
10/06/2008, 05:54 PM
|
 | مشرف منتدى الجمهور الهلالي | | تاريخ التسجيل: 20/01/2002 المكان: وسط المعمعه
مشاركات: 12,893
| |
مــســـــاكـــيــــن ..!! بسم الله الرحمن الرحيم ,,, مساكين ..!! ذات يوم عدت للبيت في وقت متأخر وكنت احمل معي (مخدة نوم ) جديدة اشتريتها تلك الليلة من (إيكيا) وما أن دخلت غرفتي حتى سمعت أذان صلاة الفجر صداحاً من المسجد المجاور لنا ..
وسوس لي الشيطان بأن أنام ولو دقائق معدودة لأجرب تلك المخدة وجودتها وما هي إمكانياتها الفنية وجدواها الاقتصادية !! فوضعت جسدي المنهك على الفراش ,و رميت رأسي المثقل على المخدة , حتى شعرت بدفئها, وغصت في أحضانها وبدأت لذة النوم تسري في عروقي وتداعب جفوني ..حتى أصبحت في حالة صعبة بيني وبين النوم شعرة .. أغط بعدها في سبات عميق !!
لكني قاومت تلك الوساوس والإغراءات واستعذت بالله من الشيطان الرجيم ونهضت من فراشي لأتوضاء لأداء صلاة الفجر بالمسجد لكن شيطاني العتيد عاود الكرة وبدأ يغريني بالصلاة في غرفتي .. فالمسجد (من وجهة نظره) بعيد , وأنا متعب ..والظلام حالك .. ولا يكلف الله نفساُ إلا وسعها ..؟
و في خضم هذه الوساوس الشيطانية قررت أن اذهب إلى المسجد وأتوضأ هناك حتى لا ادع أي ورقة يلعب بها علي شيطاني المريد , وهذا ما فعلته ولله الحمد .. وكان دخولي المسجد بعد أن أقيمت الصلاة في الركعة الأولى وحين وصلت للصف للصلاة لفت انتباهي الشخص الذي يصلي بجانبي فقد كان رجلاً مقطوع الرجل !!
حقيقة أحسست بإحساس غريب انتابني وأنا أصلي بجانبه !!
وبدأت أفكر كيف هذا الإنسان يبذل قصار جهده للحضور للمسجد رغم إعاقته !! بينما نحن نتكاسل عن الصلاة رغم ما نتمتع به من صحة وعافية.. وكيف هذا الإنسان ( المعاق ) يصلي بخشوع وطمائنينة ونحن (المتعافين كما ندعي ) ننقر الصلاة كنقر الديك .. بلا خشوع ولا طمأنينة !!
وبدأت أقارن بين هذا الرجل وبين من أشغلتهم صحتهم أو أموالهم عن الصلاة
وبينه وبين من اشغلهم شبابهم وقوتهم عن الصلاة !!
وبينه وبين من اهتموا بأعمالهم وتجارتهم وأهملوا الصلاة !!
وجلست بعد الصلاة أتأمل من في المسجد فإذا برجل طاعن في السن يتكئ على عصاه .. ورجل آخر تدل هيئته على انه أعجمي ضعيف يعمل طوال اليوم لكسب قوته ..فتسألت أين الكثير من سكان الحي !!؟؟
حقيقة كم هم مساكين من حرموا الأجر .. وتركوا صلاة الفجر ..
وكم هم مساكين من فوتوا صلاة الجماعة في المساجد ..
وكم هم مساكين من أضاعوا الصلوات واتبعوا الشهوات !!
وكم هم مساكين من حُرموا لذة العبادة.. وروحانية الصلاة ..
وكم هم مساكين أولئك الذين تجدهم أوقات الصلاة محرومين يشاهدون غيرهم يذهبون للصلاة .. وهم مع شياطينهم يزينون لهم سوء عملهم فيصدونهم عن ذكر الله وعن الصلاة !!
وحينما أصف مثل هؤلاء بالمساكين فأنا لا اقصد المعنى الدارج للمساكين والذين ليس لهم مال من اهل العوز
لأن من فقد المال و عرف الله فقد وجد كل شيء بعكس هؤلاء الذين أصبحوا مساكين لانهم فقدوا الاعمال الصالحة والزاد النافع في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون !!
وهنيئاً لمن حافظ على صلاته واتصاله بربه وعلى لسان حاله قول المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم :
" أرحنا بها يا بلال "
فأصبحت الصلاة لجسده راحة .. ولقلبه سكينة .. ولحياته نور وضياء ..
ليحمد الله على هذا الفضل الذي ناله وحُرم منه غيره ..
وهذا الأجر الذي أدركه .. والفوز الذي ناله ,,,
جعلنا الله وإياكم من المحافظين على الصلوات ..وجعلنا من المؤمنين الفالحين الذين هم في صلاتهم خاشعون ,,, (( دعوة من القلب ))
لأجل أعزاءنا الأعضاء من الطلاب والطالبات الذين يخوضون غمار الامتحانات هذه الأيام نرفع أكف الضراعة للمولى القدير داعين لهم بالتوفيق والنجاح وان يسهل الله عليهم امتحاناتهم ويوفقهم في حياتهم ا لعلمية والعملية,,, فاصلة , ما أجمل الدين والدنيا إذا اجتمعا ** وأقبح الكفر والإفلاس بالرجل ,
ودمتم بحفظ الله ورعايته ورده ,,, |