05/06/2008, 08:22 AM
|
| زعيــم نشيــط | | تاريخ التسجيل: 10/06/2004 المكان: السعودية
مشاركات: 713
| |
|
في السعودية لا وجود للأسطورة!
لو نظرنا إلى ما كان يحدث ولا يزال وسوف يستمر في وسطنا الرياضي السعودي من اختلافات ونقاشات ومقارنات حادّة فيما بين العديد من الشخصيات الرياضية التي برزت منذ بدايات ظهور الرياضة في السعودية وحتى يومنا هذا. ويقارن هذا بالعديد من الدول التي كان لها باع في الرياضة أو حتى بعض الإسهامات والسطور داخل الموسوعة الرياضية العالمية، فإنه ينكشف له الكثير من المعالم والملامح عن الفكر الرياضي السعودي. ولعل من أبرز هذه المعالم هو الانجذاب الشديد إلى لعبة كرة القدم إلى درجة إهمال غيرها. حتى باتت بعض الانجازات السعودية (غير الكروية ) والتي وصلت للعالمية -التي دُعِمت من الجهات الرسمية- ليس لها مساحة في الأغلبية السائدة من متابعي الكرة المجنونة والتي يحبون أن يصنفون أنفسهم بالمتابعين للوسط الرياضي!
ربما يتحول هذا أكبر العيوب في وعينا الرياضي والذي أثّر بشكل أو بآخر على تفكيرنا في كل تفاصيل عالم الرياضة وأن تخصصنا فإننا نقول عالم الكرة المستديرة (كرة القدم). وما أجمل هذه اللعبة وخاصة إن عرفنا كيف نتعامل معها ومع تنميتها وتطويرها وليس العكس.
لا أريد أن أكثر في إهمالنا للألعاب الأخرى الناتجة عن نقص الوعي الرياضي لدينا ومفهوم الرياضة عموماً ، ولكنني أحببت أن أعطي فكرة عن مدى محدودية تفكيرنا الرياضي ، ولهذا فإنني سوف أركز على كرة القدم وبالأخص تلك القضية التي تحدثنا فيها في البداية وهي بالطبع هوس النجومية أو بمعنى آخر اختلاق الأسطورة، ربما كان للموضوع علاقة بنا نحن كعرب وحبنا لصنع الشخصيات (التي لا مثيل لها) والتي نسميها "الأساطير" .
سوف أذهب في جولة إلى البرازيل لفترة وألقي الضوء على برنامج رأيته عن الكرة البرازيلية وبالتحديد في قناة (البحرين الرياضية) وهو قديم وما قبل كأس العالم 98 بفرنسا، ولكن الذي شدّني إليه هو التحدث عن أبرز النجوم من البرازيل وما الذي جعل البرازيل تحقق كأس العالم 3 مرات حينها. الذي اتفق عليه أبرز الرياضيين والمدربين أن (بيليه) أو أبرز النجوم البرازيليين والأكثر شعبية في بلدهم ولكن الذي لفت نظري هو إبراز من هم النجوم الآخرين فذكروا أن (زيكو) هو القدوة في اليابان وهو مدرسة مستقلّة بحد ذاته ، وتابعوا فقدّموا (ريفالينو) وأظهروا إسهاماته مع منتخبه في تحقيق الانجازات ، ولم يغفلوا عن (روماريو وأقرانه) وما قد قاموا به في تحقيق كأس العالم 94 بالولايات المتحدة ، وحتى أن (رونالدو) النجم القادم آنذاك قد قيّموا ما فعله وتنبئوا بما فد يعمل بل وتوقعوا أن يكسر كل الأرقام التي حققها بيليه ومن أتوا خلفه.
الحمد لله لقد عدنا إلى أرض الوطن بعد هذه الجولة ، ولكن السؤال هو ، ماذا يدور في هذا الوطن في وسطنا الرياضي؟
اللغط... ولا غير ذلك . كّلٌ قد جهّز بوقه كي يبجّل نواتجه، والضحيّة كالعادة هي مخرجات الكرة السعودية بمختلف طبقاتها وألوانها، بشكل أوضح الحية هي الموهبة في بلدنا.
في بلدنا الأمثلة لا تُعد ولا تُحصى ولكن قدر الإمكان سوف أحاول إيضاح ما يمكن إيضاحه. (عبد العزيز الرزقان) أحد المواهب السعودية التي قُبرت من الإعلام، هو أبرز الهدافين في كأس العالم للناشئين85 بالصين، ساهم مع زملائه في بلوغ ربع النهائي والفوز على إيطاليا بثلاثية قبلها في المجموعة ، ومع ذلك لم يستمر بسبب لأنه لا يوجد له إعلام. مثال آخر وهو (شايع النفيسة) الذي مُحي من التاريخ ولا تعرف أجيالنا الحالية عنه شيء يذكر ولا أعلم ما هو السبب؟ ، وهناك (سعود الحمالي) السعودي الوحيد الذي رفع كأس العالم للناشئين عام 89 بل وزميله في نفس الفريق (سليمان الرشودي) وحتى المعروف الأخطبوط (محمد الدعيع) لا أحد من الأجيال العشرينية يعلم عنهم بدايات انجازاتهم.
هل تعلمون ما هو السبب ؟ هو بكل بساطة إعلام الأندية ، الذي أهمل الكثير من المواهب بسبب إبراز آخرين ، وحتى بعض النجوم قد كان من المقدّر لها الاضمحلال لولا الإعلام العالمي الذي صان لهم كرامتهم ووضعهم على قائمة النجوم في السعودية وآسيا، ولن أغفل عما تفعله إدارات الأندية من مساعدة إعلام أنديتها على تدمير الموهبة ، وعليّ ألا أنسى الزعيم والخطأ الذي يندر أن يقع فيه بخلاف الأندية الأخرى التي تمارسه كحق مشروع لها ، ألا وهو حالة اللاعب (محمد العنبر) الموهبه التي لو استمرت في رتمها الذي كانت عليه لكانت شيئاً آخر ولكن الظروف النفسية والمعيشية التي عاشها اللاعب ما بين مدينتي الخرج والرياض أسقطته بكل ما أوتيت من قوة كي تجهز عليه، ورجائي بأن يقفوا رجالات الهلال على حل مشكلة اللاعب قبل أن يفوت الأوان.
الهلال والشباب هما الأبرز في السعودية في تفريخ المواهب ومع مرور السنوات تحاول إدارتي الناديين تفادي الوقوع في أخطاء الماضي، مع أن أساليب الأندية الأخرى تسبب حالات قد تنشر العدوى لهما ولكن الأمل يبقى حتى يعي كل مسؤولي الأندية بالدور الوطني والاجتماعي قبل التفكير بحسد وطمع لكل بطولة محلية والمصارعة عليها بضراوة دون أدنى طموح خارجي ، وإذا نظرنا إلى سجلات الفرق فإننا سنعرف سياسة كل نادي وكل إدارة، وحتى كيفية انتقاء المحترفين الغير سعوديين وتعيين مراكزهم بدلا من الضغط على المواهب الهجومية لدينا مع إهمال تغطية الثغرات في الجوانب الدفاعية، والتي سببت ضعفاً مستمراً في منتخباتنا السعودية خلال مشاركاتها العالمية.
حقاً لا وجود للأسطورة لدينا ، لأنه لدينا مواهب أهتم بها الإعلام دون غيرها الكثير منها يستحق والبعض أُعطي أكبر من حجمه لقِلّة المواهب التي تخرج من فريقه، حتى بات لدينا أماكن محجوزة لدينا في المنتخبات الوطنية لكل نادي كي تعم المساواة المزعومة، ويالها من مساواة على حساب الموهبة والإخلاص والإبداع!
رسالة أخيرة:
للكابتن سامي الجابر، أنت من رفعت رأس السعودية في المحافل الدولية بفكرك الراقي والتميز في التعريف بالكرة السعودية. تفضل بزيارة موقع FIFA على الانترنت.
للكابتن ماجد عبد الله، شكراً لك على كل هدف أفرحت به الملايين من السعوديين.
للكابتن نواف التمياط، موهبتك قتلها وللأسف أبناء وطنك، لعنة الإصابات الداء الوحيد الذي ليس له حل في كرة القدم، إحترافيتك لم أرى لها مثيل في الخليج برمّته على مدى التاريخ! ولو لم يكن هناك (رابح ماجر)لصنفتك في قمة الاحترافية على مستوى الوطن العربي.
... وليعذرني البقيّة.
اخر تعديل كان بواسطة » هلالي عاشق الزعيم في يوم » 07/06/2008 عند الساعة » 04:02 AM |
الوضع العادي
