أكد مصدر رفيع داخل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) مطّلع على قضية نادي الاتحاد السعودي التي تم البت فيها بإلزام النادي بدفع مليوني دولار لصالح اللاعب البرازيلي أوبينا أنه سبق للاتحاد الدولي الكشف عن قضية اللاعب ونادي الاتحاد للوفد السعودي المكون من الدكتور صالح بن ناصر والأستاذ أحمد عيد اللذين زارا مقر الاتحاد الدولي قبل نحو خمسة أشهر، والعديد من القضايا الأخرى التي تخص الأندية السعودية.

وأوضح المصدر في حديث هاتفي لصحيفة (الجزيرة) من مقر الفيفا بسويسرا أن نادي الاتحاد السعودي لم يتعامل مع القضية بشكل جدي بسبب نقص الخبرة الدولية لدى إدارته، مما أوقعه في مأزق دفع مبلغ كبير، رغم أنه كان من المفترض أن يدفع مبلغاً أقل، لكن نقص الخبرة وربما تعرضه للاستغلال المادي وتوريطه لاستنفاد الكثير من أموال التعويض للاعب بسبب عدم خبرة من تولوا القضية التي استغلها محامي اللاعب لصالحه، مما أوقع النادي السعودي في ورطة مالية كبيرة كان يمكن أن يتداركها لو حسم الموضوع مبكراً وهو ما أوضحناه سابقاً للوفد الذي زار الفيفا.

وشدد المصدر الدولي على أن عدد القضايا المرفوعة على نادي الاتحاد السعودي جعلته من الأندية الموضوعة على (القائمة السوداء) في الاتحاد الدولي لكرة القدم خصوصاً أن محاولات كثيرة طلبت التستر على العديد من قضاياه لدى الفيفا، لكن ذلك ليس بمقدور الفيفا، حيث إن الأطراف متشعبة في أي قضية ولا يمكن السيطرة على عدم تسربها.

وكشف المصدر أن الفيفا لا يهمه اسم النادي ولا موقعه بل يعمل بنتائج توصيات المحكمة الدولية الرياضية التي تنص على إسقاط أي نادٍ للدرجة الأدنى في مسابقات اتحاده المحلي إذا لم يلتزم بدفع مستحقات مالية متوجبة عليه.

وطالب المصدر الأندية السعودية بانتداب محامين على قدر كبير من الخبرة في مثل تلك القضايا وأن يتم صياغة العقود مع اللاعبين المحترفين وفق شروط تحفظ للأطراف حقوقها، معتبراً أن نقص الخبرة هو العامل الرئيس الذي أوقع نادي الاتحاد في ورطة قضايا كان من الممكن أن يتم حلها بسهولة لكنها كبدت النادي خسائر كان في غنى عنها، إضافة إلى سوء سمعته بين الأوساط الاحترافية، فكما تعلم أن الوسطاء الذين يعملون تحت مظلة الفيفا يعرفون الكثير عن تلك القضايا.

يذكر أن المحكمة الرياضية الدولية في لوزان السويسرية أصدرت قراراً يلزم نادي الاتحاد بتسديد مبلغ مليوني دولار للاعب البرازيلي أوبينا الذي تعاقد معه النادي موسم 2004-2005 دون أن يشارك مع الفريق، لأن فترة تسجيل اللاعبين المحترفين في الاتحاد السعودي لكرة القدم كانت قد انتهت قبل وصول بطاقته الدولية، مما حرم النادي من خدماته وحرم اللاعب من التعاقد مع أي ناد آخر.

المحكمة الدولية تنصف الجزيرة

يأتي قرار المحكمة الرياضية الدولية ليؤكد من جديد مدى المصداقية والاحترافية التي تتمتع بها صحيفة (الجزيرة) حينما كانت السباقة بإعلان تهديد الاتحاد الدولي لكرة القدم لنادي الاتحاد بالهبوط للدرجة الأولى ما لم يسدد مستحقات اللاعب البرازيلي أوبينا وهو ما نفاه رئيس نادي الاتحاد السابق منصور البلوي، بل وجعله يعقد مؤتمراً صحفياً حاول من خلاله أن يلغي مصداقية (الجزيرة) وينفي وجود أي قضية من الأساس لتدور الأيام ويأتي الإنصاف عالمياً من أعلى سلطة قضائية رياضية انتصاراً لمصداقية (الجزيرة) التي يهمها احترام ما تقدمه للقارئ بعيداً عن الخوض في جدل بيزنطي مع من يريدون إخفاء الحقيقة الماثلة أمام لاعبيهم والضحك على جماهيرهم.