16/04/2002, 06:47 PM
|
زعيــم نشيــط | | تاريخ التسجيل: 31/01/2001
مشاركات: 522
| |
أتقوا الله في أنفسكم آيها الحكام الحمد لله الذي يعلم ما تخفي القلوب والخواطر ، ويرى خائنة الأحداق والنواظر ، المطّلع على خفيات السرائر ، العالم بمكنونات الضمائر ، المستغني في تدبير الكون عن المشاور والمؤازر . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له مقلّب القلوب ، وغفار الذنوب ، وساتر العيوب ، ومفرج الكروب . وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله سيد المرسلين ، وجامع شمل الدين ، وقاطع دابر الملحدين ، صلى الله وسلم عليه ، وعلى آله الطيبين الطاهرين .
الى أخواني الحكام الذين سوف يقومون بتحكيم حصاد الموسم المتمثل في ثلاث مباريات وهي مباراة نصف نهائي دوري خادم الحرمين الشريفين الجمعة القادمه ومباراة نهائي ولي العهد الأربعاء التي تليها ومباراة نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين تعالوا معي في هذه العجاله نرى ونفهم أهمية العدل وترك الهوى والظلم في الحكم بين الخصوم ومفهوم العدل من منظور ديننا العظيم نسأل الله أن ينفع بها وأن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه:
احترام العدل تقليدٌ تتوارثه الأمم المحترمة، وتقيم له الضمانات، وتبني له السياجات، من أجل أن يرسخ ويستقرَّ.
وإن الحضارات الإنسانية لا تبلغ أوج عزها، ولا ترقى إلى عز مجدها إلا حين يعلو العدل تاجها، ويتلألأ به مفرقها. تبسطه على القريب والغريب، والقوي والضعيف، والغني والفقير، والحاضر والباد.
العدل تواطأت على حسنه الشرائع الإلهية، والعقول الحكيمة، والفطر السوية. وتمدح بادعاء القيام به ملوك الأمم وقادتها، وعظماؤها وساستها.
حسن العدل وحبه مستقر في الفطر، فكل نفس تنشرح لمظاهر العدل مادام بمعزل عن هوى يغلبها في قضية خاصة تخصها.
القسط والعدل هو غاية الرسالات السماوية كلها: { لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ} [الحديد:25].
إن أية أمة تعطلت من هذه الخلة الجليلة فلا تجد فيها إلا آفاتٍ جائحةً، وزوايا قاتلةً، وبلايا مهلكةً، وفقراً معوزاً، وذلاً معجزاً، ثم لا تلبث بعد ذلك أن تبتلعها بلاليع العدم وتلتهمهاالمنايا والحتوف.
بالعدل قامت السموات والأرض، وللظلم يهتز عرش الرحمن. العدل مفتاح الحق، وجامع الكلمة، ومؤلف القلوب.
العدل في حقيقته تمكين صاحب الحق ليأخذ حقه. في أجواء العدل يكون الناس في الحق سواء لا تمايز بينهم ولا تفاضل، بالعدل يشتد أزر الضعيف ويقوى رجاؤه، وبالعدل يهون أمر القوي وينقطع طمعه. ( لا تَظْلِمُونَ ولا تُظْلَمُونَ) [البقرة:279].
وإن أمة الإسلام هي أمة الحق والعدل، والخير والوسط، نصبها ربها قوامةً على الأمم في الدنيا، شاهدةً عليهم في الآخرة، خير أمةٍ أخرجت للناس، يهدون بالحق وبه يعدلون، يتواصون بالحق والصبر، ويتنافسون في ميادين الخير والبر، ويتسابقون إلى موجبات الرحمة والأجر.
أمةٌ أمرها ربها بإقامة العدل في كتابه أمراً محكماً وحتماً لازماً: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا) [النساء:58].
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فلا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا) [النساء:135].
عدل الإسلام يسع الأصدقاء والأعداء، والأقرباء والغرباء، والأقوياء والضعفاء، والمرؤوسين والرؤساء. عدل الإسلام ينتظم كل ميادين الحياة ومرافقها ودروبها وشؤونها. في الدولة والقضاء، والراعي والرعية، والأولاد والأهلين. عدلٌ في حق الله. وعدل في حقوق العباد في الأبدان والأموال، والأقوال والأعمال. عدلٌ في العطاء والمنع، والأكل والشرب. يُحق الحق ويمنع البغي في الأرض وفي البشر.
في الحديث الآخر: ((ما من أحد يكون على شيء من أمور هذه الأمة فلم يعدل فيهم إلا كبه الله في النار)) أخرجه الحاكم وقال صحيح الإسناد من حديث ابن يسار رضي الله عنه.
