الخميس 3\5\1429
لن ننساك
مدارس دار العلوم بالرياض أظلمت واستوحشت وخيم عليها الحزن حيث ضجت بالبكاء من الطلاب
والمعلمين ولم يستطع مدرسوها التدريس حيث فجعوا بوفاة طالب الثالث متوسط وكان الخبر كالصاعقة وخبر مفاجأ
إنه خبر وفاة محمد بن خالد الحمد من الصف الثالث المتوسط
قال تعالى: (( كل نفس ذائقة الموت ))
مات محمد
هذا الشاب الذي كان لا يتجاوز عمره (15 ) سنه
ولكن إليك بعض الوقفات اليسيرة عن حياته التي عرفتها عنه من قبل وبعد وفاته
حياته في المدرسة والأيام التي قضيناها سوياً :
كان محبوباً بين أصحابه ومعلميه لأخلاقه العالية كان يصلح بين أصحابه إذا حدثت بينهم أي مشكلة
وكان ينصح زملائه بما ينفعهم في الدنيا و الآخرة
عاش في هذا العالم المنفتح إعلامياً ومع ذلك متمسك بأخلاقه ودينه
لاعب كرة قدم مبدع رشح لمنتخب المدارس و طلبه العديد من الطلاب والمدارس والفرق بل حتى
الأندية ولكن والده أعده لأكبر من هذا
ومع حرصه على الكرة و الرياضة لا ينسى الصلاة في وقتها وهذا الذي سيجده يوم القيامة إنها الصلاة في وقتها
وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم :
(( اغتنم خمسا قبل خمس شبابك قبل هرمك وصحتك قبل مرضك وغناك قبل فقرك وفراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك ))
.. فرحمك الله يامحمد ..
كان مبتسماً دائماً يمزح يناقش يسئل تدمع عينه إذا سمع أن أحداً مات أو مرض كان له أصدقاء
مقربون جداً منه تأثرو بأخلاقه وصفاته وحرصه على الصلاة
وكان آآآآخر عهده بالمدرسة أنه في نهاية يوم الأربعاء وجد طلاب موقوفين عند الوكيل فدخل على الوكيل وقال
بطلبك طلب يا أستاذ مساعد : لا تنقص عليهم درجات وياليت ترجع جوالات الطلاب اليوم أربعاء إجازة و أنت عارف ...
فما كان على الوكيل إلا أن استجاب له ولبى طلبه وقال أحرجتني يا محمد بجيتك خلاص ابشر
يقول عنه المعلمون والله أنه يحرجنا بأخلاقه وآدابه ومرة أحس أنه أخطأ على معلم فذهب وقبل رأسه !!
ويقول عنه الطلاب والله أنه ينصحنا ويوجهنا دائماً
(( وهنا اذكر الحديث الذي رواه البخاري ومسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيما مسلم شهد له
أربعة بخير أدخله الله الجنة ))
وأنا أشهد له بالخير والكل يشهد بذلك هذا هو محمد الحمد في المدرسة .
أما خارج المدرسة وبالتحديد في البيت كالآتي :
يرجع مع أخوه فهد أصغر منه بسنة واحدة
كان فهد أخوه وصديقه في نفس الوقت كل حياتهم سوياً يرجع محمد للبيت ويقبل رأس أمه ويحب يدها
وكذلك مع أبيه يحب رأسه ويده ويقرب من أذن والده وأمه ويهمس دائماً بكلمات قائلاً هل أنتم راضين عني هذا اليوم ..
