المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > المنتديات العامة > منتدى المجلس العام
   

منتدى المجلس العام لمناقشة المواضيع العامه التي لا تتعلق بالرياضة

 
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
المشاركة السابقة   المشاركة التالية
  #1  
قديم 02/07/2008, 06:05 AM
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 05/05/2006
المكان: حائل
مشاركات: 374
عبدالله السالم ؛ من النقيض إلى النقيض

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



لعل بعضكم قد سمع عن هذا الإسم من قبل ( عبدالله السالم ) ، أو ربما منكم من أسر مسامعه ( بإحدى المرحلتين ) هذا الصوت الحائلي المغرد .. لكن قليلاً منكم يعرف من هو عبدالله السالم ( المطرب ) وعبدالله السالم الشيخ القاريء الداعية المحبوب .


نشأ ( أبو سامي ) شاباً بسيطاً كأي شابٍ آخر من قرية موقق ثم انتقل إلى حائل والتحق بالخطوط السعودية بدايات القرن الهجري وأرسل في بعثةٍ لمدينة جدة وهناك تعرف على الغناء والتحق بجمعية الفنون لتعلم العزف ثم تنقل بينها وبين القاهرة لإتقان العزف على العود ، كان أبو سامي شاعراً وهو الأمر الذي سهل له عملية كتابة الأغاني ومن ثم تلحينها وإخراجها بصوته .

وصل ذكره إلى خارج السعودية فأقام عدة حفلاتٍ في مصر وبلدانٍ أخرى ، شخصياً وفي فترات سابقة ( نسأل الله الغفران ) كنت لا أذوب سوى مع أبو سامي : أميل للعزلة - سافري - عين المها - ما فيه داعي ....... ..

ولكني تبت منها ومن غيرها صار مآلها إلى تكسير ، ولله الحمد والمنة


بلغت شهرته الأفاق في هذا المجال ولم يكن عبدالله السالم سوى ذلك الشاب البسيط الذي يطلب إطفاء نعرته بالغناء والعزف برفقة دعيع الدعيع وشايع القباع ، لم يكن أبداً مصمماً على غيه ولا طالب شهرة ولا مال من وراء ذلك .

عانى والده منه كثيراً حتى تعب منه وتركه على حاله ، قُرْب الفجر عاد أبو سامي من إحدى جلساته الفاسدة مع شلة الصيع ، دخل المنزل ووجد جدته العجوز تصلي الفجر جالسةً ، يتحدث أبو سامي عن تلك الليلة من ليالي 1409 :

" بعد ليلة طويلة قضيتها مع أصحاب السوء ، مع المثقلين بالسيئات المبعدين عن الطاعات قضيتها معهم باللهو والسهر والغناء وديدن رتيب ممل مضحك مبكي ، يشعر العاقل في خضمه أنه لا قيمة له ولا حاجة إليه ، كل ليلة على هذا المنوال ، فلما تدحرجت عقارب الساعة ، واستقرت على ضفاف الهزيع الاخير من الليل ، ركبت سيارتي وعدت الى المنزل ، فكانت الساعة وقتئذ تشير الى الثالثة بعد منتصف الليل ، فتحت باب المنزل ودخلت ، فاذا بجدتي - يرحمها الله - قد افترشت سجادتها في ناحية من البيت ، ومضت في صلوات كثيرة وطويلة لم أحص لها عدا ، إلا أنني أذكر أنها كانت تصلي وهي جالسة ، فقد تعبت من الوقوف ، فآثرت الوقوف بين يدي الرؤوف عن الوقوف ، فاستمرت في صلاتها قاعدة ، فاستوقفتني لحظات الرحمة والتوفيق من الغفور الرحيم لأقف أنظر اليها وهي تصلي غير عابئة بالنائمين ، ولا مكترثة بالداخلين والخارجين ، فأحسست من تلك اللحظة بشيء غريب ينتابني وكأن شيئا ما سيحدث في حياتي ، ثم دخلت غرفتي حاولت النوم فلم يكن لي منه نصيب ، فأصبحت صورة هذه العجوز في مخيلتي ، وأمام عيني ، ومن حولي ، وفي كل مكان من غرفتي ، يا الله ، ماذا أصابني ، ثم عدت أرسل الفكر والتأمل في نفسي وحياتي ، وشبابي وصلابة عودي ، وقوتي وفتوتي ، كيف أبدد هذه النعمة في معصيةِ أهبها ، وهذه العجوز التي جلست على حافة القبر ، تتهجد وهي جالسة ، تعبت من الوقوف ، لا شك بأنها تحب أن تصلي وهي واقفة ، فما الذي منعها ؟ إنه الكبر والهرم ، إذا لا شك إنها تتمنى أنها في شبابي ، وأنا أضيع هذا الشباب ثم من يضمن لي أن أعيش حتى ابلغ ما بلغت من العمر ، فسرحت في تأملات ، خالطها صوت المؤذن وهو ينادي لصلاة الفجر ( الصلاة خير من النوم ) قلت أين النوم !؟
الأمر أعظم من النوم ، القضية مفترق طريق ولا بد أن أتخذ قرارا سريعا ، فسألت الله عز وجل أن يعينني ، فإذا بي أشم رائحة التوبة وأذوق طعمها ، وإذا بقلبي يخضع لوابل الرحمة فتتفجر منه أنهار الأيمان ( وان من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار ) ، فشعرت كأنني أولد من جديد ، فخرجت إلى المسجد ، وكنت أول الداخلين من المصلين بعد المؤذن ، فصليت سنة الفجر ، وتناولت المصحف ، وشرعت أتلوا آياته ، وأتأملها ، فإذا بها تخاطبني وتواسيني وتزيل عني هموم الذنوب والخطايا ، بسعة رحمة رب البرايا ، فما زلت كذلك ، فإذا بيد تمتد نحوي لتصافحني ، فمددت يدي ، ونظرت إلى صاحبها ، فإذا به والدي رحمه الله رحمةً واسعة ، وكان كل شيء يتوقعه مني ، إلا أن يجدني في المسجد ، فنظر إلى نظر لا تغيب عني أبدا ، نظرة لا أستطيع وصفها ، بها كل الأحاسيس والمشاعر مختلطة ، احتضنتها عبرة جاشت في فؤاده رحمه الله ، فارتمت على آثارها المدامع فوق خديه ، وكأن لسان حاله يقول :

