نعلم تماما أننا سنواجه فريقا قويا جدا إضافة لعامل الفرصتين اللتين كان سيلعب بهما الاتحاد، الرطوبة ومجرد النفسي على اللاعبين نعرف أيضا أنه سيفقدهم الكثير من السوائل، حاولنا تقسيم المباراة حتى نصل لبر الأمان، وخضنا الشوط الأول بحذر وطلبنا من اللاعبين المحافظة على مرمانا حتى لا يسجل الاتحاد وهو ما سيكلفنا جهدا مضاعفا لتسجيل التعادل ثم البحث عن هدف الفوز، في كلتا الحالتين سنفقد المزيد من الجهد والسوائل التي تعتبر مهمة عندما تلعب في مناطق رطبة مثل جدة.
في الشوط الثاني قررنا أن نهاجم الاتحاد وحددنا هدفنا وهو التسجيل لإضافة المزيد من الضغط النفسي عليهم وهو ما تحقق ولله الحمد مبكرا بتسجيل ياسر القحطاني في وقت مبكر وكان بإمكاننا إضافة المزيد لو استغل مهاجمونا الفرص التي سنحت بعد الهدف، حيث وجدنا مساحات شاسعة للوصول لمرمى الاتحاد.
ـ لاحظنا نوعا من التراخي من اللاعبين بعد الهدف.. لماذا؟
الحرص الزائد كان السبب، فاللاعبون حرصوا على عدم دخول هدف لمرمانا ما أدى للتراجع وضغط الاتحاد حيث عادت لهم الثقة وأحسوا بإمكانية تسجيلهم للتعادل، وكنا نؤمن بأنه في المباريات الكبيرة والتي يصاحبها ضغط نفسي وعصبي كبير تسجل الأهداف عن طريق الأخطاء الكثيرة مع فقد اللاعبين للتحكم في أعصابهم وكان ذلك مصدر خوفنا.
ـ صف لي الخيارات التي وضعتموها قبل خوض اللقاء الأخير أمام الاتحاد؟
تفاهمنا أنا وكوزمين على أننا لو سافرنا قبل المباراة بيومين سيكون خطأ غير مغتفر، حيث سيفقد اللاعبون سوائل كثيرة جدا، ما يعني إرهاقهم بدنيا قبل المباراة وهذا خطأ، لذلك اتفقنا على السفر قبل المباراة بيوم حتى نفقد تلك السوائل في المباراة وليس قبلها.
ثم قررنا بعد ذلك طريقة اللعب حيث شددنا على عدم ولوج هدف مبكر في مرمانا أو حتى على الأقل في الشوط الأول حيث سنفقد طاقات اللاعبين لتسجيل التعادل والفوز.
ـ ولماذا غير كوزمين قناعاته ولعب برأس حربة؟
اتخذ تلك الخطوة للضغط على دفاع الاتحاد بسبب سرعة ياسر وليلو وتخفيف الضغط على دفاع الهلال.
ـ هل لعب كوزمين وأنت معه باللقاء؟
نعم، ولكن توفيق الله كان كبيرا، بأمانة كان كل الذي تحقق في الموسم الحالي بفضل الله ثم بفضل قدرات المدرب الكبيرة وهو سبب عودة الهلال بهذا الشكل المميز.
ـ ماذا عن بعض العوامل المساعدة مثل عودة المتألق الدعيع لمستواه؟
في خطط اللعب معروف جدا ثقل حارس المرمى خاصة حارساً مثل الدعيع، نعم كان محمد في أوج عطائه هذا الموسم وساهم بشكل مباشر في توازن الهلال واستطاع بتاريخه وحبه للجميع أن يسيطر على مدافعيه لأنه أعطاهم الثقة وهو محب للجميع لذلك أحبه الجميع، ونصب نفسه نجما استثنائيا مع الهلال إضافة لموهبته والدور الذي قام به منصور القاسم كان إيجابيا جدا مع الدعيع.
ـ ما رأيك فيمن يقول إن الهلال رغم المنافسة لم يقدم المستوى المأمول؟
في كرة القدم عليك أن تحقق النتائج لتبقى بطلا ويذكرك التاريخ، هذا من جهة، ومن جهة أخرى أعتقد أن الهلال نافس على البطولات الثلاث المحلية وحقق اثنتين وخسر واحدة والمستوى جيد، ولا ننسى أن المستوى الذي قدمناه أمام النصر في نهائي كأس الأمير فيصل لم يشفع لنا للفوز بالبطولة وبقي التاريخ للنصر كبطل.
