02/07/2008, 10:31 AM
|
ناقد اجتماعي | | تاريخ التسجيل: 05/12/2001 المكان: نيويورك - الولايات المتحدة الأمريكية
مشاركات: 2,053
| |
هلا وسهلا أخوي صقر فيصل
جميل ما تضمنه طرحك من تصنيف للعقول، ومداخلتي ستكون في نقطة محددة..
حري بنا أن نتذكر بأنه ليس هناك تعارض بين مبادئ وأحكام الدين الإسلامي وبين ما تدركه عقولنا من مفاهيم ومتغيرات مهما اختلف الزمان أو المكان، فديننا كامل ولا نحتاج من أحد أن يبتدع لنا بدعة ننساق خلفها دون الرجوع إلى كتاب الله الكريم وسنة نبيه المطهرة، قال تعالى: ((اليوم أكملت لكم دينكم، وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً))، ومن هنا وجب علينا الحذر من عقاب الله فيما لو وسوست لنا أنفسنا بالتساهل بأحكام الدين الإسلامي بحجة أن الزمان قد اختلف وأن هناك الكثير من المستجدات قد طرأت ونستخدم لذلك لغة العقل ممزوجة بكلمات منمقة تجد طريقها سالكاً في عقول أصحاب الإسفنج، ولست هنا بموجه وإنما ناقل لما نتعلمه من علمائنا من نصح وتوجيه ..
أحدهم يقول بأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أمر بإعفاء اللحية رأفةً بأصحابه فلم تكن هنا أمواس للحلاقة وكانت هناك مشقة في حلقها!
وآخر يقول بجواز الإسبال، كون الدين الإسلامي يحث على النظافة ، وفي عهد الرسول صلى الله عليه وسلم كانت الأرض ترابية ، لذا أمر أصحابه برفع لباسهم عنها كي لا تتسخ وليحافظ المؤمن على نظافته!
قد يجد أحدنا أن هذا الكلام مضحك، في حين أن هناك من يقول بأن هذا كلام جميل ومنطقي وهو عين العقل! لا لشيء سوى أنه يرى أن وجهه أجمل بالسكسوكه وثوبه الطويل أكشخ وأرسم!، وتناسى أنه "مسلم" يدين بشرع الله وأحكامه..
هل وصل الحال بنا من التساهل إلى أن نسخر من عقلية من عارض دخول الدش مثلاً ، لماذا يكونوا هم العقلاء ، أو ليس جل ما نراه إجمالاً من مفاسد وانحدار في القيم والأفكار والهمم هو نتاج ما تبثه القنوات الفضائية؟!، ألم يحرمه كبار علمائنا ؟ أتراهم بكبير علمهم وإطلاعهم يجهلون بأن له بعض المنافع، أم أنهم يجزمون كما يجزم المتعقل بأن أضراره ومفاسده تفوق بشكل كبير كل منفعة قد تأتي من وراءه..
ألا يكفي أننا نقع في المحرمات ونتحمل أوزارها؟! كيف نتجاوز ذلك إلى التحليل أو التحريم حسب ما تمليه علينا رغباتنا وبلغة التطور والمنطق والعقل!!
نحن محاسبون، ومهما غرقنا في ملذات الدنيا وظهر ضعفنا أمام شهواتها إلا أننا نستغفر الله في كل حين ونسأله أن يمن علينا بهدايته ويشملنا مع الأقوياء الذين ما زالوا يقبضون على دينهم دون تساهل أو تخاذل..
عار علينا أن نسعى لتبرير ضعفنا وعجزنا عن مقاومة ما تشتهيه أنفسنا بحجج واهية وقاصرة قد يدحضها طفل صغير بآية قرآنية كريمة..
بين لحظة وأخرى قد نفارق هذه الدنيا وستبقى في أرصدتنا تلك الحروف التي تذكرنا بالاستغفار والتوبة والحياء من الله سبحانه وتعالى..
فلنكن عقلاء ونعترف بتقصيرنا ولنستغفر الله في كل حين..
شكراً يا غالي |