حدثنا من لانثق به -بالعامي بكاش- قال:جلسنا على سفرة طعام فجئ بدجاجةفلما طعمناها قذفناها
كباكب في القليب فما نطقت ولو نطقت لربما قالت :واحسرتاه واخجلتاه انا دجاجة ابنت الديك فلان
ألقى ههنا واخجلتاه
خليلتي انني صحبت دهرا قلبا
عجبت حتى لاأرى لصرف الدهر عجبا
فقست سبتا عندما ولى جمادي رجبا
وهاأنا ألقى ههنا فلا عدمت السحبا
حدثتني والدتني انها حملت بي فياأخفه من حمل فوضعت البيضة فماأسهله من وضع ثم فقست فيا
ألطفه من فقس فنعم الفقس ونعم الفاقس
كان أبي ديكا مهيبا عظيما اشتهربين قومه بحسن صوته حتى لقبوه :بشير الصباح
نشأت في بيت عز وشرف ونسب وكبرت على هذا وكنت أحمد الله على حسن السيرة محمودة الخبر
كنت اذكر بعض الاحيان اني أجلس لوحدي وأناجي نفسي وأقول وادجاجاة مأازهد الحياة كأنني
ماعشت عمري غير يوم مفرد بالأمس كنت بيضة ففقست فركضت هنا وهنا فشببت فلعبت هنا وهنا
وكنا أؤمل الحيا آمالا وأروأرجو نتاجها فالآن قضي الأمر فما أزهد الحياة.....
تمر في مخيلتي الاف الصور ..كأنني ماعشتها قط ..يلحقني طفل ينتف ريشي ..دودة هربت
نقاربين ديك وديك ...ليال باردة ..مطر ..حجارة ..حوش ..ماء ...وادجاجاة...
هل أنقضى ذلك العمر الجميل ؟
خليلي انه ليس الهوى غيرالهبا يفنى الدجاج كله أما وأبا
يفنى العشيقان اللذان عشقا طيش الصبا خليلتي إنني أصبحت دهرا قلبا
وأنا أتذكر قول الشاعر العربي القديم.........:
كل الدجاج وإن طالت سلامته يوما على صحفة حدباء محمول
وانتهى بي المطاف الى كرش بني البشر