اتذكر ياصديقي يوم كنا صغارًا ، نلعب ببراءة ، ونركض هنا و نجلس هناك ، اشكي وتسمع ، وتشكي واسمع ، أنتظرك بشوق ، فتأتي مسرعاً يدفعك الشوق والحب الصادق النقي ذاته إن لم يكن أكبر وأشد واعظم..!
اذتكر كم كنا نتخاصم فنفترق ، وفي اليوم التالي نتقابل ، وكأن شيئـًا لم يكن ،
الشوق ، والوله ، والصداقه الصادقة ، والحب الجارف إلى اللعب وإلتقاء
( الأرواح ) البريئة هي ما يدفع ..!
كبرنا رويدًا رويدًا رويداً ، وبدأت الأيام وألاعراف تبني القلاع بيننا حتى فصلتنا ولكن
لم تستطيع ان تفصلنا ..!
ياااااه كبرنا اكتشفنا أن ما كان بيننا لم يكن سوى حبٍّ أخ لاخيه ، حب صديق صدوق لصديق صادق ..!
إيه ، ما أجمل أيامنا تلك ، وما أقسى قوانين الحياة ، وما أجرأها على قتل ( الاخوان والتفريق بينهم ) بسكاكين الموت والحمد لله على كل شي
بابٌ من ألابواب في جهي أُغْلِقَ ، اُجتث اعز مالدي بأمرٍ من خالقي جل شأنه
لن أجزع ، فمنك ( ياسعود ) تعلمت كيف يكون الصبر ، وعرفت معنى ( الاحتساب )
، فلله الأمر من قبل ومن بعد ..!
اااه اصبر ياقلبي فقد حان موعدهم وكم اتمنى ان يحين موعدي فمن لي بعدهم 0
ام حال والدتك ياصديقي ماذا تتوقع ان يكون
فقد ذهب فلذا ت كبدها ، وهي صابرة محتسبة ..!
لا تلمها ياصديقي فقد قُصم ظهرها ، واحترقت كبدها ، وواجهت بإيمانها كوارث
فقدهم ..!
عندما أراها ينكسر قلبي ، وتدمع عيناي ولكنها تنظر إليّ بسخرية ، وتسأل : أأشفقت على حالي أم تشفق علي ..؟!
لقد تركني من كان لي أملاً في الأرض واملاً تحت الأرض ، ورحلوا ، ولكن
بقي لي الكثير بقي لي الأمل والرجاء فيمن لا يموت ..!
تنظر إلى السماء نظرة المؤمل ، وتعود بنظرها إليّ وتقول : كان سعود هنا ،
واختك هناك ، وهاني هنالك ومحمد ومرام ويزيد هنالك ، فتجهش بالبكاء ، ثم ترد نظرها إلى
الأعلى فتبتسم بأكبار..!
لله ما أشد بأسك يا ام سعود ، وما أقوى أيمانك، وما أصبرك على حياة خانتك في
غمضة عين ..!
لم تزدني ( والدتك) إلا يقينـًا بأن من يكسوه الإيمان الصادق ستصغر في عينيه المصائب والكوارث وتندحر المدلهمات ، وتمضي حياته وتسير بثقة تامة ؛ لأنه يعلم
أن المدبر هو الله تعالى..!
لك الله أيتها الصابرة ، لك الله لك الله ..!
حالي وحالها ياصديقي يقول:
سأصبر حتى يعلم الصبر أنني ......صبرت على شيء أمر من الصبر .
والله سبحانه وتعالى أمرنا أن نستعين بالصبر على كل شيء ، وبَشّر الصابرين بأن
عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأنهم هم المهتدون
الحمد لله على ما أمر وكتب وقدر، الحمد لله على كل حال
أسأل الله أن يرحم أحبتي جميعـًا ، وأن يجمعني بهم في الفردوس الأعلى من الجنة..!