فيذهب ويغير ملابسه ويرتاح قليلاً ثم يأتي للمطبخ ويساعد أهله في تجهيز الغداء
وعند الغداء يجلس بجانبه أخوه الأصغر فراس ويداعبه ويضاحكه على الغداء وكذلك إبراهيم يحبه كثيراً والجميع يتشوق إليه
يقول والده لقد اعتمدت عليه كثيراً في أمور البيت فهو الابن الأكبر وقد كان كما أردت يلبي حاجت الأهل في كل وقت
كان يوقظ أهله للصلاة حتى صلاة الفجر وكان حريصاً على الصلاة في المسجد وبعد صلاة العصر يأخذ المصحف ويحفظ شيئاً من القرآن في الحلقة حتى حفظ نصف القرآن
ولا أنسى أبناء عمومته وأخواله فكلهم يحبوه ويجلسوا معه كان مهتم لأحد أبناء عمومته وكان مصابِاً
في قدمه وقد ذهب معه محمد للعلاج مرات عدة
وفي قصة وفاته :
انه كان نائماً ليلة الخميس ولما جاء أبو محمد ليوقضه وكان من عادته أنه هو الذي يوقضهم إلا هذه المرة جاء ابوه ينادي محمد !!
فتح الباب !!!!!!!!!!! وأضاء الغرفة ليرى فهد ومحمد نائمان وناداهما فاستيقظ فهد وبقي محمد !!!!!!
ناداه .. !!!!!
لايوجد إجابه !!
قبض والده يد محمد ورفعه فلما رأى وجهه ......
كانت المفاجأة !!!
سارع بنقله للمستشفى وبعد الفحص قال الدكتور
أحسن الله عزائك لقد مــــــات .. مـــات محمد
أكتبها ودموعي على خدي
أكتبها والعبرات تسبق يدي
أخذوه إلى مغسلة الأموات في جامع الراجحي بالرياض غسلوه وكفنوه في قماش أبيض وهذه هي نهاية
الجميع الغني والفقير جئته في المغسلة لأضع آخر القبلات
على جبينه ويده
وسألت المغسل
قال هذا يبشر بالخير لقد مات وهو رافع السبابة سبحان الله أي أنه كان يتشهد قبل موته رحمه الله
تجمع زملائه الطلاب والمعلمين حتى أولياء أمور الطلاب
قد أتوا وأبناء عمومته وأبناء أخواله
وأتى الناس من كل مكان في مسجد الراجحي ولما كبر الإمام التكبيرة الثالثة ..
لم أسمع مع الدعاء إلا البكاء ..!!
وفي المقبرة الكل يشاهد هذا المنظر الرهيب
إنه وضع محمد في القبر
و بدأوا بوضع اللبنات الأخيرة وأقفل القبر وبدأ الدفن وودعنا جسد محمد الحمد ....
(ولم أنـسى موقفنا للوداع ... وقد حـان ممن أحـب الرحيل )
(ولـم يبقى لي دمعة في العيون ... إلا غدت فوق خدي تسيل)
ثم سمعنا من يقول حللوه وأبيحوه ادعوا لأخيكم
والكل يدعي و يلهج بالدعاء حتى أذان المغرب
كما رأيت بعيني هكذا هي الدنيا تدخل من باب وتخرج من الأخر وك:أن شيئاً لم يكن مات كلمة عظيمة
مــات مــات محمد
وتركنا مع هذه الدنيا رحل ولم يودع منا أحد رحل بدون موعد وانقطعت أخباره رحل وتركنا ولم يبقى
علينا إلا الدعاء له وأن نستعد لمثل هذا اليوم فقد نرحل ونموت
كما مات
ولكن هل سنجد مثل محمد هذا الوقت محبوب بين الأصدقاء وطائع لوالديه ويحفظ في صدره نصف القرآن ويحافظ على الصلاة ؟
اترك الإجابة لك ....
اللهم اغفر لأخينا محمد وتجاوز عنه وثبته بالقول الثابت في الدنيا و الآخرة وعافه وأعفوا عنه و أكرم
نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس
اللهم جازه بالحسنات إحسانا وبالسيئات عفواً وغفرانا
وارحمنا اللهم إذا صرنا إلى ما صار إليه اللهم ارزق أهله الصبر والسلوان والثبات في الدنيا والآخرة
أخي الحبيب حاسب نفسك فلا تدري متى آخر ليلة لك !!!!
.. وكيل متوسطة دار العلوم ..
لحظات قصة وداع شاب 
الوضع الشجري