ـ على ذكر النهئي أمام النصر.. لماذا خسرتم لقبا كان من الممكن أن يتحقق؟
لأننا ببساطة لم نسجل.
ـ هل استفاد الهلال من أخطاء العام الماضي حتى عاد في تلك الصورة المميزة؟
بالتأكيد لو عدنا لانطلاقة الموسم الجاري لوجدنا الاهتمام الكبير من قبل الإدارة لتحقيق الاستقرار للفريق الكروي والأولمبي، حيث تم التعاقد مع الروماني كوزمين الذي أعتبره أحد المكاسب المهمة للإدارة الهلالية وكذلك مكسبا كبيرا للكرة السعودية، لما يملكه من إمكانات هائلة كمدرب واعد يملك الكثير من الأفكار والتطلعات والتي تتناسب مع طموحات الهلاليين، وانطلاقا من معسكر تونس رغم الصعوبات حققنا أهدافا مهمة هناك وحتى موعد العودة للرياض.
ـ حدثنا عن تلك المصاعب؟
طبعا بدأنا الإعداد في تونس بدون لاعبي المنتخب الأول والأولمبي، وكان لاعبو المنتخب الأول يشاركون في نهائيات كأس آسيا وبعد نهاية البطولة أعطتهم الإدارة ثلاثة أسابيع للراحة، وهنا طرأت مشكلة جديدة للجهاز الفني الهلالي حيث كان الفريق يتدرب مع مدرب جديد وبلاعبين معظمهم من الاحتياط في حين ينتظرنا دوري أبطال آسيا المهمة والبطولة الخليجية، وعانينا من مشكلة معقدة جدا حيث كان المدرب يعد لاعبين غير أساسيين وننتظر انطلاقة موسم حافل بالمشاركات المتتداخلة، ولك أن تعرف أننا أنهينا معسكر تونس بلاعبين تعلموا من المدرب معظم ما يريد وهم لم يشاركوا أساسيين، فقررنا أن نحضر الدوليين من خلال البطولتين الآسيوية والخليجية وحسب الظروف الصعبة التي فرضت على الجهاز الفني الهلالي ونجحنا في الفوز ببطاقة التأهل في الخليجية، في حين أخفقنا في الآسيوية، بسبب مشاكل اللاعبين العائلية، حيث توفيت والدة محمد الدعيع ثم والد محمد الشلهوب، وفقدنا البطاقة الآسيوية بعد أن لعبنا شوطين (180) دقيقة وفرطنا في التأهل لعدم التسجيل، ما سبب ضغوطا كبيرة على اللاعبين فحاولنا الخروج من المأزق بإعادة الثقة للاعبين وتحضير فريقين لخوض موسم صعب يحتاج للكثير من الجهد والعناصر الجاهزة، وبفضل الله ثم بفضل العمل الجبار الذي قمنا به في الجهاز الفني نافسنا على ثلاث بطولات هامة.
ـ رغم كل ما تتحدث عنه من إعداد مميز وعمل كبير حققه الجهاز الفني كنا نشاهد عيبا غريبا في أداء الهلال وهو إضاعة الفرص السهلة أمام المرمى حتى في لقاء الاتحاد كاد الفريق يخسر بسبب عدم التسجيل.. ما تعليقك؟
أولا عدم توفيق، ثانيا الضغوط التي يتعرض لها اللاعبون من الجماهير والصحافة، ولو تحدثنا بإنصاف فالمدرب يعمل كل ما يستطيع لانتشال اللاعبين من تلك المعضلة، حتى في الفرق العالمية لاحظنا نفس المشكلة، فمثلا كابيللو مع ريال مدريد عانى واشتكى من إضاعة الفرص السهلة رغم تدريبه للاعبين على التسجيل، إذاً هل نقول إن كابيللو مثلا غير مؤهل لأن اللاعبين يضيعون الفرص، أم هل سنقول إن لاعبي الهلال مثلا لا يملكون الإمكانيات التي تساعد لترجمة الفرص لأهداف طبعا لا، لكن ما أود أن أوصله للقراء والمراقبين أن المهاجم يتعرض كثيرا لسوء التركيز وأحيانا للضغط فيفقد التحكم في أعصابه لظروف قد تكون أحيانا عائلية وليس لها علاقة بالنادي أو التدريب لكنها تؤثر بشكل مباشر على اللاعب.
ـ هل مهاجمو الهلال الحاليون يملكون المؤهلات اللازمة لحسم المباريات باستثناء ياسر القحطاني؟
مهاجمو الهلال يملكون الإمكانات العالية وياسر أعطاه الله الموهبة الأكبر بينهم، لكن أود أن أوضح حتى بالنسبة لياسر أو غيره هناك ظروف خارجة عن إرادة اللاعب تؤثر على مساهمته في التسجيل ومنها (أعداؤه) في الرياضة لأن غالبية النجوم لهم أعداء في الرياضة وقد لا يكون ذلك العدو ظاهرا وقد يكون لاعبا منافسا ويتعرض من خلال ما يجده في الملعب أو يحيط به من أجواء مسمومة لضغوطات لا تساعده على التسجيل.
ـ ما تقييمك الحقيقي لمستوى خط الهجوم والدفاع؟
بالأرقام الهلال الأقوى دفاعا ومن الفرق الأكثر تسجيلا للأهداف.
ـ لنقف قليلا عند كلمة (أعداء في الرياضة) هل تعرضت شخصيا لمواقف مماثلة من قبل؟
بأمانة أنا من أكثر الناس حظا في الوسط الرياضي وخارجه لقلة أعدائي، ومع ذلك أعتبر القلة القليلة لا يعجبهم عبداللطيف الحسيني، يكرهونني لأنني صريح جدا، وصراحتي تلك هي التي جلبت لي الأعداء الذين يكرهونها وأصبحوا يكروهونني معها.
ـ هل لك أن تغير تلك الطريقة؟
لا أعتقد أنني في هذه السن سأغير مبادئي.
ـ في مناسبة سابقة حاولت أن توصل رسالة تلفزيونية عبر تصريح في إحدى القنوات بأنك تتعرض لانتقادات غير عادلة في النادي.. هل من إيضاح؟
كانت رسالة واضحة وصريحة وكنت وقتها أستطيع أن أرد على المذيع لكنني فضلت أن يرد ياسر القحطاني على ذلك الشخص الذي حاربني في النادي وأوصلت الرسالة وشعرت بأنني أحرجت ذلك الشخص ولم يعد يتحدث عني بسوء لأن عملي هو الذي يفرض بقائي في النادي وليس الواسطة كما يدعي البعض.
ـ ما حقيقة التصادم الذي دار بينك وبين المدرب باكيتا قبل النهائي الذي خسره الهلال أمام الاتحاد في الموسم الماضي 2ـ1؟
أعتقد أن الأمير محمد بن فيصل ظهر أمام الإعلام وأوضح الكثير حول ما حدث، وسأعود للحديث عن مشكلتي مع باكيتا للتوضيح فقط، فأقول أردت أن أثبت إخلاصي قبل وقوع المشكلة التي أفقدت الهلال البطولة في الموسم الماضي، فنبهت الإدارة للمشكلة التي وضحت مبكرا فقلت للإدارة كان متبقيا على المباراة النهائية ثلاثة أسابيع واقترحت بأن نتدرب أسبوعا في الرياض ونلعب مباراة واحدة ودية، ثم نغادر للعين للتعود على أجوائها المشابهة لأجواء الرياض ونبقى هناك وسيطبق فيه باكيتا ما يريد بعيدا عن الشحن العصبي على أن نعود للرياض قبل المباراة بثلاثة أيام، هذا كان رأيي.
ـ ماذا عن رأي باكيتا؟
اقترح أن نغادر للعين ونقيم معسكرا لمدة ثلاثة أسابيع ونعود للرياض قبل المباراة مباشرة وشدد في طرحه على أنه يريد إبعاد اللاعبين عن الجماهير والإعلام وحتى يركز اللاعبون جيدا وأوضح أنه يريد من اللاعبين عدم إهدار أي وقت بعيدا عن أجواء النهائي، ولم أكن ضد مقترحه لأن العودة لو تمت قبل المباراة بقليل أعطيتها 5 % من الخطأ.
ـ وأين كان الخطأ؟
في التمارين الطويلة جدا التي فرضها باكيتا في العين حيث استنفد جهد اللاعبين تماما خاصة مع نهاية موسم وزاد الطين بلة أنه كان يجري تقسيمات على ملعب كامل، وهذا يعتبر من أحمال التدريبات العالية جدا على اللاعبين ويخسر اللاعب جهدا يعادل جهد مباراة كاملة، وأبلغته بأنه مخطئ وأبلغت الإدارة بذلك ولم يتغير شيء حتى حصل ما شاهدناه في المباراة النهائية حيث انتهى الفريق بأكمله قبل نهاية المباراة بربع ساعة وخسرنا اللقب.
ـ هل كان تصرفك سليما عندما وشيت للإدارة بالمدرب؟
بأمانة مهنياً لم يكن تصرفا مقبولا لأنه زميل مهنة، لكن الواجب كان يقتضي مني أن أضع الإدارة في الصورة.
ـ وماذا لو نجح باكيتا وخطف اللقب آنذاك؟
سيعتبرني الجميع (أجهل) مدرب لياقة وباكيتا أنجح مدرب كرة قدم في العالم.
ـ هل كان باكيتا مدربا مميزا في عمله الفني حتى يحقق كل تلك النجاحات السابقة؟
في الحقيقة علينا أن نعلم أنه في علوم كرة القدم العمل الفني اجتهادي بينما العمل اللياقي علمي.. ومن الممكن أن يضع المدرب تشكيلا خاطئا ويحقق الفوز ويحظى بالإشادة والعكس أيضا صحيح، بينما لا يمكن لمدرب لياقة أن يجتهد إطلاقا، ولو حدث ذلك فسينقلب الوضع على الفريق لياقيا.
ـ بودي أن نقف هنا قليلا.. هل تتدخل كمدرب لياقة في وضع برنامج المباريات عندما تختلف ظروف الطقس؟
بالتأكيد، فمثلاً لا يمكن أن تغادر لمنطقة رطبة وتتدرب فيها قبل خوضك مباراة بأيام، فيما عليك أن تضع المدرب في الصورة إذا كنت ستلعب في منطقة مرتفعة كما في أبها مثلاً حتى لا يختنق اللاعبون بسبب نقص الأكسجين، كلها من اختصاص مدرب اللياقة، ويجب التفاهم مع المدرب الرئيسي لوضع حلول، وإذا حصل تفاهم تستطيع أن تعرف طاقة كل اللاعبين في المباراة كما حصل معنا أمام الاتحاد.
ـ حسناً في منتصف الموسم الماضي أيضا استدعاك البرازيلي سيريزو لمساعدته في العمل مع الهلال وفجأة ثارت مشكلة جديدة.. ما تعليقك؟
سأروي القصة كما حدثت تماماً حتي يقرر المتلقي من كان المخطئ ومن كان على صواب.. بعدما تركت العمل في نادي الشباب اتصل بي الوسيط عبدالمجيد العبدالكريم وهو وكيل أعمال المدرب سيريزو وطلب مني مقابلة سيريزو، ثم التقينا فعلاً في مقر سكنه وطلب مني سيريزو العمل معه وأوضح لي أن أشخاصا برازيليين امتدحوني ورشحوني للعمل معه، وبحكم تركي لنادي الشباب أكد لي أنه يرغب في أن أعمل معه، فرفضت العرض، وشرحت له أنني أرغب في الراحة بعد العمل في نادي الشباب، ثم أكدت له بأنني لو وافقت على العمل معه في ذلك الوقت سأتحمل (وزر) عمل لم أكن قد شاركت فيه من البداية حيث تسلم هو الهلال في أواخر الموسم الماضي ما يعني تحملي لمسؤولية تخص غيري، وعرضت عليه أن يتواصل معي في أي حال يحتاج فيه للمساعدة بحكم أنه مدرب جديد على السعودية، ووافق.
ـ أليس ذلك الأمر فيه نوع من الغرابة حيث تمسك بك سيريزو وأنت رافض العمل معه؟
الرجل كان واثقاً في البداية وواصل مساعيه لأوافق على العمل معه وفجأة اتصل بي عضو مجلس الإدارة حسن القحطاني وأكد لي أن سيريزو طلب التعاقد معي بشكل رسمي فوافقت ثم عملنا سوياً ثلاثة أيام فقط وبعدها (تغير 180 درجة)، ولا أخفيك مارس الرجل معي أسلوبا سيئا حيث لم يعد يتكلم معي ولا يخبرني بالتمارين التي سنقوم بها وتجاهلني ثم أخبرني بأنه لا يحتاجني في المباريات كمساعد كما طلب مني عندما تقابلنا لأول مرة وأخبرني أنه قرر بقائي في المدرجات، فقررت التحدث لنائب رئيس النادي آنذاك طارق التويجري وأخبرته بأنني (منسحب) من الجهاز الفني ولن أكمل.
ـ ماذا كان رد التويجري؟
طارق استغرب طبعا وطلب مني التريث حتى معرفة خلفيات الوضع بشكل عام، وبعد فترة وجيزة وصلني أن سيريزو تأثر بكلام شخص قال له (الحسيني جاء لإقالتك من منصبك وأخذ مكانك في تدريب الفريق)، تفاجأت بصراحة وتحدثت مع سيريزو لإبراء ذمتي فقط وذكرته بأنه هو من طلب مني العمل معه فكيف أفكر في إقالته وأنا كنت أعمل تحت إشرافه، للأسف لم يصدقني حتى تمت إقالته من قبل إدارة الهلال وحضر باكيتا فشعر بأنه ظلمني لكن بعد فوات الأوان.
ـ من كان وراء تلك الشائعة القوية والتي خلقت الفجوة بينكما؟
هو قال لي إن هناك أشخاصا يعملون في الهلال أخبروه بنيتي، واستغربت لأن المفروض أن يكون لشخص مثله طريقة خاصة في التفكير.
ـ هل خططت لتصبح مدرباً أول في يوم من الأيام؟
إطلاقاً ولو فكرت كنت سأستغل الفرص التي منحتها لي إدارة الشباب وغيرها، صدقني أحببت عملي كمدرب لياقة ودرست وحصلت على شهادتي لأبدع في ذلك المجال لأنه تخصصي.
ـ هل خسرت الكرة السعودية مدرباً مثل سيريزو بحكم سمعته الجيدة كمدرب ينتظر أن يبرز مستقبلاً؟
لم أعمل معه بعد حتى أحكم على عطائه، لكن بأمانة الهلال كان يؤدي جيداً في مباراة الوحدة ثم بدأ الفريق في الانحدار ولم يعد هناك مستوى، وقراءتي للموقف كالتالي: بحكم أن سيريزو حضر في نهاية الموسم كان اللاعبون مجهدين ولم يكن يعرف إمكانات اللاعبين واضطر إلى تمديد أوقات التمارين حتى يعرف اللاعبون طريقته فأرهق اللاعبين بسبب الجهد البدني المضاعف فهبط مستوى الفريق بشكل عام.
ـ هل تعتبر تلك المواقف أحد المشاهد المؤلمة في الوسط الرياضي؟
بالضبط، وإن كنت لا أتمنى حصول مثل ذلك لأن في الوسط الرياضي أيضاً شرفاء وغير شرفاء، وعلى العموم في الموسم الماضي نفسه تعرضت شخصياً لهجوم عنيف من كثيرين فكتب من كتب وانتقدوني ووصفوني بأشياء غريبة ولم أنزعج لأنني لست أكرم من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ـ ما الذي ساعدك لتحقيق تلك الخطوات الناجحة مع المدرب الحالي كوزمين؟
بصدق لأن كوزمين (متعلم) والمدرب المتعلم يساعد العاملين معه كثيراً لإنجاح العمل، والنجاح تحقق بعد توفيق الله لنا جميعاً بفضل كوزمين حيث إنه العقل المدبر وهو من يضع برامج وخطط العمل، والحسيني ومن معه ننفذ فقط، وهنا يتأكد كلامي بأن على الأندية التي ترغب في تطوير قدرات لاعبيها أن تبحث عن التعاقد مع مدربين (متعلمين) لأن كرة القدم اختلفت وباتت لا تتسع لـ(الجهلاء).
ـ كيف تستطيع الإدارة الهلالية المحافظة على المكتسبات التي حققها كوزمين مع الفريق؟
من خلال قربي من عمل المدرب لاحظت الفرق الكبير بينه وبين آخرين وهو شاب لم يتخطَ الـ(38) بعد، ما يعني أنه طموح ويملك الكثير لذلك أرى أن على الإدارة الهلالية التمسك به لعامين مقبلين حتى تظهر بصمات عمله بشكل كامل، وهو يحتاج الوقت لترسيخ المفاهيم التي عملها للاعبين في الموسم الحالي، رغم تداخل المسابقات والظروف الكثيرة التي ساهمت في تعطيل مسيرة الهلال كثيراً، وهو مكسب للكرة السعودية بفضل عقليته المتطورة في التدريب.
ـ بحكم عدم الرضا عن الأجهزة الفنية (سريعاً).. هل تتوقع أن تتمسك الإدارة بكوزمين وهو الذي تلقى الكثير من العروض مؤخراً؟
إذا رغبت الإدارة في إعطاء الهلال هويته الفنية فيجب بقاء كوزمين لأنه مدرب متمكن ويملك الخاصية التي تساعد لاعبي الهلال على الإبداع.
ـ كيف هي شخصية الرجل في عمله مع مساعديه؟
شخصية قوية ويملك الأدوات اللازمة للإقناع ويكفي أنه محاضر في رومانيا رغم سنه المبكرة.
ـ هل أنت مع التوجه الحالي لمعظم المدارس الكروية في العالم حيث الاعتماد على مدربين شباب؟
نعم ولو لاحظت في أوروبا ستجد مدرب كل من برشلونة ـ ريال مدريد وحتى منتخب ألمانيا سواء المدرب السابق كلينسمان أو خلفه كلهم شباب، هناك اعتماد على طرق تدريبية حديثة بحيث يكون المدرب (شاباً) وذا عقلية قريبة من سن اللاعبين، فيما الجهاز الفني المساعد من كبار السن حتى يضعوا للمدرب الخطط التطويرية اللازمة لشخصية الفريق ويقوم هو بوضع الخطط الفنية التي سيعتمدها في اللعب، هذه هي كرة القدم الحديثة لم يعد العمل الارتجالي موجودا، هناك عمل منظم ومدارس كروية تعمل باقتدار.
ـ هل الفريق الذي حقق بطولتين للهلال هذا الموسم قادر على الاستمرار لسنوات طويلة؟
سأكون أكثر وضوحاً معك، الهلال أصبح الآن أكثر فريق سعودي مؤهل لحصد البطولات في السنتين المقبلتين كلها وليس مجاملة، لأن الطفرة التي يعيشها الهلاليون بهذه القاعدة الشابة تستطيع بإذن الله أن تتمسك بعرش البطولات لسنوات أكثر، وشخصياً أؤكد لكم أن الهلال يملك ثلاثة فرق جاهزة لخوض غمار أي بطولة باقتدار وسترون حقيقة ما أقول في الأيام المقبلة.
ـ كيف حظيت بهذه الثقة من الإدارة الهلالية لموسمين.. علماً أن الأجهزة الفنية لا تدوم لدينا طويلاً؟
للأمانة استمراريتي في الجهاز الفني كانت لـ(أمانتي) أولاً ثم للدعم الذي تلقيته من الإدارة للمدرب الوطني وهو عمل تشكر عليه، ورغم توضيحي للإدارة أن المدرب المقبل يجب أن يأتي بالجهاز الفني المساعد له بمعرفته وهو الصح، وعندما تمسكت الإدارة ببقائي طلبت منهم أن أكون مستشاراً فنياً لمناقشة المدرب، ومن المعروف أنك عندما تكون مسؤولاً تستطيع الحديث مع المدرب دون عوائق، وأفهمت الإدارة أنني إذا كنت مساعداً في الجهاز الفني سيكون فوقي مدرباً أولاً مسؤولاً وأنا ضمن ذلك الطاقم وقد يعيق ذلك عملي، وكما نعلم فإن الأمانة في التدريب بأن أقول للمدرب على الأخطاء التي تقع فقط دون علم الإدارة، وأنا هنا أعترف بأنني (تجاوزت) الأمانة التدريبية عندما أخبرت الإدارة بأخطاء باكيتا آنذاك لكن المصلحة العامة كانت تقتضي ذلك، طبعاً كان هدفي من ذلك الطلب أن أكون (همزة وصل) بين الإدارة والمدرب، فرفضت الإدارة لقناعتها بعملي وحتى بعد وصول كوزمين قلت له شخصياً أتمنى أن تحضر مدرباً للياقة معك بدلاً مني، لأن ذلك هو التصرف الاحترافي الحقيقي فرفض كوزمين وطلب بقائي معه.