سبحان من فتق القلوب أنارها***بمحاسن التقوى جلى أبصارها
ما كنت أحسب أن مثلك يهتدي***أم أن يميز ليلهـا ونهارها
فلطا لما قد جئت نحوك ناصحا***أن تعرف الأصحاب كي تختارها
أن تتركن الملهيات جميعها***أعوادها أقواسها أوتارها
فنظرت نحوى عاتبا مستكثرا***أني أريك طريقها ومسارها
فلكم رأيتك بالعون مخاطبا إياي***أن دعني ترى أسرارها
أسرار هذا الفن يا أبتاه لن يدركه***إلا من يغوص بحارها
فذهي مخاطبة المشاعر بيننا***إني لأعلم سرها وجهارها
سبحان من غسل الفؤاد من الهوى***وأزال عن أم الذنوب غبارها " .


كانت تلك الليلة هي المنقلب الحقيقي في حياة عبدالله بن سالم الطوياوي ، فما أن تخلص من أرذال العفن والسربتة والفساد حتى تابَ توبةً نصوح ، ثم شد الرحال لطلب العلم فدرس عند علماء أفاضل أجلاء وعاد إلى حائل طالبَ علمٍ وقاريء وإمامُ مسجد .


لم يستطع أبو سامي " الشيخ " تخطي تلك المرحلة من حياته فالهوسُ عند ( سرابيت حائل ) شديدٌ بصوته ولحقته عدة محاولات لثنيه عن الهُدى فصار البعض ينتظر خروجه من المنزل فقط ليمروا من أمامه بسيارتهم وصوت المسجل يدوي بإحدى أغانيه القديمة لعله يرتكس .
عدة مرات استوقف عبدالله هؤلاء المزعجين واشترى منهم الأشرطة فقط ليكسرها .
خاطب إمارة حائل فسُحبت جميع أشرطته الغنائية من محلات الأغاني والإستريوهات وظلت البقية منها تُتَداول بالسِر .
تعب منهم الشيخ عبدالله السالم ، وهدأت نفسه بالحديث النبوي الشريف : "
التائب من الذنب كمن لاذنب له " .

ولايزال الشيخ عبدالله يقيم الصلاة في مسجده بـ ( حي أجـا ) ، وجموع المصلين تتهافت على مسجده للصلاة خلفه والإستماع إلى تلاوته .

لم يكن عبدالله السالم الوحيد التائب عن غيه من تلك الثلة ، بل لحقه سلامة العبدالله - رحمه الله - و " شايع القباع " ضابط الإيقاع أو المروس وهو الآخر يتولى إمامة المصلين في جامع الفايز بحي الملك عبدالله بحائل .

لحق بعض الدشير ببقايا عبدالله السالم وأفسدوا ابنه البكر ( سامي ) الذي بدأ بالعزف والغناء كنسخةٍ كربونية من أبيه ، فذهب بعض الخيرين لوالده الشيخ عبدالله ليخبروه عن ابنه فرد قائلاً : " مثل ماتعبت أبوي وامي خلوه يتعبن " .

لا أدري عن مصداقية هذا الرد لكني سمعت القصة وأوردتها على أية حال ، ونسأل الله الهداية لسامي السالم .



موقع الشيخ عبدالله السالم " جديد " :
http://abosami.com/index.php

صفحة التلاوات في موقع الشيخ عبدالله السالم :
http://abosami.com/catplay.php?catsmktba=2




الحمد لله الذي هدى عبده عبدالله السالم إلى الطريق القويم ، ونسأل الله جميعاً أن يرزقنا التوبة قبل الممات .




زيـزوم
اضافة رد مع اقتباس
   

 


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 02:40 PM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube