المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > المنتديات العامة > منتدى المجلس العام > المواضيع المتميزة
   

 
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
المشاركة السابقة   المشاركة التالية
  #1  
قديم 10/06/2008, 08:14 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ هلالي من ارض اليمن
مشرف منتدى المجلس العام
تاريخ التسجيل: 02/08/2005
المكان: بين الحلم والأسوار !
مشاركات: 13,589
أسمـه " فاروق " بـل " أبو ماجـد " ... سمـه ما شئـت(ي) فالحقيقـة واحـدة ،،،





قال أحد المفكرين اليمنيين : الثورة يفكر لها الأحرار ويصنعها الأبطال ويجني ثمارها الأوغاد !!! هكذا كانت الثورات دائما منذ عهد الثورة الفرنسية حتى تاريخنا وهي تقدم ابناء الوطن الى ساحة الاعدام ليس لذنب الا انهم حلموا ذات يوم بمستقبل أفضل !!!

الثورة في اليمن في بداية الستينات من القرن الماضي لم تكن تختلف كثيرا عن مثيلاتها من الثورات العربية ودول العالم الأخرى حيث تكون الدماء هي لغة الحوار المشترك بين الجميع !!! هكذا وجد الشاب ابن الستة عشر صيفا ( فاروق ) يسير في طابور من افراد الشعب الى ساحة الأعدام ليدفع ثمن مواقف والده وأسرته من تلك التجاوزات والدماء المستبحاه التي تمارس على ابناء الوطن ظلما وعدوانا ليس لذنب الا انهم صدقوا ان الثورة تصنع الأحلام !!!

يسير ( فاروق ) في الطابور والجميع يتعجب ماذا فعل هذا الفتي ليساق الى السياف وماهو ذلك القلب الذي القى به دون رحمة الى هذا المكان ألم يقولوا ان الثورة أتت لتحمي الأبناء !!! نظر عسكري ينظم الطابور الى ( فاروق ) ووجده رابط الجأش وقد اشفق عليه لصغر سنه ان يكون في هذا الموقف وبهذا الثبات ولم يتبقى امام قطع رأس الفتي مالا يتجاوز اصابع اليد الواحدة من الأشخاص ...

قال له : الا تخاف الموت يا ولدي ؟؟؟
قال ( فاروق ) : خلقنا بن بطون امهاتنا رجالا – يهابنا الموت ولا نهابه !
قال له : لكن السياف سوف يقطع راسك بعد لحظات ...
قال ( فاروق ) : ربي خلقني ... بيده ان يميتني وبيده ان يحييني ،،،

أربع من الرجال يسبقون ( فاروق ) ... قطع راس الرجل الرابع وتبقى من الرجال ثلاثة ... قطع رأس الرجل الثالث وتبقى من الرجال أثنين ... هنالك سمع الحاضرين صوت ينادي : توقفوا يا رجال ... توقفوا يا رجال واذ يظهر عسكري مع رسالة قرأها المشرف على اعدام ابناء الوطن مفادها : اوقفوا اعدام ( فاروق ) ...





أسمه ( ابو ماجد ) وهو شاب في منتصف الثلاثينات كل ما فيه بسيط حتى ان البساطة تقف بجواره وتقول له : يا لك من رجل بسيط !!!

بعد مكالمة هاتفية موجزة تطلب مني استقبال الرجل والعناية به تم استقباله في المطار وهو يحمل في يده شنطة مستلزماته وفي اليد الأخرى تقارير وصور حول حالته الصحية التي تباينت اراء الأطباء حول العلاج الناجع لها ...

قال لي : كل ما استطيع قوله ان لدي مشكلة في " الكبد " واشار بعضهم ان آتي الى هنا فلديهم مركز طبي متخصص ذو سمعة ممتازة وأطباء مشهود لهم بالكفاءة ،،،

ذهبنا الى المركز الطبي المعني وتم استقبال ( ابو ماجد ) الذي وجد احترام الأطباء وتقديرهم والتعاطف معه وأخذت الكثير من الفحوصات والعينات حتى انهم اضطروا الى اخذ عينة من كبده بطريقة بدون استخدام إي مخدر موضعي حتى كان اليوم الموعود :

ابو ماجد : ماذا يا دكتور ؟
الدكتور : حقيقة يا ابو ماجد انا مضطر ان اكون صريحا معك
ابو ماجد : تفضل ...
الدكتور : حقيقة بعد الفحوصات والتحليلات تبين بما لا يدع مجال للشك انك مصاب بتليف في الكبد وبمعنى اخر ان الكبد لديك لا يعمل ...
ابو ماجد : هل يعني ذلك ان هنالك عملية جراحية ؟
الدكتور : هنالك لجنة طبية سوف تجتمع غدا صباحا من مجموعة من الاطباء الاستشاريين والأختصاصيين لدراسة الحالة والخروج بطريقة ناجعة للعلاج لذلك لن افيدك الان عن الطريقة المناسبة وهل اذا ما كنا مضطرين لإجراء عملية او الاكتفاء باستخدام الأدوية ولكن لا تقلق ... وأود افادتك ان العلاج يحتاج الى وقت والى مال ،،،
ابو ماجد : اعلم انني في حاجة الى وقت للعلاج والمال يخدمنا ولا نخدمه ... توكلنا على الله ولقاؤنا بعد غد ،،،

