السلام عليكم

أخذت مباراة الهلال والأنصار والتي ستقام هذا اليوم أبعادا أخرى وذلك لما لها من أهمية في تحديد متصدر الدوري مع مباراة الهلال والطائي القادمة.

ومما نشرته لنا الصحافة قبل يومين خبرا مفاده أن أحد أعضاء شرف نادي الاتحاد (منصور البلوي) قدم 10000 ريال لكل لاعب من فريق الأنصار في حالة فوزهم في المباراة .

وهنا نتسائل ، هل تعتبر مثل هذه العملية (شرعيه) وهل يحق للعضو المذكور أو أي عضو شرف أو مسؤول بأي نادي القيام بتحفيز لاعبي ناد آخر (منافس) ، وما هي أبعاد مثل هذه التصرفات .

قد يقول البعض إن ما قدمه هذا العضو يعتبر حافزا للاعبين لتقديم ما عندهم في هذه المباراة ، ولذلك لا يمكن النظر لهذه المكافأة بأنها من باب (الرشوة) لأنها تحفزيه ، وقد يضرب آخر مثلا بمنتخب البحرين وعطاءه أمام المنتخب الإيراني حيث تواردت أخبار (غير مؤكدة) عن مكافآت سعودية في حالة فوزهم ، وهنا نتوقف لنحلل ونراجع الفرق ما بين الحالتين .

1 – إذا كان الحافز الذي قدمه العضو المذكور قد تم (علنا) وبمباركة من إدارة الأنصار فيجب على الاتحاد السعودي التدخل ومحاسبة إدارة الأنصار لتدخل أطراف من أندية أخرى في شؤونها ، لأن مثل هذه الأفعال والتصرفات قد تجرنا لما هو أسوأ .

2- لكل ناد كيانه المستقل (الخاص) وليس من حق أي إدارة أو عضو من ناد معين التدخل في شؤون أندية أخرى تتنافس معها ، ويجب التنبيه على ذلك للجميع ونبذ من يخالف ذلك وإبعاده عن المجال الرياضي ، وفي حالة ثبات حدوث أي نوع من التواطؤ أو التخاذل ، فإن الإتحاد السعودي هو الجهة المسؤولة عن مثل هذه التصرفات وإتخاذ القرار حيالها .

3- من أهم الواجبات على اللاعب العطاء داخل الملعب قدر إستطاعته ، وأي لاعب يثبت عليه التخاذل في أداء الواجب فمكانه الطبيعي خارج الميادين الرياضية .

4 – إن التساهل والسكوت عن مثل هذه الحاله قد يدفع لحدوث حالات أخرى أشد مرارة ، فمن يعطي للفوز قد يعطي مرة أخرى للتخاذل (وربما من تحت الطاوله) ، وبما أن التهم توزع مجانا هذه الأيام ، فإننا نستطيع في مثل هذه الحالة أن نتهم لاعبي نادي الرياض بالتخاذل أمام الإتحاد ليمطروا بابهم بعشرة أهداف وذلك تحسبا لما هو حاصل الآن ، خصوصا أن الأهداف توالت في الربع الأخير من الشوط الثاني وبعدما كان الرياض متقدما في الشوط الأول من المباراة .

5- ليس من مصلحة الكرة السعودية السكوت على إثارة البلبلة والإتهامات المتوالية والتي تشكك في مصداقية مسابقاتنا الرياضية وتضعفها ، ويجب الضرب بيد من حديد ونبذ مثل هذه العناصر المسيئة عن مجتمعنا الرياضي بأسره .

6- ما قام به المنتخب البحريني هو واجب وطني ، وشعار الوطن فوق كل شعار ، وما يؤديه اللاعب لمنتخب الوطن يجب أن يتجاوز عشرات المرات ما يؤديه لناديه ، ولا مزايدات على الوطنيه .

.........................................................................

وبعودة لمباراة اليوم مع الإنصار فهي تحتمل 3 أنواع من النتائج (فوز – تعادل - خسارة)

ففي حالة التعادل أو الخسارة لا سمح الله فإن الوضع سيكون طبيعيا ومرضيا (لغير الهلاليين) والأمن مستتب والأقلام في إجازة (حتى النهائيات).

أما في حالة فوز الهلال هذا اليوم إنشاء الله (وهو المفروض والمتوقع) فإن الأبواق (الغوغائيه) ستستمر بالعزف ، وسترتفع حدة صوتها بالتشكيك حسب النتيجة وحجمها ، ولن تتوقف حتى ما بعد نهاية صافرة حكم النهائي .

وإذا فرضنا أن السكوت الذي يقوم به الإتحاد السعودي مقابل ما يحدث من باب (الحلم) وليس (الضعف) ، فإن الإفرازات الحاصلة دليل على عدم صحة هذا المبدأ ، لذلك فالاتحاد السعودي مطالب بالتصدي بقوة وإيقاف هذا النزيف الحاصل في بدنه ، والتشكيك بمصداقية بطولاته ، وما هذه المزايدات الإعلاميه والطهبلة من متسلقي الشهرة وهواه الصيد في المياه العكرة إلا وصمة عار في جبين رياضتنا ، فنحن لم نجن من ورائها غير الشوك ، وما الإفرازات التي آلت اليها كرتنا سوى نتاج هذه التصرفات الهوجاء اللا مسئوله ، حيث شاهدنا الاتهامات بالرشوة تطال منتخبنا السعودي علنا من مسؤولي المنتخب القطري إبان دورة الخليج ، وتبع ذلك إتهام الأخر وبالفم المليان من إداري السد القطري للهلال برشوة الحكم البحريني ، ومن أمن العقوبة أساء الأدب .

وعودة بالذاكرة للماضي القريب ، فلو قارنا بين ما حدث لمدرب النادي الأهلي السابق (لازاروني) (قبل عامين) عندما قام بإشارة بيده فقط بإتهام الحكم بالرشوة وليس عبر وسائل الإعلام ، والقرار الحكيم ذلك الوقت بطرده وعدم السماح له بتدريب أي ناد أو منتخب سعودي ، وما تبع ذلك القرار من إلجام الأفواه (الغوغائيه) فإننا نعرف قوة القرار وحسن الإدارة ونتائج ذلك .

وهنا لنا أن نتوقع ما سيحدث في حالة فوز الهلال مثلا بنتيجة (4) أو (5) أهداف وما هي الاتهامات التي ستوجه له ، وكيف ستسطر المعلقات التي تتهمه بالمحاباة وعدم الاستحقاق ، ورفع درجة الحرارة وتأجيج نار الفتنه حتى انتهاء مباراة الطائي حيث سيأخذ التيار منحى آخر يتوافق مع المرحلة التالية وهي النهائيات .

ويعمد أعداء النجاح على العزف على عدة محاور ، كلها بالطبع ضد الهلال ، فهاهو الرمز النصراوي ما فتئ وبأعلى صوت في التحدث عن كل ما له علاقة بالهلال ولاعبيه ورفع عقيرة الصياح بمحاباته ، وهذا نتاج داء عضال (معدي) لا يرجى برؤه إستمر معه لعده سنوات حتى إستفحل وأصاب كثيرين آخرين من مشجعي ناديه ، وقد شاهدناه مساء البارحه في برنامج صدى الملاعب يتحدث غي عدة نقاط ومواضيع معدة سلفا لخدمة ناديه ، حيث تم الترتيب لمكالمات هاتفيه محدده ومعدة ومعروفه قبلا ، وتم إختيار الوقت والفترة المناسبة للحديث عنها ، وآخر ما شاهدناه الهجوم على صالح النعيمه والإنتقاص منه بشكل غير مبرر ، علاوة على الإتهام بمحاباة اللاعب سامي الجابر والمطالبة بإيقافه أسوه بغيره (كما يقال) إلا دليل على ذلك .

بينما الحقيقة تتجلى في الإنجازات الباهرة والمرعبة التي حصل عليها هذا النجم الذي تعرفه النهائيات كصديق بارز لها ، وأبرع لاعب سعودي يجيد التعامل معها ، فقد ذكرت صحيفة الجزيرة قبل عدة أيام حصول سامي الجابر على 23 بطوله مع الهلال والمنتخب في 15 عاما ، وهو ما يتجاوز عدد البطولات التي حصل عليها نادي النصر خلال 45 عاما أو نادي الإتحاد خلال 75 عاما ، وهنا مربط الفرس .

وهنا ليس لنا إلا التوقف وترديد (ما أطولك ليل) ، وكان الله في عون الجميع على هذا الغثاء الرياضي .

وتقبلوا تحياتي

أزرق هلالي