إلحظوا أيها الغافلون عن العدل يقول الرسول صلى الله عليه وسلم علي شيء من أمور هذه الأمه والرياضه من هذه الأمور.
جاء في الخبر عنه : ((إن الله مع القاضي ما لم يجر، فإذا جار تخلى الله عنه ولزمه الشيطان)) ، وفي رواية الحاكم: ((فإذا جار تبرأ الله منه)).
أيها الإخوة الغافلون عن معنى العدل. العدل يعني عدلٌ في كل ميدان، وقسط يكفل الحق للناس، كل الناس ولو كان من غير المسلمين والأعداء المناوئين: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ولا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلا تَعدِلُوا اعدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى ) [المائدة:8].
هذا هو العدل العالمي الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم منذ أكثر من أربعة عشر قرناً عدلٌ يتم فيه ضبط النفس والتحكم في المشاعر. إنه القمة العليا والمرتقى الصعب الذي لا يبلغه إلا من رضي بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد نبياً ورسولاً، وبدينه دستوراً وحكماً. إنه عدل محمد ، مكيالٌ واحدٌ وميزانٌ واحد.
إن الحيف وسلب الحقوق وإهدار الكرامات مبعث الشقاء ومثار الفتن. إن قوماً يفشو فيهم الظلم والتظالم، وينحسر عنهم الحق والعدل إما أن ينقرضوا بفساد، وإما أن يتسلط عليهم جبروت الأمم يسومونهم خسفاً، ويستبدون بهم عسفاً، فيذوقون من مرارة العبودية والاستذلال ما هو أشد من مرارة الانقراض والزوال. إن الظلم خراب العمران.
بعد هذا كله هل ياترى سيترك أخواني في الله الذين ستوكل لهم مهمة تحكيم ثلاث مباريات هي حصاد الموسم العدل وتطبيق القانون الصحيح الصريح مجاملة لفلان أو خوفاً من لسان علان أولئك الذين هداهم الله لم يسلم من ألسنتهم حتى أبنائهم وأهليهم أتمنى أن يكون الجواب لا وألف لا فهم مؤتمنون وقضاة وسيحاسبون أن ظلموا أو جاروا أو حكموا بالهوى من رب العباد فهل ينتبهون ولأنفسهم يحذرون ويحرصون أسأل الله ذلك وأرجو أن لايحتج احداً منهم بأن الرياضه لا ينطبق عليها ذلك وإلا سيدخلون في طامة أكبر وهو فصل الدين عن أمور الحياة.
فالدين الأسلامي وأدابه وأوامره تنطبق على جميع أمور الحياة صغيرها وكبيرها.
نقاط سريعه:
- أرجو أن لاتتكرر أخطاء العام الماضي التي ظهرت جلياً في مراحل الحسم وتضررت منها فرق تكبدت خسائر الأعداد وخسرت ثمرت الحصاد بأخطاء عجيبه والتي نظنها بأذن الله غير مقصوده.
- أرجو أبعاد الأخوة العقيلي والمهنا وأبراهيم العمر عن مراحل حسم هذا العام لكي تعطى الفرصه لغيرهم أولاً وثانياً لأن أخطائهم تلك التي نحسبها بأذن الله عن غير قصد وتعمد قد تورث لديهم عقدة الذنب فلا يستطيعون أقرار العدل مرة أخرى بسبب ذلك.
- أتمنى لنهائي كأس ولي العهد ناصر الحمدان ولنهائي كأس خادم الحرمين عبدالرحمن الزيد أو العكس فكلاهما رغم ميولهما المعروفه إلا أنهما أقل مايقال عنهما أنهما الأفضل والأكفاء من الحكام المعروفين أو أن تتحفنا لجنة الحكام بالحكام الجدد التى ترى فيهم قوة الشخصية وروعة الأداء فما حدث العام الماضي من أخطاء نتمنى أن ينساه الشارع الرياضي بالمملكه بروعة أداء حكام مراحل الحصاد لهذه السنه أرجو ذلك وأتمناه.
اللهم أهدنا جميعاً للعدل وأبعدنا برحمتك عن ظلم أخواننا المسلمين اللهم أهدنا وضال المسلمين اللهم أنصر أخواننا المجاهدين في فلسطين والشيشان وأفغانستان والفلبين اللهم أنصرهم على عدوك وعدوهم اللهم زلزل الأرض من تحت يهود اللهم أرنا فيهم عجائب قدرتك اللهم أحصهم عدا وأقتلهم بددا ولاتغادر منهم أحداً أبدا وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
المرجع من خطب الشيخ صالح أبن حميد حفظه الله. |