مضت ليلتين مع ( ابو ماجد ) ونحن نتجول ونتنزهه بالمدينه وقد كان سعيدا ومتفائلا انه قد وفق للعلاج في المكان المناسب وفي اليوم المحدد ذهبنا الى الدكتور وسألنا عنه فابلغتنا السكرتيرة انه يعتذر وهو غير موجود !!! ارتسمت للحظات معالم الغضب على وجه ( ابو ماجد ) وغادرنا المركز وهو يقول مبررا للطبيب : حتى الأطباء من البشر وقد تضطرهم الظروف للأعتذار احيانا ،،،

ذهبنا اليوم الثاني لتفاجأنا السكرتيرة ان الدكتور أعتذر مرة أخرى ولن يتمكن من الحضور !!! توجه في حينها ( ابو ماجد ) دون كلمة الى عيادة الدكتور وفتح الباب دون استئذان لكي اتفاجأ ان الدكتور يجلس في عيادته ومعه احد المرضى !!!

قال ( ابو ماجد ) : انا في انتظارك بالخارج يا دكتور ثم اغلق الباب وجلسنا بالخارج ...

بعد دقائق معدودة غادر المريض العيادة وخرج الينا الدكتور يدعونا للدخول ،،،

ابو ماجد : اريد يا دكتور تفسير لما يحدث ...
الدكتور : حقيقة انا كنت اود الاتصال بك هاتفيا مساء اليوم فقد اجتمعنا في اليوم المحدد ثم اضطررنا الى الاستعانة ببروفسور آخر باليوم التالي والنتيجة التي توصلنا اليها يا ( ابو ماجد ) هو استحالة ان يتم علاجك حتى لو تم استبدال كبدك ... للأسف يا ابو ماجد لقد حضرت الينا متأخرا وانصحك بشكل أخوي بان توفر مالك وتعود في اسرع وقت ممكن الى وطنك لتقضي البقية الباقية من عمرك بين ابنائك فقد افاد المختصين وهذا واجب يجب افادتك به وهو انك لن تعيش أكثر من الستة شهور القادمة ...

أتت هذه الكلمات على رأسي مثل الصاعقة فأمامي وفي مسمع مني افادة من طبيب مختص بانك ميت !!! سألت نفسي ماذا عساني افعل وماذا عساني ان اقول وكيف اقدم واجب العزاء للمتوفي القابع امامي وهو لا زال شابا !!!

قال ( ابو ماجد ) : اولا يا ليس من اللائق ان تعطيني موعد ولا تلتزم به مهما كانت الأسباب !!!!!!!
ثم استطرد قائلا : الأمر الثاني من حقك ان تقول انكم لم تتمكنوا من علاجي وانه لا يوجد مكان بالعالم يستطيع ان يقدم العلاج لي ولكن ليس من حقك ان تحدد لي ماذا افعل ولا يجوز لك يا دكتور ان تحدد لي متى سوف اموت !!!
ثم نظر الى عيني الدكتور وقال له : طالما لا زلت اتنفس فليس بمقدور احد ان يأمرني بما افعل ومالا افعل ... وطالما هنالك ( الله ) فهو وحده من بيده مقاليد موتي ... عيب يا دكتور شهادات عليا وتنسى ( الله ) !!!





( فاروق ) اصبح الآن جدا ويعيش حياة سعيدة ومستقرة وآمنه وعندما يسأل كيف كان ذلك منه وهو صبي صغير ... يبتسم ويقول : وكيف نكون مؤمنين ؟!!

( ابو ماجد ) غادرني عائدا الى الوطن وانقطعت اخباره جملة وتفصيلا وبقى موقفه الإيماني العظيم ماثلا دائما امام عيني رغم انه رجلا بسيط في كل شئ !!! مضى على لقائي به سبع سنوات وبلغني صدفة ان الرجل لا يزال حيا بل انه تحول من ( ابو ماجد ) الرجل البسيط في كل شئ الى ( ابو ماجد ) رجل الأعمال الذي لديه مكتب لخدمات الاستيراد والتصدير بالصين ،،،





مر أحد الصالحين على رجل أمتلئ وجهه هما وحزنا :

فقال الرجل " الصالح " : اريدك ان تجيبني عن ثلاث ...
فقال الرجل " المهموم " : نعم .
قال الرجل " الصالح " : هل يحدث في هذا الكون شيئ لا يريده الله ؟
قال الرجل " المهموم " : لا .
قال الرجل " الصالح " : هل ينقص من رزقك شيئ قدره الله لك ؟
قال الرجل " المهموم " : لا .
قال الرجل " الصالح " : هل يزيد من عمرك شيئ كتبه الله لك ؟
قال الرجل " المهموم " : لا .
قال الرجل " الصالح " : فلمــاذا الهـم ؟!




في حياتنا يوما بيوم بل ساعة بساعة لا نخلو جميعا من تلك اللحظات التي نتألم فيها او يصيبنا الأحباط او تضيق علينا الدنيا بما رحبت ... جميعنا من أكبر الناس الى أضعفهم لا يخلون احدا منا من تلك اللحظات التي قد نراها انها آخر المطاف في حياتنا او مصائرنا ...

هنالك من فجعوا بفراق أحبابهم وواروهم التراب وشعروا ان الحياة أصبحت بدونهم دون جدوى ... وتناسوا والحزن يغمر قلوبهم ان الله الذي خلقهم وهو الذي يميتهم واننا جميعا راحلون ويبقى وجه الله ... ألم يكن خيرا لهم ان يتركوا عن انفسهم فعل الجاهلية ويتوجهوا الى الله بالدعاء ان يرحم موتاهم ويرحمنا وجميع المسلمين ،،،

هنالك من أصيبوا بفقدان أموالهم وشعروا انهم بذلك قد وتشردوا ومصيرهم الموت جوعا على قارعة الطريق ... وتناسوا ان الله هو الذي رزقهم ورزق غيرهم وهو القادر على رزقهم مرة أخرى ... ألم يكن خيرا لهم ان يتركوا عن انفسهم هذا الهوان والذل ويتوجهوا الى العمل من جديد ولسان حالهم " توكلنا على الله " ،،،

هنالك من أصيبوا باليأس وفقدان الأمل وهم يبحثون عن عمل هنا وعن عمل هناك واقنعوا انفسهم ان لا بارقة أمل كما زين لهم الشيطان ورفقاء الأحباط ... وتناسوا ان الله الذي خلقهم وهو الكفيل برزقهم كما رزق الأنس والجن والطير في السماء والحوت في قاع البحر والجذور في باطن الأرض ... ألم يكن خيرا لهم ان يتركوا عن انفسهم الاستسلام لشيطان اليأس ورفقاء الهزيمة واحاديثهم المحبطة ويتذكروا " ان مع العسر يسرا " هذه الكلمة العظيمة التي هي وعد من الله ان ما من شدة الا يتبعها فرج كريم ،،،




خرج يوما اميرا ومعه بضع رجال من حاشيته وبينهم مستشار له فقد أحدى ساقيه وبقى بساق واحدة في رحلة للصيد ،،،

وكان الأمير كلما اعترض رحلتهم مشكلة صغيرة يعلن عن انزعاجه وتذمره ... ويواسيه مستشاره بقوله : الحمدالله على كل حال ... فيصمت الأمير على مضض لأنه لم يستكمل عنفوان الغضب بداخله ،،،

وفي يوما ما بالرحلة وبينما كان الأمير يطارد أحدى طرائده اذ سقط من فرسه وفقئت عينه وبدأ بالصراخ والعويل والحاشية تحيط به تريد ان تخفف عنه ... اذ حضر مستشاره وقال له : الحمدالله يا سيدي على كل حال ،،،

هنا انفجر الأمير غاضبا وهو يصرخ في وجه مستشاره : كيف يكون الحمدالله وقد فقئت عيني ... أمير وبعين واحده ان ذلك كارثة وليست نعمة نحمدالله عليها !!!

سارت الرحلة وفي يوما ما اذ مجموعة من أحدى القبائل البدائية تهجم على الأمير وحاشيته وتأخذهم اسرى الى زعيمهم ... وعندما وصلوا اصدر زعيم القبيلة قرارا بتقديمهم قرابين الى الصنم الذي يعبدونه !!!

وباشر كاهن القبيلة باحضار حاشية الأمير وذبحهم عند الصنم الى ان وصل الدور الى الأمير ... حينها نظر الكاهن الى الأمير فوجده " أعور " ثم نظر الى الذي يليه وكان مستشار الأمير فوجده " بدون قدم " حينها نظر الى زعيم القبيله وقال له : ان صنمهم لا يرغب بهما لأن بهما عاهة !!! واقترح عليه ان يتركهم طعاما في الغابة للسباع ،،،

فأطلق سراح الأمير ومستشاره بينما تم ذبح كل الحاشية التي معه قربانا للصنم !!!

نظر المستشار للأمير الذي لم يصدق ما حدث له وقال : اليس واجبا ان نقول الحمدالله على كل حال ... فقد كان فقدان عينك وفقدان ساقي سببا في نجاتنا من موت محقق ،،،




الثقة بالله عنوان يجب ان نضعه دائما نصب اعيننا وان نتشبث بهذا الإيمان الذي يملئ جوانبنا بأن الله موجود وان الله معنا ... كيف ندعي الأيمان بالله ونحن نضعف امام إي محنة تعترض طريقنا ؟؟؟

قال تعالى :

" إنه لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون "

صدق الله العظيم





ودمتــم فــي خيــر
اضافة رد مع اقتباس
   

 


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 05:25 PM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube