المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > المنتديات العامة > منتدى المجلس العام
   

منتدى المجلس العام لمناقشة المواضيع العامه التي لا تتعلق بالرياضة

 
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
المشاركة السابقة   المشاركة التالية
  #1  
قديم 16/07/2008, 04:22 AM
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 21/05/2006
مشاركات: 239
عندما أحسست بأني أغبى كائن بشري " قصة ".

بسم الله الرحمن الرحيم
كان يوماً إعتيادياً وروتينياً كما كل يوم ، نهضت متكاسلاً بعد العصر .. بعد أن جاوزت الشمس دورتها اليومية وتنقلت في أرجاء السماء بإتجاه المغيب .. قمت وأخذت حماماً منعشاً على عجل علّه يحطّم بقايا النعاس ويأذن ببداية يوم جديد رغم أن الوقت يشير إلى حوالي المغرب .! لكن لا بأس فهذا الصيف الممل وروتينه المعتاد.

ركبت سيارتي بعد ذلك ، تبدو بحالية مزريه .. هنا أوراق متناثره ، هناك بقايا أكياس بلاستيكيه .. عدا عن الغبار والأتربه التي تملأ هيكل السياره الخارجي وزجاجها .............. أووووووه تذكرت.
بالأمس وكالعاده إستعار أخي الاصغر سيارتي ولم يعد إلا في وقت متأخر .. على كل حال ليس وقت تفكير الآن ، قلت ذلك وأنا أهم بالنزول عند اقرب محل لشراء أحدى الصحف في طريقي لمغسله السيارات.
جلست على كراسي الإنتظار وفتحت الصحيفه كما العاده من الصفحه الاخيرة حتى أصل للأولى بالعكس .. أخبار فنيه ورياضيه ، وأحداث اجتماعيه مكررة .. لا بأس فالأهم ألا أشعر ببطء الوقت خصوصاً وأني اجلس وحيداً في المكان.
لحظات وشعرت بصوت من خلفي / تكفى ياخوي .. التفت ورأيت شاباً في بداية الثلاثينيات من العمر كما يبدو .. يحمل في ملامح وجهه كل بؤس الحياة وشقائها .. وملابسه رثّه ومظهره يشير إلى شيء غير طبيعي.
نهضت وبادر بالسلام ومصافحتي بحرارة .. وقال لي بأنفاس متقطّعه وبلهجه محلية صرفه / تكفى ياخوي انا داخل على الله ثم عليك ..! أجبته / أبشر .. بس خير إن شاء الله وش بلاك ..؟
فإعتقدت بداخلي بأن هناك مصيبه وقد حلّت فوق رأسه .. كقيامه مثلاً بدهس أحد الماره بالشارع والهرب بعد ذلك .. او أن سيارته مسروقه عند أحد المحلات .. الخ.
لم يدع لي مجالاً للتفكير .. او لنقل لم ادع لنفسي ايضاً وقتاً لذلك ، ألحّيت واصرّيت عليه بنظرات حادة وجادة في أن يقول مابه سريعاً ..؟
قال / بأنه مسافر مع اصدقائه بسيارته وقد جاء من مدينه ( .... ) إلـى المدينه التي أسكن بها – ماودي اذكر إسماء مدن وقرى عشان ماتصير فيه حساسيات.
وبأن سيارته قد تعطّلت وقام بإصلاحها وقد كلفته كل مايحمله من مال هو ومن معه .. ويريد فقط مبلغاً لإيصاله إلى قريته.
سألته بعد أن هدأت من روعه الذي اصابني بتوتر .. من أين أنت .؟ قال من قريه ( .... ) وهي تبعد عن مدينتي بنحو 70 كيلو متراً فقط.
قلت بسيطه .. وبعد أن تعاطفت معه وتأثرت بحاله الذي بدا لي كما وصفته لكم .. أخرجت من محفظتي مبلغاً يكفي لإيصاله ليس فقط إلى قريته البسيطه التي تبعد 70 كيلو متر فقط .. بل لإيصاله للرياض العاصمه التي تبعد حوالي 700 كيلو متراً.
( والحمد لله ليس مدحاً في نفسي .. بل إن صفه الفزعه والشهامه والمرجله في الاوقات الحرجه .. موجوده لدى أغلب شبابنا في كل المناطق ).
تفاجأ هذا المنكوب من قيمه المبلغ وحاول إعادته لي وأخذ مايكفيه فقط لكني أصريت على أن يأخذه كاملاً داعياً له بالسـلامه .. وداعياً لي هو بالمقابل بالأجر والمثوبه.