ـ ماذا كانت ردة الفعل لدى كوزمين؟
طلب بقائي معه، وهي شهادة أحمد الله عليها ورد على من قال إنني أعمل في الهلال بفضل الإدارة أو الواسطة، وحالياً أعيش إحدى أفضل مراحلي التدريبية مع هذا المدرب، وبيننا درجة كبيرة من الاحترام والقناعة في العمل وتناغم فوق الممتاز، وكثيراً ما يدور بيننا نقاش حاد لمصلحة الفريق والثقة متبادلة والصدق في العمل موجود، وهو شخص متقبل لأنه مدرب (متعلم)، وأهديه كل بطولة حققها الهلال هذا الموسم.
ـ أمامكم البطولة الأهم في الموسم الرياضي المحلي.. كيف تنظرون لبطولة كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال التي انطلقت قبل أيام؟
بطولة مهمة وهي تتويج لجهد كل الموسم، وبطولة ستقام للمرة الأولى والهلال مع لاعبيه يعشق الأولويات وهي تعني الشيء الكثير لنا جميعاً وهي طبعاً بطولة غالية، وسيشرفها خادم الحرمين الشريفين، إضافة إلى أنها تتويج لجهد الهلال الذي لعب كل نهائيات الموسم الحالي وينتظر البطولة الأخيرة.
ـ ما حساباتكم لهذه البطولة؟
أن ننافس وبقوة، والفريق جاهز ويجب ألا يعتمد لاعبو الهلال على كونهم أبطال الدوري أو أنهم ليسوا بحاجة لبطولة جديدة، علينا أن ننسى أفراح الدوري وكأس ولي العهد ونعمل لخطف اللقب الأغلى كأس خادم الحرمين الشريفين.
ـ هل قررت فعلاً أن تختم الموسم الحالي باعتزالك فعلاً؟
نعم، وقد أخبرت الإدارة الهلالية برغبتي.
ـ لماذا أعلنت الاعتزال في الوقت الراهن؟
لرغبتي في الراحة بعد عناء 12 عاماً متواصلة من العمل في الأندية أعتقد أنها كانت مرهقة لي وأبعدتني عن عائلتي وأمور أخرى أبعدتني فترة العمل الطويلة عن ممارستها.
ـ ألم يكن وقـتك منظماً مثـــلاً حتى تتخلص مما تقول؟
للأسف حتى لو كان الوقت منظماً لا أستطيع أن أقوم بكل شيء، فمثلاً ينتهي الموسم ويكون الوضع يتطلب التحضير وعمل برنامج الموسم المقبل.
ـ هل تشعر بأنك حققت معظم طموحاتك؟
أحمد الله في الفترة التي عملت فيها حققت البطولات مع كل الأندية تلك، وعموماً اعتزالي ليس نهائياً حتى الآن وهناك محاولات لإزالة بعض الظروف من طريقي، لكن بالنسبة للعام الحالي سأتوقف لسنة واحدة حتى أنهي ارتباطاتي، وقد أعود في العام المقبل للعمل في المجال الرياضي، ولا أدري هل سيكون في تخصصي أم في قطاع رياضي آخر!
ـ هل ستتجه للمجال الصحفي مثلاً؟
لا أدري حتى الآن، قررت الاعتزال فقط.
ـ حسناً هل بقي في خاطرك شيء لم تقله بعد؟
أقول لكل شخص يتمنى النجاح في حياته بعد توفيق الله، عليك أولاً: أن تحب العمل الذي تقوم به وتضحي من أجله.. ثانياً: الصدق في العمل مع الناس.. ثالثاً: لا تسعى لأخذ حق الآخرين، وارضَ بما كتبه الله لك.
الوضع العادي
