بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


ادري غثيتكم بالمقالات بس بصراحة لفتت نظري هذي القــصــة




الاربعاء 25 ربيع الاول 1429 هـ الموافق 2 أبريل 2008 م

عبدالرحيم محمد الميرابي

ظلمتها العميدة فنصرها الملك

تقدمت الخريجة الحاصلة على درجة البكالوريوس مع مرتبة الشرف إلى عميدتها بطلب للالتحاق بوظيفة على بند الساعات، فقالت لها: سأوظفك تحت التجربة، فإن وجدتك غير صالحة للعمل سأستبعدك وأوظف غيرك "وكأنها مبيتة النية باستبعادها من الوظيفة قبل الحصول عليها" ثم طلبت منها تسجيل أرقام هواتفها للاتصال بها.
مرت الأيام والأسابيع والأشهر ولم يتصل بها أحد، فذهبت إلى العميدة تسألها عن مصير طلبها، فأجابتها بأن الوظيفتين المتاحتين تم شغلهما بمتقدمتين أخريين تفوقانها في النسبة المئوية.. عادت الخريجة إلى منزلها مؤمنة بقدرها، لكن المفاجأة عندما علمت أن اللتين قبلتا على هاتين الوظيفتين هما زميلتاها المتخرجتان معها من نفس القسم وفي نفس الفصل الدراسي وبنسبة مئوية أقل منها بكثير جدا، وذلك حين اتصلت الخريجة المظلومة بإحدى زميلتيها تسألها كيف تم قبولكما بينما نسبتاكما تقلان عن نسبتي بكثير؟ فأجابتها بكل افتخار بأن الوظيفتين كانتا محجوزتين لهما من قبل عمادة الكلية قبل أن تصل من الوزارة إلى إدارة كليات البنات، فاتصلت على الفور بإدارة كليات البنات، فأجابها أحد المسؤولين بأن هذا الفعل يخص العميدة، وليس لنا علاقة بالموضوع، ثم ظهرت مفاجأة أكبر، حين اكتشفت الخريجة أن العميدة لم تضع ملفها ضمن ملفات المتقدمات للمفاضلة وربما حذفت ملفات أخرى لمتفوقات أخريات.
هنا رفعت الخريجة يديها إلى السماء وقالت: يا الله.. ثم واعبد الله، وما إن بلغ صوتها عبدالله حتى استجاب لطموحها وإرادتها بعطفه وإنسانيته بفضل ما أنعم الله به عليه من حنان أبوي لكل أبناء وبنات شعبه. وتقديرا لتفوقها أتاح لها الابتعاث إلى إحدى كبريات الجامعات الأوروبية للحصول على درجتي الماجستير والدكتوراه، هنا بكت هذه الخريجة بكاء شديدا فاختلط الطموح بالدموع، ثم رفعت يديها إلى السماء ثانية وقالت: اللهم انصر من نصرني واعف عمن ظلمني، ثم تناولت قلما، وكتبت إلى عميدتها الرسالة التالية:
"سيدتي العميدة: أنا لا أشكو إليك نفسك بقدر ما أطلب من الله أن يسامحك ويهديك لنور الحق وضياء العدل، أما أنا فلو كتب لي النجاح، وعدت يوما إلى وطني وأراد الله لي أن أصبح عميدة أجلس على نفس كرسي الأمانة والمسؤولية الذي تجلسين عليه أنت الآن، فسأكون قد تعلمت درسا ألا أظلم أحدا.. والسلام".

-----------------------------


[ مـلك الإنـسانـية]