[c] [/c]


سباق حلبة ايمولا بسان مارينو :

يمثّل سباق سان مارينو إشارة إنطلاق الموسم الأوروبي في مرحلة حساسة من الموسم حيث أن الأخطاء قد تكلف الفِرَق غالياً. يعود نشاط الفورمولا واحد مجدداً الى منزله الروحاني والى الحرارة المنخفضة والحلبات الأكثر تقنية. ستتمكن الفرق أخيراً من أن تتمركز بهدوء حيث لن تضطر للتنقل كثيراً وستكون قريبة من المصانع.

بالواقع، لا يجري سباق سان مارينو في الإمارة الصغيرة بل في إيمولا المجاورة المسماة أصلاً على إسم إبن إنزو فيراري الأخير وعلى إسمه أيضاً بعد وفاته عام 1988.

تقع الحلبة في وسط المنطقة الإيطالية لرياضة المحركات. ففريق فيراري وميناردي وبعض المزودين الأساسيين مثل Fondmetal وCevolini (التي تنتج هيكل علبة التحكم للفيراري وميناردي) يتمركزون هناك. لكن أنظار المشجعين المحليين لا تتوجه إلا نحو فريق واحد وهو الفيراري. إستمتعت هذه الجماهير الشغوفة بنتائج جيدة للفيراري في الماضي وأصبحت مشهورة لأنها تفضل أن تشجع سائقاً أجنبياً يقود سيارة الفيراري بدلاً من أن تشجع سائقاً إيطالياً يقود سيارة أخرى.

بعد السباقات الثلاثة البعيدة في أول الموسم، نصل الى إيمولا التي هي مكان طبيعي للفرق والسائقين يتمكنون فيه من تخمين مراكزهم الحقيقية على اللائحة بالإضافة الى بدء موسم التجارب. بعد شهرين من بدء الموسم تمكّنَ المصممون من تطوير قطع جديدة لتحسين السيارات، وبالوصول الى إيمولا والسباقات الأوروبية سيكون عمل المصممين أصعب ومختلف لأن الحلبات القاسية والتي تتطلب قوة أرضية أكبر تتطلب بالمقابل تجهيزاً مختلفاً عن السباقات السابقة. هذا يجعل سباق سان مارينو بارزاً من الناحية التقنية لأن معظم الفرق تجلب معها حلولاً جديدة في الناحيتين الميكانيكية والهوائية (ديناميكية الهواء).

لن تنقلب الأمور في نهاية هذا الأسبوع لأن الفرق ستبقى في مراكزها التي حصلت عليها من السباقات السابقة. التركيز سيكون على المعارك التي ستجري بين الفرق المتساوية، لكن لن تطغى أي معركة على معركة الويليامز والفيراري. لقد كان هناك تقارب في التجارب الرسمية حتى الآن وفي المطاردات من المركز الأول وإنهاء السباقات في كل حدث بين الفريقين ولن تكون حلبة إيمولا مختلفة خاصة وأنها تناسب الفريقين.

إضافة الى ذلك، ستحتدم المعركة أكثر بين مايكل شوماخر وخوان بابلو مونتويا لأن الكولومبي أصدر تهديداته مؤخراً وقال :" بما أنه مسموح لمايكل أن يتسابق بهذه الطريقة التي رأيناها في البرازيل فإنني سأتسابق بذات الطريقة من الآن فصاعداً." في حال تتابعت الإصطدامات فإن خيار معاقبة أحد السائقين من قبل لجنة الحكم بإرجاع السائق عشرة مراكز الى الوراء ستؤثر على السباق المقبل في النمسا.

يمكن تلخيص إيمولا على أنها حلبة القوة حيث التشديد يكون على التسارع وديناميكية الهواء والفرامل. كل هذه العوامل ستكون أيضاً مصدراً لعدم تحمّل السيارات خلال السباق.

إيمولا حلبة متنوعة تحمل التحدي في طيّاتها مع مزيج من الإمتدادات السريعة والمنعطفات المتعرجة القاسية والكثير من التحدّب الخفيف والمَيَلان على الطريق. حتى أن نوعية سطح الحلبة يختلف في اللفة. بالرغم من كل التنوع إلا أنها حلبة يستطيع السائق فيها أن يجد وتيرة للسير ويحسّن أوقات لفّاته.

تتطلب المنعطفات السريعة للغاية بعد خط البداية قوة فائقة إضافة الى تجهيز ميكانيكي وهيكلي كبير. يتم إستعمال الفرامل بقوة عند بعض المنعطفات القاسية التي تليها إمتدادات مرتفعة، مما يضع حملاً ثقيلاً على الفرامل وعلى ناقل السرعة Transmission. سيكون مستوى القوة الأرضية أعلى بقليل هنا ومن المتوقع أن نرى تصفيفاً جديداً للجانح عند بعض الفرق.

إنه السباق الأول في الفورمولا واحد الذي يجري في إيمولا مع نظام التحكم بقوة الجر Traction Control منذ 1992، وستمضي الفرق يوم الجمعة في تجهيز السيارة وإلكترونياتها. وبما أن الحلبة تقنية قد تقضي الفرق وقتها في نهاية الأسبوع في إيجاد التجهيز الجيد الذي ربما لن يظهر إلا في جولة التحمية قبل السباق مما يزيد عامل عدم التوقّع على السباق.

التماسك الخفيف الذي ينتج عن سطح الحلبة لا يعطي الإطارات الجديدة إيجابيات عظيمة لذا فإن المزيج الأنعم يكون معتمداً. يكون إستهلاك الوقود كبيراً في الإمتدادات الطويلة لكن يتم التعويض عنها في الأجزاء البطيئة، لذا غالباً ما تقتضي الإستراتيجيات بالتوقف مرتين ما عدا بعض الإختلاف عند بعض الفرق المزودة بإطارات ميشلان، فهي تعتمد إستراتيجيات مختلفة على أساس تأثير قوة الجر وبناء الإطار الجديد المخصص للسباق.

من المتوقع أن يكون الطقس مائلاً للبرودة مما سيلعب دوراً لصالح الفرق المزودة بإطارات بريدجستون. قد تهطل الأمطار، لكن يمكن التنبؤ بهذه الأمطار لأنها نتيجة المناخ الأوروبي وجغرافية المنطقة. قد يكون الإختلاف في سطح الطريق خادعاً بالنسبة لبعض السائقين أثناء هطول المطر خاصة في المناطق التي تتطلب إستعمالاً كبيراً للفرامل.

يبدو بأن الفيراري والماكلارن والويليامز سيتمكنون من إيجاد السرعة بغض النظر عن حالة الطقس كما حدث في البرازيل. سيتم التركيز على الفرق الأخرى المزودة بإطارات بريدجستون التي من المتوقع أن تظهر أداءً أفضل من الفرق المزودة بإطارات ميشلان.

سيكون أداء إطارات ميشلان أسوأ تحت المطر أو في حال تقلّب الطقس لأن بريدجستون تملك إطارات أفضل لهذه الحالات. لن يكون سطح الإطار مسألة مهمة وحاسمة هنا كما أن الحرارة التي تتولد داخل إطارات ميشلان الجديدة لن تكون مسألة مهمة أيضاً، لذا فإن معظم الفرق المزودة بهذه الإطارات ستشعر بأنها غير مجبرة على تجريد إطاراتها قبل السباق كما هي معتادة أن تفعل.