وبعد ان انتهى غسيل سيارتي أخذتها وعدت للمنزل وقد لا تهمكم باقي التفاصيل بقدر الرغبه في التركيز على ما كنت أرتديه ..!
نعم .. ملابسي ، فقد كنت أرتدي – ملابس شبابيه بنطال وتي شيرت .. ويبدو على مظهري شيئاً من الفوضى ، لكم أن تتخيلوا ذلك.
مر حوالي شهر ونصف بعد تلك الحادثه .. في ظهيره احد الأيام كنت عائداً من موعد بالمستشفى العام في أقصى المدينه ، وبرفقتي والدتي وأختي الصغيره .. وقفت في طريق العوده عند أحد المحلات لشراء بعض الحاجيات ، وكنت في قمة إنشغالي بالبحث عن غرض معين داخل السوبر ماركت عندما سمعت صوتاً ينادي / لو سمحت أخوي .. إلتفت ورأيت شاباً طول بعرض يبادر بمصافحتي وهو يطلب محادثتي بكل احترام قائلاً : ممكن لو سمحت شوي من وقتك.!
أجبته والشك والريبة تكادان تقضيان على كل تركيزي : اوكي .. بس اخلص الي بيدي.
على الاقل وجدتها فرصه لمحاوله الهرب و الإجابه عن السؤال اللعين الذي ظل يطاردني / أين سبق لي مشاهدة هذا الشخص .. ؟
أرسلت عيناي تماماً لتفحص وجهه وملامحه في نفس الوقت الذي كنت اقوم فيه بشراء الاغراض .. وايضاً في وقت كان فيه كومبيوتر عقلي الداخلي يبحث في البيانات المخزنه والصور الشخصيه لمحاوله حل اللغز.
هل هو صديق قديم ..؟ لا ليس كذلك فإن كان صديقاً لبادر فوراً بمناداة إسمي بدلاً من كلمه / أخوي.
هل هو من اصدقاء ومعارف الإنترنت ..؟ ربما.
شعرت أثناء نظره لي بأنه ربما يكون قد عرفني فجأة ..! شاهدته يخرج من المحـل بخطوات بطيئــه .. لم أشغل بالي أكثر مما هو مشغول ، قلت بأني سأجد كل الاجابات أثناء خروجي من المحل وحديثي معه .. لكن فجأه ايضاً .. ماهي إلا لحظات حتى عرفت من هو ، إنه ذات الشخص الذي قابلته منذ أشهر وحدثني عن تعطّل سيارته برفقه اصدقائه .. ويبدو أنه قد تعرّف علي عندما شاهد سيارتي او عرف ملامحي .. خرجت مسرعاً لكن كما يقال / فص ملح وذاب.
أعرف جيداً لماذا لم يتعرّف عليّ سريعاً .. فقد كنت هذه المره مرتدياً ثوباً وشماغاً على العكس من المرة الأولى ، ورغم ذلك كان سريعاً في التعرّف علي.
دارت في مخيلتي عديد السيناريوهات بعد ذلك في رأسي / ترى هل لو كنت قد تعرّفت عليه سريعاً .. فماذا ستكون ردة فعلي ..؟ هل أدبغه في الشارع .؟ أم أقوم بالإتصال على الجهات المعنيه .؟ ومن هي اصلاً تلك الجهات !!!! سؤال غبي أليس كذلك.
لكني اتفقت مع نفسي بعد ذلك على أني ايضاً – غبي.
نصيحه ذهبيه لكم إخواني هي مايستفاد من كل ماذكر أعلاه /
عندما تصادفون شحاذاً او لنقل محتالاً – يطلب مساعدتكم في أمر ما كسيارة كما حصل معي .. فلا تقوموا بالمبادره وتقديم المساعده دون التأكد فعلياً من حاجه الشخص لها.
فمثلاً / عندما يقول بأن سيارته متعطله .. أخبره بأنك تمتلك او تعرف صديقاً لك يمتلك ورشـه ميكانيكيه ستصلح له السيارة بمبلغ زهيد.
واطلب منه ان يركب معك لكي توصله ( هذا إن كنت في الأصل قد وضعت في نيتك مساعدته ) .. إن كان كاذباً فإنه حتماً سيلف الموضوع ويتهرّب منك ، وإن كان صادقاً فربما سيركب معك شاكراً وممتناً .. عندها تستطيع مساعدته بعد ان توقف سيارتك وتعتذر بسبب تذكرك موعداً هاماً وتعطيه المساعده كما ذكرت على قدر الحاجه.
وقيسوا على ذلك بقيّـة المواقف / شخص يطلب مساعده طبيّه ، شخص يطلب قيمه تذكره للوصول لأهله ........ الخ.

اضافة رد مع اقتباس
   

 


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 05:22 AM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube