء أهم من ( حجم الرخصه والإستماره وقصها وإطالتها كل سنه ) .. وفيه أشياء أهم من ( تغيير أسلوب المخالفات وتسديدها وغرامتها ) .. لايوجد شيء (( في الشارع )) وهو الأهم ، مجرد قرارات على (( الورق )) حفظناها عن ظهر قلب .. أما التنفيذ ، فلا توسعه وإنشاء شوارع ولا تعديل بعض الأنظمه – الميّته أكلينيكياً والمتوارثه عبر أجيال المرور المتعاقبه.
الشيء الآخر /
إجلس على رصيف أي شارع في الرياض ( فرعي – رئيسي ) .. او ( شارع عام – شارع خاص ) .. في أي مكان كان ، وأحضر معك قلماً وورقه ودوّن في ظرف ساعه واحده فقط / كم سيارة – ليموزين او تاكسي مرّت من أمامك ..؟
ستضطر للكتابه على وجه وظهر الورقه ومارح تخلص وستضطر للكتابه على – يديك ورجليك وإنت ماخلصت.
وش الحل .؟
أكيد فيه ناس يعتمدون اعتماد كلي بعد الله على الليموزينات والتكاسي .. كبار السن او النساء بشكل ملح .. لكن مو بهالطريقه ، ليموزينات رايحه جايه وزحمه على الفاضي.
بل حتى نظافه وثقافه سائق الأجرة يجعلك – لاتكاد تطيق صبراً من الوصول لمكانك الذي تريد بأقصى سرعه ممكنه.
في احد المرّات وأثناء زيارتي الاخيره للرياض قبل شهر ، اضطريت كما في أحيان كثيرة لإيقاف سيارة ليموزين وكنت في سيارتي الخاصه ، وطلبت منه الإستدلال لشارع معيّن قد اضعته .. بمعنى آخر يقوم بالسير أمامي حتى إيصالي للشارع المقصود.
قالي / انا بوصف لك .. تروح يمين ويسار بعدين تجيك اشاره ......
قاطعته / يابن الحلال أبيك تمشي قدامي وبعطيك أجرتك.
هو / لاوالله ماقدر بلقّط زباين من هنا.!
واضطريت بعدها للإتصال بصديق وقام بوصف الشارع لي .. لكن ماتوقفت عنده هو كلمه السائق ( ألقّط ) .. هل يقوم الأخ بخدمه ( ناس وبشر ) ولا – جرابيع.؟
عموماًَ هذا الموضوع يدخل – في قضية اخرى وهي ( ثقافه الابتدائيه ) عند سائقي الأجرة – غالبيتهم وليس جميعهم.
في فرنسا ( على ما اعتقد ) كما قرأت وسمعت وبقي أن أشاهد إن شاء الله / لا توجد تلك البعثره المروريه والدوران من قبل سائقي الأجره كيفما شاؤوا .. بل هناك مكاتب تغطّي كل الأحياء تقريباً .. وماعليك سوى الإتصال على المكتب وطلب السياره حيث المكان الذي تريد ، وتقوم بإعطائهم بياناتك وعنوانك – وفي ظرف وجيز تضمن وصول تاكسي لك وحدك.
هذا حل من ضمن الحلول.
المشكله الاخرى : موظفين الشركات الخاصه .. استغرب بصراحه ، لـيه مافي تدخلات حتى وإن كانت من الإماره لترتيب الوضع والتنسيق مع الشركات الخاصه في توحيد وسائل نقل موظفيها من وإلى الشركه.
مثلاً وبالإمكان تجربه هذا الحل على الشركات الكبرى اولاً ثم معاينه النتائج .. تلزم الشركه بتوفير باص مكيّف وحديث وصغير لمنسوبيها لإيصالهم من وإلى شركاتهم .. مثلاً باص معين لموظفي الاحياء غرب الرياض وآخر لموظفي الشركه في شرقها وهكذا .. يعني – سائق الباص يكون من نفس الحي الذي يقطنه موظفي الغرب والشرق وهكذا.
وقيمه الباص او الفان لن تكلّف الشركه الشيء الكبير خصوصاً اذا ماكانت التجربه على شركات كبيرة ومعروفه قبل إصدار النتائج .. كم سنزيح من سياره عن الطريق بسبب هذه الخطه .؟ كثير.