29/06/2008, 04:06 AM
|
| زعيــم متواصــل | | تاريخ التسجيل: 24/05/2008
مشاركات: 128
| |
|
][ أبعدوا من يبتسم ولا يبكي ][ ..
 سامي القرشي : صحيفة البلاد أوروبا دروس مجانية في كرة القدم تتجاوز كل تحليل فني ويتجاوزها "جهلا". ساهمت الفضائيات في وضعها على مائدة المشاهد العربي "تحليلا" وإن حُرمت حقوق النقل لصالح "الجزيرة ". تلك القناة العالمية التي كلما تنقلت بين تردداتها سألت عن حال قنواتنا ليجيبني عقلي الباطن على طريقة الثنيان "كيف الحال..؟"
المحللون كالعادة تناولوا النواحي التكتيكية والتكنيكية البحتة وإتفقوا على القوة والفنيات العالية والحضور الذهني والإلتزام بالتعليمات وغيرها من مواصفات كرة القدم العصرية إلا أنهم وللأسف وفي كل مرة يغفلون جوانب أخرى مهمة لا علاقة لها بقاعات المحاضرات. فالمتابع الجيد لهؤلاء القوم الذين أمتعوا حتى النخاع يرى أمورا أخرى بعيدة عن المألوف تخص "هيبة" لاعبيهم يتجاهلها خبراءنا في الوقت الذي تحتم حرفيتهم أن يقولوا.. إنهم لا يسقطون أرضا.. إنهم لا يتوقفون ركضا.. إنهم لا يتألمون كذبا.. إنهم لا يبتسمون دلعا.. إنهم وحوش في الملعب. لا يسقطون فهو في عرفهم "عيب" وفي رصيدهم الإحترافي نقطة سوداء قد تكون سببا في حرمان أحدهم من الإلتحاق بناد من فئة الخمس نجوم. لا يبتسمون وكأن أحدهم لا يعرف في الملعب حتى "أمه" فهم متجهمو الوجوه وكأنهم يخوضون حربا وليس كرة قدم.
لا يملون ركضا وكأن أحدهم هارب ممن يحاول قتله فتشابهت لديهم الدقيقة الأولى والأخيرة. لا يتألمون بل إنه ليس لديهم الوقت لذلك وليس لديهم مساحة للدلع. إنهم أشبه بالوحوش يعيشون حالة من الغضب والثورة حتى تنتهي المباراة. نعم إنه جزءا من شخصية لاعبيهم نفتقدها حيث التأكيد على الإلتزام بواجبهم والإحترام لمن خلفهم. الإلتزام بواجب يؤديه أحدهم تجاه وطنه فلا مجال للإبتسامة وتبادل النكات داخل الملعب كما يفعل لاعبونا. والإحترام للملايين الذين تركوا ما يشغلهم ليراقبوا أحد عشر فردا يمثلون شعبا. إنه الإحساس بقيمة تمثيل الوطن لدرجة البكاء بحرقة عند الخسارة وكأن أحدهم يقول بدموعه أنا فاشل فقد خيبت ظن وطني وشعبي فلم أمثلهم كما يجب.. نعم إنه يحس ذلك وهو "مفقوع" ماديا ولكن ذلك لم يخرجه من الملعب مهزوما ضاحكا يفكر أين ومتى وكيف يلقى "شلته" كما يفعل لاعبونا. يأتي مدرب ويذهب آخر ليعود "ناصر" أو غيره هذا لا يهم فلن أتحدث عن سيرة مدرب للتعاقد ولن أتحدث عن ضم فلان وإقصاء فلان فلقد أشبعنا ذلك "ركلا ورفسا" ولكن أسأل لماذا لا نجد برنامجا واحدا يناقش هذه الأمور التي تعني بشخصية اللاعب السعودي وصلابته في الملعب..؟
لماذا لا نسمع من يقول "يا ناصر أطرد كل من يبتسم ويسقط ولا يركض" في الملعب..؟ وهل يكفي فوزنا بالأربعة وتصدرنا الأسهل لما هو أصعب..؟ يا ناصر الملعب للمنتخب ميدان شدائد لا يليق بالرجال أن يتمايلوا ويتراخوا إذا حمي الوطيس ومن يفعل ذلك بشعار الوطن ليس مؤهلا لتمثيله بل من ترى في جديته وحشا هو الأحق بذلك. فو الله لو فعلت هذا لما إحتاج منتخبنا لأكثر من الوقت لحجز القمة. أنا لا أفقه في علم النفس أكثر من فقه أحدكم بما ينتظره غدا ولكني أجزم أن إبتسامة اللاعب وليونته داخل الملعب هي بطاقة عبور لمنافسه لإلحاق الهزيمة به. أثق بوطنيتهم وأصف لهم ثقافة يجب أن يتعلموها ويتعودوا عليها واسألهم كأس أسيا لماذا خسرناه..؟ أتحدث عن الجدية ولم آت بجديد فلقد طلب "باساريلا" من لاعبيه ذات يوم ما يفوق طلبي هذا حيث أجبرهم على التخلي عن الشعر الطويل إذا ما أرادوا تمثيل الأرجنتين وكان الضحية "باتيستوتا". فالملامة لمحللينا وخبرائنا الذين في كل مره يتجرع الإداريون والمدربون سياط نقدهم دون أن يكون للاعبين نصيب لدرجة ركنوا إلى أن لديهم حصانه ضد النقد.
وأخيرا فالإبتسامة المفقودة والجدية هي كل ما خرجت به من بطولة أوروبا فلم أهتم لمشاهدة الأهداف ولا الفنيات ولا يهمني من يفوز ولا أريد أن أعرف أفضل لاعب أو حارس. فمتى نرى لاعبونا بهذه القسوة في الملعب..؟ ومتى يلتفت خبراءنا لأسباب أخرى غير التي يكررونها يوميا..؟
عجائب
"الورثان" أتعب من بعده بتمكنه و "جرأته" فترك إرثا ثقيلا من العلم والمرجعية بطلبه أن يلعب "حسين" وألا يلعب بل يلعب بعض المباريات وألا يلعب بعضها لأسباب "عجيبة" لأسأله.. هل يلعب ضد الهلال أم لا..؟ هل تجرأت بنصح "الجابر" مثلا في وقت مضى..؟
"محمد الدرع" زميل مهنه. ذهب ضحية للأعمدة وما أعلمه أنه أصبح "أبا" قبل أشهر من دق المسمار الأخير في حياته المهنية تلبية لدعوه صحيفة وذنبا لا أراه مسئولا عنه. والمهنية تجبر كل من لديه ضمير أن يقف عند ما حدث له.
أتعجب كلما أقف على حديث ل "خالد". ففي كل مره أقرأ وأسمع ما يجب أن "يُوثق" وأسأل نفسي من المسئول عن إخراج الكثير المتبقي من جعبة رجل الصمت حكمته..؟ وهل بالإمكان إستجوابه بما يشبه التحقيق للفائدة..؟ |
![][ أبعدوا من يبتسم ولا يبكي ][ ..](iconimages/t601849_rtl.gif)
الوضع العادي
